بعد مقتل "علوش".. "شبح الاستهداف" يُرجئ انسحاب الدواعش من جنوب دمشق
السبت 26/ديسمبر/2015 - 07:58 م
طباعة

بدا أن مقتل قائد تنظيم "جيش الإسلام" الإرهابي، زهران علوش، ألقى بتبعاته على على الاتفاق الذي كان يقضي بانسحاب نحو 5000 مقاتل من تنظيم "داعش" جنوب دمشق، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت "بتجميد" الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة، لإجلاء المقاتلين التابعين لـ"داعش" والفصائل المتشددة الأخرى، من مناطق في جنوب دمشق.
الاتفاق وبحسب مراقبين، إذا ما نجح فسيمثل نجاحا لحكومة الرئيس بشار الأسد وسيعزز من فرص سيطرتها من جديد على منطقة استراتيجية تبعد أربعة كيلومترات فقط إلى الجنوب من وسط دمشق.
وتُعتبر خطوة تجميد الاتفاق بين الطرفين، له مبررات عديدة، حيث فتح مقتل زهران علوش، باباً واسعاً من التكهنات حول احتمالية تنفيذ الجيش السوري والطيران الحربي الروسي والسوري، طلعات جوية تستهدف حافلات المسلحين المنسحبين من جنوب دمشق.
وبرر متابعون، قبول التنظيمات الإرهابية الانسحاب من جنوب دمشق، إلى تكبد تلك التنظيمات خسائر كبيرة من قبل قوات النظام التي تحاصر تلك المناطق، وتفرض عليها طوقاً أمنياً مشدداً منذ نحو سنتين، ما تسبب في الحد تدفق المساعدات الغذائية والإنسانية مما أسفر عن وفاة الكثيرين جوعا.

تليفزيون المنار التابع لجماعة "حزب الله" اللبناني، قال إن حافلات كانت ستنقل المقاتلين إلى مدينة الرقة معقل "داعش" في شمال سوريا، وأن الاتفاق انهار بعد مقتل زهران علوش أحد القادة البارزين في ضربة جوية أمس (الجمعة)، وكان من المقرر أن تمر القافلة التي تقل المقاتلين عبر أراض يسيطر عليها علوش. وذكر المرصد في بيان أن الإجلاء كان متوقعا اليوم (السبت) لكنه تأخر لأنه لم تعد هناك أراض آمنة يمكن للقافلة المرور منها.
ما أكد انهيار الاتفاق، هو أن الحافلات التي كان مقررًا لها أن تنقل العناصر الإرهابية، عادت مرة أخرى من حيث جاءت، حيث أشار تقرير تليفزيون "المنار" إلى أن العربات التي وصلت أمس، لنقل المقاتلين وما لا يقل عن 1500 من أفراد أسرهم أعيدت.
وقد برر مراقبون دخول المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة على خط المفاوضات بين النظام السوري والجماعات المسلحة، هو محاولة تلك المُنظمات في الوصول إلى هدنة محلية واتفاقات للعبور الآمن كخطوات في سبيل هدف أكبر وهو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص منذ أن اندلعت قبل خمس سنوات.
مصدر مسئول، متابع لخطوات الهدنة، قال إن العمل جار بشكل شبه طبيعي لترحيل كل المسلحين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة ريف دمشق، إلى جهات عديدة في سوريا، إلا أن الخلاف الأساسي، يكمن في أماكن هذه الجهات، بين الرقة، معقل التنظيم في سوريا، أو مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، وعلى الحدود مع تركيا.

ونفى المصدر الذي تحدث لموقع "سبوتنيك" المقرب من جهاز المخابرات الروسية، تجميد الهدنة، وقال: "نُجهز حالياً القوائم واللوائح النهائية التي سيقوم المسلحين بموجبها الخروج نحو الأماكن المتفق عليها، كل مجموعة على حدة، وكل هذا تحت رعاية أممية وتحت مظلة الهلال الأحمر والعديد من الفعاليات والمنظمات الأخرى.
وأشار المصدر إلى أن العديد من القيادات وافقت على الخروج، بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش، وهناك العشرات من المسلحين المنضوين تحت "جبهة النصرة"، بايعت تنظيم "داعش"، في الأشهر الماضية، للدخول في أسماء الخارجين من أحياء الحجر الأسود والقدم (في دمشق)، غير أن مخيم اليرموك لم يرتبط بشكل أساسي في شروط هدنة الخروج. وكانت عناصر تنظيم "داعش" دخلت إلى مخيم اليرموك، الذي يضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أوائل شهر أبريل الماضي.

إلى ذلك، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل غرف عمليات للإشراف على ملف مكافحة الإرهاب في عدد من المدن الروسية، وتقوم السلطات الروسية في عدد من المدن المطلة على البحار بتشكيل غرف عمليات لمكافحة الإرهاب حسب توجيهات بوتين. وأصدر بوتين، اليوم السبت، قرارا بشأن تشكيل غرف عمليات لإدارة مكافحة الإرهاب في مدن "كاسبيسك ومورمانسك وبتروبافلوفسك كامتشاتسكي وسيمفيروبول ويوجنو ساخالينسك".
وتخشى روسيا من تسلل عناصر تنظيم داعش إلى الأراضي الروسية، عبر منطقة القوقاز ومناطق أخرى من أفغانستان، لذلك قامت بالتنسيق مع العديد من العديد من دولا الاتحاد السوفيتي للحيلولة دون ذلك الاختراق.

في السياق، غادر مطار القاهرة الدولي، اليوم السبت، مبعوث الرئيس الروسي الخاص للأزمة السورية "الكسندر لافرينتييف" بعد زيارة قصيرة للقاهرة استغرقت يوما واحدا، وبحث مبعوث الرئيس بوتين مع عدد من المسئولين المصريين تطورات الأوضاع في الأراضي السورية، و جهود مكافحة الإرهاب.
وكان المبعوث الروسي قد وصل مطار القاهرة مساء أمس الجمعة في جول تشمل عدد من دول المنطقة تتركز حول تطورات الوضع في سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة.