معارك عنيفة في تعز وصعدة.. وصالح يفاوض على "خروج آمن"
السبت 26/ديسمبر/2015 - 03:40 م
طباعة

ارتفعت حدة المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جانب ومليشيات الحوثيين وصالح من جانب اخر، مع اقتراب الجيش اليمني من خطوات قليلة من تحرير صنعاء، فيما كشف مسؤل يمني عن مساعي الرئيس اليمين السابق علي عبدالله صالح للخروج الامن من البلاد.
الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قتل 22 مسلحاً حوثياً و4 عناصر من المقاومة الشعبية في معارك بين الجانبين في محافظة تعز وسط اليمن، في المجموع، بينهم 6 قتلوا في غرب تعز، بحسب ما أفاد مراسل العربية.
وتشهد هذه المحافظة ذات الكثافة السكانية الأعلى في البلاد حرب شوارع منذ عدة أشهر بين الجانبين.
وتسيطر المقاومة على عدة أحياء وسط المدينة وبعض الجبهات في أطرافها، فيما تسيطر ميليشيات الحوثي على جميع منافذها وتفرض عليها حصاراً خانقاً وفقاً لمنظمات دولية ومحلية.
هذا وعرفت منطقة مفرق الجوف اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى.
وفي محافظة صنعاء، أفشل الجيش الوطني والمقاومة هجوماً لميليشيات الحوثي وصالح على منطقة جبل صلب في مديرية نهم، وفي منطقة مفرق الجوف جرت اشتباكات عنيفة تمكنت على إثرها المقاومة والجيش الوطني من التقدم باتجاه فرضة نهم من الجهة الجنوبية الشرقية.
كما صدت المقاومة هجوماً حوثياً على نقطة الحجر بين مأرب والجوف، وسقط قتلى وجرحى وتم الاستيلاء على عتاد عسكري يتبع المتمردين.
الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء قال إن المقاومة الشعبية باتت تسيطر على نحو 25 كيلومترا من مديرية نهم، وهي أولى مديريات صنعاء من الجهة الشرقية في جبهة مأرب، مشيراً إلى أن المقاومة أصبحت الآن على مقربة من منطقة بني حشيش المطلة على العاصمة.
وفي مأرب، قتل العشرات في مواجهات بمديرية حريب القراميش، عقب محاولة الحوثيين استعادة أحد المواقع.
وفي صنعاء واصلت ميليشيات الحوثي وصالح مسلسل الاختطافات والاعتقالات في صفوف المدنيين والناشطين، كما تقوم الميليشيات بحملات دهم على المنازل، ونالت مدينة الحديدة نصيبها من تلك الاعتقالات والاختطافات التي طالت عددا من الشخصيات.
وفي سياق اخر اغتال مسلحون ضابطاً في جهاز الأمن السياسي اليمني في مأرب، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، الواقعة شرق صنعاء، على ما أعلن مصدر أمني اليوم الجمعة.
وأضاف المصدر أن اغتيال المقدم جار الله الصالحي جرى في وسط مدينة مأرب الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية التي تواجه تمرد الحوثيين الشيعة، موضحاً أن المهاجمين فروا إلى جهة غير معروفة.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، دشن ناشطون يمنيون، اليوم السبت، حملة للمطالبة بإغلاق مقرات حزب الإصلاح في محافظات الجنوب اليمني، من بينها مدينة عدن, مقر إقامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وجاء في بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للفعالية، دعوة لـ "كل أبناء عدن الشرفاء إلى الخروج في مسيرة كبيرة يوم الخميس القادم، إلى مقر حزب الإصلاح بعدن (كريتر)، وطرد كل عناصره، وإغلاق المقر نهائياً، وعدم السماح لهم بأي نشاطات في عدن".
وقال البيان إن حزب الإصلاح (إخوان اليمن) متورط في حملة مهاجمة محافظ مدينة عدن، وتوزيع منشورات تحرض على قتله.
وصرّح مصدر مسؤول في عدن لـ 24: "إن قرار تعيين الزبيدي، القائد العسكري الذي لعب دوراً كبيراً في تحرير الضالع من قوات صالح وميليشيات الحوثي, أثار غضب الإخوان المسلمين، باعتبار الزبيدي من قوى الحراك الجنوبي التي تعتبر الإخوان أحد أبرز الأطراف الثلاثة التي شنت حرب 1994 على الجنوب".
و أقفت مليشيات الحوثي وصالح رواتب عشرات الصحفيين من العاملين في وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" ووسائل إعلامية أخرى في خطورة رآها المراقبون محاولة أخرى للتأثير على الإعلام الرافض لانقلاب الحوثيين على الشرعية.
وبسيف المعز وذهبه، كما يقال، يتعامل الانقلابيون الحوثيون مع الإعلام، فالرواتب أصبحت طريقة أخرى للضغط على الإعلاميين بعد أن فشلت حملات الترهيب والاعتقال في تكميم الصحافة الرافضة لانقلابهم ضد شرعية الرئيس هادي.
وبحسب مصادر يمنية أوقفت إدارة وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، التي استولى عليها الحوثيون، رواتب نحو أربعين صحفيا من المعارضين للانقلاب، فيما شملت القائمة أسماء العشرات الآخرين من الصحافيين في هيئة الإذاعة والتلفزيون وقناة صنعاء ومؤسسات إعلامية أخرى.
وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، اعتقل الحوثيون منذ انقلابهم على الشرعية ثلاثة وثلاثين صحافيا أفرج عن عدد منهم، فيما لا يزال ثلاثة عشر صحافيا في سجون سرية لم يسمح لأهاليهم بالتواصل معهم.
المسار التفاوضي:

وعيل صعيد المسار التفاوضي، قال مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي، إن الجولة القادمة من المفاوضات بين الحكومة والمتمردين الحوثيين وأنصار صالح لن تكون في أثيوبيا، كما أُعلن بعد نهاية الجولة الأولى التي احتضنتها سويسرا، ولكن في دولة أوروبية لم يحددها، مُشيراً إلى أن ممثلي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في المفاوضات كان هدفهم الأول وقبل نجاح المشاورات تأمين مخرجٍ آمن له من اليمن قبل أي شيء آخر، حسب ما أوضح مكاوي في حديث مع صحيفة الشرق الأوسط السبت.
وأفاد المسؤول اليمني أن مفاوضات سويسرا كشفت أن الحوثيين وأنصار صالح لم يكونوا مستعدين لتنفيذ أي بند من بنود الاتفاقات السابقة التي انطلقت على أساسها هذه المفاوضات، وكان همهم الوحيد الحصول على مكسب سياسي بتحقيق وقف شامل إطلاق النار في اليمن، مقابل وعود جديدة، بما يتنافى مع روح القرار الأممي 2216، ومع التزامهم بتنفيذ بنوده.
وأضاف مكاوي أن تحقيق هدف سياسي لهم في سويسرا كان الغاية الحقيقية لحضور الوفد المفاوض الممثل للحوثيين ولجماعة علي عبد الله صالح، وليس التفاوض على اتفاق شامل في إطار ما جاء به القرار الأممي ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية التي شكلت الإطار العام الذي قامت عليه المفاوضات.
وأوضح المسؤول اليمني أن هذه المناورة هي التي تكشف خرق الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن، منذ اليوم الأول للمفاوضات، واستمرار الجرائم ضد اليمنيين خاصة في تعز، وانكشف الموقف الحوثي أكثر، عند تصميم الحكومة والتحالف العربي على الالتزام بالاتفاقات السابقة على المفاوضات، ما تسبب في ارتباك الوفد الحوثي في سويسرا ولجوئه إلى الانسحاب من قاعة التفاوض حيناً وتعطيل المحادثات حيناً آخر.
ولكن المناورة الجديدة فشلت في ظل تصميم وفد الحكومة الشرعية على تنفيذ بنود التفاهمات والاتفاقات التي سبقت المفاوضات في سويسرا في قاعة التفاوض ولكن أيضاً على ميدان المعارك وجبهات القتال، وهو ما يكشفه مثلاً انتهاء المفاوضات في جولتها دون التوقيع على أي نص أو اتفاق أو تفاهم رسمي.
وبمناسبة هذه المفاوضات قال مكاوي إن انكشاف اللعبة تسبب في ارتباك وتصدع وفد الحوثيين وصالح، وأبرز خلافات وتباينات في مواقفهم، ذلك أن الحوثيين كانوا يأملون الحصول على صفقة جيدة، يعززون بها موقفهم على الأرض، مقابل وعود غير ملزمة بإطلاق سراح المعتقلين، في المقابل كان كل هم أنصار صالح، تأمين خروج آمن لزعيمهم من اليمن.
ومن جهة أخرى، كشف المفاوض اليمني، أن الجانب الحكومي اعترض على وجود مستشارين إيرانيين وممثلين لحزب الله ضمن وفد المفاوضين الحوثيين، وأن الجانب الحكومي سجل لدى مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد اعتراضه على هذه الخروقات التي كشفت مدى ارتباط الحوثيين بإيران وحزب الله اللبناني.
الدعم الاماراتي:

وعلي صعيد الدعم العربي لليمن، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دعماً عسكرياً لقطاع الشرطة في مدينة عدن، ضمن عملية الدعم المتواصل الذي تقدمه الإمارات للجهازين الأمني والعسكري في المدن اليمنية المحررة.
وقال مصدر في شرطة عدن لـ 24 إن نحو 125 مركبة ومدرعة عسكرية وصلت أمس الجمعة من دولة الإمارات دعماً لجهاز الشرطة.
وتسعى القيادة الجديدة لمحافظة وشرطة عدن إلى القضاء على الاختراقات الأمنية، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبسط سلطة الدولة، بالتعاون مع المقاومة الجنوبية، وبدعم واسع من دول التحالف العربي، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية.
المشهد اليمني:
لا تزال أصوات الرصاص ونزيف الدم اليمني مستمرين، مع فشل مباحثات جنيف والتي جاءت مخيبة لآمال الشعب اليمني في إنهاء الصراع، فيما يواجه المبعوث الدولي صعوبات كبيرة في التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء لهدنة إنسانية.