سهام التعاون الأمريكي - الكردي مواجهة ضد “داعش” أم للدولة العراقية؟

الثلاثاء 22/ديسمبر/2015 - 12:44 م
طباعة سهام التعاون الأمريكي
 
 كثيرا ما يثير التعاون  الأمريكي الكردي الجدل حول تأثيره على الدولة العراقية ودائما ما يكون الرد الأمريكي والكردي متوافقان حول انهما يتعاونا من أجل القضاء على داعش وتدلل الادارة الامريكية على الامر بمزيد من التواصل بين الجانبيين وهو ما جسده  أشتون كارتر وزير الدفاع الأميركي  بزيارته إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، يوم الخميس 17-12-2015م ، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأكراد بخصوص الحرب ضد تنظيم داعش.
سهام التعاون الأمريكي
هذا التعاون دائما ما يثير حفيظة الحكومة العراقية لان واشنطن تعتبر قوات البيشمركة الكردية الشريك الرئيسي للقوات الأميركية في الحرب ضد التنظيم المتطرف، ودائما ما تحاول تخفيف هذه الأجواء القلقة من جانب بغداد بأن تسبق اى زيارة رسمية للاكراد زيارة  للحكومة  كما فعل كارتر حيث التقى  في بغداد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حيث ناقش معه تطوير التعاون بين البلدين في مجال التسليح والتدريب ولكن هذا لايمنع التجاهل الامريكى للحكومة العراقية في التعاون مع الاكراد كما حدث كما حدث في العملية العسكرية الأميركية - الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينا يحتجزهم تنظيم داعش.
سهام التعاون الأمريكي
حيث أكد العميد تحسين إبراهيم صادق المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، أن الوزارة لم تبلغ بالعملية العسكرية الأميركية - الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينا يحتجزهم تنظيم داعش و إنهم سمعوا عن العملية من وسائل الإعلام، ولم يكن لديهم علم بها و أن الذين قاموا بها هم قوات البيشمركة الكردية والأميركيون، ولم يكن لدى وزارة الدفاع أي فكرة عنها  وأن مسؤولين بالوزارة  اجتمعوا  مع ممثلين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد اليوم الجمعة لمعرفة المزيد بشأن العملية، وهي أهم غارة ضد تنظيم داعش على مدى أشهر.
سهام التعاون الأمريكي
وكشفت دراسة لمعهد واشنطن  لمايكل نايتس  زميل في برنامج الزمالة "ليفر إنترناشيونال" في المعهد  بعنوان " أعادة ضبط العلاقة الأمريكية- الكردية- العراقية"  عن العلاقة الكردية الامريكية واثرها على الدولة العراقية قائلة "تتجلى أولى الخطوات الحيوية لهزيمة تنظيم داعش في تأسيس قاعدة للعمليات في كردستان العراق، التي تتمتع بموقع مثالي كنقطة انطلاق لجهود مشتركة ضد الجهاديين والخلافة التي أعلنوا عنها  بعد ما  أمست حكومة إقليم كردستان  مباشرة في مرمى التنظيم، باعتبارها عدواً عسكرياً وقاعدة لإلحاق الهزائم بالجهاديين ، الأمر الذي يجعل القضاء على التنظيم أولوية قصوى بالنسبة إلى القادة الأكراد في أربيل و بإمكان الولايات المتحدة أن تلعب دوراً حاسماً في صياغة صفقة من شأنها المحافظة على الائتلاف القائم في العراق لمكافحة داعش  وعلى مشاركة الأكراد بصورة نشطة في القتال ويترتب على واشنطن بشكل خاص ضمان عدم عودة المفاوضات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان  إلى تصيّد كل طرف لأخطاء الطرف الآخر وإعادة  الأوضاع إلى ما كانت عليه كالمعتاد.
سهام التعاون الأمريكي
