الجيش العراقي يتقدم في الرمادى .. والبغدادى يتوعد
السبت 26/ديسمبر/2015 - 09:52 م
طباعة

تتواصل عملية الجيش العراقي لتحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش، بعد ان توغلت القوات العراقية في وسط آخر منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش بمدينة الرمادي على الرغم من تباطؤ تقدمها بسبب العبوات الناسفة والشراك الخداعية، وسط توقعات بأن استعادة الرمادي سيكون أحد أبرز الانتصارات التي تحققها القوات العراقية منذ اجتياح تنظيم داعش لثلث أراضي العراق عام 2014.

من جانبه قال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن الجنود تقدموا في حي الحوز حيث يقع المجمع الحكومي الذي استهدفه هجوم بدأ يوم الثلاثاء الماضي، موضحا أن قوات مكافحة الإرهاب تبعد 800 متر من المجمع الحكومي بعد أن تقدمت مسافة نحو كيلومتر في اليوم السابق، كما أن الضربات الجوية ساعدت على تفجير العبوات الناسفة والبيوت المفخخة لتسهيل تقدمنا."
بينما اعتبر سامي العارضي وهو قائد في جهاز مكافحة الإرهاب إن الهدف هو تحرير كامل مدينة الرمادي من ثلاث جهات، وقواتنا الآن تتقدم باتجاه أهدافها لكن سبب التأخير ما عمله المجرمون من تفخيخ كل شيء، والأولوية في هذه العملية هي تجنب إيقاع خسائر ضمن صفوف المدنيين والقوات بغض النظر عن الوقت الذي تستغرقه."
وأكد الجيش العراقي أن 120 أسرة أنقذت من منطقة القتال بعد توفير ممرات آمنة لخروجهم ونقلوا إلى معسكر قرب الحبانية شمال الرمادي، والاشارة إلى أن عملية انتزاع السيطرة على الرمادي سوف تستغرق عدة أيام.
وتلقى القوات المسلحة العراقية دعمًا جويًا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وأبقيت الفصائل الشيعية المسلحة التي تساندها إيران بعيدا عن ساحة المعارك في الرمادي لتفادي إثارة غضب السكان السنة، وقالت الحكومة إنها ستسلم المدينة إلى الشرطة المحلية وقوة عشائرية سنية بمجرد استعادة السيطرة عليها وتأمينها.

كانت الرمادي أكبر مكسب لتنظيم داعش في 2015 وانسحبت منها القوات الحكومية في مايو أيار في انتكاسة كبيرة لبغداد والقوات العراقية التي تدربها الولايات المتحدة منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003، وبعد الرمادي يعتزم الجيش الانتقال لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مركز سكاني يسيطر عليه داعش في العراق وسوريا، ويري محللون أن طرد داعش من الموصل التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب ما يقرب من مليوني نسمة محو هيكل دولتهم في العراق فعليا وحرمانهم من مصدر رئيسي للتمويل الذي يأتي بعضه من النفط وبعضه الآخر من الرسوم والضرائب المفروضة على السكان.
وتلقى القوات المسلحة العراقية دعما جويا من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأبقيت الفصائل الشيعية المسلحة التي تساندها إيران بعيدا عن ساحة المعارك في الرمادي لتفادي إثارة غضب السكان السنة، وقالت الحكومة إنها ستسلم المدينة إلى الشرطة المحلية وقوة عشائرية سنية بمجرد استعادة السيطرة عليها وتأمينها، وبعد الرمادي يعتزم الجيش الانتقال لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مركز سكاني يسيطر عليه داعش في العراق وسوريا.

على الجانب الآخر أعلن تحالف لجماعات كردية وعربية معارضة تدعمه الولايات المتحدة إنه انتزع سدا رئيسيا في سوريا من قبضة داعش وقطع طريق إمداد رئيسيا عن المتشددين على ضفتي نهر الفرات.
يأتي ذلك في الوقت الذى تم فيه الكشف عن تسجيل صوتي منسوب لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي إن الغارات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة فشلت في إضعاف التنظيم، وقال فيه"كونوا على يقين أن الله سينصر عباده المؤمنين وأبشروا أن دولتكم بخير وكلما ازدادت الحرب ضدها واشتدت بها المحن كلما ازداد صفها نقاء وازدادت صلابة."
وانتقد التسجيل كذلك جهود السعودية لإنشاء تحالف من دول إسلامية لقتال التنظيم، وقالت الرسالة "لو كان تحالف إسلاميا لأعلن براءته من أسياده اليهود والصليبيين.. لجعل هدفه قتل اليهود وتحرير فلسطين."
وفى سياق آخر كشفت وكالة "دي بي أي" الألمانية استنادا إلى قائد شرطة نينوى العراقية ذنون السبعاوي أن مسلحي تنظيم "داعش" أعدموا 837 امرأة منذ سيطرتهم على مدينة الموصل، وفقا لإحصائيات مركز الطب العدلي الشرعي في الموصل الذي تسلم جثثا تعود لهؤلاء النسوة منذ احتلال التنظيم للمدينة".
أضاف السبعاوي أن التنظيم "أقدم على إعدام غالبيتهن رمياً بالرصاص بعد موافقة المحكمة الشرعية لداعش على إعدامهن، ومن ثم جرى تسليم جثثهن للطب العدلي الشرعي بالموصل".
أشار قائد الشرطة إلى أن أغلب النساء اللاتي تم إعدامهن هن من المرشحات لمجلس النواب ومجلس المحافظة، فضلاً عن الموظفات في دوائر الدولة كديوان محافظة نينوى، وفرع المفوضية العليا للانتخابات في الموصل، ومديرية بلدية الموصل، ومديرية تربية نينوى، وكذلك محاميات وكاتبات عدل أيضاً، ناهيك عن ربات البيوت وعاملات في صالونات تصفيف الشعر وغيرهن من اللاتي أعدمن تحت ذرائع مختلفة.
يذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي بسط سيطرته على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في الـ10 من شهر يونيه من العام الماضي.