يضم دولًا تُدعم "داعش".. تحالف إسلامي عسكري لمحاربة "الإرهاب" بقيادة السعودية
الثلاثاء 15/ديسمبر/2015 - 12:05 م
طباعة

مع انتشار التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، أبدت معظم الدول المتضررة تخوفاتها من تمدد وتوغل الإرهاب داخل أراضيها، ما دفع أكثر من 34 إلي المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري الذى أطلقته السعودية صباح اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2015، لمحاربة كافة التنظيمات الإرهابية التي تظهر في المنطقة بكافة صورها، وليس تنظيم بعينه.
ويعتبر التحالف الإسلامي الجديد هو رابع التحالفات الدولية ضد الإرهاب، والثاني الذى تقوده المملكة العربية السعودية، حيث تقود الأخيرة تحالفا عربيا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، كما تشارك في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن ضربات جوية عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
قطر وتركيا يزعمان الانضمام

ويضم التحالف العسكري الإسلامي الجديد معظم الدول الإسلامية باستثناء عدة دول من بينها العراق وإيران وعُمان وسوريا والجزائر.
فإلى جانب المملكة العربية السعودية أربعة من الدول الخليجية الست: قطر، الكويت، البحرين، الإمارات، في حين لم تنضم سلطنة عُمان للحلف العسكري الجديد.
كما يضم الحلف العسكري الجديد، دولاً إسلامية عربية هي، الأردن، تونس، السودان، فلسطين، جمهورية القمر، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن.
وضم التحالف دولاً إسلامية هي: تركيا، باكستان، جمهورية بنغلاديش الشعبية، جمهورية بنين، تشاد، توغو، جيبوتي، السنغال، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا، كوت دي فوار، المالديف، جمهورية مالي، ماليزيا، النيجر، جمهورية نيجيريا الاتحادية.
واللافت أن أكثر دولتين داعمتين للإرهاب، انضما إلي التحالف، وهما قطر وتركيا، حيث يعتبران شريان الحياة الوحيد المتاح للأكبر التنظيمات الإرهابية المتوغلة داخل المنطقة العربية والأوروبية حاليا "داعش"، كما أن قطر من أكبر الدول المتواطئة في ارتكاب جرائم وبشاعات داعش الإرهابي.
كما أشار بيان تشكيل التحالف إلى أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها جمهورية إندونيسيا.
كان رؤساء أركان الجيوش العربية اتفقوا، في مايو الماضي، على تشكيل قوة عربية مشتركة منوط بها القيام بعمليات التدخل السريع للقضاء على الإرهاب بما يتوافق مع ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن لم يعلن عن تشكيلها بشكل رسمي حتى الآن.
مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية

قال ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، مساء أمس الاثنين، 15 ديسمبر 2015، إن أكثر من 10 دول عزمت علي الانضمام إلى تحالف إسلامي عسكري كانت الرياض قد أعلنت إطلاقه لمكافحة الإرهاب، يضم 17 عربية إلى جانب 17 إسلامية.
وقال بن سلمان، في مؤتمر صحفي في الرياض أعقب إطلاق التحالف الإسلامي، هناك أكثر من 10 دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها إندونيسيا.
وانطلاقاً من "تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء وأحكامها التي تحرّم الإرهاب، قررت نحو 34 تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية.
وتواجه المنطقة تحديات أمنية جسيمة من بينها الصراعات المحتدمة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا فضلا عن انتشار حركات التشدد الإسلامي في أكثر من .
الغريب أن بعض الدول المشاركة في التحالف هي عضو في تحالفات عسكرية أخرى، إذ يتوقع، كما أعلن الأمير سلمان، أن يكون هذا التحالف بمعزل عن التحالف الذي تشكل من أجل اليمن، كما أن منحه صفة الإسلامية يجعله مختلفاً عن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال بيان مشترك للدول المشاركة، إن التحالف الجديد سيقوم بالتنسيق مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم، مشيرا إلى أنه سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا.
وردا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم ال فقط، قال بن سلمان، إن التحالف سيحارب أي منظمة إرهابية وليس داعش فقط.
وأكد أن التحالف سينسق الجهود لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، لكنه لم يقدم تفاصيل عن كيفية مضي الجهود العسكرية.
وقال إن العمليات في سوريا والعراق ستتم بالتنسيق مع الشرعية في هذا المكان والمجتمع الدولي.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي إن دوافع التحالف تكمن في الإرهاب وحالة التداعي التي تعاني منها الأمة، إلى جانب تدخل بعض الدول مثل إيران بمشاريع "مفككة" للأمة الإسلامية.
العلماء السعودية تدعو للانضمام

