موسكو تهتم بـ" التحالف الإسلامى لمواجهة الإرهاب".. و"بان كي مون" يدعو لهدنة في سوريا
الأربعاء 16/ديسمبر/2015 - 10:49 م
طباعة

في إطار ردود الأفعال الدولية على إعلان السعودية عن تحالف إسلامي يضم 34 دولة لمواجهة الجماعات الإرهابية، وفى الوقت الذى أبدت فيه عدد من الدول ترحيبها بالمشاركة في هذا التحالف، هناك دول أخرى أبدت دهشتها من ورود اسمها في التحالف دون التنسيق معها، وهو ما برز من تصريحات وزارة الخارجية الباكستانية عن دهشتها من ورود اسم باكستان ضمن التحالف العسكري الإسلامي، وقال وزير الخارجية الباكستاني عزيز تشادوري، أنه مندهش من الأخبار الواردة حول ضم بلاده إلى قائمة الدول المشاركة في التحالف الذي أعلنته السعودية، دون علم إسلام آباد، خاصة وأن سياسة الحكومة الباكستانية تعارض نشر قوات البلاد خارج حدودها، باستثناء تلك القوات المنضوية تحت علم بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وباكستان ليست الدولة الوحيدة التي اندهشت بسبب ورود اسمها في قائمة التحالف السعودي الجديد، حيث نفت وزارة الخارجية اللبنانية أيضا علمها بتشكيل التحالف الذي ضم لبنان كذلك.

من جانبها أكدت موسكو أنها تنظر باهتمام لهذا التحالف، ودراسة الدور الذي يمكن أن يلعبه التحالف في محاربة الإرهاب، وهو ما برز في تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو، وتأكيده على أن موسكو تدرس مكان هذه المبادرة في جهود مكافحة الإرهاب".
أكد لافروف على أهمية البعد الإيديولجي في عمل التحالف الجديد، وذلك من أجل الحيلولة دون تضليل الشباب عن طريق التلاعب بمبادئ الإسلام، مضيفا بقوله "إنني اعتبر ذلك أمرا مهما للغاية نظرا لدور السعودية ودور الملك سلمان شخصيا بصفته خادم الحرمين الشريفين".
أعرب لافروف عن أمله في أن تساهم هذه المبادرة في توحيد جميع الدول الإسلامية دون استثناء في صف واحد ضد أي ظواهر للإرهاب وضد أي محاولات للتلاعب بالدين، مشيرا إلى الدور المحتمل لمنظمة التعاون الإسلامي في ذلك، والاشارة إلى أن مبادرة الرياض الخاصة بتوحيد جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب قد تشكل نقطة انطلاق لعقد مؤتمر أممي مكرس لدور الديانات العالمية في التصدي لهذا الشر.
وفيما يخص وضع قوائم للتنظيمات الإرهابية في سوريا وفصائل المعارضة الوطنية، أكد لافروف أن الكلمة النهائية في هذا الموضوع يجب أن تكون للأمم المتحدة، واعتبر أنه من المنطقي تسجيل التفاهمات التي تم التوصل إليها بهذا الشأن في نص القرار الدولي المرجو.

من جانبه قال وزير الخارجية البحريني إن التحالف الإسلامي الجديد سيركز على المواجهة الشاملة للإرهابيين الذين يستهدفون العالم برمته كما أنهم يستهدفون المسلمين بإساءتهم إلى الإسلام، ووصف آل خليفة إعلان قيام التحالف الإسلامي بأنه خطوة مهمة في سياق محاربة الإرهاب، مؤكدا أن السعودية تقوم دائما بدورها لحماية المنطقة.
ذكر بأن البحرين التزمت مع حلفائها لتثبيت الأمن والاستقرار في الخليج وخليج عدن ومحاربة "داعش" في العراق وفي سوريا، مؤكدا أن المنامة ملتزمة بتقديم أي جهد بما في ذلك جهد عسكري لمحاربة الإرهاب ودعم شرعية اليمن.
وفى سياق متصل أعلن وزير الخارجية الروسي أن الجولة القادمة من الحوار بين روسيا وجامعة الدول العربية ستجري بموسكو في أوائل العام المقبل، وكشف لافروف أن اتفاقية ثنائية مهمة في مجال التعاون العسكري التقني بين البلدين دخلت آخر مراحل التصديق عليها، وأنه اتفق مع نظيره البحريني على دعم مساعي الشركات الروسية الراغبة في التعاون مع البحرين.
وكانت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية قد كشفت أن لافروف يتوجه إلى نيويورك مساء الخميس، للمشاركة في الاجتماع الجديد لمجموعة دعم سوريا وفي الاجتماعات الأممية المكرسة في سوريا. ولم تستبعد الدبلوماسية صدور قرار دولي في أعقاب تلك الاجتماعات.

وتأتى هذه التحركات في إطار دفع الحلول السياسية للأزمة السورية ومواجهة الجماعات الإرهابية بشكل أكثر فاعلية، وهو ما برز فى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذى أشار إلى أن تسوية الأزمة السورية يجب ألا تتوقف على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد.
أكد الأمين العام على أن القرار حول مستقبل الأسد ينبغي أن يحدده الشعب السوري نفسه وعدم توقف الأزمة السورية وحلها على مسألة مصير شخص واحد يعد، باعتقاده، أمرا غير مقبول، مشيرا إلى أن بعض الدول تقترح إبقاء الأسد على رأس السلطة لأشهر محدودة، "ولكن القرار بهذا الموضوع سيتم اتخاذه لاحقا".
ركز بان كى مون على أن الخطوة الأكثر أهمية في المرحلة الراهنة تكمن في التوصل إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، مضيفا أن هذا الأمر "سيسهم لا في التسوية السياسية فحسب، بل وسيمكن الوكالات الإنسانية من تقديم المساعدة للسكان"، إذ يعاني نحو 13 مليون شخص من المواطنين السوريين من الحاجة الماسة لهذه المساعدة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أطراف الأزمة السورية إلى التوصل إلى هدنة عسكرية أوسع ما يمكن، وذلك بالرغم من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على عدد من المناطق السورية.
هذا وأشار بان كي مون إلى أن مدينة نيويورك الأمريكية ستستضيف في الـ18 من ديسمبر/كانون الأول الجاري اجتماعا ثالثا لـ "مجموعة دعم سوريا"، بالإضافة إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث سبل التسوية السورية.