مقتل قائدين بقوات التحالف قبيل وقف إطلاق النار في اليمن
الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 05:46 م
طباعة

نعت قوات التحالف الضابطين الشهيدين السهيان والكتبي قبيل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، وسط ترقب لحوار جنيف 2 بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
الوضع الميداني:

على الصعيد الميداني، نعت قوات التحالف العربي المشتركة في اليمن العقيد الركن السعودي عبدالله بن محمد السهيان، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية.
وذكر التحالف أنهما استشهدا فجر الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز ضمن عملية "إعادة الأمل" باليمن.
وكان العقيد عبدالله السهيان كرم من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بوسام الشجاعة، لدوره الريادي خلال عملية تحرير عدن والمحافظات المجاورة من الميليشيات الانقلابية.
وفي سياق آخر شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الاثنين، غارات على مواقع للمتمردين، في مناطق متفرقة داخل مدينة تعز جنوبي اليمن.
وفي وقت سابق، قُتل وأصيب 53 من الحوثيين في اشتباكات مع الجيش الوطني اليمني وقوات المقاومة، وقصف من طائرات التحالف في منطقة المغنية بمديرية القبيطة، على الحدود بين لحج وتعز.
تمكنت القوات المسلحة اليمنية، بفضل دعم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من تحرير 70% من الأراضي اليمنية، إضافة إلى النجاح في إتمام أحد أهداف "عاصفة الحزم" ألا وهي استعادة الشرعية في مدينة عدن.
فيما أفاد مستشار رئيس هيئة الأركان والناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد سمير الحاج بأن القوات اليمنية تمكنت من تحرير 70% من الأراضي اليمنية بفضل دعم قوات التحالف العربي، مشيراً إلى أن أحد الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم تحقق من خلال استعادة الشرعية الموجودة حاليا في عدن.
وقال الحاج، في حوار أجرته معه "عكاظ" السعودية، إن معركة تعز رغم كل صعوبة تضاريسها بدأت ولن تتوقف حتى يتم دحر المليشيات منها، مؤكداً أن تحرير محافظتي مأرب وصرواح المتاخمتين للعاصمة صنعاء على وجه الخصوص سيؤدي بالضرورة لتحرير محافظتي الجوف وصنعاء.
فيما أصدر الأمير «محمد بن نايف بن عبدالعزيز»، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، اليوم الاثنين، قرارا بمباشرة قوات «الأفواج» الأمنية، مهامها في حرب العصابات بالمناطق الجبلية الحدودية، في إشارة على ما يبدو لمشاركتها في حماية الحدود الجنوبية مع اليمن، التي تتسم بوعورتها الجبلية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، إنه «صدر قرار من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بمباشرة قوات الأفواج الأمنية لمهامها في حرب العصابات بالمناطق الجبلية الحدودية، وتخويلها صلاحيات رجال الأمن في الضبط، والقبض، والتفتيش، والمطاردة، وإطلاق النار وذلك وفق الإجراءات النظامية».
وقف إطلاق النار:

يدخل اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، قبل ساعات من بدء مفاوضات في سويسرا بين طرفي النزاع، بحسب ما أفاد مسؤولون حكوميون اليوم الاثنين.
وقال معين عبدالملك، أحد أعضاء الوفد الحكومي إلى المفاوضات، إن "وقف إطلاق النار سيبدأ من الساعة 12 مساء الاثنين"، وهو ما أكده أيضا مصدر مقرب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وتُجري الأمم المتحدة الترتيبات النهائية لعقد جولة المحادثات لحل الأزمة اليمنية، والتي من المقرر أن تنطلق غدا الثلاثاء في سويسرا بمشاركة وفدِ الحكومة ووفد الانقلابيين، الذي يضم ممثلين للحوثيين والمخلوع صالح.
قبل ذلك أشار السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعلن اليوم الاثنين وقفَ إطلاق النار، وأن دخوله حيز التنفيذ سيبدأ منتصف الليلة القادمة.
ورغم محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، فإن التباين يبقى سيد الموقف في المباحثات التي أشارت المعلومات إلى أنها ستعقد في منطقة قريبة من مدينة جنيف.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة على ضرورة الاستناد على القرار الأممي 2216 كمرجعية اساسية للحوار، بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، أعلن الناطق باسم المتمردين الحوثيين عن تمسكهم بالنقاط السبع التي اقترحها الانقلابيون في مسقط لعرضها على الحكومة التي قابلتها بالرفض.
بالإضافة الى اعلان الميليشيات في وقت سابق رفضها تسليم السلاح في تعارض واضح مع أحد بنود قرار مجلس الأمن 2216 الذي يدعو الانقلابيين الى الانسحاب من المدن وتسليم سلاح الدولة الذي استولت عليه من المعسكرات.
وفيما تخيم الخلافات على مباحثات سويسرا، فإن الشارع اليمني يأمل أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الصراع، فيما تحذر الحكومة اليمنية الانقلابيين من المراوغة ومحاولة كسب الوقت، في ضوء خروقاتهم السابقة لمساعي وقف إطلاق النار، وإفشالهم مبادرات لإنهاء الصراع.
مستقبل "جنيف2":

استبعد محللون سياسيون يمنيون نجاح مفاوضات جنيف2، قائلين إن "الحوثيين وقوات المخلوع صالح لن يقبلوا بخيار الهزيمة السياسية التي يمثلها التزامهم بالقرار الأممي... الحوثيون وصالح لا يتحاورون في العادة إلا لاستعادة أنفاسهم عسكرياً".
قال المحلل السياسي اليمني منصور صالح إن "مباحثات جنيف2 هي الخيار الأنسب باعتبارها بديلاً متاحاً للحرب، لكن الحوثيين وصالح لا يتحاورون في العادة إلا لاستعادة أنفاسهم عسكرياً".
وأضاف منصور في حديث خاص لـ 24 "بالنظر إلى تجربة القوى المتسلطة في صنعاء وكيفية تعاملها مع الحوارات السابقة لا نتفاءل كثيراً بهذه الحوارات التي لا يلجأ إليها المتمردون في العادة كمحاولة للهروب إلى الأمام من هزائم ميدانية على أرض المعركة".
وبدوره، أكد المحلل العسكري العميد فيصل حلبوب أن "نجاح جنيف2 كان يفترض أن تسبقه بوادر إيجابية على الأرض".
وقال حلبوب في حديث خاص لـ 24 "أتوقع أن المعرقلات هي تعدد الجهات التي تقود الفعل على الساحة، فليس بيد المفاوضين سيطرة ونفوذ".
المشهد اليمني:
الإعلان عن وقف إطلاق النار في اليمن سوف يساهم في التخفيف من معاناة المواطنين اليمنيين المتضررين من الصراع في البلاد، ويأملون في أن يكون لقاء "جنيف 2" خطوة حقيقية من أجل إنهاء الصراع بشكل عام والتوصل الي اتفاق نهائي يساهم في انهاء الحرب المستمر منذ 26 مارس الماضي.