تجدد المعارك بين الجيش العراقي و"داعش".. ودعوة أممية لتقديم المساعدات
السبت 02/يناير/2016 - 08:26 م
طباعة

بالرغم من استمرار عمليات الجيش العراقي لملاحقة عناصر تنظيم داعش، شن مسلحو التنظيم هجمات انتحارية في مدينة الرمادي بعد أيام من قيام القوات بطردهم من وسط المدينة، وقال العميد أحمد البلوي إن المسلحين استهدفوا قوات الأمن بـ7 سيارات انتحارية ملغومة داخل منطقتين في ضواحي المدينة.
شدد على أن هناك خسائر في صفوف القوات الحكومية، إلا أنه لا يمكن تقديم رقم محدد، قائلا إن القوات صدت الهجوم ولم تخسر أي أراض.

وسبق وشن مقاتلون من التنظيم هجوما على قاعدة للجيش العراقي شمال مدينة الرمادي، بعد أيام قليلة من استعادة القوات الحكومية للسيطرة على المدينة، وقال متحدث باسم الجيش إن 6 سيارات انتحارية بالإضافة إلى مقاتلين يرتدون أحزمة ناسفة شاركوا في الهجوم، والإشارة إلى أن القوات العراقية تراجعت مؤقتا ثم عاودت الهجوم مدعومة بضربات جوية من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي نفى فيه صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، تقارير تحدثت عن مقتل 60 جنديا من القوات العراقية، موضحا أن 3 جنود فقط قتلوا في الهجوم، إضافة إلى جرح 18 أخرين.
شدد كرحوت أن القوات الأمنية تمكنت من صد الهجوم، وأن الوضع بات "تحت سيطرة" هذه القوات تماما.

بينما أكد قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي سيطرة القوات العراقية على الوضع الأمني في مقر الفرقة العاشرة شمالي مدينة الرمادي.
كانت العراق أعلنت عن تحرير الرمادي من سيطرة التنظيم، الذي كان يسيطر على المدينة منذ شهر مايو، ويعد الهجوم الذي وقع مؤخرًا هو الأكبر الذي يشنه تنظيم الدولة ضد القوات العراقية منذ استعادة سيطرتها على مدينة الرمادي، ويأتي بينما لا تزال القوات العراقية تحاول تعزيز سيطرتها على المدينة.
من جانبه قال سباستيان آشر، محلل شؤون الشرق الأوسط لـ BBC إن الهجوم يكشف عن حجم المهمة التي تواجه القوات الحكومية، إذ لا تزال أعداد غير معروفة من مقاتلي التنظيم يختبؤون على أطراف المدينة، معتبرا أن هزيمة تنظيم مثل داعش يحتاج إلى أكثر من مجرد استعادة بعض الأراضي.

ويرى محللون أن العراق شهد عمليات كر وفر مع "داعش"، وانه بعد تحرير بعض المدن فاجأ التنظيم العالم بالهجوم على الرمادي والاستيلاء عليها في منتصف العام قبل أن تشن الحكومة بمساندة رجال العشائر هجوما واسعا وتحرر أجزاء واسعة من المحافظة الاستراتيجية غرب البلاد واستطاعت قوات "البيشمركة" الكردية تحرير جبل سنجار بمساعدة التحالف الدولي.
وتمكنت القوات الحكومية بمشاركة قوات الحشد الشعبي من تحرير تكريت، ما تسبب لاحقا فيما وصفه البعض باحتقان طائفي، وفي نتيجة العام انحسر نفوذ "داعش" كثيرا، وتتجه الأنظار إلى مدينة الموصل لتحريرها من قبضة "دولة البغدادي".

من ناحية أخرى طالب مجلس محافظة الأنبار الحكومة المركزية والعشائر بدعم القوات العراقية، لإنقاذ مئتي عائلة يحتجزهم داعش كدروع بشرية، حيث ينتشر هناك 700 مقاتل من عناصره، فيما أعلن قائد عمليات الأنبار انطلاق المرحلة الثانية من المعارك شمال وشرق الرمادي، فيما تتضارب الأنباء حول تحرك القوات المشتركة للهجوم على مناطق هيت والفلوجة.
ويعد بقاء العائلات المحتجزة كدروع بشرية لدى تنظيم داعش العائق الأساسي أمام القوات المشاركة بالمعارك. وبحسب مصادر عسكرية وأمنية فإن أخطر معاقل داعش تكمن في الفلوجة، حيث تشكل قاعدة مهمة للتنظيم الذي سيطر على القضاء منذ عامين ونشر فيها المئات من مقاتليه مع مخازن لأسلحته وعتاده ومعامل لتصنيع المتفجرات دمرت طائرات التحالف والجيش عدداً منها وقطعت وصول الإمدادات، وقالت مصادر عسكرية إن القوات الأمنية العراقية تمكنت من السيطرة على مناطق في وسط الرمادي بعد انسحاب تنظيم داعش منها، فيما قتل 16 شخصًا في تفجير عبوة بحي الجمعية وسط المدينة، وقالت مصادر عسكرية أن الجيش العراقي تقدم باتجاه أحياء الجمعية والبو علوان والثيلة والإسكان والروسيين. وقال حميد الدليمي قائممقام قضاء الرمادي إن "القوات الأمنية بدأت أمس من منطقة الخالدية تنفيذ عملية عسكرية في الجانب الشرقي من الرمادي، وتمكنت من تحرير كلية الزراعة، وأشار إلى قيام قوات أمنية أخرى بتطهير أحياء في مدينة الرمادي من جهته.
وأكد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي ارزيج أن القوات الأمنية اعتقلت 30 شخصا يعتقد أنهم عناصر في تنظيم داعش، لدى خروجهم مع المدنيين من المدينة، وسيتم إجراء تحقيق مع هؤلاء المعتقلين الذين أوقفتهم القوات الأمنية أمس وفقا للمصدر.
ونقلت تقارير عن مصادر عراقية في محافظة صلاح الدين العراقية مقتل ثمانية من عناصر تنظيم داعش وعنصر من الحشد الشعبي في اشتباكات شمال غرب تكريت، وأن عناصر تنظيم داعش هاجموا القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي في قاطع اللاين قرب قاعدة سبايكر غربي تكريت ما أسفر عن مقتل ثمانية من عناصر داعش وإصابة 12 آخرين بجروح فيما قتل أحد عناصر الحشد الشعبي وأصيب اثنان آخران بجروح.
على الجانب الآخر عرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقديم المساعدة للعراق في إعادة الخدمات الأساسية إلى الرمادي والسماح للنازحين بالعودة إلى المدينة بعد استعادتها من تنظيم داعش، معتبرا أن استعادة المدينة بأنه "نصر مهم"، مؤكدا "الحاجة إلى اتخاذ إجراءات لاستعادة حكم القانون والخدمات الأساسية في الرمادي للسماح بعودة النازحين بالسرعة الممكنة".