التحالف يعلن انتهاء الهدنة ويُصَعِّد من غاراته ضد الحوثيين

السبت 02/يناير/2016 - 04:33 م
طباعة التحالف يعلن انتهاء
 
أعلن التحالف إنهاء الهدنة الهشة، مع استمرار خروقات الحوثيين، فيما نجحت قوات حرس الحدود السعودية في منع تسلل قوات الحوثي وصالح إلى أراضي المملكة واعتراض الصواريخ الباليستية، مع غموض الحل السياسي.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية إنهاء الهدنة في اليمن، اعتبارا من الساعة 14:00 ظهر اليوم السبت 2 يناير 2016 (11:00 بتوقيت جرينتش)، وفق ما نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وذكرت قيادة تحالف دعم الشرعية، في بيان، أن "قيادة التحالف كانت- وما زالت- حريصة على تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد حل سلمي للقضية في اليمن، وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية من إعادة الأمن والاستقرار لليمن".
وتابع البيان: "لذلك فقد وافقت (قيادة التحالف) على الهدنة التي طلبها فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التي تم تمديدها لفترة إضافية، إلا أن استمرار الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح في خرق تلك الهدنة أظهر عدم جديتهم".
وأشار البيان إلى الاعتداءات المتكررة على أراضي المملكة، بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن السعودية، واستهداف المراكز الحدودية السعودية، واستمرار إعاقة أعمال الإغاثة والاستيلاء على المواد الغذائية والطبية المقدمة للشعب اليمني.
كما لفت البيان إلى مواصلة المتمردين قصف المساكن، وقتل واعتقال المواطنين اليمنيين في المدن التي تخضع لسيطرتهم، مضيفًا: "هذا كله يظهر عدم جدية الميليشيا وأعوانهم، واستهتارهم بأرواح المدنيين، ووضوح محاولتهم الاستفادة من تلك الهدنة بتحقيق المكاسب".
شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم السبت، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في محافظة تعز جنوب صنعاء.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية: إن طيران التحالف شن غارات جوية على المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح في منطقة "نجد المحزامة" في جبل صبر، جنوب مدينة تعز.
وأشارت المصادر إلى أن انفجارات عنيفة دوت في تلك المواقع نتيجة الغارات الجوية، فيما لم يتسن على الفور الحصول على إحصائية للخسائر المادية والبشرية التي خلفتها تلك الغارات.
من جهة أخرى، قال سكان محليون في محافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء: "إن طيران التحالف العربي شن غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين في منطقتي جهيد والشازبي بمديرية ذي ناعم التي تشهد مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والحوثيين، مدعومين بقوات صالح".
وفي محافظة الحديدة، شن طيران التحالف العربي غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مدينة باجل، شمال شرق الحديدة.
ووصلت إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، الدفعة الثالثة من أفراد المقاومة الشعبية الذين تم تدريبهم في معسكرات تابع لقوات التحالف العربي.
وقالت مصادر عسكرية، وفقاً لموقع المصدر أونلاين، الجمعة: إن "دفعة من المقاومة الشعبية التي تم تدريبها في معسكرات تابعة للتحالف في إريتريا وصلت الأربعاء إلى ميناء البريقة بعدن على متن سفينة تابعة للتحالف العربي". وذكرت أن الدفعة الثالثة يبلغ قوامها 1500 شخص، بعد تلقيهم تدريبات مكثفة لمدة شهرين.
وأضافت، أنه بعد استكمال تدريب الدفعة الثالثة وعودتها إلى عدن، يرتفع عدد أفراد المقاومة الذين تم دمجهم بالجيش فعلياً إلى 3600، حيث تكونت الدفعة الأولى والثانية من 2100 فرد. وأشارت إلى أن ما يقارب 3500، لا يزالون يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات التحالف في كل من "رأس عباس، العند، إرتيريا"، قبل الالتحاق بالجيش.
فيما أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم السبت، أن قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت مساء الجمعة صاروخاً باليستياً أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة أبها جنوب غربي السعودية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن بيان لقيادة التحالف الذي تقوده المملكة، أنه "تم تدمير الصاروخ ومنصة إطلاقه دون أي أضرار".
كما أحبطت القوات السعودية المشتركة، محاولة تسلل أكثر من 100 من عناصر ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. وقامت طائرات الأباتشي والمدفعية بالتصدي لمحاولة التسلل؛ ما أدى لسقوط عشرات القتلى من الميليشيات على المنطقة الحدودية بين السعودية واليمن، وفقاً لما أوردته "قناة العربية"، على موقعها الإلكتروني.
فيما نفت وزارة الدفاع الكويتية صحة ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي عن مقتل أحد العسكريين من الجيش الكويتي المشاركين في عملية (إعادة الأمل) باليمن. ودعت مديرية التوجيه المعنوي الكويتية في بيان صحفي اليوم جميع وسائل الإعلام إلى تحري الدقة وعدم نشر أو تداول أي أخبار متعلقة بالجيش الكويتي، مؤكدة أن أبواب (التوجيه المعنوي) مفتوحة أمام جميع وسائل الإعلام للإجابة عن أي استفسارات أو أي معلومات يعتريها اللبس.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، عبرت اللجنة اليمنية عبر اللجنة العليا للإغاثة عن استيائها من تجاهل بعض منظمات الأمم المتحدة وفي مقدمتها المسئولة عن الشؤون الإنسانية والإغاثة وتقديم الغذاء، من عدم إعطائها الوضع في اليمن الاهتمام الكافي بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد والحصار القاتل الذي تعاني منه محافظة تعز.
واعتبر المصدر أن التصريح الذي أدلى به المسئول الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي يوم أمس عن الوضع في اليمن والحصار الذي تعاني منه تعز جاء دون الحد الأدنى المطلوب من موقف يفترض أن تقوم به هذه الجهات.
وقال: "إن التأخر حتى الآن من إعلان موقف وفضح الجريمة التي تعاني منها تعز بسبب حصار ميليشيا الانقلاب من أتباع الحوثي وصالح أمر غير مبرر، ولا يقبله منطق".
وأشار في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية إلى أن هناك خيبة أمل من أداء هذه البرامج الأممية، داعياً الجهات المسئولة بما فيها المانحين إلى مراجعة الكثير من خطط الأداء لهذه البرامج الدولية ومدى تطابقها مع المعايير الدولية ومدى وصولها إلى المحتاجين على أرض الواقع.
ولفت المسئول في اللجنة العليا للإغاثة - وهي الجهة الحكومية المسئولة عن تنسيق الشئون الإغاثية في اليمن- إلى أن الحكومة اليمنية بصدد اتخاذ خطوات سياسية وإدارية مهمة؛ من أجل تصحيح مسار التعاون مع هذه الجهات بما يتوافق مع الاتفاقيات والمعايير الدولية للإغاثة الإنسانية المتبعة، وبما يحقق إغاثة الشعب اليمني وتحقيق الاحتياجات الأساسية له.
وحمل برنامج الغذاء العالمي مسئولية الإغاثة الإنسانية لأبناء تعز والإفراج عن القاطرات المحتجزة لدى ميليشيا الحوثي وصالح في تعز والبالغ عددها نحو 225 قاطرة محملة بالمساعدات الإغاثية والغذائية.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، تزايدت دعوات المطالبة بحل حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) في جنوب اليمن، عقب تزايد حوادث الاغتيالات التي يقول سياسيون عنها: "إن حزب الإصلاح هو من يقف خلفها".
واغتيل أمس الأول الأربعاء القيادي البارز في المقاومة الشعبية أحمد الإدريسي وأربعة من مرافقيه في عدن، في واقعة يقول مسئولون في المدينة: "إن خيوط الاتهام بها تشير نحو حزب الإصلاح في عدن".
وصرح مصدر مسئول في عدن لـموقع "24 الإماراتي"، أن أحمد الإدريسي قتل عقب تسليمه ميناء عدن للسلطات الأمنية في المدينة، وهو ما يرجح وقوف الطرف الرافض تسليم المقاومة الشعبية للميناء الهام في جنوب اليمن.
وقال السياسي اليمني هادي مسهور في تغريدة له على تويتر: "إن اجتثاث حزب الإصلاح من الجنوب بات أمرًا ملحاً"، مؤكداً أن وجود هذا الحزب يعني استمرار القتل والابتزاز السياسي لمصلحة صنعاء.

