محاولات دولية لتعزيز الحلول السياسية مع تبادل الجرحى في سوريا.. و21 ألف قتيل في 2015
الثلاثاء 29/ديسمبر/2015 - 06:07 م
طباعة

في محاولة جديدة لتعزيز الحلول السياسية للأزمة السورية، تم إجلاء نحو 450 مقاتلا ومدنيا سوريا من منطقتين محاصرتين في سوريا بموجب اتفاق تأمل الأمم المتحدة أن يكون نقطة انطلاق نحو اتفاق سلام أوسع في الحرب الأهلية في البلاد، وقالت مصادر بالأمم المتحدة وفي مطار بيروت إن طائرتين تحملان 330 مقاتلا شيعيا ومدنيا سوريا تم إجلاؤهم من بلدتين شيعيتين مؤيديتين للحكومة في شمال غرب البلاد وصلتا إلى مطار بيروت، وأطلق مئات من أنصار جماعة حزب الله اللبنانية الألعاب النارية احتفالا بوصولهم.

جرحى سوريا
وقال شهود عيان إن طائرة أخرى تحمل 126 مقاتلا أغلبهم سنة من المعارضة كانوا محاصرين في مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية هبطت في نفس التوقيت تقريبا بمطار خطاي التركي، وحدث الإجلاء بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة. وهو جزء من محاولات الأمم المتحدة وحكومات أجنبية للتوسط في اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة في إطار تحركات نحو الهدف الأشمل وهو إنهاء الحرب الأهلية السورية.
وفي مقابل السماح لمقاتلي المعارضة بالمغادرة سيسمح الاتفاق لحكومة الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق كانت في أيدي مقاتلي المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية.
وفي الزبداني التي تقع شمال غربي العاصمة دمشق وكانت مقصدا سياحيا مفضلا ساعد عمال الإغاثة ومقاتلو المعارضة المتحصنون هناك منذ شهور في نقل عدة شبان جرحى وعلى كراسي متحركة إلى سيارات الإسعاف.
كانت الزبداني واحدا من آخر معاقل مقاتلي المعارضة على طول الحدود. ودمِّر معظم المدينة في هجوم كبير شنه الجيش السوري وحلفاؤه من حزب الله في يوليو تموز على مقاتلي المعارضة. ولم يبق سوى بضع مئات من المعارضين في البلدة التي فر منها معظم المدنيين إلى مضايا القريبة.
ويرى محللون أن اتفاق الإجلاء أبرز عدة اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بعد أشهر من الوساطة بين الفصائل المتحاربة.

