منع النقاب.. هل يوقف ارهاب انتحاريات "بوكو حرام" في غرب أفريقيا ؟
السبت 19/ديسمبر/2015 - 02:34 م
طباعة

قرار الحظر يأتي للحد من العمليات الانتحارية التي تقوم بها نساء منقبات في دول أفريقيا الغربية.
منع النقاب:

اتفق قادة دول أفريقيا الغربية على حظر ارتداء النقاب في بلدانهم، في خطوة أخرى ضمن استراتيجية موسعة لمكافحة ظاهرة الإرهاب على أراضيها.
وأعلن رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا كادريه ديزيريه، 18 ديسمبر، أن قادة الدول اتفقوا على منع ارتداء النقاب للحد من العمليات الانتحارية. وقال ديزيريه إن قادة دول غرب إفريقيا اتفقوا على حظر ارتداء النقاب في بلدانهم للحد من العمليات الانتحارية التي تقوم بها نساء منتقبات في هذه المنطقة، علما أن هذه العمليات تزايدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
وجاء الإعلان في ختام قمة المجموعة الإقتصادية التي عقدت في أبوجا بنيجيريا، مشيرا إلى أن رؤساء الدول المشاركين سيتخذون إجراءات لمنع كل الثياب التي تجعل من المستحيل تحديد هوية الشخص، مضيفا أنه على جميع دول إفريقيا الغربية التحرك للتصدي للهجمات الإرهابية التي تستهدف معظم بلدان هذه المنطقة.
ودعت القمة الـ48 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) أمس الخميس في أبوجا، الدول الأعضاء إلى اتخاذ "التدابير الملائمة" لحظر ارتداء الملابس التي تجعل من الصعب تحديد هوية الاشخاص". وأكد قادة دول وحكومات (سيدياو) في البيان الختامي الذي توج أشغال هذه القمة التي نظمت على مدى يومين، أن "بعض الملابس التي تجعل من المستحيل التعرف على هوية مرتديها قد تعيق بشكل كبير التدابير الوقائية المتخذة للحفاظ على سلامة الأشخاص والممتلكات".
ودعا البيان في هذا الصدد الدول الأعضاء إلى "أن تتخذ، وفق وضعها الداخلي، التدابير الملائمة لحظر أي ارتداء للملابس يجعل من الصعب التعرف على هوية الأشخاص".
وجدد قادة دول غرب إفريقيا تأكيد التزامهم بمواصلة مكافحة الإرهاب "بلا هوادة"، مشددين على "ضرورة مكافحة دولية منسقة" لهذه الآفة من خلال جهود التنسيق وتبادل المعلومات.
وتضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي اعلنت منع النقاب 14 بلدا،هي نيجيريا، والنيجر، و السنغال، ومالي، وبنين، بوركينا فاسو، والرأس الأخضر، ساحل العاج، وجامبيا، وغانا، وغينيا بيساو، وليبيريا، سيراليون، توجو. ويبلغ تعداد ساكنتها 308 ملايين نسمة، اغلب مسلمون.
ابرز الجماعات الإرهابية في غرب افريقيا:

ويحتوي إقليم غرب أفريقيا على عدد من الجماعات الإرهابية التى لم تتوان فى إعلان انها ستسير على نفس نهج تنظيم القاعدة العالمى، واتنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
فمنذ صيف عام 2009 شهدت صعودا لجماعة بوكو حرام فى نيجيريا التى واجهتها قوات الأمن النيجيرية وتمكنت من القبض على زعيمها محمد يوسف وإعدامه فى مركز الشرطة دون محاكمة.
سست الجماعة في يناير 2002، على يد محمد يوسف، عند تأسيسها في 2004 كانت الحركة تضم نحو 200 شاب مسلم، بينهم نساء، ومنذ ذلك الحين تزايد عدد أعضائها وأصبحت تخوض من حين لآخر مصادمات في عدة دول.
وهي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.
القائد الحالي لها هو أبو بكر شيكاو، وسميت هذه الجماعة بـطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة خصوصاً من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
وفي 12 مارس 2015 قبلت داعش بيعة بوكو حرام التي كانت قد أعلنت بيعتها في بداية الشهر، وذلك بعد بث شريط صوتي على الشبكة العنكبوتية.
وتنتشر بوكو حرام في عدد من دول وسط افريقيا "بحيرة تشاد" وهي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.
وخلال العامين الأخيرين قامت الحركة بسلسلة من الهجمات على الكنائس ومراكز الشرطة لتثبت أنها مازالت موجودة وتمارس عملها ضد الحكومة وتتحدى قوات الأمن.
ولجأت جماعات متشددة على غرار بوكو حرام إلى استخدام النساء للقيام بعمليات انتحارية، ولم تشمل هذه الهجمات شمال نيجيريا فحسب، بل أيضا بلدانا مجاورة مثل تشاد والنيجر وشمال الكاميرون.
وورد في تقرير "مؤشر الإرهاب الدولي"، أن حالات القتل المنسوبة إلى "بوكو حرام" ازدادت بواقع 317% في عام 2014 إلى 6644 حالة، مقارنة بـ 6037 حالة منسوبة لتنظيم "داعش".
كانت "بوكو حرام" قد أعلنت البيعة لتنظيم "داعش" في مارس الماضي، ووصفت نفسها بولاية التنظيم في غرب إفريقيا، ووفقا للتقرير الذي نشره معهد الاقتصاد والسلام، ومقره في مدينة نيويورك، تعتبر الجماعتان مسؤولتين عن 51% من حالات القتل الناجمة عن الإرهاب العالمي.
ووقع آخر اعتداء انتحاري يوم الأربعاء المنصرم في مدينة مافا في شمال شرق نيجيريا، حيث هاجمت فتيات صغيرات حاجزا للجيش، تراوحت أعمارهن بين 9 و12 عاما.
للمزيد عن"بوكو حرام".. اضغط هنا
و هناك جماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد فقد انصبت أهدافهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية فى شمال مالى، وبدأوا بالفعل فى بعض المدن تطبيق الحدود مثل قطع الأيدى واتجهوا إلى هدم الأضرحة فى مدينة تمبكتو التاريخية. كما تقوم الجماعتان بعمليات عسكرية فى مواجهة القوات الحكومية حيث جاءت عملياتها فى البداية لدعم قوات الطوارق المتمردة.
انتحاريات "بوكو حرام":

