تحركات روسية أمريكية لدفع الأزمة السورية.. والجيش السوري يتقدم فى اللاذقية
الثلاثاء 15/ديسمبر/2015 - 07:54 م
طباعة

تتواصل الجهود الدولية لوضع حلول سياسية للأزمة الروسية، بالتماشي مع استمرار الغارات الجوية ضد معاقل تنظيم داعش الإرهابي فى سوريا، فى ظل المحاولات المبذولة من الجانب الروسي ومواصلة التعاون مع الولايات المتحدة للتأثير على الأطراف الدولية فى قبول تفاهمات تضمن اشراك الرئيس السوري بشار الأسد فى أي عملية انتقالية قادمة.
يأتي ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته لموسكو واجتماعه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف بهدف تقريب مواقف البلدين في إطار تسوية النزاع السوري.

وفى أول تعليق له على الزيارة قال كيري "من المفيد للعالم بأسره حين تكون دولتان قويتان لهما تاريخ طويل مشترك قادرتين على إيجاد توافق بينهما، آمل اليوم أن نكون قادرين على إيجاد توافق، كما أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين قالا بوضوح إنهما يرغبان في إيجاد وسيلة للمضي قدما بالنسبة لسوريا .
أوضح كيري أن واشنطن وموسكو متفقتان على أن "داعش" خطر مشترك لكافة الدول وأنه لا يمكن التفاوض مع هذا التنظيم الإرهابي، موضحا إنه يريد إحراز "تقدم حقيقي" خلال الزيارة في مجال تضييق الخلافات مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين حول كيفية إنهاء الصراع في سوريا.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف أن مهمة مكافحة الإرهاب أوسع من الأزمة السورية، وأن تنظيم داعش يمارس نشاطه في العراق واليمن وأفغانستان، وبالرغم من وجود مسائل عالقة في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بعمل مجموعة دعم سوريا، إلا أن الحوار مستمر بين البلدين.
ومن المنتظر أن تعلن واشنطن وموسكو عن اجتماع دولي جديد في 18 ديسمبر الجاري في نيويورك يضم 17 دولة بينها من يدعم النظام السوري ومن يدعم المعارضة.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت في وقت سابق أن مسألة عقد اجتماع حول سوريا في نيويورك قد تتقرر بعد استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وحتى الان لم تتوصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق حول دور الرئيس السوري بشار الأسد في أي انتقال سياسي أو حول أي جماعات المعارضة السورية المسلحة ستشارك في المحادثات، في الوقت الذى قال فيه مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير الأمريكي سيثير بواعث القلق المتعلقة باستمرار الغارات الجوية الروسية على جماعات المعارضة السورية ومن بينها جماعات تساندها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
وبرغم زيارة كيري لموسكو، إلا أن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا قبل ساعات من وصول كيري تنتقد فيه السياسة الأمريكية بشأن سوريا قائلة إن واشنطن ليست مستعدة للتعاون الكامل في مكافحة داعش ويجب أن تعيد النظر في سياستها القائمة على "تقسيم الإرهابيين إلى طيبين وأشرار."
وكشفت تقارير اعلامية تضارب المعلومات بشان مدى مساعدة موسكو لفصائل محسوبة على الجيش السوري الحر، حيث أكد رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري جيراسيموف إن بلاده تقدم أسلحة وذخيرة ومواد دعم للجيش السوري الحر ، بينما نفى مقاتلو الجيش السوري الحر الذين يحاربون القوات السورية النظامية في غرب البلاد تلقيهم أي دعم من سلاح الجو الروسي قائلين إنه على العكس تماما تستهدفهم الضربات الجوية الروسية.
وفى إطار توحيد الجهود لمواجهة تنظيم داعش، أكد زير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، أن إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب يتماشى مع دعوة بلاده الموجهة إلى الدول السنية بإظهار أكثر فعالية في محاربة تنظيم "داعش".
وقال كارتر إن واشنطن تنتظر من السعودية تقديم معلومات إضافية حول مبادرة الرياض بتأسيس التحالف.

