اليمن: تهديدات "صالح" لتحسين الشروط.. والتحالف يعمق خسائر الحوثيين
الإثنين 28/ديسمبر/2015 - 06:31 م
طباعة

تستمر انتصارات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، في وقت تقترب فيه عملية تحرير العاصمة صنعاء، التي من المتوقع أن تنهي سيطرة الحوثيين وقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح علي مقاليد الأمور في صنعاء.
الوضع الميداني:

شنت مقاتلات التحالف العربي، صباح اليوم الإثنين، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في العاصمة صنعاء.
وقال شهود عيان: "استهدف طيران التحالف قاعدة الديلمي الجوية، شمال العاصمة، بـ8 غارات جوية" بحسب "موقع يمن" برس.
وبحسب مواطنين فقد تابع طيران التحالف تحليقه في سماء العاصمة صنعاء، واستهدف بغارات أخرى معسكر الاستقبال بمدينة ضلاع همدان.
وتشهد أطراف العاصمة صنعاء، من وقت لآخر، اشتباكات عنيفة بين قوات المقاومة الشعبية ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
كما شرعت الميليشيات في حفر الخنادق في محيط صنعاء. وأفاد شهود عيان في العاصمة اليمنية بأن الميليشيات شرعت في نشر عدد كبير من الدبابات وحفر الخنادق وإقامة التحصينات الخرسانية والترابية في جبل نقم ومنطقة بني حشيش ومنطقة الأزرقين وبلدة أرحب ومدينة عمران ومنطقة خولان حول العاصمة.
وكشف عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، عبد الكريم ثعيل بأن "هناك استعدادات كبيرة لدى الجيش الوطني ومقاومة صنعاء للتوغل نحو مواقع مليشيات الحوثي والمخلوع في نهم شرق محافظة صنعاء".
وقال ثعيل في تصريح صحفي، بأن "المقاومة والجيش الوطني حققا تقدماً ملحوظاً في السلسلة الجبلية لفرضة نهم، وأن هناك استعدادات كبيرة لتحرير السلسلة الجبلية لفرضة نهم وكذلك موقع الفرضة الاستراتيجي بنهم".
وأفادت أنباء عن مقتل مسؤول التوعية في المليشيات الحوثية في بني معاذ بمحافظة صعدة، أحمد البعران، وكذلك مقتل المقرب لعبد الملك الحوثي، عبد الرب مشحم، بحسب القناة الإخبارية السعودية.
وذكرت القناة عبر حسابها الرسمي في تويتر "بمقتل 16 حوثياً وتدمير مخزن ذخائر ومنصات كاتيوشا في وادي أملج شرق صعدة".
ووفقاً لصحيفة الوطن السعودية، تحدت القوات السعودية الخاصة عناصر الانقلابيين الحوثيين في معقل التمرد، محافظة صعدة، وأقدمت على تنفيذ عمليتين نوعيتين داخل عمق المحافظة، ونفذت أهدافها المطلوبة بكل دقة، وعادت القوات إلى قواعدها سالمة.
وذكرت تقارير ميدانية، إن "القوات استهدفت موقعين في منطقتي الخليقا والمهبط، كانت ميليشيات الحوثيين تستخدمهما لقصف المدن السعودية .
كما أطلقت ميليشات المخلوع صالح اليوم الإثنين، أربعة صواريخ نوعية من بلدة الراهدة في محافظة تعز على كرش، وقال سكان محليون وفقاً لموقع "المصدر أونلاين اليمني"، إن "الصواريخ أطلقت في وقت مبكر من فجر اليوم الإثنين، وأن الأصوات الناجمة عن الإطلاق كانت مرعبة، غير أنهم لم يحددوا المواقع المستهدفة".
وقال طبيب في منظمة أطباء بلا حدود بمدينة عدن (جنوبي اليمن)، إن عشرات من الجرحى المدنيين سقطوا في قصف للصواريخ في قرى محيطة بالراهدة، مرجحاً سقوط الصواريخ على القرى والبلدات الواقعة بين الراهدة والشريجة، الواقعتين بين محافظتي تعز ولحج.
وفي مأرب قصف الحوثيون بصواريخ الكاتيوشا القصر الجمهوري، ما أدى الى سقوط ضحايا في صفوف الجيش الوطني وتدمير عربة عسكرية .
