استمرار التصعيد الروسي ضد تركيا .. وأنقرة ترد "للصبر حدود"

الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 08:08 م
طباعة استمرار التصعيد الروسي
 
التوتر مستمر بين
التوتر مستمر بين موسكو وانقرة بعد إسقاط طائرة روسية
لا يزال التصعيد الروسي التركي مستمرًا، على خلفية إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية على الحدود السورية، وبالرغم من تخفيف حدة التصريحات بين الجانبين خلال الأيام الماضية، إلا أن تكرار اعتراض السفن التركية من قبل قطع حربية عاد لإشعال فتيل الأزمة من جديد، وزاد معه إلغاء الرئاسة الروسية لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما اضطر أنقرة للرد وإلغاء اجتماع كان مقررًا عقده بين مسئولي مجلسيْ الأمن القومي للبلدين في 15 ديسمبر الجاري. 
من جانبها وصفت أنقرة رد فعل موسكو على حادث اقتراب زورق صيد تركي من سفينة حربية روسية في بحر إيجة بأنه مفرط، ورفضت تقديم اعتذار عن إسقاطها قاذفة "سو-24" الروسية الشهر الماضي.
وتسبب إعلان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي بشأن إلغاء القمة الروسية - التركية التي كان من المقرر إجراؤها الثلاثاء 15 ديسمبر في سان بطرسبورغ في احراج كبير للجانب التركى، حيث تم الغاء اللقاء قبل ساعات منه، حيث صدم المسئول الروسي الجانب التركى بعد أن أبلغ الصحفيين بقوله "كلا، لن تكون هناك قمة، ولا يجري التخطط لعقدها".
اوغلو
اوغلو
كان المتحدث باسم الكرملين قد ذكر نهاية نوفمبر لممثلي وسائل الإعلام أنه لم يتم بعد إلغاء القمة، قائلا إنه "لم يتم توضيح الأمر، فلم يكن هناك أي إلغاء رسمي. وجاء هذا الالغاء في الوقت الذى اعلنت فيه الرئاسة التركية استعداد أنقرة للمشاركة في القمة الروسية، مشيرة إلى أنها تنتظر تأكيد موسكو. 
يذكر أن الرئيسين الروسي والتركي اتفقا على عقد القمة الملغاة خلال لقائهما على هامش قمة "مجموعة العشرين" بأنطاليا في نوفمبر/ الماضي، قبل توتر العلاقات بين البلدين بشكل حاد بعد قيام الطيران الحربي التركي بإسقاط قاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا في 24 نوفمبر الماضي، التي وصفه الرئيس بوتين بأنه "طعنة في الظهر".
من جانبه أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رفض أنقرة تقديم اعتذار أو تعويضات بعد إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سوريا من قبل سلاح الجو التركي.
أوضح أوغلو بقوله "لا يمكن الحديث عن اعتذار أو تعويضات"، معتبرا أن إصرار موسكو على ضرورة تقديم اعتذار تركي رسمي هو "خط سياسي غير صائب" يؤدي إلى تنامي التوتر، معربا عن قناعته بأن تركيا وروسيا تدركان الحاجة إلى التعاون الثنائي وتعزيزه، والإشارة إلى أن أنقرة قد حثت موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات على أي مستوى، مشددا على أنه "لا يجوز أن تتأثر علاقاتنا بحادث وقع في دولة ثالثة".
خريطة توضح منطقة
خريطة توضح منطقة التوتر بين البلدين
ونفى داود أوغلو نشوب أي مشاكل فيما يخص توريدات الغاز الروسي إلى تركيا، وأكد أيضا أنه ليس على علم بأي خطوات اتخذتها موسكو لإيقاف مشروع بناء محطة "أكويو" الكهرذرية في تركيا.
ياتى ذلك في الوقت الذى سبق وأن كشفت فيه صحيفة إيطالية عن تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن لصبر أنقرة على روسيا "حدودا" بعد أن "بالغت" موسكو في رد فعلها على حادث بحري بين البلدين في مطلع الأسبوع الجاري.
وهذه التصريحات على خلفية تجدد فتيل الأزمة بين البلدين، بعد أن أطلقت المدمرة الروسية "سميتليفي" أعيرة تحذيرية صوب زورق صيد تركي في بحر إيجة أمس وذلك تفاديا للتصادم، فيما استدعت الخارجية الروسية الملحق العسكري التركي بموسكو بسبب هذه الواقعة.
وقال وزير الخارجية التركي لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" في مقابلة :"سفينتنا كانت مجرد سفينة صيد ويبدو لي أن رد فعل سفينة البحرية الروسية كان مبالغا فيه".
قطع حربية روسية تتبع
قطع حربية روسية تتبع السفن التركية
وردا على ما رددته أنقرة اليوم بشأن اعتراض سفن تجارية لها اليوم على يد قطع بحرية روسية في البحر الأسود، نفت دائرة أمن الحدود الفدرالية في القرم ما صدر عن شركة "تشرنومورنفتيغاز" الروسية حول قيام سفينة تحمل العلم التركي بإعاقة قافلة لها تنقل منصات حفر في البحر الأسود، وقال الأمن الفدرالي الروسي إنه لم تكن هناك أي محاولة لوقف أو عرقلة نقل المنصات الروسية.
وأضاف "بعدما تم التواصل مع السفينة التركية فغيرت من اتجاهها بناء على طلب من أسطول البحر الأسود، وابتعدت عن القافلة التي كانت تنقل المنصات، وكانت مسافة الابتعاد عن القافلة أكثر من ميلين بحريين، ولم تكن هناك محاولات لوقف القافلة أو اتخاذ أي إجراءات أخرى لمنعها من جر منصة الحفر".
ملاحقة للسفن التركية
ملاحقة للسفن التركية فى البحر الاسود
يذكر أن شركة "تشرنومورنفتيغاز"  أفادت في وقت سابق بأن سفينة تجارية مجهولة تحت العلم التركي ظهرت في طريق قافلة من السفن التي تجر منصة الحفر، وانتهاكا لقواعد منع اصطدام السفن في البحر وقواعد الإبحار المعمول بها، لم تفسح السفينة التركية الطريق للقافلة التي يتقاطع اتجاهها مع اتجاه السفينة، لا بل حاولت التوقف في طريق القافلة متعمدة بذلك خلق حالة طوارئ.
وحسب الشركة، لم يجب قبطان السفينة التركية على النداءات اللاسلكية من سفن المرافقة، وتم تجاوز "سوء التفاهم" هذا بمساعدة زورق تابع لحرس الحدود لهيئة الأمن الفيدرالية وزورق صواريخ تابع لأسطول البحر الأسود، حيث أجبر الزورقان السفينة التركية على تغيير اتجاهها.

شارك