وفي وقت سابق، صدر بيان مشترك بثته وكالة الأنباء السعودية "واس"، جاء فيه أن التحالف سيكون بقيادة السعودية التي ستستضيف مركز عمليات مشتركة "لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وذكر البيان أن تشكيل التحالف جاء انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا وتهدف إلى ترويع الآمنين.
ويأتي إعلان التحالف بعد تكرار تصريحات غربية في الفترة الماضية، لا سيما من الولايات المتحدة، عن ضرورة وجود قوات على الأرض تقاتل ضد التنظيمات الإرهابية.
ودعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، دول العالم الإسلامي إلى المسارعة بالانضمام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومقره الرياض، قائلة: إن "هذا التحالف هو انطلاقة جديدة تتبنى روح الريادة والمبادرة والمسؤولية".
وأكدت هيئة العلماء في بيان لها الثلاثاء، أن "الإرهاب يهدد العالم أجمع، وفي طليعته العالم الإسلامي الذي يُعدّ أكثر المتضررين به، وبات يشكل خطراً يهدد شعوبه ودوله باستقرارها ومكتسباتها، واتُّخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام النقية الصافية، كما اتُّخذ ذريعة للعبث بأمنه ومصالحه الحيوية والتدخل في شؤونه".
وبينت الأمانة العامة أن "محاربة الإرهاب ومكافحته هي من أوجب الواجبات التي يفرضها الدين الإسلامي، وهو واجب الوقت الذي ينبغي للعالم الإسلامي أجمع أن يتنادى إليه ويتعاون عليه".
قائد التحالف

يعتبر الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، من أقوي الشخصيات في المملكة حيث يوصف بـ "الرجل القوي" في السعودية، فابن سلمان، نجل العاهل السعودي وولي ولي عهده ورئيس ديوانه ووزير الدفاع، بات تحت الأضواء بشكل كبير منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن المجاور.
ولا يشغل بن سلمان منصب وزير الدفاع فقط، بل هو أيضاً رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص للملك، كما أنه عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وعقب تولي منصبه، اتفق المراقبون على أن بن سلمان أمامه قضايا ساخنة وبحاجة للتعاطي معها بشكل سريع، وهي تتوالى ليس آخرها الإرهاب، بالإضافة إلى الأوضاع التي تدهورت في اليمن إثر استيلاء الحوثيين المدعومين من طهران على السلطة في البلاد، فضلاً عن الأوضاع المتدهورة في العراق وسوريا، وخطر تنظيم داعش الذي يتهدد المملكة، وكيفية التصدي للمد الفارسي الذي أوشك على الإحاطة بالمملكة من الشمال والجنوب.
ويُعتقد أن بن سلمان من أصغر وزراء الدفاع حالياً في العالم، لكنه لا يعد أصغر وزير دفاع تقلد هذا المنصب بالسعودية، إذ سبق أن عُين الأمير سلطان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع وهو في عمر 31 عاماً، وظل بالمنصب مدة نصف قرن حتى وفاته في أكتوبر2011.
ويتوقع مراقبون أن تكشف الأيام القليلة المقبلة طبيعة هذا التحالف، ودور الدول المشاركة عسكرياً والداعمة له في محاربة "الإرهاب"، وتحديد الأهداف التي ستوجه لها سهام الحلف والتي شكل من أجلها.