المسار التفاوضي

المسار التفاوضي
وعلى صعيد المسار التفاوضي، كشف أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس اليمني، أن روسيا تفكر في محاولة إخراج الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، من ورطته، مقابل أن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم، أو ينصاعون للسلام.
وقال "بن دغر" في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، إنه التقى فلاديمير ديدوشكين، السفير الروسي في صنعاء، وإن الأخير أبلغه بأن بلاده لا تزال تعمل وفقًا لقرار مجلس الأمن، وأن صالح أصبح في حد ذاته "مشكلة".
وأوضح أنه التقى ديدوشكين على هامش لقاء دبلوماسي في الرياض "وأبلغني بأنه سيذهب إلى اليمن لمقابلة علي عبدالله صالح، وأعتقد أنه قابله".
وتابع أن السفير الروسي أبلغه أن "صالح أصبح مشكلة، فرددت عليه: روسيا باستطاعتها إخراج صالح من ورطته، ونصحه بأن يخرج وأن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم، أو ينصاعون للسلام"، وأن السفير ديدوشكين رد عليه بالقول: "هذا ما نفكر فيه".
ويرى مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي أن صالح "يبحث عن وسيلة لجر الروس إلى اليمن، وأنه يمكن للروس أن يطرحوا عليه فكرة الخروج الآمن من صنعاء، خصوصًا أن الأميركيين والبريطانيين وإحدى دول الخليج، عرضوا عليه فكرة الخروج الآمن من صنعاء إلا أنه كان يرفض".
وأضاف بن دغر أن "صالح يعرف جيدًا أن المعطيات على الأرض والسياسة الدولية لم تعد كما كانت عليه في بداية مارس الماضي، وهذه المعطيات فرضت عليه أن يفكر بطريقة مختلفة".

المشهد اليمني

مع استمرار المعارك، والتصعيد الخطابي من قبل الفرقاء في اليمن، ترتفع عقوبات التوصل لحل سياسي في البلاد، مما يؤكد على استمرار الشعب اليمني تحت رحمة الرصاص حتى موقف حل نهائي أو انتصار فريق.

شارك