قائد بقوات سوريا الديمقراطية يرفض المنطقة الآمنة التركية ويؤكد على قتالهم لـ"داعش" و"النصرة"
السبت 02/يناير/2016 - 03:41 م
طباعة

كشف حوار جديد لأحد قادة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قِبل التحالف الدولي عن أن هذه القوات توجه كامل طاقتها القتالية لمحاربة تنظيم الدولة "داعش" وقاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة"؛ لأن هناك خلافات جذرية معه، وأن هناك تنسيقًا مع النظام والقوات الكردية.

أبو علي قائد جيش الثوار نفى تبعيته لقائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف، وتحدث عن طبيعة التحالف مع الوحدات الكردية وما يتردد عن التنسيق مع النظام السوري، وكشف عن ملابسات تكوينه قائلا: " تأسس منذ حوالي تسعة أشهر، من الفصائل التالية: تائب شمس الشمال، لواء جبهة الأكراد، لواء شهداء الأتارب، تجمع ثوار حمص، اللواء 313، كتائب القادسية، الفوج 777، لواء المهام الخاصة، اللواء 99 مشاة، لواء السلطان سليم، الكتيبة الأولى، مدفعية حمص، لواء السلاجقة. وهذه الفصائل مزيج من عرب وكرد وتركمان، ومنتشرة في أرياف حلب واللاذقية وحمص وحماة وإدلب الجنوبي، والرقة ودير الزور والحسكة. لنا جبهات مع النظام وتنظيم الدولة، ويبلغ تعداد مقاتلينا نحو 6200 مقاتل.
وشدد فى حوار له على موقع "عربي 21" على أن أهداف جيش الثوار، تتمثل في محاربة تنظيم الدولة والنظام معًا، وليس التنظيم فقط كما أشيع، قائلًا: "خرجنا بالثوار لمقاتلة النظام، إلا أننا اضطررنا لمقاتلة التنظيم بسبب انتهاكاته وإجرامه، ونهدف إلى السيطرة على مناطق والحفاظ عليها، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي نسيطر عليها، كما نسعى إلى الحفاظ على مدنية الدولة ومؤسساتها". نافيًا تبعية جيش الثوار لجمال معروف قائلًا: "كنا قد نزّلنا ثلاث مرات بيانات نفينا فيها تبعية الجيش لجمال معروف، وهو ليس له علاقة به لا من قريب ولا من بعيد، كما أن جمال معروف نفسه صرح لوسائل إعلامية بأنه ما من صلة له بجيش الثوار، ونعتبر هذه محاولات تشويش وتشويه سمعة لنا".

أما عن المعارك التي خاضها جيش الثوار قبل انضمامه إلى "قوات سوريا الديمقراطية" فقال: "شاركنا في معارك غرفة "بركان الفرات"، وتمكنا إلى جانب الوحدات الكردية ولواء ثوار الرقة، من السيطرة وطرد التنظيم من عين العرب بريف حلب، وتل أبيض بريف الرقة، أما في الجبهات ضد النظام، فقد شاركنا في غرفة عمليات فتح حلب سابقا، وخضنا معارك في ريف حمص الشمالي، وريف حماة، إضافة إلى أن لنا جبهات رباط ضد التنظيم والنظام، في أغلب المناطق التي ذكرتها سابقًا، وانضممنا إلى "قوات سوريا الديمقراطية" بعد التجارب والمعارك التي خضناها في عين العرب (كوباني) وتل أبيض، وتنظيم العمل العسكري الذي أثبت جدارته، كان أول الأسباب لانضمام لقوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى التشرذم الذي تعاني منها فصائل المعارضة وحالة الخلاف والاقتتال فيما بينها، كسبب ثان، عدا عن التنوع الذي تضمه هذه القوات من عرب وكرد وآشوريين وسريان وتركمان، وهي تمثل التنوع السوري الذي نبغي الحفاظ عليه في سوريا المستقبل، فكان الانضمام والتشكيل بتاريخ 10/10/2015".
وردَّ على ما يقال حول سيطرة الوحدات الكردية على قواته وعدم قتالهم لقوات النظام قائلا: "تضم قوات سوريا الديمقراطية كلًّا من: جيش الثوار، وحدات حماية الشعب الكردية، وحدات حماية المرأة، المجلس العسكري السرياني، لواء التحرير، قوات الصناديد، وكان معنا أيضًا لواء ثوار الرقة، بأعداد مقاتلين أكثر من 50 ألف مقاتل، وإن هناك من يقول: إن قوات سوريا الديمقراطية أغلبها من الأكراد.. فأريد أن أفصل ذلك، الوحدات الكردية نفسها تضم 52 في المئة من الكرد و48 في المئة من العرب، وفيما لو نسبناها إلى فصائل قوات سوريا الديمقراطية جميعها، فإن الكرد قد لا يشكلون نسبة 15 في المئة وأهداف قوات سوريا الديمقراطية هي القضاء على تنظيم الدولة في المرحلة الأولى، عبر قطع إمداد التنظيم بين العراق وسوريا، وقد استطعنا إلى حد ما تحقيق ذلك؛ بسيطرتنا على مناطق كبيرة في ريفي الحسة والرقة، وصولا إلى ريف حلب الشرقي. ونهدف أيضًا إلى الحفاظ على الكرامة الوطنية، وفيما بعد طرد التنظيم من الممكن أن نفتح معارك مع النظام".