وفي الجوف سيطرت المقاومة والجيش على أجزاء واسعة من جبل الريحانة المطل على معسكر اللواء 115 الواقع تحت سيطرة الحوثيين بالمحافظة ، كما تم أسر وقتل عدد من الحوثيين.
ووفي سياق اخر نقلت إذاعة بي بي سي البريطانية عن مصادر طبية يمنية مقتل القيادي السابق في تنظيم القاعدة والسجين السابق في غوانتانامو، ناصر البحري في مدينة المكلا التابعة لمحافظة حضرموت، مساء السبت. ويُعتبر البحري من أشهر اليمنيين في تنظيم القاعدة في أفغانستان، وعمل مع مؤسس زعيم التنظيم أسامة بن لادن، قبل أن يُصبح سائقه الخاص.
تبادل أسرى:

يقترب ملف المعتقلين السياسيين الذين يحتجزهم الحوثيون من الحل، وذلك بعد التقدم النسبي الذي شهدته المفاوضات اليمنية بسويسرا في وقت سابق من الشهر الحالي، ووفقاً لصحف عرية صادرة اليوم الإثنين، تحركت المقاومة الشعبية في اليمن باتجاه استعادة العاصمة صنعاء من خمسة محاور.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر مطلعة باليمن٬ أمس٬ إشارتها إلى "قرب حل ملف المعتقلين السياسيين الذين يحتجزهم المتمردون٬ وذلك بعد التقدم النسبي الذي عرفته المشاورات اليمنية في سويسرا في وقت سابق من الشهر الحالي".
ورجحت المصادر أن يبدأ الحوثيون٬ الأسبوع المقبل٬ بالإفراج عن الأحياء من الشخصيات الأربع الرئيسية المعتقلين لديهم٬ وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود سالم الصبيحي٬ وأن ينحنوا للعاصفة ويبدأوا بتنفيذ القرار الأممي ٬2216 في إطار عملية "حسن النوايا" أو "بناء الثقة"٬ حسب المصطلح الذي طرحه المبعوث الأممي إلى اليمن٬ إسماعيل ولد الشيخ أحمد٬ في أجندة المشاورات.
المشهد السياسي:

كشفت مصادر سياسية عربية مُطلعة على التهديدات التي أطلقها الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، الأحد، والتي زعم فيها أن الحرب مع السعودية لم تبدأ بعد، ليست سوى محاولة لتحسين شروط خروجه الآمن من اليمن.
وقالت المصادر لـموقع"24 الاماراتي، إن "تهديد المخلوع دول التحالف بقيادة السعودية، محاولة منه لتحسين شروط اللجوء السياسي الذي عرضته عليه الولايات المتحدة، والتي تشترط الامتناع عن الظهور العلني، وعن أي نشاط سياسي مُحرج للدولة التي ستستضيفه".
وأكدت المصادر أن المخلوع صالح طلب تأمين خروجه من اليمن، والحصانة ضد التحالف العربي، والجيش الوطني اليمني. وكانت صحيفة مغربية، نقلت عن مصادر دبلوماسية قبل أكثر من أسبوعٍ، أن الإدارة الأمريكية عرضت على المخلوع الحصول على اللجوء السياسي إلى المغرب لكن بشروط، أبرزها الامتناع عن الظهور العلني، والأنشطة السياسية التي يُمكن أن تُحرج الرباط".
وأوضحت صحيفة المساء المغربية، أن "تفاصيل العرض الأمريكي وصلت عبر مصر إلى علي عبد الله صالح، لكنه رفض العرض، مفضلاً البقاء في اليمن، والتحريض على التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، ويشارك فيه المغرب نفسه".
وتضمن العرض الأمريكي المزعوم الخروج والانتقال الآمن والسري للرئيس المخلوع إلى المغرب، مقابل الالتزام بشروط اللجوء طيلة بقائه في المغرب.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية اقترحت على المخلوع الخروج الآمن نحو المغرب، في محاولة لتبديد مخاوفه من الاستهداف أثناء مغادرته اليمن.
وأكد الرئيس اليمني المخلوع، علي صالح، مساء، اليوم الأحد، عدم مشاركة حزبه وجماعة أنصار الله الحوثية في مشاورات السلام، التي من المقرر انعقادها الشهر المقبل مع وفد الحكومة، "إذا لم تتوقف الحرب على اليمن".
