رغم قرار "الأوربي" بإغلاق المجال الجوي.. "أولنغورسك" طريق روسيا لضرب الإرهاب
السبت 19/ديسمبر/2015 - 07:49 م
طباعة

في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا والاتحاد الأوربي، إغلاق مجالهما الجوي أمام القاذفات الروسية بعيدة المدى، الأمر الذي يشكل بلا شك عائقاً أمام المقاتلات الروسية، يبدو أن موسكو كانت تتحسب لتلك الخطوة منذ أن بدأت في تنفيذ طلعات جوية ضد الجماعات الإرهابية المنتشرة حالياً سورية، وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية، حيث أعلنت روسيا أنها مستمرة في إطلاق قاذفاتها الروسية دون توقف رغم قرار الإغلاق.
كانت العلاقات الروسية التركية تدهورت على إثر إسقاط الأخيرة مقاتلة روسية من طراز "سوخاوي"، قالت إنها اخترقت مجالها الجوي، وقد فرضت موسكو عقوبات عديدة على أنقرة، بينما تعتبر خطوة إغلاق تركيا والاتحاد الأوربي مجالها الجوي أمام المقاتلات الروسية، أول رد تركي على العقوبات الروسية.
وأثبتت المُقاتلات الروسية بعيدة المدى قدرة عالية في تنفيذ مهامها، وإن كان تنفيذ روسيا مثل هذه الطلعات الجوية يدخل ضمن استعراض العضلات الروسية، وقال نائب قائد السلاح الجوي الروسي بعيد المدى، اللواء أناتولي كونوفالوف، إن مجمل ما نفذته الطائرات بعيدة المدى في سوريا نحو 145 طلعة قتالية أسقطت خلالها حوالي 1500 قنبلة وأطلقت 20 صاروخا مجنحًا
روسيا التي تسعى إلى تشكيل حلف من دول إقليمية لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، كما اوضحنا انها يبدو انها كانت تتوقع تلك الخطوة، حيث أكدت على قدرتها رغم الظروف الجديدة التي طرأت مواصلت تنفيذ طلعاتها الجوية من القاذفات بعيدة المدى، وقالت: "تستطيع طائرات السلاح الفضائي الجوي الروسي بعيدة المدى، تنفيذ جميع مهامها حتى في تلك الظروف".

وأوضح نائب قائد السلاح الجوي الروسي بعيد المدى، اللواء أناتولي كونوفالوف، اليوم (السبت) 19 ديسمبر 2015، أن أولنغورسك هو أبعد مطار حربي شمالي، يعزز من إمكاناتنا للوصول، ويمكن من خلاله تزود المقاتلات بالوقود في الجو. لذلك يمكن القول إن الطائرات القاذفة بعيدة المدى الروسية ستظل تشارك في عمليات قصف مواقع الإرهابيين في أراضي سوريا رغم إغلاق الأجواء الأوروبية والتركية في وجهها، منطلقة من مطارات تقع في أراضي روسيا.
وقال الجنرال أناتولي كونوفالوف، نائب قائد الطيران البعيد بسلاح الجو الروسي، للصحفيين السبت إن الدول الأوروبية وتركيا أغلقت أجواءها في وجه القاذفات الروسية التي تقوم بقصف مواقع الإرهابيين في سوريا، ولهذا اضطر الطيارون الروس إلى شق مسار لا يعبر السماء الأوروبية للوصول إلى سوريا، ورغم أن الجنرال كونوفالوف، لم يكشف عن المسار الذي تتبعه الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، ولكنه كشف عن المطار الذي تنطلق منه القاذفات البعيدة المدى نحو سوريا، بقوله إن "أولينيغورسك هو مطارنا الأبعد شمالاً".

وفي أول رد فعل من سلاح الجو الروسي الذي ينطلق الكثير منه من قاعدة "حميميم" بعد قرار إغلاق تركيا والاتحاد الأوربي المجال الجوي أمام القاذفات الروسية بعيدة المدى، كثفت المقاتلات الحربية الروسية الطلعات الجوية في الليل، وفرضت طوقاً خانقاً على العناصر الإرهابية ما أدى إلى شل حركتهم، بعد أن اعتادوا في الأشهر السابقة على الاختباء نهاراً و التحرك ليلاً.
كما أفادت مصادر أن بعض القادة الميدانيين في الجيش السوري والدفاع الوطني يدرسون محاكاة الواقع في جميع المنافذ والطرق المؤدية إلى اقتحام مدينة سلمى، نظراً لتداخل الأبنية السكنية مع الطبيعة الجبلية الصعبة الحيطة بها، وتعتبر سلمى التجمع السكني الأكبر في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة في ريف اللاذقية، علماً أن مئات الكتل الإسمنتية المشيدة حديثاً وعشرات الطرق الفرعية الواصلة إلى القرى المجاورة تجعل من المعارك المرتقبة تبدو كحرب شوارع، قد تكون طويلة الأمد، وهذا ما دفع وحدات من النخبة في الدفاع الوطني – قوات تعمل إلى جانب الجيش السوري - لتكثيف تدريباتها التي تحاكي الأبنية الملاصقة والطبيعة المعقدة.

وقال أحد القادة الميدانيين في الدفاع الوطني، إن وحدات الاقتحام لعبت خلال السنوات الماضية دوراً كبيراً في تحرير القرى والمناطق، كم أن تلك الحروب جعلتهم أكثر إدراكاً لطبيعة التنظيمات المسلحة، إضافة لخبرتهم في دخول مناطق قد تحتوي على أبنية سكنية متداخلة.
وأضاف القائد الميداني، "يعلم المسلحون جيداً المهارات القتالية التي تمتلكها وحدات الاقتحام، وخاصة بعد تحرير عدد من قرى صلنفة، التي شهدت مواجهات عنيفة وأدت لدحر المسلحين بعد القضاء على أعداد كبيرة منهم في وقت قصير… ما يجري حالياً هو تكثيف التدريبات بالذخيرة الحية… هكذا نوع من المعارك يعتبر محاكاة الواقع، لوجود منازل وشوارع هو في صلب تدريبات المقاتلين المدعومين بفرق هندسة تسعى تأمين دخول المقاتلين بسلام، وتمنع الوقوع في مصيدة العبوات الناسفة والتفخيخ الهندسي.