كما توقعت بوابة الحركات الاسلامية ، انتخب مجلس شورى الجماعة الإسلامية في لبنان (الإخوان المسلمين في لبنان)،  الأحد 3 يناير 2016، عزّام الأيوبي، أمينًا عامَّا جديدًا للجماعة لولاية تنظيمية تمتد لثلاث سنوات، خلفاً للأمين العام السابق، إبراهيم المصري، الذي ترأس الجماعة منذ العام 2010. 

ولد عزام أسعد الأيوبي عام 1967م بمدينة طرابلس شمال لبنان، وهو متزوج من السيدة نهلة أرناؤوط ولهما خمسة من الأبناء، عبد الله وآمن وعبد النور وأحمد ونالة.

دراسته حصل علي نال لسانس "اجازة" في الشريعة والدراسات الإسلامية من جامعة طرابلس (1992م)، ثم تابع دراسة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير في جامعة أم درمان السودانية (1995)، كما تابع دراسة ماجستير أخرى في العلاقات المسيحية الإسلامية في جامعة البلمند (1999).

يعمل مدرب معتمد في نقابة المعلمين في المدارس الخاصة من قبل الإتحاد الأميركي للمعلمين في مجال إعداد المعلمين الجدد، حاضر وشارك في الكثير من الدورات وورش العمل والمؤتمرات داخل لبنان وخارجه في مواضيع متنوعة.

وعمل في مدارس الإيمان الإسلامية منذ العام 1988، وتولى فيها العديد من المسؤوليات، إضافة إلى إدارة معهد الإيمان للعلوم التطبيقية 2006-2007،  ومفتشا عاما للمدارس في الشمال منذ العام 2009.

شارك مع مليشيات" فجر العسكرية" التي تمثل الذراع العسكري للجماعة الاسلامية في لبنان ، عن الدفاع عن مدينة طرابلس أثناء العدوان الاسرائيلي عليها عام 1985.

ناشط وقيادي في الجماعة الإسلامية والمؤسسات التابعة لها منذ العام 1980من وتنقل في معظم قطاعات العمل فيها، من العمل الطلابي إلى العمل الاجتماعي والخيري والشبابي وغيرها... وصولاً إلى العمل السياسي.

ثم اختيرا عضوا الهيئة الإدارية لنادي اللواء الرياضي 1990-1996م، وفي 1997 شارك كعضو مؤسس لكشافة الإيمان الإسلامية التابعة للجماعة الاسلامية، ثم اختير المفوض العام لها في 2013.

كعمل عضو الهيئة العامة في جمعية الإرشاد الخيرية ورئيس مجلس إدارتها  من العام 2000-2004م، و جمعية الارشاد الخيرية هي احدي الجمعيات التابعة للجماعة الاسلامية وتشكل احد اذراع العمل الاخيري في لبنان.

انتخب عضوا في المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان منذ العام 2004م، ثم رئيسا للدائرة السياسية وللمكتب السياسي منذ مطلع العام 2010م وحتى نهاية 2015.

اختير كرئيس هيئة نصرة الأقصى في لبنان من العام 2007-2012م، ثم عضو مؤسس في الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وعضو مؤسس في منتدى كولالمبور، وكلها مؤسسات  تمثل واجهة للتنظيم الدولي للجماعة الاخوان المسلمين. 

وفي 3 يناير 2016 انتخب أمينا عاما للجماعة الاسلامية كأول قيادي من خارج مجموعة المؤسسين او الرعيل الاول.

يعد عزام الايوبي،  أحد أبناء الجيل الرابع في جماعة لبنان (تم القفز مباشرة من الجيل الأول عبر ابراهيم المصري وسلفه الشيخ فيصل مولوي إلى الجيل الرابع) في  الجماعة الاسلامية وليكون اول قيادي لإخوان لبنان من خارج الرعيل الأول او المؤسسين. 

