فكرة سياسية ثقافية قوامها الاعتقاد بأن الشعب العربي شعب واحد، تجمعه روابط مشتركة تتمثل في اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح الاقتصادية؛ بما يتيح قيام دولة عربية واحدة تمتد من المحيط إلى الخليج.
بدأ التشكل الفكري لحركة القوميين العرب مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ووصلت الحركة إلى ذروة تأثيرها ونجاحها، على الصعيدين النظري والعملي، في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وتجسدت رؤاها الأكثر تنظيمًا وأهمية في الفكر الناصري والتيار البعثي، وأسفر ذلك الحراك الإيجابي عن قيام تجربة وحدوية قصيرة بين مصر وسوريا، فيما عُرف باسم الجمهورية العربية المتحدة، امتدت بين فبراير 1958 وسبتمبر 1961، وانتهت بالانفصال وسقوط الدولة.
تبرز في مسيرة الحركة القومية العربية عدة اتجاهات فكرية، تتوزع بين اليسارية والدينية والليبرالية والوسطية، ولقيت نظرية القومية العربية معارضة قوية من الاتجاهين الليبرالي التقليدي والديني المتشدد؛ ذلك أن القوى الليبرالية ترى فيها تهديدًا حقيقيًّا للدولة الوطنية العصرية، أما التيار الديني المحافظ فيشكك في نوايا القوميين العرب ويتهمهم باستنباط واستلهام أفكارهم من الثقافة الغربية، وثمة فريق إسلامي يرى في الوحدة العربية مدخلاً لبناء الدولة الإسلامية.
تأثرت القومية العربية، نظريًّا وحركيًّا، بهزيمة الأنظمة التي تبنتها في المواجهة العسكرية مع إسرائيل، يونيه 1967، فضلاً عن فشلها الداخلي في تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي. وفي هذا السياق، يمكن القول إن كل نجاح تحققه الحركات الإسلامية يسحب من رصيد الأفكار القومية ويؤثر على شعبيتها وانتشارها.