الجيش اليمني يتقدم في مأرب والجوف.. ونتائج مخيبة للآمال بمباحثات جنيف

الأحد 20/ديسمبر/2015 - 09:38 م
طباعة الجيش اليمني يتقدم
 
انتهت مباحثات جنيف بين الحكومة اليمنية والحوثيين ووفد الرئيس علي عبد الله صالح، إلى نتائج لا ترقى لآمال اليمنيين ومماطلتهم في انتهاء الصراع، وسط انباء عن جولة جديدة في 14 يناير القادم، فيما يحقق الجيش اليمني تقدما على الأرض في محافظات مأرب والجوف .

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
تحدث المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد، في ختام جولة مفاوضات سويسرا عن إحراز "تقدم غير كاف"، مشيرا إلى عقد مباحثات جديدة في 14 يناير المقبل.
وبعد ستة أيام من المباحثات الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية الناجمة عن احتلال ميليشيات الحوثي وصالح لمحافظات يمنية، أشار ولد الشيخ أحمد إلى وضع تدابير لبناء الثقة بين الطرفين.
وقال المبعوث الدولي، في مؤتمر صحفي، "أحرزنا تقدما ملحوظا خلال الأيام القليلة الماضية لكنه غير كاف"، مضيفا أنه تم "إنشاء لجنة للاتصال والتهدئة تشرف عليها الأمم المتحدة".
وتابع  ولد الشيخ أحمد:" القرار 2216 هو الإطار العام للحل السياسي في اليمن ونحاول الاتفاق على آلية تنفيذه، مضيفا: سنقوم بتجديد طلب وقف إطلاق النار ، مؤكدا أن الأمم المتحدة تكالب برفع كل أنواع الحصار من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين".
وأضاف: وضعنا تدابير لبناء الثقة بين طرفي الأزمة اليمنية من بينها الإفراج عن المحتجزين، مشددا على أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو الحل السلمي الذي يضمن حقوق الشعب اليمني.
ومع انطلاق المحادثات في سويسرا الثلاثاء الماضي كان من المفترض أن يبدأ تطبيق هدنة أعلن عنها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلا أن الميليشيات انتهكت وقف إطلاق النار".
وعن البلد الذي سيستضيف الجولة المقبلة، أكد ولد الشيخ أحمد على عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الخصوص، رغم أنه لم يستبعد إقامتها في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
أن المباحثات تهدف على وجه الخصوص إلى وضع إطار زمني لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، القاضي بانسحاب الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم أسلحتهم للشرعية.
وذكر مفاوض من وفد الحكومة لقناة "العربية" أن "المواقف راوحت مكانها حتى الساعة" قبل بدء الجلسة النهائية. ونقل إلى قناة "العربية" أن الأجواء تختلف عن "صداها لدى المراقبين الغربيين"، وكشف أن جلسة يوم السبت كانت "صاخبة" عندما قدم وفد الحكومة الشرعية تقريرا مفصلا عن الدمار الهائل الذي أصاب اليمن، وعن تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء البلاد، خاصة في مدينة تعز المحاصرة.
وأضاف المصدر نفسه أن "التأثر بدا واضحا في عيون بعض الخبراء الدوليين". وآنذاك تدخل عضوان من وفد الحوثي - صالح، وهما أبوبكر القربي ومهدي المشاط، وعقبا بأن "هذا أمر عادي بعد أربعة أشهر" من الحصار.
ونقل المصدر نفسه أن نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي توجه بالكلام إليهما قائلا "الله المستعان يا قربي". واختفى أبو بكر القربي من الجلسة ظهر أمس، وبقي يشارك فيها عن جانب الحوثي - صالح عارف الزوكا، ياسر العواضي، محمد عبدالسلام ومهدي المشاط، وأن الأخير كان أكثر حدة حيث عقب "أما تعز نتمنى نبيدها".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على منطقة الخانق بمديرية نهم التابعة لصنعاء والمحاذية لمحافظة مأرب، كما استعادت السيطرة على نقطتي الحجر والمشاف على الطريق الواصل بين صنعاء - مأرب - الجوف، فيما شن طيران التحالف سلسلة غارات على معسكرات ومواقع لميليشيات الحوثيين والسابق صالح في فرضة نهم وبيت دهرة ونقيل بن غيلان في ضواحي العاصمة صنعاء.