وتابعت بدأت جهود المجتمع الدولي الرامية إلى ردع تنظيم  داعش في منطقة كردستان العراق، التي كانت بمثابة القاعدة لانتصارين هامين في سد الموصل وقرية آمرلي خاصة بعد أن تعافت  قوات البشمركة الكردية القوية، وقوامها 175 ألف مقاتل، بسرعة من هجوم داعش المفاجئ في أغسطس 2014م ، مما يدل على مرونتها واستعدادها لتسهيل عمليات القوات العسكرية الأمريكية وقوات الحكومة العراقية إن بذل جهد دولي أوسع للقضاء على التنظيم قد يتطلب المزيد من الوقت ويكون أكثر تكلفة من دون التعاون مع  حكومة إقليم كردستان ، التي من شأنها أن توفر قاعدة آمنة وتسهّل الوصول المباشر إلى أكثر من ألف ميل من الخطوط الأمامية للتنظيم في شمال العراق، وعلى نحو مهم، في المناطق المأهولة بالأكراد شرقي سوريا.
سهام التعاون الأمريكي
وشددت على أن حكومة إقليم كردستان تشكل عاملاً حيوياً بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة الأوسع نطاقاً في العراق وذلك لما يلى   :
1- استعداد  حكومة إقليم كردستان لإضافة أكثر من 200 ألف برميل يومياً من النفط المنتج في أراضيها إلى أسواق الطاقة العالمية بحلول نهاية هذا العام 2015م . 
2- تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة إقليم كردستان من شأنه أن يقدم للبيت الأبيض خطة احتياطية ومصدراً بديلاً للضغط على بغداد في حال عدم التزام حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، والتي يهيمن عليها الشيعة، بتحقيق وعودها بضم كافة فئات المجتمع.
وفى حال  تحقيق الولايات المتحدة لهذين الهدفين يستفيد الاكراد ايضا من خلال مايلى :
سهام التعاون الأمريكي
1- دفع  الحكومة العراقية للرواتب العائدة لـ حكومة إقليم كردستان  بل دفعها أيضاً أقساط حصة الأكراد التي تبلغ مليارات الدولارات عن الشهور السابقة التي لم تُدفع فيها هذه الحصة. 
2- تشجيع  واشنطن لبغداد بقوة على استكمال مجموعة من الإنجازات الهامة على مستوى تقاسم العائدات وتمويل قوات البشمركة على حد سواء. 
3- إعداد برنامج أمريكي  لتدريب قوات البشمركة وتجهيزها ، من خلال  خططاً للطوارئ حال عدم انضمامها لوزارة الدفاع الاتحادية  العراقية 
4- توجيه المساعدات الأمريكية من خلال وزارة البشمركة التابعة لـ حكومة إقليم كردستان بغية تعزيز هذه المؤسسة والتخفيف من هيمنة الأحزاب السياسية على الوحدات الكردية الأكثر فعالية.
5-  تمكين الولايات المتحدة الامريكية من  تقديم   المساعدة عبر طرق متعددة  لدعم تصميم  وإقرار قانون رسمي يُعنى بتقاسم الإيرادات، من شأنه أن يحدد الصيغ الخاصة بـ «حكومة إقليم كردستان» والمحافظات الأخرى. 
سهام التعاون الأمريكي
مما سبق نستطيع التأكيد على انه بالرغم من المحاولات الكردية  الامريكية يبقى موقف  الدولة العراقية   ثابتا بين اتجاهين  الأول  إخضاع المناطق الكردية للسلطة المركزية أسوة بالمناطق العراقية الأخرى، حتى وإن أدى ذلك إلى استخدام القوة، والثانى احترام  الخصوصيات المختلفة داخل الشعب العراقي الواحد، وخاصة الخصوصية الكردية بالرغم من  التعاون  الأمريكي الكردي  المثير للجدل وأن كانت داعش حاليا ذريعة فإن المستقبل كفيل بمواجهة كافة الذرائع التي تواجه الدولة العراقية . 
للمزيد حول الأكراد وحلم الدولة... (الجغرافيا – التاريخ – المحفزات – الموانع).. اضغط هنا

شارك