مؤتمر "صناعة التطرف" ومنع باحثة في الحضارة العربية من دخول البلاد
الأحد 03/يناير/2016 - 10:14 م
طباعة

استضافت مكتبة الإسكندرية، الأحد 3 يناير 2016، فاعليات «مؤتمر صناعة التطرف قراءة في تدابير المواجهة الفكرية»، بحضور الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، وما يزيد على 250 مفكر وباحث من مصر والوطن العربي وبريطانيا وإيطاليا.

وقبل أن تبدأ فعاليات المؤتمر كشفت الأستاذة الجامعية والباحثة في الحضارة العربية الإسلامية ودراسات علم النوع الاجتماعي (الجندر) آمال القرامي، في تدوينة فيسبوكية، عن منعها من دخول مصر بتعلّة "تهديد الأمن القومي". وليس لدينا تعليق على هذا الفعل الامني الا ما كتبته الباحثة نفسها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وهذا نصه:
" ليلة حجزي بشرطة ميناء القاهرة الجوي
'المحجوزة' هكذا يغدو اسمي
ممنوعة من دخول مصر... والسبب تهديد الأمن القومي
حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلايشنكوف مهددا لأمن البلدان ...أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفت يدي؟
حين أُدعى لتقديم محاضرة حول "تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب: الحصيلة والمقترحات' ثم اعد في خانة الإرهابيين... تستوي الأضداد
حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة ...تفكر أكثر مرة ...في معنى التطرف والإرهاب
حين تحجز من الساعة الرابعة والنصف مساء إلى الثامنة والربع صباحا ترى وتعاين وتخاطب فئات متعددة... السوري صاحب التأشيرة "المضروب" والملتحي، والمهربين للمخدرات والإفريقيات الطامعات في العمل ...كلها فئات تودع في الحجز ..تتساءل وإذا المحجوزة حجزت بأي ذنب صودرت حقوقها : الحق في أن تعرف ما وجه الخطورة في الاشتغال بالفكر؟ والحق في أن تحفظ كرامتها، والحق في يتعامل معها تعاملا إنسانيا؟
حين تساق إلى غرفة الاستحمام برفقة أمني وحين تساق إلى الطائرة ويصحبك الأمن ويرافق المرافق حتى "تسليمك إلى الأمن التونسي'' ...وحين تجرد من جواز سفرك تغدو بلا هوية ..تتساءل من أنا؟
القصة ذكرتني بمسلسل 'ليلة القبض على فاطمة" وتساءلت هل أن مقالاتي بالشروق المصرية طيلة 3 سنوات مزعجة إلى هذا الحد؟ هل هي مواقفي؟ هل هي ؟ هل هي؟....المهم أنني عرفت اليوم ما معنى أن تتحول إلى Persona Disagrata من المضحكات المبكيات ..زميلي الملتحي في الحجز قال لي ادعيلي يا دكتورة ...حيفرج الله عليك مش من مقامك الحجز ...خرج زميلي الملتحي بعد التحقيق سالما وحجزت للتحقيق المطول ...

ويفتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، قائلا: إن الفكر المتطرف لا يواجه إلا بالفكر، مضيفًا «تاريخ الإسلام شاهد على احترام الكرامة الإنسانية». ولنسأل الدكتور إسماعيل سراج الدين عن الكرامة التي يدافع عنها في احتجاز باحثة مدعوة من قبل المؤسسة التي يعمل بها، واين الكرامة في تلك المعاملة التي تعاملت بها آمال القرامي؟ وبعد تجاوز ما حدث للباحثة فقد شدد الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على خطورة تأخر المجتمعات العربية في المجال التكنولوجي وثورة الاتصالات، مؤكدًا أنها أحد الأسباب التي تقف جنبا إلي جنب مع الحفاظ علي التراث والثقافة العربية للتصدي إلي التطرف والانغلاق.
وألمح «سراج الدين»، إلى رعاية الرئيسين عبد الفتاح السيسي، والسابق عدلي منصور لمؤتمر مكتبة الإسكندرية لمواجهة التطرف؛ والدعوة له خلال القمة العربية في الكويت، ومناقشة نتائجه خلال القمة العربية في القاهرة – مارس 2014 – واستمراره من خلال برامج مكثفة في اتجاه مواجهة التطرف في العديد من العواصم العربية.
وأضاف، أن برامج المكتبة تتضمن إعادة طباعة ونشر الكتب التراثية، وتقديم دراسات نقدية في مواجهة خطابات التطرف.
ووصف «سراج الدين»، التطرف الديني بالمدمر للمجتمعات ليست العربية فقط، ولكن للعالم كله.. مبينًا التفاف المفكرين والباحثين حول كافة الأنشطة التي تبنتها المكتبة للقضايا الفكرية ومواجهة التطرف.
واعتبر أن الفكر هو السلاح الحقيقي لمواجهة الفكر المتطرف، بالاستناد إلي آراء كبار العلماء والفقهاء في ظل اعتبارات الزمن الراهن من خلال الجد والبحث بعدم تكرار النصوص والاستعانة بأحاديث السلف فحسب، مشددًا باختلاف صحيح الدين عما تردده الجماعات المتطرفة – داعش – بما يولد تحديات جديدة كل لحظة.
وأضاف «سراج الدين»، أن المسلمين يتعرضون حاليًا إلى محنة لم يتعرضوا لها على مدار تاريخهم بالدفاع عن الأوطان من التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن الإسلام دين الوسطية بما يحمله التاريخ من شواهد تؤكد عدم المساس بالحرية الدينية والمساواة بين البشر.
وطالب بالتمكن من الاستفادة من استراتيجيات الحكمة والمبدأ وانعكاسه على الواقع الجديد، بمعرفة المقاصد والقواعد، وتبني التعددية والتخلص من النعرات العرقية والإثنية – التي تخلق الصراعات في المجتمعات.
واختتم حديثه بالتساؤل عما يمكن أن يعوض العراق وسوريا عن تراثها وثقافتها وإضعاف التعددية التي طالما كانت تفخر بها، وتراجع المجال العام وتفريغ المجتمعات من إمكانيات التعاون والثقة، مرجعًا تلك الحالة من منابع التطرف إلي الأنظمة الشمولية والتدخل الأجنبي في الشئون العربية والكيل بمكيالين في القضايا العربية.

فيما قال الشيخ أسامة نبيل ممثل الأزهر الشريف، إنه على مدار أكثر من ألف عام، نشر الأزهر الشريف وسطية الإسلام، وأكد على ثقافة نشر السلام والتعايش السلمى، وانطلاقا من تلك الثوابت يكرث كل تطبيقات العلم لهدف خدمة الإنسانية بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، في إطار القيم الإنسانية. وأشار إلى أن الأزهر الشريف تبنى موقفا واضحا وسياسة رصينة لمواجهة كافة التيارات الفكرية المنحرفة والإدانة لكافة أشكال الإرهاب وبراءة الإسلام من العصابات المنحرفة التي تهدف إلى تشويه صورة الإسلام. وأشار إلى أن الأزهر أعلن خطته في 2014 لمواجهة التطرف والإرهاب، وخلال عام 2015 حاول الأزهر توصيل صوته للعالم وحذر من مغبة التغاضي عن الإرهاب، وتغاضى الدول عن خطره الداهم، كما حاول تطوير لغة الحوار الديني من خلال الاجتماعات المتتالية مع علماء المسلمين، واتخذ الأزهر خطوات جادة لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية بمشاركة نخبة من كبار العلماء، بالإضافة إلى عقد سلسلة لقاءات لكتابة وثيقة الأزهر لتجديد الخطاب الديني. كما أكد على حرص شيخ الأزهر على المشاركة في المؤتمرات الدولية التي تناهض الإرهاب، بالإضافة إلى تشكيل لجان لتطوير التعليم الأزهري، وكذلك الدورات التدريبية لأئمة العمل الإسلامي وتجديد الفكر والخطاب الديني لتوضيح حقيقة الدين وفتح الباب أمام السيدات للعمل في مجال الفتوى، حيث يتم تدريب 500 سيدة للعمل في هذا المجال. وأشار الشيخ أسامة إلى مبادرة "الأزهر يجمعنا"، التي أطلقها الأزهر، وتعاونه مع مجلس حكماء المسلمين لإيفاد قوافل السلام إلى عدد من دول العالم لنشر ثقافة التسامح و كشف زيف الإرهاب. واستمرارا لخطة الأزهر لمواجهة التطرف، قال الشيخ أسامة نبيل إن الأزهر أنشأ مرصدا لرصد كل المفاهيم المغلوطة التي تنشر عن الإسلام والتعرف على مواقف واتجاهات الرأي العام العالمي، كما أصدر أكثر من 100 بيان لإدانة الاعمال الإرهابية ودعا المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب.