الدعوة السلفية تحرض على الكراهية وتدعو للطائفية
الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 11:58 ص
طباعة

لا شك أن جميعنا يعلم مدى الكراهية التي تكنها الدعوة السلفية للمخالف معها في الرأي أو العقيدة وحتى بينها وبين التيار الإسلامي، فالدعوة السفلية تعتبر نفسها الفرقة الناجية وباقي الفرق والمذاهب الإسلامية على ضلال أو فيها نظر، فهل تقبل المخالف معها في العقيدة، ونظرا للذهنية السلفية القائمة على التكفير والتحريم وانه ليست هذه المرة هي الاولى التي تطلق فيها الدعوة السلفية سهام التكفير والتحريم في وجه من يتعامل مع أقباط مصر، ولن تكون الأخيرة، لسبب بسيط وهو عدم مواجهة المصريين حكومة وشعبا لمثل هذه الدعوات المتطرفة والطائفية، خاصة بعدما دشن أعضاء تابعين للدعوة السلفية أكثر من “هاشتاج”

يحرم الاحتفال بأعياد الميلاد “الكريسماس” تحت مسميات “أنا مسلم لا أحتفل بالكريسماس” و”لكم دينكم ولي دين” وأخر باسم ” مفيش كريسماس في ديني” ، إلى جانب هاشتاج باسم ” عيد فطر عيد أضحى”.
واستشهد مطلقو الهشتاج بفتاوى للعالم السعودي “الشيخ بن باز ” ، بالإضافة إلى فتوى المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية المهندس عبد المنعم الشحات .
وشاركت اللجنة النسائية لحزب النور بمحافظة كفر الشيخ في انتشار فتاوى تحريم الاحتفال بأعياد الميلاد “الكريسماس” ونشرت عبر صفحتها على فيس بوك:” إن الكنائس الثلاثة الموجودة في مصر لا تهنئ إحداها الأخرى في المناسبات التي تختلف فيها عقائديا ، متسائلة لماذا نحن لا نحافظ على ثوابتنا الدينية ؟
كما نشرت صفحة “الدعوة السلفية بجامعة الإسكندرية” على الفيس بوك انتقادا لتصريحات على لسان المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية المهندس عبد المنعم الشحات قال فيها إنه عيد ميلاد نبي من أنبياء الله الذين لا يصح إيمان المسلم إلا إذا آمن بهم على “حسب كلامه .”
فتوى عبد المنعم الشحات
وفي مخالفة له وتحديا لدار الإفتاء المصرية أفتى المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية

الشيخ عبدالمنعم الشحات، بأن تهنئة الأقباط بأعياد الكريسماس "حرام".
واستند "الشحات" في فتواه على عدة براهين منها دار المعارف البريطانية التي أكدت أنه لا يوجد موعد محدد لميلاد "عيسى"، بالإضافة إلى استشهاده بمجموعة من مقالات لأقباط قساوسة في تلك المسألة.
وقال المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية، في بيان له عبر صفحة الدعوة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "فيحتج معظم مَن يهنئ النصارى في كنائسهم بعيد الميلاد بأنه عيد ميلاد نبي من أنبياء الله الذين لا يصح إيمان المسلم إلا إذا آمن بهم، وهذا الذى ذكروه بشأن الإيمان بعيسى -عليه السلام- حق لا مرية فيه، ولكن يبقى سؤالان: الأول: هل شُرع لنا الاحتفال بميلاد الأنبياء، ومنهم: محمد وعيسى -عليهما الصلاة والسلام-؟!، والثاني: هل ما يحتفلون به هم هو ميلاد عيسى النبي أم عيسى الرب -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-؟!.
وأضاف، فبالنسبة للسؤال الأول إن أجابوا عليه بـ"نعم"؛ توجه عليهم سؤال آخر وهو: أين الاحتفال بميلاد سائر الأنبياء؟! فإن قيل: إننا علمنا ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- من السيرة، وميلاد عيسى -عليه السلام- من أتباعه، ولم نعلم الباقي، قلنا: أما ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنما يشرع لنا تعظيما ليوم مولده مِن أيام الأسبوع -يوم الاثنين- ويكون ذلك بالصيام، ولم يثبت على وجه اليقين يوم مولده السنوي، وأهل السير مختلفون فيه؛ وذلك لعدم ارتباط أمر شرعي به فقلَّت العناية بضبطه.