وشكل أنتخاب الأيوبي، خطوة متقدمة، حيث من المفترض أن يؤدي هذا الانتخاب، الذي سبقه انتخاب الشيخ محمد عمار لرئاسة مجلس الشورى، الى تغييرات جذرية على صعيد المكاتب والدوائر والحلقات واللجان، تماشياً مع التوجه العام للقاعدة التنظيمية لـ "الجماعة" بضرورة تقاعد القيادات التقليدية، والانتقال الى مبدأ التجديد الذي بدأ يعم أكثرية الأحزاب في لبنان.

وبدا واضحاً أن تطلعات القاعدة التنظيمية لـ"اخوان لبنان"، لم تلقَ تجاوباً لدى القيادات التقليدية التي رفضت التقاعد ورشحت الدكتور غسان حبلص (من مؤسسي الجماعة) لمنصب الأمين العام في مواجهة عزام الأيوبي، لكن ظروف التنافس، والتوجه الواضح والجدي من مجلس الشورى المؤلف من 36 شخصاً، والذي أدخل عليه مؤخراً العنصر النسائي لتحقيق المزيد من الانفتاح، نحو الخروج من العباءة التقليدية، أوحى للدكتور حبلص بالانسحاب ليفوز الأيوبي بشبه تزكية.

يقول اعضاء الجماعة علي شبكات التواصل الاجتماعي، ان عزام الايوبين، نجح خلال رئاسته المكتب السياسي في تجديد الهيكلية التنظيمية التي أطلقتها الجماعة منذ نوفمبر الماضي.

وعن وضع "الجماعة الاسلامية" اليوم في الساحة اللبنانيّة، يرفض الأيوبي القول إن حزبه في تراجع بل يرى أنه في ضعف نسبي مقارنة بقوى سياسيّة أخرى تملك دعماً خارجياً. ويشير إلى أن "الجماعة" اليوم أكبر وأقوى ومنتشرة في كل مناطق لبنان، وهي في وضع جيّد لم يكن قائماً في السنوات الماضية.

ويري مراقبون ان ، هناك تراجع لدور الجماعة داخل وخارج لبنان، لصالح تمدد نفوذ الجماعات السلفية وتيار المستقبل وجماعات اسلامية وسياسية اخري.

يري مراقبون أن انتخاب الأيوبي، يأتي من ضمن التوجه العام لدى جماعة الإخوان المسلمين على مستوى العالم ، والتي باتت على قناعة بأنها لم تعد قادرة على الاستمرار في ظل وجود قيادات تقليدية كبيرة في السن في مواقع المسؤولية، وهي لا تستطيع العمل بفاعلية، أو التعبير عن تطلعات الشباب المسلم، أو القيام بالزيارات المطلوبة منها، ومحاكاة التطور والتكنولوجيا والواقع الإسلامي المستجد والمأزوم.

ويؤكد الأيوبي أن الجماعة الاسلامية، أمام مرحلة جديدة ورؤية جديدة ستتبلور خلال المرحلة المقبلة، "وستعبر عن نبض الشباب المؤمن بنهج الجماعة وخطها المعتدل سياسياً ودينياً"، مشدداً على أن لكل مرحلة خصوصياتها وتطلعاتها.

علاقة عزام الايوبي والحرس الثوري الايراني بات واضحة عقب مشاركته في الإفطار الذي نظمه الحرس الثوري الايراني وحزب الله في الضاحية الجنوبية في شهر رمضان الماضي/ يوليو 2015، والذي ادي الي حالة جدل واسعة داخل الجماعات الإسلامية وخصومها على السواء داخل وخارج لبنان، علي خلفية تأييد الجماعة الاسلامية للجماعات والفصائل المسلحة في سوريا ضد حكومة بشار الاسد، بينما حزب الله والحرس الثوري يدعمان الرئيس السوري.

