المانيا تواصل استيعاب اللاجئين .. والجيش يشارك في تخفيف الأزمة
الأحد 27/ديسمبر/2015 - 11:58 م
طباعة

لاتزال المانيا تتخذ مزيدا من الخطوات لخدمة اللاجئين السوريين واستضافة المزيد منهم لتخفيف العبء عنهم، وتعكف على بناء مدارس وتخصيص فصول لاستيعاب الأطفال ودمجهم في الحياة التعليمية، وهو ما كشفت عنه صحيفة "دي فيلت" بشأن قيام السلطات الألمانية بتوظيف 8500 مدرس هذا العام لتعليم اللغة الألمانية للاجئين الشباب، في إطار جهود يفترض أن تتواصل العام المقبل مع استمرار تدفق وافدين جدد.

وكشفت الصحيفة عن التحاق نحو 196 ألف طفل من الفارين من الحرب أو الفقر بالنظام التعليمي الألماني، الذي شهد خلال السنوات الماضية تدنيا في عدد الطلاب، الأمر الذي يتطلب إنشاء 8264 "صفا خاصا بناء على إحصاء أجرته في 16 مقاطعة ألمانية، وانه على مستوى البلاد، تم تعيين نحو 8500 مدرس إضافي، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل الأطفال الذين تم دمجهم مباشرة في الصفوف المشتركة، إذ أن بعض المقاطعات مثل سارلاند (غرب) لا توفر صفوفا خاصة بغير الناطقين باللغة الألمانية.
أوضحت الصحيفة أن مؤتمر وزراء الثقافة، وهو هيئة تجمع مسؤولي التعليم في كل المقاطعات، قدر بنحو 325 ألفا عدد اللاجئين في سن الدراسة في العام 2015 وحده، وهو عدد مرشح للازدياد من دون القدرة على تحديد حجمه، وقالت رئيسة المؤتمر المحافظة برونهيلد كورث إن "المدارس والإدارات التعليمية لم تواجه تحديا مماثلا من قبل"، داعية إلى "تقبل أن هذا الوضع الاستثنائي أصبح القاعدة لفترة طويلة".
بينما قال رئيس نقابة المعلمين هاينز بيتر ميدينجر إن ألمانيا ستكون في حاجة إلى 20 ألف معلم إضافي لـ325 ألف لاجئ شاب. وأضاف "في موعد أقصاه الصيف المقبل، سنشعر بهذا النقص بوضوح".

وتتوقع ألمانيا استقبال أكثر من مليون طالب لجوء في العام 2015، وهو رقم أعلى بخمسة أضعاف من العام الماضي.
يأتى ذلك في الوقت الذى أشادت فيه وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون درلاين بالجيش الألماني، وأن هذه الإشادة فقط بسبب المهام الخارجية التي يشارك فيها الجنود الألمان وإنما أيضا لما يقدمونه من مجهود كبير في مساعدة اللاجئين داخل ألمانيا.
واعتبرت الوزيرة، التي تنتمي لحزب المستشارة ميركل الحزب الديمقراطي المسيحي، أن ما يقدمه الجيش للاجئين عمل "مثالي"، وتستمد هذه المهام شرعيتها من المادة 35 من الدستور الألماني، حيث تقضي المادة بإمكانية الاستعانة بالجيش في الأمور المدينة في حالة الطوارئ.

ويري متابعون انه بدا الأمر وكأن المساعدة عملا مؤقتا، بيد أن المدن والبلديات لم تعد في الوقت الحالي تود الاستغناء عما يقدمه الجيش من مساعدات في تنظيم أمور اللاجئين، كما أن وزارة الدفاع أكدت من جهتها على أنها مستعدة لمواصلة تأمين تلك المساعدة كلما استدعى الأمر ذلك، مشيرة في نفس الوقت أن أولوية الجيش تنطلق بطبيعة الحال من استعداداته للمهام الخارجية.
وتمت الاستعانة بالجيش على وجه الخصوص في عمليات النقل والإمدادات، حيث تتوفر عناصر الجيش على خبرة كبيرة في بناء المخيمات، ويقوم الجيش الألماني بتوفير أماكن السكن لحوالي 41 ألف لاجئ في ثكنات العسكرية وفي ساحات التدريب، كما وزع الجنود أكثر من سبعمائة ألف وجبة غذائية على اللاجئين، كما ارتفع عدد أفراد الجيش الذين يساعدون المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في أعمال تسجيل اللاجئين إلى أكثر من 550 جندي، ولتخفيف العبء على الجهات المسؤولة وعلى المتطوعين، تتولى عناصر من الجيش الألماني عددا من مهمات الإشراف على اللاجئين خلال عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة.

ويري متابعون أن عناصر الجيش الألماني يرون أن العمل مع اللاجئين ليس دائما بالأمر السهل، وذلك بسبب التجارب السيئة للاجئين مع العسكريين سواء في بلدانهم الأصلية أو خلال رحلة اللجوء عبر دول البلقان، ويوصي الجيش الألماني المساعدين بالتعامل بلطف وبصبر كبير مع اللاجئين، كما يقوم بتنظيم دورات تكوينية تتضمن دروسا في التعددية الثقافية وفي فن إدارة النزاعات بالإضافة إلى التعريف بالأسس القانونية في مجال مساعدة اللاجئين.
ووفقا لوزارة الدفاع الألمانية فإن حوالي 200 مشارك استفاد لحد الآن من هذه الدورات التكوينية، وهناك إقبال كبير على التسجيل فيها. من جانبه انتقد رئيس الرابطة آندري فوستنر ازدواجية المعايير في التعامل مع المسؤوليات المناطة للجيش، ملاحظا أنه في الوقت الذي تسند مهمة بناء معسكر في العراق لشركات مدنية، ورغم خطورة الوضع يتم تكليف آلاف الجنود في الداخل بإنشاء وإدارة مؤسسات للاجئين.