تدشين حزب "العدالة الحرة" هل يكون جواز مرور لعودة الإخوان للحياة السياسية
الثلاثاء 22/ديسمبر/2015 - 07:50 م
طباعة


لم يزل الكثير من المنشقين عن جماعة الإخوان يحاولون العودة مرة أخرى للحياة السياسية بصور مختلفة إما بتكوين تحالفات، وائتلافات سياسية وإما بمحاولة الدخول في أحد الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وهناك تخوفات وتساؤلات كثيرة حول تكوين الإخوان المنشقين حزبا سياسيا، حاول الرد عليها عمرو عمارة، مؤسس تحالف الإخوان المنشقين، ورئيس حزب العدالة الحرة، حيث قال إن اللجنة القانونية توجهت، اليوم الثلاثاء 22 ديسمبر 2015، إلى لجنة شؤون الأحزاب لبدء إجراءات إشهار الحزب رسميًا.
وأضاف عمارة أن الحزب الذى يعمل تحت التأسيس اختار عددًا من المقار في أكثر من منطقة، وافتتحها وعلى رأسها المقر الرئيسي في فيصل بالجيزة كمقر مؤقت إلى أن يتم شراء مقر بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، كما أن الحزب أنهى منذ أيام اختيار الهيكل الإداري، والتنفيذي للحزب الذى ضم قيادات سابقة في تنظيم الإخوان انشقت عنه، وأخرى في تيارات إسلامية، مثل تيار إصلاح الجماعة الإسلامية.
وكشف مؤسس تحالف الإخوان المنشقين عن نية الحزب لإنشاء قناة فضائية، وبدء مباحثات مع عدد من الشركات المتخصصة في إطلاق القنوات الفضائية لبحث إمكانية إطلاق قناة فضائية تعبر عن الحزب وبرامجه، لافتًا إلى اختيار تحالف الإخوان المنشقين، وقيادات إسلامية معتدلة إنشاء حزب سياسي، ليكون مظلة لهم للعمل السياسي، إضافة لأن الحزب سيكون مظلة تجمع القيادات الإسلامية المعتدلة التي ترفض العنف وتصطف إلى جوار الدولة، كما أنه يرحب بجميع المصريين بين صفوفه.
ومن جانبه، قال عبد الشكور عامر، القيادي بإصلاح الجماعة الإسلامية، ورئيس المكتب السياسي لحزب العدالة الحرة، إن الحزب جاء لسد ثغرة موجودة في الشارع المصري، وهى عدم اشتراك القيادات الإسلامية وأعضاء التيار الإسلامي المعتدل في العمل السياسي.
وأكد عامر أن الحزب أنهى جميع إجراءات تأسيسه، وبرنامجه، وهيكله وقواعده، وافتتح فعليًا عددًا من مقراته، مشيرًا إلى خوض الحزب لانتخابات المحليات المقبلة، ومضيفًا أنه لديه كوادر وطنية في جميع المحافظات، ولديها القدرة على خوض انتخابات المحليات، والعمل الجاد بها من أجل خدمة المواطنين.
الهيكل الإداري:

كما أصدر الائتلاف في وقت سابق من مساء الأمس، بيانا قال فيه إن الحزب أنهى انتخاباته لاختيار الهيكل التنفيذي الإداري للحزب تحت التأسيس، وجاءت قائمة قيادات الحزب كالتالي: عمرو عمارة رئيسا للحزب، سمير عامر الأمين العام للحزب، خالد مصطفى أمين التنظيم، عماد أبو شادي أمين عام العضوية محمد عبدالفتاح، أمين عام المكتب الاستشاري، هاني غلاب أمين عام المحافظات، ضياء الفقي رئيس المكتب التنفيذي، عبدالشكور عامر رئيس المكتب السياسي، حسن المنسي رئيس للجنة العلاقات العامة، محمد هيمة رئيس شؤون الحزب، محمود العيسوي أمين عام للجنة الشباب، عبدالله عيسى رئيس للجنة الطلاب، هدى السيد رئيسة للجنة المرأة، أحمد الجندي رئيس للجنة الإعلام.
كما تقرر تعيين كل من المهندس سمير عامر الأمين العام للحزب، والأستاذ عبدالشكور عامر متحدثين رسمي باسم الحزب، كما قرر مؤسسي الحزب عقد اجتماعات مع ممثلي المحافظات لاختيار الأمانات وباقي المقرات، إضافة إلى فتح المقر المؤقت للحزب بفيصل في محافظة الجيزة.