وعن مصادر الدعم البشري والمالي للقوات كشف عن وجود تنسيق في الشمال السوري مع عدة فصائل طلبت الانضمام لهم وتلقيهم إمدادات بعد ساعات من تشكيلهم قوات سوريا الديمقراطية عبارة عن مؤن أسقطتها لهم طائرات عبر مظلات، وتضم أسلحة وذخائر، كما وصلت إليهم شحنات أخرى لاحقًا، وجميعها في ريف الحسكة، وأنها توزع بالتساوي على الفصائل المنضوية في القوات، أما في ريف حلب الشمالي، فلم يصلهم أي دعم لجغرافية المنطقة المعقدة لاستحالة إلقائها عبر المظلات، لكنهم لم يتلقوا أية تدريبات عسكرية من أي جهة كانت، ولدينا خبرات محلية، من بينهم الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية وهو بالأساس من جيش الثوار، العقيد طلال السلو".
وعن علاقتهم بالنظام السوري قال: "لا أعتقد أنه يوجد في قوات سوريا الديمقراطية فصائل تقاتل إلى جانب النظام، حتى الوحدات أو الصناديد لا يمكن أن يكونوا في خندق واحد مع قوات النظام، لكن من الممكن أن يكون هناك اتفاقيات وهدن في بعض المناطق، وهذه من أجل مكاسب لوجستية تفرضها جغرافية المنطقة، فعندما داهم تنظيم الدولة الحسكة، تحالف النظام مع الوحدات الكردية، وطردوا التنظيم، مقابل أن الوحدات حصلت على أسلحة من النظام، كما أن الحسكة مثلًا لا يوجد فيها أي عسكري، وجميع عناصر النظام المتبقين هم أمن داخلي، وفي منطقة محصورة. وبهذا الصدد أذكر أنه منذ ثلاث سنوات مثلا وقعت هدنة بين فصيل "صقور الشام" والنظام، تم من خلالها تقاسم المازوت في بلدة كفر بطيخ بريف إدلب؛ حيث كان يخرج منها 50 في المئة لإمداد الفوعة وكفريا، والـ50 في المئة المتبقية كانت تعود لصقور الشام، كمثال على الهدن، كما أن الاجتماعات الحالية قد تفضي بحل سياسي، لوقف إراقة الدماء والحفاظ على سوريا، ونحن مع هذا الحل، ومن الممكن أن تتفق فصائل المعارضة والنظام ضد من لا ينفذ الاتفاق من فصائل أخرى".

وكشف عن أسباب الخلاف مع جبهة النصرة قائلا: "الفرقة 30 كانت قد خضع 24 عنصرًا منها لتدريبات في الأردن و30 آخرين في تركيا، وعندما دخلوا إلى سوريا من معبر باب السلامة، نحن الوحيدون الذي قمنا بحمايتهم. وبعد دخولهم بفترة اقتحمت جبهة النصرة مقراتهم التي كانت بجوار مقراتنا في ريف حلب الشمالي، واختطفت وقتلت عددًا من عناصر الفرقة، ثم حاولت اقتحام معسكرنا، وقد كنا بكامل الجاهزية واستطعنا صد الهجوم، وسقط لنا خمسة شهداء، واعتقلت النصرة لنا 13 عنصرًا، وطيران التحالف الدولي حينها تدخل لحماية الفرقة 30 والوضع الحالي، هناك محاولات لحل الخلاف بيننا وبين النصرة، ونسعى لإطلاق عناصرنا، مع العلم أننا جميعا مطلوبون للنصرة، ونحن لم نعتد على أحد، فقط دافعنا عن أنفسنا، ونحن لن نقاتل النصرة، وندعوها إلى حل المشكلة. كما أننا وفي بادرة حسن نية مننا قمنا حينها بتسليمهم 17 جثة من عناصرهم قتلوا في الاشتباكات أثناء الهجوم على مقرنا، كما أننا استطعنا تسريب وثائق تؤكد طلب جبهة النصرة من باقي الفصائل بإضعاف جيش الثوار".

