الجيش اليمني والمقاومة يقتربون من صنعاء.. وسط ثورة مكتوبة بالعاصمة

الإثنين 21/ديسمبر/2015 - 01:49 م
طباعة الجيش اليمني والمقاومة
 
اقترب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي، خطوات قليلة من تحرير صنعاء، وسط ثورة مكتوبة في العاصمة ضد سيطرة الحوثيين، فيما نجحت السعودية في صد صواريخ "قاهر ١" علي الحدود.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
قتل عشرات المدنيين في قصف صاروخي نفذته ميليشيات الحوثي على منطقة الأقروض في خرق جديد للهدنة، فيما جدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تمديد هدنة وقف إطلاق النار في اليمن لسبعة أيام، بحسب ما قال وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي.
وقالت مصادر صحفية من محافظة شبوة إن "المتمردين انسحبوا من منطقتي الصفراء والسليم في مديرية عسيلان إثر معارك مع اللواء 19 التابع للشرعية سقط خلالها قتلى وجرحى من مليشيات الحوثي"، بحسب موقع قناة العربية. 
كما استهدفت طائرات التحالف العربي معسكر النهدين المجاور لدار الرئاسة جنوب صنعاء ومعسكر الاستقبال في ضلاع همدان غرب المحافظة مع استمرار تحليق مكثف لطيران التحالف، بحسب شهود عيان.
ورد الانقلابيون على تمديد الهدنة الذي أعلنته الحكومة اليمنية الشعرية، بعد ساعات قليلة بقصف منطقة الأقروض بتعز بصواريخ الكاتيوشا، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين في حصيلة أولية قابلة للارتفاع.
وسيطرت المقاومة الشعبية على جبال "الصلب" ومنطقة "الخانق" وجبال "اللول"، بالإضافة إلى عدد من المواقع في مديرية نهم وهي أولى مناطق محافظة صنعاء من الناحية الشرقية وتبعد عنها نحو قرابة 40 كيلومتراً.
وتمكنت المقاومة أيضاً من السيطرة على جبل "اللوز" وجبل "قرّود" الاستراتيجي المطل على فرضة نهم، كما تمكنت طلائع الجيش الوطني من الوصول الى منطقة "حلبس" آخر معاقل الحوثيين في المحجزة التابعة لمديرية صرواح بمأرب مع فرار المتمردين باتجاه مديرية حريب القراميش القريبة من بني حشيش في محافظة صنعاء.
وتعرضت بلدة الحضن بلودر في محافظة أبين الجنوبية لقصف عنيف بصواريخ الكاتيوشا من أعلى قمة جبل "ثرة" حيث يتمركز المتمردون. فيما تعاني مدينة لودر من القصف العشوائي المستمر والذي أدى إلى مقتل الكثير من القرويين.
و نجحت قوات الدفاع الجوي السعودي، اليوم الاثنين في اعتراض صاروخ باليستي تم إطلاقه من داخل الأراضي اليمنية، حيث تم تفجيره دون حدوث أي أضرار.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "سبق" السعودية، اعترضت القوات الجوية السعودية، ممثلة في وحدة الباتريوت، صاروخاً من نوع "قاهر ١" قبل وصوله إلى منطقة جازان بـ ٥٠ كيلو، قادماً من الأراضي اليمنية، عند الساعة الثالثة فجراً.
ويعد صدّ الصاروخ إنجازاً جديداً للقوات الجوية السعودية، في إطار الحرب التي تشنّها حالياً قوات التحالف على الميليشيات الحوثية في اليمن، حيث أسقطت القوات السعودية عشرات الصواريخ الباليستية كان العدو قد وجّهها من داخل الأراضي اليمنية نحو الأراضي السعودية، مستهدفاً أراضيها.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أجواء ما قبل التحرير، حيث يترقب مواطنوها، في أي لحظة، اندلاع انتفاضة داخلية ضد ميليشيات الحوثيين وفلول المخلوع صالح، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وانعدام الخدمات، والغلاء الفاحش الذي طال معظم السلع الأساسية.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الاثنين، أشارت مصادر من داخل صنعاء إلى أن المتمردين الحوثيين بدأوا في تشديد الإجراءات الأمنية في كل شوارع العاصمة وأحيائها الرئيسة، كما نشروا العديد من نقاط التفتيش التي تبدي قدراً كبيراً من التشدد مع المدنيين وتحد من قدرتهم على الحركة، ما أحال حياتهم إلى جحيم. 
وذكرت المصادر أن حالات اقتحام المنازل، والمداهمات الأمنية تزايدت في المدينة، وأن غالبية المجاميع المسلحة، لا تحمل أي صفة أمنية رسمية، حيث تكثر الانتهاكات والتجاوزات للقانون.
فيما أكد محافظ صنعاء الشيخ عبدالقوى شريف إن تحرير صنعاء بات وشيكا في ظل الانهيارات المتواصلة للانقلابيين وبخاصة في جبهات تعز ومأرب والجوف منوها إلى أن دعم الشرعية هي السبيل الوحيد للوصول إلى الدولة اليمنية وفرض الأمن والاستقرار والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وصولاً إلى دولة المؤسسات والنظام والقانون.
وقال شريف وطالب مشايخ قبائل نهم الذين يخوضون مع الجيش والمقاومة معارك عنيفة مع الانقلابيين في مناطقهم بضرورة الإسهام في عملية التحرير ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مشيداً بأدوار وتضحيات قبائل نهم التي كانت لها لمسات قوية على مر التاريخ والذين هدمت منازلهم ودمرت ممتلكاتهم الخاصة نتيجة لمواقفهم البطولية طوال السنوات الماضية وخاصة تطورات 21 سبتمبر.
