إيران تسحب قواتها من سوريا.. خلاف مع روسيا أم فشل ميدانيا؟
الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 12:08 م
طباعة

مع ارتفاع قتلي في صفوف الحرس الثوري الايراني في سوريا، كشفت تقارير استخباراتية دولية أن طهران بدأت في سحب قوات النخبة٬ أو ما يسمى بـ"الحرس الثوري الإيراني" من "العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سورية".
سحب قوات الحرس الثوري:

وأشارت وكالة "بلومبيرج" الأميركية أنه "من بين الأسباب الرئيسية لهذا الانسحاب الإيراني الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الإيرانية في سورية خلال الشهرين الماضيين٬ وبالتحديد منذ بدء العملية العسكرية الروسية هناك.
ونقلت "بلومبيرج" عن الاستخبارات الأميركية معلومات مفادها أن "قائد فيلق القدس في حرس الثورة الجنرال قاسم سليماني أصيب بجراح٬ وربما قتل خلال معارك في ريف حلب" كما نقلت عن روبرت فورد٬ السفير الأميركي الأسبق في دمشق٬ قوله إن "المذبحة الاقتصادية" التي تعرضت لها إيران لعبت دورا رئيسيا في انسحابها من العملية مع روسيا في سورية.
ويلفت فورد إلى أن "حجم الإنفاق من الجانب الإيراني على الأسد كان كبيرا جدا٬ بصورة غير متوقعة".
خلافات روسية ايرانية:

وارجع خبراء عسكريون سوريين معارضون الي سحب طهران لقوت الحرس الثوري من سوريا لوجود خلافات بين ايران وروسيا في الملف السوري وخاصة في سير المعارك علي الارض، وأّكد العقيد عبد الجبار العكيدي٬ القيادي في الجيش السوري الحر٬ أن "الهجمة البرية التيُتشن على ريف حلب الجنوبي يقودها عناصر إيرانيون أو تابعون لإيران كـ"حزب الله" والميليشيات العراقية والأفغانية"، لافتا إلى أن "النظام انهار في المنطقة ولم يعد لديه جنود يخوضون معارك هناك".
وقال العكيدي:" هناك خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين٬ وهو ما يبدو واضحا لنا خلال تنصتنا على محادثاتهم"، مشيرا إلى أن "الروس كانوا يعولون على تحقيق الإيرانيين تقدما كبيرا وفعليا على الأرض كونهم مدعومين بآلاف الغارات الجوية الروسية٬ وقد سعوا لأن يحصل ذلك قبل مؤتمر الرياض أو مؤتمر نيويورك٬ وهو ما لا يمكن أن يحصل".
تهديد المصالح الايرانية:

فيما نشر مركز دراسات الدبلوماسية الإيرانية الذي يعد أحد أهم المراكز الإيرانية، تقريرا بعنوان "إيران والمنطقة والخطر الروسي"، ناقش فيه مناطق نفوذ إيران في المنطقة العربية، وتناول صعود نجم روسيا على حساب المصالح الإيرانية.
ووفقا للمركز الدبلوماسي، فإن "واحدة من أهم الانتقادات اللاذعة الذي يوجهها النقاد الأجانب والمحليين الأمريكيين إلى الإدارة الأمريكية، هي تسليم العراق إلى إيران بعد انسحاب القوات الأمريكية من أراضيه، حيث أحكمت إيران قبضتها عن طريق تنظيم مراكز التأثير والنفوذ في العراق وضبطها".
وأضاف أن إيران "استطاعت عن طريق اثنين من أهم العناصر الأساسية أن تبسط نفوذها على العراق، وهما العنصر المذهبي والعرقي، حيث استطاعت إيران من خلال بناء العلاقات الاستراتيجية الدينية والعرقية مع الأكراد والشيعة فرض نفوذها الكامل على العراق، وبذلك منعت المنافسين الإقليميين لإيران من التغلغل والتدخل السلبي الذي يهدد مصالحها في العراق".
ولفت إلى أن "عمق النفوذ الإيراني في العراق واليمن وسوريا واليمن يشير إلى أهمية الدور الإيراني الفاعل في المنطقة، حيث أصبح جميع اللاعبين الإقليميين لا يستطيعون تغيير مسار التحولات السياسية في هذه الدول دون موافقة طهران، وأخذ مصالح إيران القومية بعين الاعتبار".
وبحسب تقرير المركز، فإنه "خلال الأشهر الستة الماضية على الأقل، لم يتواجد أي لاعب إقليمي يهدد هذا النفوذ الذي وصلت إليه إيران في السنوات الماضية، ولكن بدأت روسيا تتحرك بشكل قوي داخل الساحة السورية، ومن المتوقع أن تتدخل تدريجيا بشكل يهدد المكانة الإيرانية، ويصبح الوضع لصالح موسكو على حساب إيران في سوريا".
وقال: "في أفضل الحالات، إذا ما فرضنا أن العلاقات الإيرانية مع روسيا استراتيجية وحيوية، فإن إيران لا يمكن أن تضمن مصالحها القومية على ضوء ما يحدث من تدخل روسي واسع، خصوصا في مناطق النفوذ الإيراني في المنطقة"، وفق المركز الإيراني.
ارتفاع الخسائر:

الحديث عن خلاف روسي ايراني في الوضع الميداني، يأتي مع تناقل وكالات الأنباء طيلة الشهرين الماضيين أخبارا كثيرة وبصورة شبه يومية حول مقتل إيرانيين في سورية من عناصر وضباط وقوات النخبة الإيرانية٬ الذين يشاركون بصورة مباشرة في العمليات القتالية في غالبية المدن السوري.
وبلغت خسائر إيران في سوريا خلال الأشهر الأخيرة نحو 500 عسكريًا، بينهم نحو 30 من القادة رفيعي المستوى، بحسب وسائل إعلام الإيرانية وأخرى تابعة للمعارضة السورية.
وتنفي طهران رسمياً مشاركة قوات تابعة لها في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، وتصف الذين يُقتلون في تلك المعارك بـ"المتطوعين"، كما تصف من يقتلون من قوات الحرس الثوري بـ"المتقاعد"، أو"المستشار".
وكان قاسم سليماني٬ الذي يوجد في سورية بشكل شبه دائم٬ قد زار جبهات القتال في حلب لوضع خطط العمليات والإشراف عليها بشكل مباشر٬ وخلال زيارته الأخيرة في شهر تشرين الثاني الماضي٬ تعرض موكبه لهجوم٬ وفق ما أكدت مصادر المعارضة.
الحضور الايراني:
يبدو ان خلافات قائمة بين روسيا وإيران حول ادارة الملف السوري وخاصة الميداني، في ظل فشل القوات الايرانية في تحقيق نتائجة واضحة خلال السنوات الماضية وتراجع قوات الجيش السوري وسيطرة المعارضة المسلحة علي الارض وهو ما ادي الي التدخل الروسي عسكريا، وهو ما يعطي لموسكو الكلمة الأولي والنهائية علي قرار المشهد السوري ويؤدي الي تراجع الحضور الايراني عسكريا في سوريا وهو ما يهدد مصالحها السياسية.. فهل سيشهد التراجع العسكري الايراني في الشام تراجع سياسي ام أن روسيا ستكون ضامنة لمصالح الايرانية في سوريا.