اليمن.. خسائر للحوثيين في جبهات القتل ومباحثات جنيف مهددة بالفشل

السبت 19/ديسمبر/2015 - 03:54 م
طباعة اليمن.. خسائر للحوثيين
 
رد الحكومة اليمنية محاولة الحوثيين افشال جنيف، بالسيطرة علي عدد من المواقع في محافظات مأرب والجوف، وهو ما يمثل خسائر كبير للحوثيين منذ عدة اسابيع.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
دفع الحوثيون بسرعة ثمن خرقهم للهدنة التي تم الاتفاق عليها برعاية الأمم المتحدة، ونجحت القوات الموالية للشرعية في استعادة مدينة حزم عاصمة محافظة الجوف وتحقيق تقدم نوعي على جبهة مأرب في خطوة قد تغير مجرى المعارك.
وقصفت طائرات التحالف العربي مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في مناطق اللحية و جزيرة عقان في محافظة الحديدة غربي اليمن، حسبما أفادت "سكاي نيوز عربية" السبت.
كما شنت الطائرات غارات على أهداف للحوثيين في مدينة المخا الساحلية في محافظة تعز جنوبي البلاد، وفي المقابل تعرضت مواقع للمقاومة الشعبية وبعض الأحياء السكنية في مدينة تعز لقصف من الميليشيات المتمردة.
كما شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم السبت، عدة غارات جوية استهدفت آليات تابعة للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في محافظة ذمار.
ومن جهة أخرى، أفادت مصادر لـ"العربية نت" في اليمن أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، سيطرت على جبل الصلب شمال غربي مأرب، وسط اليمن.
وتمكنت القوات الموالية للشرعية من الدخول إلى أولى مناطق نهم التابعة لمحافظة صنعاء، كما سيطرت على مفرق الجوف، آخر معاقل الحوثيين شمالي محافظة مأرب.
وواصلت قوات الجيش والمقاومة تقدمها إلى مشارف مديريتي الغيل والمتون في الجوف، بعد أن تمكنت في وقت سابق من السيطرة على وادي الخانق الاستراتيجي ومعسكر ماس ونقطة الجميدر، التي كان يتمركز فيها المتمردون.
تأتي هذه التطورات الميدانية المهمة بعد ساعات فقط من قيام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالسيطرة على معسكر ماس الذي كان يعد أكبر معسكرات الحرس الجمهوري التابع للرئيس السابق في محافظة مأرب وتأمين المناطق المجاورة بما فيها مفرق الجوف الذي يربط العاصمة صنعاء بمأرب الجوف.
ويضع هذا التطور العسكري قوات الشرعية على تماس مباشر مع محافظة صنعاء التي يتوقع أن تنتقل المعارك إليها في الأيام المقبلة في إطار الاستعدادات لمعركة صنعاء التي قال قائد في الجيش الوطني إنها باتت وشيكة.
وفي السياق ذاته، استعادت القوات الشرعية السيطرة على معسكر اللبنات الاستراتيجي في محافظة الجوف، الذي كانت تسيطر عليه مليشيات الحوثي وصالح منذ أشهر، بعد مواجهات استمرت لساعات.
واستعادت القوات أسلحة وذخائر إضافة لمركبات عسكرية كانت في حيازة ميليشيات الحوثي.
وسيطرت القوات الموالية للشرعية على خطوط نقل الطاقة الكهربائية التي تمر بتلك المناطق وعلى الخط الرئيسي الذي يربط صنعاء بمأرب الغنية بالثروات. كما قطعت خط الإمداد ما بين محافظة صنعاء والجوف.
فيما ذكرت قناة الإخبارية السعودية أن القيادي الحوثي "محمد بدر الدين الحوثي"  قتل، اليوم السبت، في غارة شنتها مقاتلة تابعة للتحالف العربي ميليشيات الحوثي بالقرب من صعدة".
كما أكد مصدر عسكري يمني رفيع في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، أنه تم الانتهاء من دمج 3500 مقاتلاً من أفراد المقاومة الشعبية في جهاز الأمن ووحدات الجيش الوطني، وهم الآن في جاهزية تامة للدخول في تدريبات عسكرية في عدن وقاعدة عصب، بإشراف من التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة تحديداً.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وغاب وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الجلسة الصباحية ليوم أمس ثم عادوا مساء تماما مثلم يوم الخميس، في خطوة تكشف عن أن حضورهم إلى سويسرا لم يكن يهدف إلى الوصول إلى حل للأزمة، وأنهم يريدون فقط تسجيل حضورهم حتى لا تصنفهم الأمم المتحدة معارضين للحل وتسلط عليهم عقوبات.
ووجه الإعلام الحوثي وبعض أعضاء الوفد المشاركين في المفاوضات أصابع الاتهام إلى الأمم المتحدة بالانحياز بسبب “عدم قدرة المنظمة الدولية” على تثبيت وقف إطلاق النار، كما قال المتحدث باسم الوفد محمد عبدالسلام.
ويشترط الوفد الحوثي وقفا تاما لإطلاق النار عند الحدود الحالية، ما يعني تثبيت وضعهم العسكري وإفراغ المفاوضات من محتواها بالقفز على القرار الأممي 2216 الذي يفرض عليهم الانسحاب من المدن وبينها صنعاء والبدء بتسليم أسلحتهم الثقيلة للدولة.
