ميركل تتعهد بتخفيف أعداد اللاجئين دون تحديد سقف.. وتأهيلهم مهمة إنسانية

الإثنين 14/ديسمبر/2015 - 10:55 م
طباعة اللاجئين السوريين اللاجئين السوريين معاناة سمتمرة
 
الجارديان البريطانية
الجارديان البريطانية
في إطار محاولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتحمل معاناة اللاجئين السوريين والتخفيف عنهم، والتوصل إلى حلول مختلفة لإنهاء معاناة اللاجئين، وتحمل القارة الأوروبية لتداعيات الأزمة بشكل جماعى دون تحميل دولة معينة أكبر من قدراتها، وبالرغم من الانتقادات التي تتعرض لها بسبب دعمها للاجئين، أبدت اليوم قدرا من التفاؤل بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي وألمانيا على التعامل مع أزمة اللاجئين، وقالت في مدينة كارلسروه في كلمة ألقتها أمام المؤتمر العام للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه "نسعى لأن تكون أوروبا قادرة على اجتياز هذا الامتحان، وأنا مقتنعة بأنها ستجتازه". 
وجددت ميركل مقولتها "نحن قادرون على ذلك" بشأن أزمة اللاجئين لأن ذلك يعتبر جزء من الهوية الألمانية، مذكرة نجاح البلاد في إعادة عملية البناء بعد كارثة الحرب العالمية الثانية.
يأتي ذلك في الوقت الذى يدعو الاتحاد المسيحي الاشتراكي، حليف ميركل البافاري إلى تحديد سقف لعدد المهاجرين وهو يتصدى لها باستمرار منذ أن قررت في نهاية الصيف فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين الفارين من الحرب.
ويري محللون أن المؤتمر يعد أحد أهم الأحداث في المسيرة السياسية للمستشارة التي أتمت مؤخرا وهي في سن الواحد والستين سنواتها العشر على رأس الحكومة، مع إقرارها بان أزمة اللاجئين الحالية هي "المسألة الأكثر تعقيدا" منذ توليها الحكم، واعتبرت أن هناك ضرورة لإيجاد حلول أوروبية وليس ألمانية لهذه الأزمة التي تهز الاتحاد الأوروبي برمته.
ويناقش مؤتمر الاتحاد المسيحي الديمقراطي مذكرة تدعو إلى اتخاذ "تدابير فعالة" للحد بشكل كبير من تدفق طالبي اللجوء، وبعدما كان هذا الإجراء موضع نقاشات حادة في الأيام الأخيرة، من المتوقع أن يلخص موقف انجيلا ميركل بالدعوة إلى تحرك أوروبي مشترك ولا سيما على الحدود اليونانية التركية، بوابة الدخول الرئيسية للمهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
رابعة طيب
رابعة طيب
من جانبها كشفت الجارديان البريطانية أن المستشارة الألمانية تعهدت بخفض أرقام الهجرة إلى ألمانيا دون فرض قيود على اللاجئين وتفهم ظروفهم الإنسانية، وهى خطوة يراها كثير من المتابعين امتصاص من ميركل للانتقادات الشديدة التي تعرضت لها بسبب مواقفها من اللاجئين، ولكنها في نفس الوقت لن تتنازل عن استقبال مزيد من اللاجئين خلال الفترة المقبلة، وهو ما برز من تخفي العدد ولكن دون فرض أي قيود على استقبال آخرين.
أشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا تتابع مجموعة من التدابير الرامية إلى وقف تدفق طالبي اللجوء، حيث من المتوقع أن تصل إلى حوالي  مليون شخص بنهاية العام، وانه حتى تكون هناك دولة قوية مثل ألمانيا على المدى الطويل لن يكون بمقدورها  التعامل مع هذا العدد الكبير من اللاجئين، وضرورة أن يكون هناك موقف أوروبي موحد للعبور من الأزمة.
يأتي ذلك في الوقت الذى تواصل فيه منظمات انسانية وغير حكومية توفير الدعم النفسي والتأهيلي للسيدات والاطفال السوريين القادمين من الحرب السورية، من أجل دمجهم في المجتمع الألماني والأوربي عامة، حيث وصل إلى ألمانيا آلاف الأطفال من اللاجئين في حالة نفسية صعبة بعد ما عاشوه في رحلة هروبهم، وهناك رابعة طيب ترافق هؤلاء الأطفال أثناء جلسات العلاج النفسي مع أخصائيين ألمان لإعادة دمجهم في المجتمع.
وأجرى عدد من وسائل الإعلام الألمانية حوارات معها، وأكدت على أن أغلب المرضى من الأطفال والشباب، وهم يعانون صدمة نفسية قاسية، ولا يتطلب الأمر جهدا ولا وقتا طويلا أثناء جلسات العلاج حتى يكشف المرضى عما عاشوه أثناء رحلة الهروب، وأنها تمكنت من كسب ثقتهم، مشيرة إلى أنها تتأثر بما يحكيه الأطفال لها عن قسوة ما عاشوه ودوما يؤرقني التفكير في قصصهم، وأنها تقضي ليالي برمتها دون أن يغمض لها جفن، وما يثير الدهشة أن الأطفال يرون قصصهم ببراءة، رغم أن ما عاشوه هو أمر غير عادي.
أكدت على أن هؤلاء الأطفال مروا  بتجارب مختلفة في بلدانهم، ثم تحملوا مشقة الهروب، هذا الأمر أكسبهم نضجا سريعا، اضطروا لتحمل مسؤولية أكبر منه، ليس في مقدور الكبار تحملها، وانها إذا قارنت أطفال آخرين بأطفال اللاجئين ، فإن الفارق بينهم شاسع، لم يحض اللاجئون الأطفال بطفولة طبيعية كباقي الأطفال، فهم يحملون نفس هموم آبائهم، وهم يشعرون بنفس خوف آبائهم، وأغلب اللاجئين الأطفال قدموا إلى ألمانيا دون مرافقة، أتوا وحدهم تاركين عائلاتهم وراءهم في بلدانهم.
أوضحت أنها ترغب في أن تكون وصلة تربط المريض بالطبيب النفسي، وهذا الأمر لا يتحقق إلا عبر اللغة، وغالبا يعتقد المرضى انها تعمل كمساعدة للطبيب، لا أكثر، لتفهم قلقهم جيدا، وهذا الأمر تتقنه لأنها تجيد لغتهم وما مر به الأطفال. 
شددت على اندهاش المرضى في بعض الأحيان من بعض الأسئلة التي تطرحها، فهم يعتقدون انها أعرف الإجابات مسبقا لأنها سورية بالأساس وتعرف جيدا الواقع الصعب الذي تمر به النساء هناك.

شارك