ولفت في الفتوى إلى "وأما ميلاد عيسى -عليه السلام- فلم يأتِ في شريعتنا موعد له، والإشارة إلى كونه صيفًا لا شتاء، كما قال -تعالى-: (وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم:25) وهذا يكون صيفًا لا شتاء، وقد أشارت "دائرة المعارف البريطانية" إلى هذا الأمر، وزادت فيه دليلاً مِن الأناجيل التي بين أيدى النصارى اليوم، وهو ما ورد فيها من ليلة ميلاد المسيح -عليه السلام- كان الرعاة يتسامرون فيها في أعلى الجبل، وهذا لا يكون في بلاد الشام إلا في فصل الصيف؛ مما حدا بـ"دائرة المعارف البريطانية" أن تؤكد أن موعد ميلاد المسيح -عليه السلام- قد غير عن عمد؛ ليوافق عيد إله من الآلهة، وهو الإله "يناير" الذى بدأ "بولس" بتعظيمه في أول تبشيره بدينه في أوروبا، ثم ادعى أن هذا الإله ما هو إلا المسيح!".
واستكمل "وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني: حول ماهية المحتفَل به، فهم يحتفلون بعيسى بمعتقد آخر غير الذى يُراد لنا أن نحتفل به، وذكر ميلاد عيسى -عليه السلام- وفق معتقدهم لا بد أن يتضمن ذكر الإله المتجسد، وذكر الخطيئة الأولى، وذكر الصلب والقيامة، وهذه العقائد ما هي إلا طعن في القرآن والرسول، وفى المسلم الذى ذهب مهنئًا فرحًا، فأما القرآن فقد قال الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص)، وقال -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) (التوبة:30)، وقال: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (النساء:157".
وأشار إلى "وأما الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء يبيِّن لأهل الكتاب ما حرفوه وما بدلوه؛ فكفروا بعد ما جاءهم بالبينات، وقالوا عنه: "كذاب"، واستمرارهم في ترديد ما هم عليه تأكيد لهذا المعنى. ثم هو طعن فيك أنت أيها المهنئ؛ بالكلام الذى تسمعه هناك دون أن تدرى معناه بقول إنك وكل بنى آدم تُولدون بخطيئة أصلية تبقى في وحلها، اللهم إلا إذا آمنت بالمسيح المخلص إلهًا متجسدًا مصلوبًا!،إذا واجهت وفود المهنئين بهذه الأمور؛ كان جوابهم أنهم لم يسمعوا بشيء من هذا في أي مرة من المرات التي ذهبوا فيها إلى هناك، بل توسع بعضهم فنفى عن النصارى كثيرًا مما يعتقدون!".
التحريض على الكراهية
لا شك ان كل ما قدمه عبد المنعم الشحات واخوانه اعضاء الدعوة السلفية وقياداتها يعد تحريضا على الكراهية وبث الفرقة والطائفية بين ابناء الشعب المصري مما دعا

الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان الى القول بأن قيادات الدعوة السلفية مازالت تصدر بيانات تحرض فيها على الكراهية ضد الأقباط، مما يحدث قلقا وتوترا في السلام الاجتماعي، مضيفا أن قيادات الدعوة السلفية اعتادت في كل مناسبة دينية للمسيحيين أن تصدر بيانات وفتاوى تحرم فيها قيام المسلمين بتهنئة الأقباط في أعيادهم، وتعتبر ذلك نوعا من الكفر. وأوضح جبرائيل، في بيان له اليوم أن آخر تلك الدعوات التي تحرض ضد الأقباط كانت أمس من سامح عبد الحميد حمودة القيادي بالدعوة السلفية والذى اعتبر تهنئة المسلمين للنصارى، على حد قوله، بأعيادهم الدينية نوع من الكفر مما يجب تحريمه. واستطرد جبرائيل أن تلك البيانات والفتاوى تحرض بالكراهية ضد الأقباط وتسعى لتقويض السلام الاجتماعي وإحداث فتن طائفية، قائلا: "ولما كان ذلك كله يقع تحت طائلة مكافحة الإرهاب الأمر الذى نطالب خلاله بأن تُعتبر تلك القيادات المحرضة في الدعوة السلفية ضمن الجماعة الإرهابية ويجب تقديمهم إلى المحاكمة". وطالب جبرائيل اعتبار بيانه بلاغا إلى المستشار النائب العام للتحقيق فيه، لافتا إلى أنه سيتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد قيادات الدعوة السلفية المحرضة على ذلك.