جاء منع النقاب مع ارتفاع وتيرة استخدام "بوكو حرام" للنساء في العمليات الانتحارية والتي تسهدف رجال الأمن او المصالح الحكومة اةو الاسواق العامة.
وفي ابريل 2015، فجّرت انتحاريات من "بوكو حرام"أنفسهنّ وسط السكان الفارين من مسلحين متطرفين في قرية في شمال شرقي نيجيريا، لتتواصل بذلك سلسلة من الهجمات سقط ضحيتها نحو 200 شخص خلال ثلاثة أيام، بحسب ما أفاد شهود السبت.
و ففي ازار بولاية بوشي شمال شرق البلاد، دخلت امرأة، في شهر نوفمبر 2014،احد الاسواق وفجرت نفسها وسط تجار وزبائنهم وقتلت عشرة اشخاص على الاقل.
وفي مدينة كوناتوغورا بولاية النيجر التي تبعد اكثر من 700 كلم غرب ازار، نفذت امرأة نهاية نوفمبر2014 اعتداء انتحاريا في مركز لتأهيل المعلمين.
وفي يونيو2014، ادت موجة من الاعتداءات الانتحارية التي نفذتها فتيات في كانو، كبرى مدن شمال نيجيريا، الى انتشار الرعب والخوف.
ودفعت هذه المجموعة من الاعتداءات اعدادا كبيرة من المسلمات الى التخلي عن لباسهن التقليدي وهو نوع من الحجاب الطويل، لحمل الناس على الكف عن اعتبارهن انتحاريات.
ول عملية انتحارية قامت بها امرأة تابعة لـ»بوكو حرام» إلى 8 يونيو 2014. وأصغر انتحارية في تاريخ «بوكو حرام» الدموي كانت طفلة عمرها 7 سنين عندما فجرت نفسها في فبراير الماضي في مكان عام، فقتلت سبعة أشخاص وخلفت 32 مصابا. وتتوالى عمليات الطفلات الانتحاريات منذ عام في محاولة من الجماعة الإرهابية للتملص من المراقبة المفروضة على رجالها، راسمة خط تحول جديد في الحرب التي باتت الجماعة تخوضها ضد الجميع تقريبا.
وكانت تقارير إعلامية غربية كشفت أن زعيم الجماعة يستخدم طفلات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن 10 سنين في عمليات انتحارية عنيفة. وهن طفلات ونساء جرى أسرهن خلال الهجمات التي قام بها رجاله. ففي 14 أبريل 2014 خطفوا في عملية واحدة 276 تلميذة من إحدى المدارس النيجيرية، ردا على اعتقال الجيش الحكومي لنساء وأطفال مقاتلي الجماعة، وأعلن شيكاو في خطاب شهير بأن التلميذات سوف يبعن في أسواق النخاسة.
المشهد الافريقي:

يعد اجراء من النقاب من قبل مجموعة دول افريقيا ، امني بشكل كبير وليس له علاقة بالعقيدة او اتخاذ موقف ضد الاسلام، فقرارحظر النقاب يمثل احد اهم عوامل مواجهة العمليات الارهابية عبر الانتحاريات التي تجيد الجماعات الارهابية التخطيط لها.. فهل سؤدي حظر النقاب الي التقليل من التفجيرات الارهابية أم سؤدي الي نتائج عكسية؟