وقد بدأت فكرة إنشاء حزب من قبل شباب الإخوان المنشقين في بداية هذا العام، ليكون منبرا لهم يتحدثون من خلاله، ولكي يحافظوا على تواجد الإسلاميين في المشهد، بعد تجميد كل الأحزاب ذات المرجعية الدينية لنشاطها وانضمامها لما يسمى تحالف "دعم الشرعية" المناصر للرئيس المعزول محمد مرسي، وذهب الشباب بمقترحهم للدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، إلا أنه رفض هذا الأمر، وقرر عدم الاشتراك في أي حزب سياسي، ناصحا إياهم بضرورة التأني وعدم التسرع في تدشين الحزب الآن، وبهذا تبدد حلم المنشقين، وبالفعل ظلت فكرة الحزب حبيسة الأدراج إلا أنها لم تغادر عقولهم، وقبيل الانتخابات البرلمانية الماضية أعلن أحمد الفضالي، رئيس جمعية الشبان المسلمين، عن رغبته في ضم شباب الإخوان المنشقين لحزب السلام الديمقراطي، الذي يرأسه، ولكنه بعد محادثات استمرت لشهرين، أقنع شباب الإخوان المنشقين بعدم خوض الانتخابات الآن لكره الناس لهم، ولكي لا يكون لوجودهم أساسًا في شائعات عن عودة الجماعة للروح من خلالهم. وخلال مرحلتي الانتخابات البرلمانية لم ينجح أحد للإخوان المنشقين الذين ترشحوا على قوائم الأحزاب، كسامح عيد، الذي ترشح على قوائم حزب المحافظين في دائرة أكتوبر الواحات، وكذلك خالد الزعفراني، المرشح المستقل بالإسكندرية، ما أثار حفيظتهم بسبب خلو البرلمان تمامًا من أي ممثل لهم من هذا التيار، فتجددت الدعوة لإنشاء حزب المنشقين، وبالفعل تم الإعلان عن تأسيس حزب "العدالة الحرة"، وقرر المكتب التنفيذي لحزب العدالة الحرة، الذي عقده شباب الإخوان الخميس الماضي، بأن يتم الإعلان رسميًا عن المكاتب التنفيذية للحزب، وتم اجراء الانتخابات للهيكل الإداري بداية الأسبوع الجاري.
البرنامج والتوجهات السياسية:

وقد تعهد حزب العدالة الحرة الذي أسسه شباب الإخوان المنشقين بفصل الدعوة عن السياسة وأن يكون مقره الرئيسي، في القاهرة، وشعاره «مصر لكل المصريين»، وأهدافه تحقيق ثورة زراعية وصناعية وثقافية تواكب التطور العصري.
وكما يؤكد قيادات الحزب بأنه يسعى من خلال برنامجه الاقتصادي، إلى تفجير الثورة الزراعية والصناعية والحرفية لدفع الإنتاج إلى المزيد ولتحرير الرغيف المصري من المديونية والمعونة وخلق فائض إنتاج يسمح لمصر أن تكون دولة غنية مصدرة تتجاوز مرحلة الاكتفاء الذاتي، لتتخلص من سلسلة الديون التي تراكمت كثيراً على ذمتها المالية جراء الأحداث التي مرت بها، حتى بات الأمر كابوساً جاثماً على صدرها وعبئاً ينوء به مستقبلها.
وفى البرنامج الصحي يرى الحزب أنه لا إنتاج على يد شعب مريض معتل، لذلك أكد ضرورة مجانية العلاج في كافة المستشفيات وتصنيف العيادات إلى ثلاثة أقسام بحيث ينتمى كل طبيب إلى القسم الذى يتبعه طبقاً لخبرته وأقدميته وإجازته العلمية ووضع تسعيرة للعلاج داخل كل قسم على حدة، ويعد التلاعب فيها شأن التلاعب في سلع القوت الرئيسي، كما دعا البرنامج إلى خصم 1% من دخل كل مواطن لإنتاج مجمع دوائي من أجل الإصلاح العلاجي.