يأتي ذلك على خلفية اعلان السعودية اليوم عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب الذي يقع مقره في الرياض، ويضم التحالف 34 دولة، ومنها الأردن والإمارات وباكستان والبحرين وتونس والسودان ومصر، ودول أخرى.
على الجانب الآخر أعلن الجيش الأمريكي أن الولايات المتحدة وحلفاءها استهدفوا متشددي تنظيم داعش بضربات جوية بلغ عددها 14 في سوريا والعراق، وأن ثماني ضربات وجهت في العراق بالقرب من ثلاث مدن وأصابت ثلاث وحدات تكتيكية تابعة لتنظيم داعش ومصنعا للعبوات الناسفة بدائية الصنع ومواقع قتالية مختلفة وغير ذلك.
وفي سوريا وجهت ست ضربات بالقرب من ثلاث مدن وأصابت وحدات تكتيكية تابعة للجماعة ومبنى وأصابت ثلاثة مقاتلين.
من جانبه حقق الجيش السوري تقدما ملحوظا خلال الأيام الماضية بعد سلسلة نجاحات مهمة في ريف اللاذقية الشمالي وريفي حلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي، في إطار الدعم الجوي الروسي المكثف، ويعد ريف اللاذقية الشمالي من أصعب المواقع القتالية في سوريا، بسبب جغرافيا المنطقة المتعددة التضاريس وهو ما دعا الجيش السوري لتأجيل شن العمليات العسكرية في هذه المنطقة عدة مرات، لكن حجم القصف الجوي الروسي منذ أكثر من شهر على مناطق واسعة في الريف الشمالي للاذقية، وتحديدا على جبلي الأكراد والتركمان ومحيطهما، أدى إلى خلق واقع عسكري جديد استفاد منه الجيش على الأرض.
ويري محللون انه بعد السيطرة على غابات الفرنلق وبرج الزاهية الاستراتيجي الذي شهد عمليات كر وفر قبل إحكام الجيش سيطرته عليه، تمكنت القوات السورية بفعل الدعم الجوي الروسي ودعم المستشارين العسكريين الإيرانيين على الأرض من السيطرة على سلسلة جبال الكوز وجبل عطيرة وتلال عطيرة وبرج السيرياتل والبرج الفرنسي في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ومنحت السيطرة على هذه المناطق الجيش القدرة ليس على تأمين طريق اللاذقية - كسب فحسب، بل أيضا القدرة على توجيه ضربات للمعابر الحدودية غير الشرعية مع تركيا التي أصبحت تحت مرمى نيرانه، خصوصا من جهة مناطق يلداغ والفلة واليمامة وطوروس، كما تعطي الجيش القدرة على المضي قدما نحو الريف الشمالي الغربي، وتحديدا نحو جبل ربيعة، وتشهد مناطق محور جبل النوبة ومحيط برج 45 وبالقرب من قمة غزالة، معارك مهمة في محاولة من الجيش التقدم في تلك المناطق.
ونجحت التحركات في اللاذقية في صنع انتصار عسكري كبير للجيش السوري، لجهة وعورة المنطقة، ولجهة المساحة الجغرافية التي تمت استعادتها (عرض 7 كلم وعمق 6 كلم)، ولجهة الفترة القصيرة، حيث تمت استعادة هذه المناطق خلال مدة لا تتجاوز الشهر الواحد.
ويري متابعون انه في حال استطاع الجيش السوري التقدم بهذه الوتيرة، سيركز على مدينة مورك إلى الشمال، كونها تقع على الطريق الدولي بين حماة ودمشق، وتعد بوابة لكلا من ريف حماة الشمالي وبوابة ريف إدلب الجنوبي، والسيطرة عليها تعني بداية عودة طريق حماة - حلب الدولي إلى سيطرة المعارضة، كما أن السيطرة على مورك تشكل نقطة استراتيجية بالنسبة للجيش السوري، كونها البوابة الرئيسية للهجوم على محافظة إدلب من جنوبها، فهي أقرب المدن إلى مدينة خان شيخون جنوبي إدلب.