تصريحات الايوبي عن الافطار تتنافي مع وصف وسائل اعلام مقرب من حزب الله وايران في لبنان، للأمين العام الجديد لجماعة الاسلامية، بانه رجل من ثقافة المقاومة، وانه من جناح الجماعة الاسلامية المتمسك بثقافة المقاومة ضد إسرائيل.

وأكد الأيوبي،:"انفتاح الجماعة الإسلامية على الجميع، وتلاقينا مع كل من يؤمن بطروحاتنا، وحوارنا مع كل من يختلف معنا، مؤكدين على ثوابتنا المتعلقة بالمقاومة ضد العدو الصهيوني، وبقضية فلسطين الحاضرة دوماً في قلوبنا وعقولنا ونهجنا السياسي، وبتحصين ساحتنا الإسلامية ونبذ الفتنة من أي موقع أتت".

يرتبط عزام الأيوبي بعلاقات وطيدة مع كلا من قطر و تركيا برئاسة حزب العدالة والتنمية الإخوان، وهي في نفس الوقت يكون  من جهة ومع الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى.

ويثمن الايوبي دائما الدعم الكبير من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجماعة الاخوان وهجومه الدائم علي النظام المصري عقب 30 يونيو.

كما يعتبر دول قطر تحت قيادة الامير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، من اكثر الدول العربية الداعمة لجماعة الاخوان.

اذا كان الايوبي يتميز بعلاقة قوية مع الحرس الثوري الايراني واعاد المياه الي مجاريها  في علاقة الجماعة الاسلامية  وحزب الله،   كما يتمتع بعلاقة قوية مع تركيا وقطر، في مقابل علاقة فاترة مع تيار المستقبل والملكة العربية السعودية. 

فالأيوبي لا ينسي موقف تيار المستقبل من تأييده لثورة 30يونيو واسقاط حكم الاخوان في مصر، إلى ذلك، يشير الأيوبي إلى أن علاقة حزبه بتيار المستقبل يحكمها الحرص على وحدة الساحة السنّية في لبنان على الرغم من وجود خلافات كثيرة، من بينها الموقف من 30يونيو في مصر.

 وينتقد الايوبي موقف "المستقبل" المؤيد ل30يونيو او ما يصفه بالانقلاب"، إذ إنه يناقض موقف "المستقبل" من تدخّل العسكر في لبنان أو موقفه من سلاح "حزب الله".

كما يعد الايوبي اقرب الي موقف حزب الله وايران في انتخاب رئيس الجمهورية، وتشير تقارير اعلامية الي ان الجماعة دائما ما كانت توصت بورقة بيضاء فيما يتعلق بانتخاب رئيس الهيئة التنفيذيّة لحزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع رئيسا للبنان.

ويري مراقبون ان علاقة الأمين العام الجديد للجماعة الاسلامية وبين قوى 14 آذار ولا سيّما تيار المستقبل، تراجعت بشكل كبير بعد ثورة 30 يونيو في مصر، حيث لم تعد "الجماعة" تشارك في اجتماعات قوى 14 آذار.

وتدرك الجماعة الاسلامية أن مساحة التلاقي بينها وبين تيار المستقبل تضيق يوماً بعد يوم، وأن ذلك ينتج جفاء بدأ يتحول الى نقمة لدى "الجماعة" التي تلمس إصرارا من "التيار الأزرق" على التعاطي معها بـ "فوقية سياسية".

أما عن علاقة "الجماعة" مع المملكة العربيّة السعوديّة، فيوضح الأيوبي أنها قائمة عبر سفارة المملكة في بيروت وأن لا علاقة مباشرة مع الحكومة السعودية.

ولكن الأيوبي لم ينسي للسعودية انها دعمت ثورة 30 يونيو في مصر والتي أطاحت بجماعة الاخوان المسلمين ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، كما يتذكر دائما ان الجماعة الام في مصر هي علي قوائم الارهاب السعوديّة.