و علمت "العربية" أن "النقاش احتدم بين وفد الحوثي- صالح من جهة، ووفد الأمم المتحدة من جهة أخرى، على خلفية اتهام الوفد الحوثي للأمم المتحدة بالتواطؤ واتهام المجتمع الدولي بالانحياز.
وأوضح المصدر نفسه أن بعض أعضاء الوفد الحوثي -صالح تطاولوا على الجانب الأممي، وأن مهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي وعضو الوفد، هدد فريق الأمم المتحدة وتطاول على الحاضرين.
ويبدو أن وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي حاول تهدئة الوضع "والشرح للمبعوث الأممي أن تهديدات الأعضاء غير مقصودة، مبرراً أن الحوثيين خبرتهم الدبلوماسية محدودة.
وكان مراسل "العربية" نقل في وقت سابق عن مصدر مطلع أن خلافات تشق صفوف وفد الحوثي وصالح، لأن كليهما يصر على التحدث كوفد منفصل عن الآخر. وأوضح المصدر أن التناقضات في ما بين الجانبين دفعت جماعة صالح إلى محاولة "التبرؤ" مما يقوله وفد الحوثي، واصفة سلوكه بعمل الميليشيات، لاسيما عندما تمس المباحثات مسائل الاعتداءات على مؤسسات الدولة والسطو على ثكنات الجيش ومقدرات المؤسسات العامة.
وقال المصدر نفسه إن جماعة صالح غير منسجمة، وكشف أن أبو بكر القربي (من ضمن وفد صالح) انحاز للحوثي، بينما عبر ياسر العواضي عن غضبه وأعلن استقلاله باسم المؤتمر، والتزم يحيى الدويد الصمت.
وغرد ياسر العواضي الخميس على تويتر قائلاً: "إنهما وفدان لا وفد واحد، وفد للحوثي ووفد لصالح".
وكان وفد الحوثي شهد من ناحيته إرباكا داخليا بعد تغيب حميد عاصم يوماً كاملاً عن المباحثات، وفسر مصدر مطلع تغيب حميد بوجود خلافات بينه وبين بقية وفد الحوثي. وينسب إلى حميد أنه كان "ناصريا من الجنوب والتحق بالحوثيين"، لكن تغيبه قد يكون دليلاً على انقسامات داخل الوفد الحوثي، إضافة إلى الاختلافات بينه وبين شركائه في وفد صالح. وفي حين قال بعض من أعضاء وفد مؤتمر صالح من أمام منتجع ماكولان الجبلي لمراسل "العربية" إن "حميد تغيب لأسباب صحية، إذ عانى من ارتفاع في معدل السكري، وإنه قد يعود إلى طاولة المباحثات"، شكك مصدر مطلع في صدقية تلك الرواية.
كما أفاد مصدر مطلع بأن وفد الحوثي- صالح رفض الكشف عن أوضاع المعتقلين والسجناء ولا يزال يرفض الامتثال لمسألة الإفراج عنهم مثلما نص القرار الدولي 2216.
وقد حاول وفد الأمم المتحدة إقناع وفد المتمردين بتنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين ولو على دفعات كبادرة حسن نية، لكنه قوبل بالتعنت والشروط التعجيزية في ظل الوضع الراهن، ما دفع المبعوث الدولي إلى تعديل أجندة المباحثات والتركيز أمس الخميس على الجانب الإنساني فقط. وانتزع موافقة المتمردين على مبادرة فورية بإيصال المساعدات إلى تعز، ولاحقا إلى حجة وصعدة.
ويراهن وفد الأمم المتحدة على أن انفراج مسألة الإمدادات لتعز قد يؤدي لتقدم المباحثات في شأن "الممرات الآمنة وسلامة العاملين في القطاع الإنساني ورفع الحصار عن المدن والبلدات الأخرى. 
فيما كشف سفير اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني٬ أن "المشاورات سوف تنتهي غداً الأحد٬ ليتوجه بعد ذلك المبعوث الأممي٬ إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى نيويورك لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في 22 من الشهر الجاري. 
وقال بخصوص سير المشاورات٬ حتى اللحظة٬ إنهم "يتمنون أن يتمكنوا من من دفع المشاورات خطوات إلى الأمام ونحن نرى أننا نتعامل مع حالة نفسية وهي الانقلاب الحوثي"٬ مؤكداً أنه "وبعد أن أقر الحوثيون بأنهم اختطفوا الدولة٬ من خلال موافقتهم على القرار الأممي ٬2216 ينبغي عليهم التقدم في الخطوات التنفيذية وفقا للقرار الأممي"٬ وأضاف: "ونحن نعمل في هذا الاتجاه ونتمنى أن يسهم معنا المجتمع الدولي في الضغط على القوى الانقلابية لإنجاز هذه المهمة"، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وأكد اليماني المشاركة الإيجابية لوفد الشرعية في المشاورات٬ وقال إنه "وفد على مستوى عال ومفوض٬ ويرأسه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ولديه كافة الصلاحيات"٬ وإن "لدينا رغبة صادقة للانخراط في عملية سياسية جادة ونتمنى أن يبقى وأن يلتزم الطرف الآخر بالعملية التفاوضية ونأمل تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في المشاورات حتى نعلنها لشعبنا الذي يعاني الأمرين من هذه الأزمة التي عصفت بمقدرات الشعب٬ وذلك بإقناع الانقلابيين بالعودة عن انقلابهم".

