بعد تحذيرات الإفتاء "حواضن" داعش توسع من رقعتها الجغرافية
الثلاثاء 29/ديسمبر/2015 - 03:21 م
طباعة

يمكن اعتبار تقرير مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة التابع لدار الإفتاء المصرية الذى تناول أن دول ليبيا والصومال ونيجيريا تعد بدائل جديدة لإقامة عناصر داعش، الذين يفرون من ضربات التحالف في سوريا والعراق رسالة تحذير جديدة عن توسيع داعش لـ"حواضنها" جغرافيا داخل العديد من الدول العربية والإسلامية التي تشهد حالة من الفوضى الداخلية.

وأوضح المرصد الذى يحمل على كاهله الرد على الفتاوى التكفيرية والشاذة للجماعات التكفيرية والسلفية " إن هناك حالة من التنافس والصراع المحتدم بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش" لفرض السيطرة وإعلان النفوذ على مناطق الصومال وكينيا، خاصة أن هذه المناطق تشهد العديد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، بالإضافة إلى كونها بيئة حاضنة ومناسبة لنمو مثل تلك التنظيمات واستقرارها و أن وتيرة الصراع زادت بشكل محتدم بين القاعدة وداعش، بعد عدة محاولات من جانب تنظيم "داعش" لاستقطاب عناصر من حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة، وهو ما نجح فيه التنظيم بالفعل، وعزز ذلك ظهور عدة مقاطع مصورة لعناصر تابعة لحركة الشباب المجاهدين وهي تعلن الولاء لزعيم تنظيم "داعش"، مما دفع حركة الشباب إلى إعلان نيتها عن قتل كل من يعلن ولاءه لتنظيم "داعش" بديلاً عن القاعدة، وهو الأمر الذي لم يمنع انضمام العديد من مقاتلي الحركة إلى "داعش" حتى الآن.

وتابع "أن حركة شباب المجاهدين الصومالية قد صعدت للمشهد في الصومال في عام 2007، إثر تفكك اتحاد المحاكم الإسلامية المتشدد، وأعلنت الحركة أنها تقاتل أعداء الصومال وترفض التسوية السياسية مع السلطة الحاكمة هناك، مؤكدين على أنهم يسعون إلى إقامة دولة إسلامية، وتطبيق الشريعة في الصومال و أن تنظيم القاعدة يتخوف بالفعل من التمدد الداعشي في مناطق شرق إفريقيا بعد سيطرته على الكثير من معاقل التنظيم في غربها، خاصة بعد إعلان جماعة "بوكوحرام" مبايعتها الرسمية لتنظيم "داعش" في مارس الماضي، وسيطرة عناصر تابعة للتنظيم على مساحات واسعة في ليبيا، وهو ما يشير إلى تمدد السيطرة الداعشية في غرب إفريقيا وتقلص نفوذ القاعدة، وهو الأمر الذي يخشى تنظيم القاعدة من تكراره في شرق إفريقيا وهذه الأحداث تشير إلى انتقال مراكز القوة التابعة لجماعات العنف والتكفير إلى إفريقيا وتمركزها بها بدلاً من آسيا، خاصة وأن العمليات العسكرية هناك تدفع تلك العناصر إلى الهروب واللجوء إلى دول إفريقية عديدة، يأتي على رأسها ليبيا والصومال ونيجيريا، وهي دول تمثل مراكز انطلاق وإدارة عمليات لتنظيمات العنف والتكفير.

وتمتلك داعش بالفعل حواضن تنظيمية فيما يقارب 11 دولة عربية بخلاف سوريا والعراق التي تبسط نفوذها علي مناطق واسعة بها وعلى رأس هذه الدول ليبيا التى تسيطر فيها على مدينة سرت بالكامل والتى تقع شمالا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما تتواجد " بضواحي مدينة درنة شرق ليبيا ، إلا أن تواجدها بشكل غير منظم ولا تسيطر على مواقع معينة داخلها، حيث تم خلال الفترة الماضية طردها من المدينة، بعد معارك مع مجلس "شورى مجاهدي درنة" وهو ائتلاف مكون من كتائب إسلامية مسلحة كما أن لها روافد اخرى من خلال عدد من المقاتلين من المنتسبين للفكر التكفيري الذي كانوا من أتباع تنظيم "أنصار الشريعة" قبل مبايعتهم "داعش"، وكذلك عدد ممن يوصفون بالمسلحين الذين كانو في شمال مالي وهربو إلى ليبيا إثر التدخل العسكري الفرنسي في مالي، إضافة إلى عدد من المسلحين من جنسيات مختلفة أبرزهم جاء من تونس كما تتواجد في مصر من خلال جماعة أنصار بيت المقدس التى بايعت التنظيم ويقف الجيش المصرى حائلا دون اى تمدد لنفوذها في شبة جزيرة سيناء ودائما ما يرد عليها بضربات موجعة افقدتها قوتها وفعاليتها .