وعن الخلاف مع فصائل المعارضة والاشتباكات الأخيرة التي جرت معها في ريف حلب الشمالي قال: "الاشتباكات كانت بيننا وبين حركة أحرار الشام، وبعدها طُلب من غرفة عمليات مارع أن تساند حركة أحرار الشام. وأما السبب الرئيسي لهذه الاشتباكات فهو بسبب مداهمة سيارة "بيك آب" مجهزة برشاش (دوشكا) لحاجز لنا بالقرب من مطحنة الفيصل، وقاموا بإطلاق النار علينا، ووقعت الاشتباكات، وبعد خمسة أيام عاودوا مهاجمتنا، لتبدأ الاشتباكات، وقد تمكنوا من أسر سبعة عناصر لنا، وذبحوا بعضهم، واستطعنا الحصول على مقاطع فيديو أثناء قيامهم بعملية الذبح، لعنصرين هما حمود العبد الله، وخالد السامي، وقتلوا اثنين آخرين، بالرصاص بدم بارد. هذا هو السبب الرئيسي. والاشتباكات وقعت بمطحنة الفيصل وشوارغة وصوامعها، وغربي المالكية. ونؤكد بهذا الصدد أن الوحدات الكردية لم تشارك إلى جانبنا بهذه الاشتباكات، وحتى أننا لم نطلب منها المساندة، واستغربنا هذا التصرف من أحرار الشام، علما بأن الجبهة الشامية أسرت من عناصر من تنظيم الدولة وعاملوهم معاملة شرع.
واعتبر أن المنطقة الآمنة التي تتحدث عنها تركيا ليست لصالح سوريا قائلًا: "لا وجود لها حتى الآن، وهي ستمتد على نحو 87 كيلومترا، من جرابلس إلى إعزاز، والهدف منها كي لا تدخل قوات سوريا الديمقراطية إلى أعزاز، وأتوقع أن المنطقة الآمنة تفيد الأمن القومي التركي، ولا تفيد سوريا، ولن ننسحب منها وهي أرض سورية، ومن حقنا أن نقاتل فيها، ولا يستطيع أحد أن يطلب مننا الانسحاب منها ونحن أول من نؤيد المنطقة الآمنة ونكون مشجعين لها، ونحن أول من طالب بها، لكننا نؤيد الحوار؛ لتكون كل سوريا آمنة، وليس فقط القسم الشمالي، ويعود المهجرون والنازحون جميعهم إلى سوريا".

واختتم حواره بقوله: "نحن، جيش الثوار، نؤيد مؤتمر الرياض، وكان البيان الختامي بجميع بنوده مناسبًا، ونستبشر فيه خيرًا، ونرجو أن تكون هذه الخطوة بداية موفقة للحل السياسي في سوريا، ونحن نؤيد هذا الحل و إلى الشعب السوري والفصائل، نسعى إلى توحيد الصف والكلمة، ونسعى لأن نؤسس نظاما بديلا عن نظام الأسد، الذي نطلب منه التنحي ووقف تدمير سوريا، وكذلك من إيران وروسيا؟ ونحن مع إسقاط نظام بشار الأسد وإحالة جميع رموزه -خاصة ممن تلطخت أيديهم بالدم السوري- إلى المحاكم ليلقوا عقابهم".
وكانت هذه القوات قد أثارت الكثير من الجدل، خاصة أنها ضمت فصائل عربية وكردية بقيادة الوحدات الكردية، وتخوض معارك ضد تنظيم الدولة دون النظام، ووجهت لها اتهامات مختلفة، ولا سيما للفصائل المحسوبة على الثوار المنضمة إليها، وكان "جيش الثوار" أبرزها بعد خوضه اشتباكات ضد فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي مؤخرا، والتمدد باتجاه المناطق التي حددتها تركيا للمنطقة الآمنة التي رفضها في مواجهة صريحة مع تركيا.