فصنعاء مرة أخرى في مرمى نيران المقاومة الشعبية والقوات الشرعية، وذلك بعد سيطرة الجيش الوطني والمقاومة مدعومة بقوات التحالف على منطقة الخانق بمديرية نهم التابعة لصنعاء.
وذكرت مصادر ميدانية أن القوات الشرعية سيطرت على جبل اللول الاستراتيجي في فرضة نهم، وذلك بعد سيطرتها على مرتفعات جبل صلب الذي يبعد قرابة 60 كلم عن العاصمة صنعاء.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً تقدم القوات الشرعية باتجاه معسكر بيت بهره ومعسكر الحرس الجمهوري في نهم وسط محاولات يائسة من الميليشيات لعرقلة تقدم هذه القوات التي التحق بها أبناء قبائل نهم، كما استعادت المقاومة السيطرة على نقطتي الحجر والمشاف على الطريق الواصل بين مثلث صنعاء-مأرب-الجوف، وأصبحت وحدات الجيش والمقاومة على بعد كيلومتر عن مفرق الجوف.
وفيما أكدت وحدات الجيش والمقاومة سيطرتها على معسكر الخنجر في مديرية خب والشعف في محافظة الجوف شمال البلاد، انتشرت قوة عسكرية كبيرة لتأمين مديرية الحزم مركز المحافظة واتجاه بقية الوحدات العسكرية لتحرير بقية المناطق المحاذية لصعدة وصنعاء.
طائرات التحالف شنت بدورها سلسلة غارات على معسكر الاستقبال بضلاع همدان شمال شرق العاصمة صنعاء.
كما استهدفت بغاراتها معسكر "اللواء 35" مدرع الخاضع لسيطرة الانقلابيين في مفرق المخا غرب تعز.
وفي السياق ذاته، قال سكان محليون إن قصف المتمردين لايزال مستمراً على المدينة، في خروقات متكررة للهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في الخامس عشر من الشهر الجاري.
فيما عاد جهاز شرطة المرور في عدن خلال أيامٍ قليلة انتشاره بصورة مكثفة، وذلك عقب توقف دام أشهرا.
وقد انتشر أفراد المرور برفقة دوريات أمنية في عدد من تـقاطعات المديريات في عدن، ونفّذوا حملة تفتيش للسيارات المخالفة.
وقال مصدر في إدارة المرور، إن جهاز شرطة المرور عاود العمل مرة أخرى عقب تزويده من قبل دولة الإمارات بعدد من السيارات الخاصة بالجهاز.
وعبّر المواطنون عن ارتياحهم لمزاولة جهاز شرطة المرور أعمالَه من جديد في عدن، بعد معاناتهم من الانفلات الأمني طوال الأشهر الماضية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، قالت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء، إن قيادات من حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) تسلمت، اليوم الأحد، مقرات حزبية تابعة للجماعة من جماعة الحوثي في محافظة حجة شمال اليمن.
وأكدت مصدر وثيق الصلة لـ موقع" 24 الاماراتي"، أن "قيادات من حزب الإصلاح (الإخوان) تسلمت مقار للحزب من ميليشيات الحوثي في محافظة حجة، ضمن صفقة بين الطرفين تم ابرامها قبل أيام".
وكان حزب الإخوان تحالف مع جماعة الحوثي في أمر أشبه بعملية تطبيع، عقب هزيمة قواتهم في بلدة عمران المتاخمة لصنعاء.
وزارت قيادات من حزب الاصلاح محافظة صعدة في أغسطس2014, والتقت بزعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، ووقعت ما عرف بوثيقة التعايش والسلام.
وقالت قيادة الاخوان حينها إنها لن تقاتل نيابة عن الحكومة اليمنية، في حين بحثت قيادات إخوانية مصالحة مع الرئيس المخلوع صالح، ووصفت تلك المساعي حينها بأنها مصالحة، من أجل إيقاف ما أسمته بعبث الرئيس اليمني هادي.
واتهمت الحكومة اليمنية في أكثر من مناسبة جماعة الإخوان بعرقلة حسم معركة تعز، وقالت إن الحزب الإسلامي يبحث عن مكاسب سياسية.

المشهد اليمني:

جاءت نتائج مباحثات جنيف مخيبة لآمال الشعب اليمني في انهاء الصراع، وهو ما يشير الي استمرار الحرب حتي 14 يناير المقبل، نتائج مباحثات "جنيف" أتت بالأحد الأدنى من التوقعات، وأكدت على الصعوبات التي يواجها المبعوث الدولي في التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء مما يطلب مزيدا من الضغوط الدولية والإقليمية للأطراف اللاعبين في الساحة اليمنية لإنهاء الحرب.

شارك