موسكو تحذر من تصعيد العمليات في سوريا.. ومجلس الأمن يتبنى حلا سياسا للأزمة السورية

السبت 19/ديسمبر/2015 - 09:08 م
طباعة موسكو تحذر من تصعيد
 
في الوقت الذى أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية لا تستخدم عبر عمليتها في سوريا جميع قدراتها العسكرية، وأن هناك وسائل إضافية قد تستعملها موسكو حال دعت الضرورة، كان مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار لحل الأزمة في سوريا يؤسس لعملية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار.
وأكد بوتين في كلمة ألقاها أثناء حفلة أقيمت في الكرملين إحياء لعيد رجال أجهزة الأمن على أن الطيارين الروس ورجال الاستخبارات يعملون في سوريا بشكل فعال، مشيرا إلى أنهم نجحوا في تنسيق خطواتهم المشتركة، وأن جميع فروع القوات الروسية بما فيها الجيش والقوات البحرية وسلاح الجو تستخدم أحدث أنواع الأسلحة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن القوات الروسية لا تستعمل جميع قدراتها العسكرية.
أضاف بوتين  "نرى مدى كفاءة طيارينا وأجهزة مخابراتنا في تنسيق الجهود مع أنواع مختلفة من القوات الجيش والبحرية والطيران، وكيف يستخدمون الأسلحة الأكثر تقدما، أود التأكيد على أننا لم نستخدم حتى الآن كل قدراتنا، لدينا المزيد من الوسائل العسكرية، وسنستخدمها إذا لزم الأمر."

موسكو تحذر من تصعيد
شدد بوتين على أن موسكو يمكنها العمل بسهولة مع جميع الأطراف لحل الأزمة السورية بما في ذلك الولايات المتحدة والرئيس السوري بشار الأسد،  ومن السهل العمل مع الرئيس الأسد والجانب الأمريكي كليهما، وانه  تحدث في الآونة الأخيرة عن هذا مع الرئيس أوباما ومع السعودية ودول عربية أخرى."
يأتي ذلك في الوقت الذى شن وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هيجل هجوما كبيرا على سياسة الرئيس باراك أوباما إزاء سوريا لتراجعه صيف عام 2013 عن توجيه ضربة عسكرية إلى هذا البلد، وفي أول تصريحات له منذ مغادرته البنتاجون أدلى بها إلى مجلة فورين بوليسي أوجه هيجل سلسلة انتقادات للرئيس الأمريكي وبينها تراجعه عن مهاجمة سوريا، مشير إلى أن ذلك أضر بمصداقية رئيس الولايات المتحدة.
أكد هيجل إن التاريخ سيحدد ما إذا كان هذا القرار صائبا أو غير صائب، لكن ليس لدي أي شك" في أن تلك الواقعة "قللت من مصداقية كلمة الرئيس"، مؤكدا أنه لا يزال يسمع قادة أجانب يشكون حتى اليوم من تداعيات عدول أوباما عن قصف قوات الجيش السوري.
وحسب هيجل فإنه تعرض لطعنة في الظهر من قبل البيت الأبيض، وواجه لوما لأنه وصف تنظيم "داعش" في ذلك الوقت بأنه مجموعة "لم نر مثلها من قبل" بعد سيطرة "الجهاديين" على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
نوه هيجل بقوله "اتهمت بأنني أحاول المبالغة بأمر وبتقديمه بأكبر من حجمه الحقيقي" وأضاف "لم أكن أعرف كل شيء عن الأمر لكنني كنت أعرف أننا نواجه أمرا لم نر مثله من قبل، ولسنا مستعدين له في مجالات عدة".

موسكو تحذر من تصعيد
شدد بقوله "واجهت دوما صعوبة في استراتيجيتها السياسية" بشأن سوريا لكن الوضع تحسن اليوم مع وزير الخارجية جون كيري الذي مضى باتجاه الاستراتيجية المناسبة، مشيرا بهذا الخصوص إلى المحادثات التي يجريها كيري مع روسيا وإيران والحكومات العربية.
يذكر أن أوباما صرح في أغسطس عام 2013 بأن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية سيكون "خطا أحمر". 
وبعد اتهامات في هذا الشأن، وضع هيجل خططا لإطلاق صواريخ عابرة ضد الجيش السوري، لكن الأمر بشن الهجوم لم يصدر ولم يوافق عليه البرلمانيون، بينما قال مسئول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي للمجلة نفسها إن أوباما لم يكن يريد القيام بعملية عسكرية بدون موافقة الكونجرس.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى ليلة أمس بالإجماع قرارا يدعم خطة سلام في سوريا، بعد أن وافق أعضاء المجلس الخمسة عشر بالإجماع على القرار، في مشهد نادر عندما يتعلق الأمر بسوريا.

موسكو تحذر من تصعيد
ويدعو القرار الأممى محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة في يناير المقبل كما يؤيد وقفا لإطلاق النار بين طرفي الصراع في سوريا، بعد أن أسفر الصراع الذي يدخل عامه الخامس في سوريا عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد الملايين، بحسب الأمم المتحدة.
ولم يشر القرار إلى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وبقائه في السلطة وهي نقطة خلاف واضحة بين واشنطن وموسكو، وتريد واشنطن من الأسد أن يرحل بينما تقول موسكو إن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل الأسد.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن "المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة لن تنجح إلا إذا كانت هناك ضمانات موثوق بها بشأن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد".، وأكد فابيوس أن "فكرة ترشحه مرة أخرى في الانتخابات غير مقبولة بالنسبة لنا".
بينما تؤيد روسيا وايران بقاء الأسد في فتة انتقالية يحددها الشعب السوري دون أي أطراف أخرى.

شارك