وبالنسبة للبنان فلا وجود لـ"داعش" بشكل منظّم، وإنما يوجد أعداد ضئيلة في شمال البلاد خاصة في عكّار وطرابلس، وتعلن ولاءها فكرياً للتنظيم ولكن لا تعلن ذلك صراحة ولكنها تتواجد بشكل منظّم تحديداً في جرود "قارة" و"جرجير" وجرود "جبة" وهى مناطق سورية قرب الحدود اللبنانية التي تعتبر منطقة عسكرية لها ويقدّر عدد عناصر الأخير فيها بحوالي 700 عنصر وتعتمد داعش على استراتيجية محددة داخل الأراضي اللبنانية تتمثل في دخول بعض عناصرها الى منطقة عرسال الحدودية مع سوريا شرقي لبنان لتأمين الغذاء، وفي بعض الأحيان تحدث في هذه المنطقة عمليات اشتباك بينها وبين الجيش اللبناني عند رصد الأخير عمليات تسلل لعناصر "داعش".
وفى الجزائر ليست هناك مناطق في الجزائر تحت سيطرة "داعش"، إلا أن عدداً من التنظيمات الصغيرة مثل "جند الخلافة في أرض الجزائر" و"ولاية الجزائر" متواجدة فيها، وهي تضم عناصر منشقين أو كانوا تابعين لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل إعلانهم الولاء والمبايعة لها كما يتواجد تنظيم "المرابطون" الذي بايعها ، وينشط في شمال مالي وشمال النيجر وجنوب غربي ليبيا بصفة أساسية لكنه يقوم بعمليات تسلل عبر الحدود الجنوبية للجزائر وعلى الرغم من عدم وجود مناطق تسيطر عليها "داعش" أو التنظيمات الموالية في قطاع غزة الا أنه يوجد عدد التنظيمات الصغيرة المؤيدة لـ"داعش" مثل "أنصار الدولة الإسلامية" و"سرية عمر حديد" في القطاع إلا أنه ليس لها أي نفوذ بارز بشكل ملحوظ.

وفى تونس يوجد عدداً من التنظيمات الصغيرة التي نشأت حديثاً مثل "جند الخلافة بتونس" و"طلائع جند الخلافة" أعلنت ولائها وبيعتها لـ"داعش". وهذه الجماعات هى من تبنت تنفيذ عملية استهداف متحف "باردو" في تونس العاصمة يوم 18 مارس 2015 والتي أدت إلى مقتل 21 سائحا أجنبياً وعنصر أمن ومنفذي العملية و هجوم "سوسة" المسلح الذي وقع يونيو 2015م ، وراح ضحيته 39 قتيلا بينهم منفذ الهجوم وهجوم، 26 يونيو 2015م ، على فندق "أمبيريال مرحبا" في محافظة سوسة الساحلية، ما أسفر عن استشهاد 39 شخصاً، بينهم تونسيون، وسياح من جنسيات بريطانية، وألمانية، وبلجيكية، إلى جانب منفذ الهجوم، فضلا عن إصابة 39 آخرين وفى السودان أعلنت جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة السلفية وهى جماعة منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين ويتزعمها سليمان عثمان أبو ناور .
كما يمتد نفوذ داعش في الكويت من خلال العمليات الارهابية واخرها ما قام به "انتحاري" انتحارى داعشي ، في 26 يونيو 2015م بتفجير نفسه في مسجد "الإمام الصادق" ، بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، أثناء صلاة الجمعة، وأسفر الهجوم عن سقوط 27 قتيلاً، كما تعرضت المملكة العربية السعودية لهجمات من "داعش" على الرغم من عدم وجود واضح لها فيها، وبدأت هجمات "داعش" بالمملكة بهجوم استهدف مساجد "اهل البيت عليهم السلام" في منطقة الدالوة بالإحساء (شرق) في نوفمبر 2015م كما أعلنت الجماعة الارهابية من خلال بيانات منسوبة لها عن استهداف عدد من رجال الأمن والأجانب في الرياض، فيما أعلنت السلطات السعودية خلال الفترة الماضية عن ضبط واعتقال عدد من العناصر والخلايا التابعة ومن أبرز مناطق عمليات "داعش" في المملكة المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية ،و الرياض، وعرعر القريبة من الحدود الشمالية مع العراق وفى اليمن تبنّت هجوماً مزدوجاً استهدف مسجدين يرتادهما الحوثيين في العاصمة صنعاء في مارس 2015م ، مما أسفرا عن 120 شهيدا ومئات الجرحى، كما تتوالى عمليات في اليمن من خلال تفجير سيارات مفخخة تستهدف تجمعات الحوثيين.

ومن الجماعات التى تعد مناطقها حواضن لداعش خارج العالم العربى تنظيم بوكو حرام الذي يسيطر على مدن في شمالي شرق نيجيريا ويطبق الشريعة الإسلامية فيها، وجماعة أبو سياف فى جنوبي الفليبين والتى بايعت وتنتشر فى غربي جزيرة مينداناو وحركة مقاتلي بانجسمورو الإسلاميين من أجل الحرية بالفليبين وهو حركة منشقة عن "جبهة التحرير الإسلامية لشعب المورو" بالاضافة الى شبكة مجاهدي المنتشرة فى شرقي اندونيسيا بالاضافة الى منتدى نشطاء الشريعة الإسلامية وحركة الإصلاح الإسلامية وجماعة تحريك الخلافة بباكستان ووعدت بأن ترفع علم تنظيم الدولة في آسيا الجنوبية وخراسان وأعلنت تبنّيها بعض التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة كراتشي الباكستانية.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن تقرير مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة التابع لدار الإفتاء المصرية الذى أكد على سعى التنظيم الدموي لحواضن جديدة ناقوس خطر عالي الصوت وأن توسيع داعش لـ"حواضنها" الجغرافية خطير كبير يجب مواجهته .