أقر بتلقي ضربات قاسية وزعم صالح في اجتماع عقده مع اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام أن يكون هناك حوار إلا إذا توقفت الحرب، وقال إن المعركة لم تبدأ بعد.
وطالب بأن يكون هناك حوار مباشر بين حزب المؤتمر والحوثيين، والمملكة العربية السعودية، قائلاً "لا حوار مع المرتزقة ولا مع الفارينـ حوارنا سيكون مع السعودية أولاً وبرعاية روسيا والأمم المتحدة".
وادعى المخلوع قائلاً: "تسعة أشهر ونحن نتلقى الضربات القاسية ومستعدون لأن نتلقى أكثر منها، أكرر، المعركة لم تبدأ بعد وسنبدأها (..) الحرب قادمة، وسنشارك فيها مع أنصار الله في الميدان".
فيما أكد مجلس الوزراء اليمني خلال اجتماع برئاسة خالد بحاح وحضور مستشاري الرئيس هادي على أنّ في الساحة اليمنية معتدي واحد وهو من يمارس القتل والحصار على المدنيين، وهو الذي انقلب على الدولة والسلطة الشرعية التي تسعى حاليا لاستعادة الأمن والاستقرار إلى كافة المدن والمحافظات، وتعي جميع مسؤولياتها الوطنية تجاه أبناء اليمن عموما من المهرة وحتى صعدة وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأشاد بحاح بالدور الإيجابي الذي قدمه أعضاء الوفد الحكومي في المشاورات الأخيرة والجهود التي بذلوها من أجل الوصول إلى آلية تنفيذ قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216 وما نصت عليه المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي بدورها تفضي إلى سلام حقيقي ومستمر يضمن عودة مؤسسات الدولة إلى كافة المدن المحافظات ويلزم ميليشيا الحوثي وصالح بتسليم السلاح وتطبيق كافة البنود والإجراءات الواضحة التي نصت عليها تلك المرجعيات الأساسية.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، لا تزال جميع معونات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي أُرسلت إلى أهالي تعز عالقة، حيث إنها لم تصل إلى الآن، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أهالي المدينة جراء حصار مليشيات الحوثي لها.
وقال وكيل محافظة تعز أنس النهاري، إن المساعدات وصلت فقط إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، الذين يفرضون الموت البطيء على الأهالي.
وأضاف لصحيفة "عكاظ" السعودية: "ما جدوى إرسال تلك المساعدات دون أن تصل لليمنيين المحاصرين في محافظة تعز التي تفاقمت فيها الأوضاع الإنسانية بشكل مخيف"، مطالباً الحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والأمم المتحدة ممثلة برئيسها بان كي مون التحرك وبشكل عاجل لفك الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية على أهالي تعز وإيصال المساعدات الإنسانية لهم.
وأشار وكيل المحافظة إلى أنه في ظل عدم إحكام الحصار الحوثي على محافظة تعز، لجأ معظم أهالي المحافظة إلى محاولات إدخال المواد التموينية عبر الجبال والطرق الوعرة، باستخدام وسائل نقل بدائية من أجل تأمين وصول المواد التموينية والأدوية العلاجية. متسائلاً: إلى متى يقف المجتمع الدولي صامتاً أمام هذه المشاهد التي تؤكد على الأوضاع الإنسانية المزرية الذي تسبب بها الحوثيون في مدينة تعز.
وتوقفت هيئة مستشفى الثورة الحكومي بمدينة تعز، عن استقبال حالات الطوارئ بسبب نفاد الأدوية، وقالت في بيان لها إن "القرار جاء بسبب نفاد الأدوية ومستلزمات العمليات من مخازن الهيئة، والعجز المالي القائم منذ ثلاثة أشهر"، وأكدت هيئة مستشفى الثورة استمرارها في تقديم العلاج اليومي لحالات التنويم في قسم العناية المركزة بالمستشفى.
المشهد اليمني:
مع استمرار المعارك، والتصعيد الخطابي من قبل الفرقاء في اليمن، ترتفع عقوبات التوصل لحل سياسي في البلاد، مما يؤكد على استمرار الشعب اليمني تحت رحمة الرصاص حتي موقف حل نهائي أو انتصار فريق.