وكشف بأن توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي للسلطة المحلية بصنعاء شددت على ضرورة اشراك قبائل المنطقة في عملية التحرير لمحافظة صنعاء من خلال الجيش الوطني.
وأشار إلى أن اللجنة الأمنية ستتولى تشكيل أجهزة أمنية حديثة مهمتها الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة عقب عملية التحرير وبالتنسيق مع وزير الداخلية ورئاسة هيئة الأركان حيث سيتولى عملية التأمين المبدئي بعد التطهير مباشرة بجيش وطني من أبناء المحافظة.
ودعا قبائل المنطقة وقادتها الحكماء للحفاظ على النسيج الاجتماعي وحقن الدماء وعدم التمترس خلف ادعاءات شخصية وفردية للانقلابيين تهدف لتدمير الوطن، مؤكداً بأن الشرعية لا تؤمن بلغة تصفية الحسابات.
 وأشار إلى أن السلطة المحلية أعدت خطة متكاملة للإغاثة بالتنسيق مع مركز الملك سلمان ومنظمات محلية ودولية لتخفيف المعاناة عن المتضررين.
وأشاد بالدور المحوري الذي تسهم به الإمارات في دعم تطلعات الشعب اليمني في استعادة الدولة المختطفة وانهاء الانقلاب.
ودعا كافة القوى القبلية والحزبية إلى المشاركة في عملية تطهير صنعاء من العناصر الانقلابية إلى جانب الجيش الوطني ومقاومته الشعبية.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أن "جولة مفاوضات السلام التي استضافتها سويسرا بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين، التي انتهت اليوم الأحد، جاءت لصالح وفد الشرعية، الذي تميز بتوجه واضح يسعى إلى الحل بعيداً عن المناورة والتردد الذي شاب أداء المتمردين".
وأشار قرقاش إلى أن "موقف الحوثيين المتردد حول قضية المعتقلين يأتي من عقلية ضيقة قوضت الدولة اليمنية واستقرار المجتمع".
وقال قرقاش عبر حسابه الرسمي على تويتر، "جولة المفاوضات اليمنية في سويسرا جاءت لصالح وفد الشرعية، أداؤه تميز بتوجه واضح يسعى إلى الحل بعيداً عن المناورة والتردد الذي شاب أداء التمرد"، مضيفا "موقف الحوثيين المتردد حول قضية المعتقلين ينم عن عقلية ضيقة قوضت الدولة اليمنية واستقرار المجتمع، بدا الوفد الحوثي وكأنه في بازار يبيع ويشتري".
وتابع قرقاش "انقسام وفدي المؤتمر والحوثيين، وانقسام الوفد الحوثي على نفسه، وبرزت عدائيته في قضية المعتقلين والإغاثة، شروطه التعجيزية أعاقت التقدم المرتجى".
وقال: "في المقابل كان أداء وفد الحكومة الشرعية راقياً وبنّاء، ولا أستغرب ذلك، فشتان بين من يتحدث باسم الشرعية والدولة ومن يتحدث باسم التمرد والانقلاب".
وصرح المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مساء اليوم الأحد، بأنه تم الاتفاق بين الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام "جنيف 2" على أن يتم عقد مشاورات ثانية في 14 يناير القادم، دون تحديد المكان.
وقال ولد الشيخ في مؤتمر صحافي عقده اليوم: "اتفقنا على إنشاء لجنة للاتصال والتهدئة وتشرف عليها الأمم المتحدة، كما تم الاتفاق على مجموعة تدابير لبناء الثقة، تشمل الإفراج عن المعتقلين، وضمان استمرار وقف إطلاق النار، وأن يتم العمل مع الأطراف اليمنية لإيصال المساعدات الإنسانية".
وتابع: "هناك توافق مبدئي للإفراج عن السجناء والمختفين قسراً، ومتأكدون أننا سنسمع أخبار جيدة في هذا الموضوع".
وذكر ولد الشيخ بأن المساعدات يجب أن تصل إلى جميع المناطق اليمنية، خصوصاً وأن معظم المناطق في اليمن قد تضررت "وهذا السبب الذي استدعى الأمم المتحدة طلب رفع جميع أنواع الحصار عن اليمن".
وأوضح أنهم ركزوا بشكل خاص على مدينة تعز كونها تضررت كثيراً جراء الحرب، مؤكداً وصول 102 شاحنة تحمل مساعدات غذائية إليها منذ بدء المشاورات، كما وصلت يوم أمس 22 شاحنة تحمل مساعدات طبية وبعض المواد البترولية .
وبالنسبة لوقف إطلاق النار، أشار ولد الشيخ إلى أن الأمم المتحدة وجهت هذا الطلب للأطراف اليمنية في السابق ورغم ذلك تم انتهاكه في الساعات الأولى منذ الإعلان عنه، وأضاف "هذا لا يمنع أن نستمر في هذا الطلب فلا يمكن استمرار حوار جدي دون تنفيذ وقف إطلاق النار وجميع الجهود ستصب في ذلك".
يذكر مشاورات السلام حول اليمن "جنيف 2" انطلقت في منتصف الشهر الجاري بين الحكومة اليمنية والحوثيين وصالح في مدينة بيال بسويسرا برعاية أممية لإنهاء الحرب الدائرة فيها منذ أكثر من تسعة أشهر.
المشهد اليمني:
تتواصل اصوات الرصاص ونزيف الدم اليمني، مع فشل مباحثات جنيف واليت جاءت مخيبة لآمال الشعب اليمني في انهاء الصراع، فيما يواجه المبعوث الدولي صعوبات بيرة في التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء لهدنة انسانية.

شارك