محاربة الارهاب:

محاربة الارهاب:
وعلي صعيد محاربة الارهاب ودعم اامراتي لليمن، تقوم  دولة الإمارات حالياً بتدريب وحدة أمنية يمنية على كيفية مكافحة الإرهاب، في حين شرعت أجهزة الأمن اليمنية في مدينة عدن تنفيذ خطة أمنية شاملة لفرض الأمن والاستقرار بدعم الإمارات، بحسب صحيفة "الإمارات اليوم".
واشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات تدرب حالياً وحدة أمنية يمنية على كيفية مكافحة الإرهاب في إطار جهودها لبناء الجيش والأمن اليمني، وذلك بحسب مصدر أمني.
وأوضح المصدر للصحيفة أن 200 من شباب المقاومـة الشعبية في محافظة عدن غادر جزيرة عصب لتلقي التدريبات اللازمة على كيفية مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن هناك العديد من الوحدات الأمنية التي قامت الإمارات بتأهيلها خلال الأشهر الماضيـة.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، اعتمد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 100 ألف سلة غذائية لمدينة تعز، لتوزيعها بشكل عاجل على سكان المحافظة وذلك تزامناً مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سويسرا حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في تعز.
وفي هذا الإطار حثّ المركز، المنظمات الدولية التي وقع معها برامج تنفيذية تشمل برامج الأمن الغذائي والبرامج الطبية ومراكز الإيواء، وتخص محافظة تعز إلى المسارعة بتنفيذ هذه البرامج للتخفيف من معاناة السكان.
فيما  كشف التقرير الصادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي المستقل في اليمن، عن 34 حالة انتهاك مارستها جماعة الحوثي الانقلابية ضد الحريات الإعلامية في البلد خلال شهر نوفمبر الماضي.
وأشار التقرير إلى أن تلك الانتهاكات توزعت على 7 محافظات يمنية تصدرتها محافظة صنعاء بعدد 18 حالة وبنسبه حوالي 53 % من إجمالي عدد الحالات.

المشهد اليمني:

لم يتبقى إلا ساعات قليلة وتنتهي مفاوضات جنيف بين الأطراف اليمنية والتي تتجه نحو الفشل الا اذا استطاع المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
إتفاق الهدنة في جبهات القتال لم ينفذ، حيث تم تبادل الاتهامات بين الأطراف المتحاربة في خرق تلك الهدنة، فيما تواصل اليوم السبت في محاولة من المبعوث الاممي التوصل الي اتفاق.

شارك