وفى مجال الثقافة، وجد الحزب في السنوات الأخيرة أن الغزو الخارجي لمصر اتجه إلى الثقافة، عبر الكتب والأفلام والمسرحيات والأغاني وغيرها، وبدأت الثقافة الصهيونية تستهدف العقلية المصرية لتجردها من تراثها وقيمها وعاداتها الأصيلة، وحتى تاريخها العريق.
واستعان الغزو الثقافي بسلاح المخدرات بمختلف أنواعها ليدفع بالشباب المصري من حالة اليقظة والنضال والوثبة المتطلعة إلى غد مشرق له، إلى التردي في محاف الهاوية، حيث التواكل والتكاسل واللامبالاة التي أصبحت طابعاً عاماً غارقاً فيه أغلب الشباب، حتى أصبحت الثقافة الصهيونية أفيوناً موجهاً إلى العقل المصري. ويسعى الحزب للتصدي لهذه الهجمة البربرية، بنفس السلاح من خلال إصدار الكتاب العربي الحافل بتاريخ وإنجازات وقيم ومثل المجموعة العربية بصفة عامة والكيان المصري خاصة.
وفيما يخص المرأة، يرى الحزب أنها عماد الأسرة ومنتجة الأجيال، ومن الضروري أن تتبوأ المرأة الأم مسئوليتها التربوية والعائلية والدينية، مع ربط عمل المرأة بظرف الضرورة، إذ لا عمل بلا ضرورة، وهى أن تحتاج المرأة إلى العمل أو يحتاج العمل إلى المرأة.
وعلى مستوى الأمة العربية، يرى الحزب ضرورة بدء مرحلتين، أولاهما انتقالية، وهى مرحلة التكامل الاقتصادي السياسي مع المجموعة العربية، بدعم جامعة الدول العربية، وتشكيل مستوى قيادي بها يمثل مؤتمر القمة من الملوك والرؤساء العرب، مطالباً بإصدار ما يسمى بـ«الدينار العربي الموحد»، كعملة عربية قابلة للصرف والتحويل إلى كل العملات العربية من جنيه ودينار وريال وخلافه، وفي مجال التجارة الخارجية لسطوة الدولار الأمريكي، كما دعا الحزب إلى إنشاء سوق عربية مشتركة بحيث لا يجوز لأى دولة عربية استيراد سلعة أجنبية إذا كانت إحدى الدول العربية تنتج بديلها.
ويرى الحزب أن المرحلة التالية تتمثل في الوحدة العربية، وهى مرحلة نهائية تعقب مرحلة التكامل.
وفى مجال التربية والأخلاق، يسعى الحزب إلى عودة قطاعات الشعب إلى القيم التي ضاعت منه، وإلى الفضيلة التي ماتت في قطاع عريض فيه، وأن هذا لن يتحقق إلا بزرع القيم الخلقية في نفوس النشء من النبت، ولن يكون ذلك متيسراً إلا تحت مظلة التعاليم السماوية، لأن الدين سياج منيع ضد الرذيلة والشر والخطيئة، لذلك من الضروري تدريس مادة الأخلاق جنباً إلى جنب مع مادة الدين في كافة مراحل التعليم.
ويشدد الحزب في برنامجه على ضرورة التعامل مع رجال الشرطة على أتم وجه، باعتبارهم أبناء مصر وهم من يسهرون لتوفير الأمان، لذلك يجب أن يكون معهم الشعب يداً بيد، لتطهير المجتمع من الشوائب التي علقت به. فيما اعتبر القوات المسلحة حماة الوطن والثورة، وجنودنا البواسل هم من يذودون عن أرض الوطن.
ومن الملاحظ ان لغة البرنامج وخطابه انما تشبه كثيرا ما جاء في رسائل حسن البنا مما يؤكد ان جماعة الإخوان ليس بها انشقاقا ولا هؤلاء منشقون على الجماعة، وكل ما في الأمر هو اختلاف المصالح بينهم وبين الجماعة، مما يعطي انطباعا نهائيا ان الهدف الرئيس من تكوين حزب "العدالة الحرة" انا هو بوابة خلفية لعودة الإخوان مرة أخرى للحياة السياسية في مصر، بعدما أصاب الجماعة ما أصابها من انقسام على نفسها، هذا الانقسام الذي يفسره بعض خبراء الإسلام السياسي أنه انقسام مفتعل لترويج الحزب المزمع تدشينه.