بعد اختراق "داعش" لها.. "القوقاز" شوكة في جنب روسيا

السبت 02/يناير/2016 - 09:45 م
طباعة بعد اختراق داعش لها..
 
ظل شمال "القوقاز" مصدر إزعاج لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، رغم الإجراءات التي اتخذتها موسكو لحماية نفسها من اختراق "داعش" أرضيها من تلك المنطقة، حيث تخشى موسكو من تلك المنطقة المضطربة، وترجح التقارير الاستخباراتية أن تلك المنطقة هي أسهل الطرق التي يمكن من خلالها نفاذ العناصر الإرهابية إلى موسكو، بعد عودة العناصر الإرهابية، إلى بلدانهم من الشرق الأوسط أو أفغانستان.
ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها روسيا أخيرًا لضمان أمنها من الجماعات الإرهابية، ما أمر به بوتين بتشكيل غرف عمليات للإشراف على ملف مكافحة الإرهاب في عدد من المدن الروسية، وتقوم السلطات الروسية في عدد من المدن المطلة على البحار بتشكيل غرف عمليات لمكافحة الإرهاب حسب توجيهات بوتين، ومن بين المدن التي يشملها قرار بوتين، مدن كاسبيسك ومورمانسك وبتروبافلوفسك كامتشاتسكي وسيمفيروبول ويوجنو ساخالينسك.
ما كانت روسيا تخشاه من أن يكون شمال القوقاز مصدر إزعاج لها تحقق، حيث تبنى تنظيم (داعش)، أمس (الجمعة)، عملية إطلاق نار أدت إلى مقتل شخص وجرح 11 آخرين بالقرب من موقع سياحي في جمهورية داغستان الروسية في القوقاز.
وقال التنظيم، في بيانه على موقع تويتر: "تمكن جنود الخلافة بفضل الله من شن هجوم على منطقة يوجد بها عدد من ضباط المخابرات الروسية في مدينة ديربينت جنوب داغستان"، مؤكداً أن "ضابط مخابرات روسيا قتل وجرح عدد آخر، وعاد جنود "داعش" إلى مواقعهم سالمين".

بعد اختراق داعش لها..
وتعتبر العملية هي الأولى لداعش في روسيا، التي يحمل حقداً مضاعفاً على موسكو التي تشن أعنف طلعات جوية ضد بؤر التنظيم الإرهابي في سورية، الأمر الذي كبد التنظيم خسائر كبيرة في العتاد والرجال، إلى جانب بداية الجيش السوري الوطني في السيطرة على الكثير من المناطق الاستراتيجية في سورية من يد التنظيم الإرهابي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن مخاطر الإرهاب في شمال القوقاز لا تزال قائمة، وفي اجتماع مجلس الأمن الروسي سبتمبر 20145 أشار إلى أن عددا من الدول والمنظمات التي ترعاها تنظر إلى هذه المنطقة كقاعدة لزعزعة الاستقرار في جنوب روسيا.
ووصف بوتين مهمة تعزيز الأمن في المنطقة بأنها إحدى أولويات سياسة الدولة الروسية، وقال: "يجب توجيه جميع الأجهزة المختصة لحماية الأمن والنظام العام ورفع درجة التنسيق بينها وفاعلية عملها المشترك والبحث عن أساليب جديدة لمكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة"، ووصف هذه المهام بأنها  "مكونات مهمة لإقامة الاستقرار في المنطقة وإنعاش الاقتصاد والنشاط الاستثماري". 
وأشار الرئيس الروسي إلى أن عملية تطبيع الأوضاع في شمال القوقاز تسير ببطء شديد، مضيفا أن التحدي الآخر الذي تواجهه هذه المنطقة هو الفساد، وفي هذه الأثناء أفاد بأن الأجهزة المختصة كشفت جرائم اختلاس لأكثر من 6.5 مليار روبل (حوالي 200 مليون دولار) ـ داعيا إلى تنشيط مكافحة الفساد هناك.

بعد اختراق داعش لها..
وقال بوتين إنه "على الرغم من حدوث تغيرات ايجابية واضحة، فإن الوضع في شمال القوقاز يتحسن ببطء شديد. ولم يتم بعد القضاء على الخطر الارهابي والتحديات الأمنية".
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن اضعاف الدولة في بداية التسعينات أدى الى اندلاع نزاعات دموية في القوقاز، مضيفا أن "الارهابيين الدوليين شنوا عدوانا ضد روسيا وضد شعوب القوقاز، وأسفر الإرهاب عن تشكيل أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين، وعن تدهور الاقتصاد والبنية التحتية الاجتماعية، وحتى تم تدميرها كليا في بعض المناطق". وأكد أن روسيا ستتصرف بشدة ردًا على أي خرق لحقوق الإنسان في شمال القوقاز.
وتعتبر روسيا من أكثر الدول التي لديها حساسية مفرطة من الخوف من الجماعات الإرهابية، حيث قضت محكمة عسكرية في روسيا على فتاتين بتهمة تمويل الإرهاب، بالسجن لمدة 5 سنوات، وذلك في إطار التحقيق مع خلية نسائية داغستانية مولت تنظيم "داعش" عن طريق إنتاج الصابون.
وأعلنت متحدثة باسم محكمة منطقة موسكو العسكرية أواخر ديسمبر 2015 أنه تم إصدار حكم بسجن يلينا أرشاهانوفا لمدة 5 سنوات و3 أشهر وسعيدة خالقوفا 5 سنوات و6 أشهر بعد إدانتهما بتحويل مبالغ مالية إلى صندوق يملكه "داعش".

بعد اختراق داعش لها..
وبدأ التحقيق في القضية عام 2014 بعد أن اعترضت هيئة الأمن الفيدرالية تحويلا ماليا بقيمة 45 ألف روبل بعثته سعيدة خالقوفا وهي طالبة في أكاديمية استراخان للطب لصالح متطرفين. وكانت صحيفة "كوميرسانت" قد ذكرت نقلا عن مصادر في هيئات التحقيق أن القضية تشمل حتى الآن 4 فتيات داغستانيات الأصل، بينهم داريا إتسانكوفا وهي طالبة سابقة في أكاديمية أستراخان للطب، التي نظمت عبر موقع إلكتروني إسلامي جمع الأموال "لصالح الشباب المسلمين الفقراء والمحتاجين".

شارك