رئيس وزراء العراق في الرمادي.. وبدء الحديث عن الاستعداد لتحرير الموصل
الثلاثاء 29/ديسمبر/2015 - 10:06 م
طباعة

بعد الإعلان عن طرد عناصر داعش من الرمادي العراقية لأول مرة منذ مايو الماضي، وزار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مدينة الرمادي بعد يوم من انتزاع الجيش السيطرة على المدينة الواقعة بغرب البلاد من تنظيم داعش في انتصار قد يساعد على دعم استراتيجيته لإعادة بناء الجيش بعد هزائم منكرة على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، في أول نجاح كبير تحققه القوات التي دربتها الولايات المتحدة وانهارت أمام تقدم متشددي التنظيم في شمال وغرب العراق في يونيو 2014.

ووصل العبادي إلى الرمادي في طائرة هليكوبتر بصحبة أكبر قائد عسكري في محافظة الأنبار إلى جامعة الأنبار على المشارف الجنوبية للرمادي وإنه سيلتقي بقادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب، وإعلان يوم الخميس عطلة وطنية للاحتفال.
ويرى محللون أن استعادة السيطرة على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار في وادي نهر الفرات غربي بغداد أهمية كبيرة للقوات التي انهارت عندما سيطر المقاتلون المتشددون على ثلث العراق في يونيو 2014، حيث يخوض الجيش العراقي معارك منذ ذلك الحين وكان يقدم الدعم لفصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران.
من جانبه قال هشام الهاشمي المحلل السياسي إن استعادة السيطرة على الرمادي تشير إلى أن استراتيجية العبادي بالاعتماد على الضربات الجوية الأمريكية المكثفة مع تهميش الفصائل الشيعية قد تكون فعالة، وتصدت الفصائل الشيعية لتنظيم داعش لكن وجودها قوبل باعتراض من واشنطن، وأن معركة الرمادي نموذج يرغب الجيش النظامي في ترويجه لمعارك التحرير المقبلة، والرمادي تعد هي المدينة الوحيدة التي وقعت تحت سيطرة داعش منذ تولى العبادي السلطة في سبتمبر 2014 بعد تقدم الارهابين الخاطف عبر شمال وغرب البلاد، كما أن العبادي يشعر بالسعادة لهذا الانتصار لأنه استطاع أن يزيل هذه الوصمة من ملفه كقائد للقوات بالمسلحة.
شدد على أن حكومة العبادي تحاول أن تثبت أن الجيش استعاد قدرته بتقويض مكاسب الارهابين في الأنبار وهي محافظة صحراوية يغلب على سكانها السنة وتمتد من مشارف بغداد إلى حدود سوريا والسعودية والأردن، وانه في إطار إصلاحات أمنية ألغى العبادي العام الماضي مناصب 50 ألف "جندي وهمي" وهم جنود غير موجودين فعليا لكن رواتبهم تُحصل وعزل كبار القادة الأمنيين في محاولة لتحسين الأداء.

بينما يرى محللون أن العبوات الناسفة أبطأت التي زرعت في الشوارع والمباني تقدم القوات العراقية المدعومة بغارات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في الرمادي، وان المسئولين الأمنيين إنهم ما زالوا بحاجة إلى التخلص من جيوب لمقاتلين يتحصنون في المدينة وعلى مشارفها.
وقالت الحكومة إن مقاتلي العشائر السنية المحلية سيشكلون النواة الرئيسية للقوة المرابطة في الرمادي وهو الدور الذي تلعبه جماعات مسلحة شيعية في أغلبها في مناطق أخرى انتزعت من داعش.
ويواصل فرق الهندسة الآلية العسكرية في الجيش العراقي إبطال مفعول آلاف العبوات والمتفجرات التي زرعها عناصر تنظيم داعش في الرمادي، وذلك وسط استمرار عمليات التمشيط داخل المدينة.
من ناحية أخرى اعتقلت القوات الأمنية العراقية "وزير مالية داعش" وسط الرمادي، فيما أعلنت وزارة الداخلية مقتل مسؤول المجلس العسكري للتنظيم في الأنبار، وأفادت مواقع إعلامية عراقية نقلا عن مسؤول أمني رفيع المستوى بأن "4 مطلوبين اعتقلوا بينهم أبو صفاء الدمشقي وهو سوري الجنسية ويشغل مهمة ما يسمى بوزير المالية في تنظيم داعش"، كما أكدت أن السلطات تلقت عدة بلاغات من مواطنين عن اختبائه بين السكان، كما أن العمليات النوعية مستمرة لملاحقة عناصر التنظيم في مدينة الرمادي".
وأكدت وزارة الداخلية العراقية مقتل مسؤول المجلس العسكري لـ"داعش" المدعو أبو أحمد العلواني إلى جانب العشرات من الإرهابيين في الأنبار.
بينما قالت خلية الصقور اﻻستخبارية التابعة للداخلية إنها زودت "صقور الجو" بمعلومات دقيقة عن اجتماع قيادات "داعش" ليتم على إثرها تصفية أتباع التنظيم الإرهابي.

على الجانب الآخر قال وزير المالية العراقي هوشيار زيباري إن الجيش العراقي سيحتاج إلى مساعدة المقاتلين الأكراد لاسترداد الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وأنه من المتوقع أن يكون الهجوم المزمع في غاية الصعوبة في منطقة هي مركز لجماعات دينية وعرقية متنافسة.
وقال زيباري إن استعادة الموصل ستعني نهاية دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش في مناطق متجاورة في سوريا والعراق، وأن الموصل تحتاج إلى تخطيط جيد واستعدادات والتزام من كل الأطراف الرئيسية، معتبرا أن البشمركة قوة رئيسية ولا يمكن استعادة الموصل من دون البشمركة، مشيرا إلى أن الجيش ربما يحتاج للاستعانة بقوى سنية محلية في أدوار معاونة وربما ايضا لقوات الحشد الشعبي الشيعية وذلك في ضوء حجم المنطقة التي يجب تأمينها حول الموصل خلال الهجوم.
وقد منعت قوات الحشد الشعبي من المشاركة في معركة الرمادي الدائرة منذ أسبوع لضمان الدعم من الولايات المتحدة التي ليست على استعداد لأن ينظر لها باعتبارها تقاتل في الصف ذاته مع فصائل مدعومة من إيران.
تأتى هذه التصريحات بعد أن أعلنت الحكومة العراقية أن الموصل الواقعة على مسافة 400 كيلومتر إلى الشمال من بغداد هي الهدف التالي للقوات المسلحة العراقية بعد استعادة مدينة الرمادي في غرب البلاد في أول نجاح كبير للقوات التي دربتها الولايات المتحدة والتي هربت في بداية الأمر عندما تقدم تنظيم داعش قبل 18 شهرا.
واستعادة الموصل التي يغلب على سكانها السنة سيكون أمرا صعبا لأن الأطراف المحلية والإقليمية في شمال العراق لها أجندات مختلفة. والمنطقة هي خليط من جماعات عرقية ودينية تقع بين تركيا وسوريا وكردستان العراق.