المعارك مستمرة رغم المحاولات السياسية
من جانبه قال يعقوب الحلو منسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة في سوريا إنه في المرحلة التالية سيسمح للشاحنات المحملة بسلع إنسانية ومواد غذائية أساسية بالدخول في الأيام القليلة القادمة للوصول إلى آلاف المدنيين المحاصرين، والنسبة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذه الاتفاقات والهدنات هي الأسس لبناء شيء أكبر قد يغطي سوريا كلها، نحن نساند هذه الاتفاقات لأن لها أثرا إيجابيا على المدنيين وتساعد في جلب المساعدات وإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية."
يهدف وسيط الأمم المتحدة الخاص بسوريا إلى عقد محادثات سلام في جنيف في 25 من يناير في أحدث مسعى لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات والتي قتل فيها ما يزيد على ربع مليون شخص.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات إنه سيتاح لمقاتلي المعارضة ومعظمهم من السنة الذين سيتوجهون لتركيا بعد ذلك إما العودة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا عبر الحدود الشمالية لتركيا أو البقاء للعلاج، وأضافت المصادر أن السوريين الشيعة الذين غادروا البلدتين المحاصرتين في الشمال سيتاح لهم التوجه للبنان حيث سيكونون تحت إشراف حزب الله.
وفي اتفاق محلي آخر في وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون من الحكومة السورية إنهم اتفقوا مع مقاتلي المعارضة على الانسحاب بأسلحتهم من آخر منطقة خاضعة لسيطرتهم في حمص. وعلى الرغم من ذلك وقع هجومان كبيران بقنابل في المدينة في الأسبوعين الماضيين.
وتعثر اتفاق آخر يهدف إلى إخراج ما يربو على ألفي مقاتل من تنظيم داعش من جنوب دمشق الأسبوع الماضي بعد يوم من مقتل قيادي كبير للمعارضة في غارة جوية.
على الجانب الاخر كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت مقتل 1793 شخصاً، في ديسمبر 2015، ليصبح المجموع الكلي للضحايا هذا العام 21179 شخصاً، على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سوريا، قتل النظام لوحده منهم نحو 75%.، وأن القوات الحكومية تسببت بمقتل 15748 شخصاً، منهم 3704 مسلحين، و12044 مدنياً، (بينهم 2592 طفلاً، و1957 سيدة)، وما لا يقل عن 1546 شخصاً، بسبب التعذيب (من بينهم 7 أطفال، و4 سيدات، وبلغت نسبة الأطفال والنساء، من إجمالي القتلى، على يد النظام، بحسب الشبكة "38%" من مجموع الضحايا المدنيين، وهو مؤشر صارخ على استهداف متعمد من قبل القوات الحكومية للمدنيين، فيما يقتل 10 أطفال بمعدل يومي.
وسجل التقرير "مقتل 132 مدنياً، (من بينهم 32 طفلاً، و12 سيدة)، و4 أشخاص بسبب التعذيب، على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية"، فيما وثق التقرير "إقدام التنظيمات المتشددة على قتل 2265 شخصاً".

تبادل الجرحى
كشف التقرير أن "ضحايا التنظيمات الارهابية هم "2098 شخصاً، قتلوا على يد تنظيم داعش، هم 732 مسلحاً، و1366 مدنياً (من بينهم 149 طفلاً، و188 سيدة)، و8 أشخاص بسبب التعذيب، فيما قتل تنظيم جبهة النصرة 167 شخصاً، وهم 78 من مسلحي المعارضة، و89 مدنياً، (من بينهم 13 طفلاً، و11 سيدة)، و9 أشخاص بسبب التعذيب".، ومقتل 1121 شخصاً، على يد فصائل المعارضة المسلحة، وهم 49 مسلحاً، و1072 مدنياً، (من بينهم 258 طفلاً، و181 سيدة)، و9 بسبب التعذيب".، بينما سببت "قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بقتل 277 مدنياً، من بينهم 87 طفلاً، و46 سيدة".
وأكد التقرير وجود صعوبات تواجه فريقها في توثيق الضحايا من فصائل المعارضة المسلحة، لأن أعداداً كبيرة تقتل على جبهات القتال وليس داخل المدن، ولا تتمكن من الحصول على تفاصيل من اسم وصورة وغير ذلك، وبسبب تكتم قوات المعارضة المسلحة في بعض الأحيان لأسباب أمنية، أو غير ذلك، وبالتالي فإن ما يتم تسجيله هو أقل بكثير مما هو عليه الحال، وانه من شبه المستحيل الوصول إلى معلومات عن ضحايا من قوات النظام، أو من تنظيم داعش، ونسبة الخطأ مرتفعة جداً في توثيق هذا النوع من الضحايا، لعدم وجود منهجية في توثيق مثل هذا النوع، ومن وجهة نظر الشبكة، تدخل الإحصائيات الصادرة عن بعض الجهات لهذا النوع من الضحايا في خانة الإحصائيات الوهمية التي لا يوجد لها توثيق حقيقي.
وحسب التقارير الرسمية خلفت الأزمة السورية أكثر من 250 ألف قتيل، ووصل عدد اللاجئين السوريين خارج البلاد، 5 ملايين و835 ألفًا، يشكل الأطفال أكثر من 50%، بينما تبلغ نسبة النساء 35%، و15% من الرجال.