تحسبًا لتأثُّر مفاوضات فيينا.. روسيا تعرض الوساطة بين "الرياض وطهران"

الإثنين 04/يناير/2016 - 07:19 م
طباعة تحسبًا لتأثُّر مفاوضات
 
دخلت روسيا على خط الأزمة الدائرة حالياً بين (السعودية) و(إيران) حليفة الروس القوية، التي تلعب دوراً بارزاً في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، عبر إمداده بالعتاد، فضلاً عن وجود قوات الحرس الثوري الإيراني في سورية لدعم الجيش السوري، حيث أعلنت موسكو أسفها لتصاعد الأزمة بين البلدين، مُعلنة رغبتها في الوساطة بينها لإنقاذ الوضع قبل زيادة تدهوره.
اللافت أن موقف "الاتحاد الأوربي" من الأزمة بات واضحاً حيث حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، من أن إحياء التوتر بين إيران والسعودية قد يهدم جهود إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
ومساعي روسيا لاحتواء أزمة (السعودية – إيران)، ليست من منطلق أن موسكو تخشى على العلاقات بين الدولتين، وإنما تخشى في الأساس على سير مُفاوضات فيينا التي تشارك فيها (روسيا وأمريكا ومصر وتركيا وإيران والسعودية)، لحل الأزمة السورية
رئيس لجنة مجلس "الدوما" للشؤون الدولية، أليكسي بوشكوف، قال إن الصراع بين السعودية وإيران، قد يكون له تأثير سلبي على الوضع في المنطقة، وقال عبر صفحته على موقع "تويتر": "قطع السعودية للعلاقات مع إيران سيؤدي إلى تفاقم الوضع، وهذا سيؤثر سلبيا على الأوضاع في المنطقة"، وقد أعربت موسكو عن أسفها إزاء الصراع، وقالت الخارجية الروسية، إن روسيا مستعدة لتصبح وسيطا بينهما لتسوية الخلاف، في ظل ما اعتبرته أن موسكو ترتبط بكل من الرياض وطهران بعلاقات قديمة وطيبة.
تحسبًا لتأثُّر مفاوضات
وبدا أن موسكو تحاول الظهور في وضعية الدولة المُحايدة التي تقف على مسافة واحدة من الدولتين، حيث قال مصدر دبلوماسي في الخارجية الروسية، لوكالة "نوفوستي" الروسية: إن موسكو مرتبطة بعلاقات ودية بالفعل مع كل من طهران والرياض، ونحن بصفة أصدقاء مستعدون، إذا ظهرت حاجة لذلك، للعب دور الوسيط في إطار تسوية الخلافات القائمة والجديدة بين هاتين الدولتين، وموسكو تُعبر عن أسفها لتأزم العلاقات بين دولتين كبريين في العالم الإسلامي لهما نفوذ كبير جدا في المنطقة، وفي سوق النفط العالمية".
وتابع المصدر أن موسكو كانت دائما حريصة على أن تكون لدى المسلمين رؤية مشتركة — لدى السنة والشيعة، وفي إطار منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك في المنظمات الدولية الأخرى، ورؤية مشتركة كذلك في ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية والوضع في منطقة الخليج، وأن موسكو تدعو لمواصلة المباحثات بصيغة فيينا حول سوريا، بمشاركة كل من إيران والسعودية".
وفي إطار تطورات الأزمة، حيث لم يتوقف دخول لاعبين دوليين على خط الازمة على روسيا، بل دخلت مملكة البحرين، اليوم (الاثنين)، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد أن أعلنت السعودية قطع علاقاتها مع طهران، بسبب اقتحام محتجين للسفارة السعودية في إيران، أمس (الأحد)، وقالت وكالة أنباء البحرين، إن "المملكة أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من أفراد البعثة الإيرانية مغادرة البلاد، خلال 48 ساعة".
تحسبًا لتأثُّر مفاوضات
كما قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تخفيض علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لدرجة قائم بأعمال، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، وقررت الرئاسة السودانية طرد السفير الإيراني من الخرطوم، وأكدت وقوفها الكامل مع السعودية، ورفض التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.
وأدانت وزارة الخارجية السودانية الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية لدى طهران من قبل محتجين على إعدام رجل الدين نمر النمر، وأعربت، في بيان صدر، أمس الأحد، عن أسفها لاقتحام محتجين لمباني سفارة المملكة في طهران، مطالبة طهران بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية، وتقديم المتورطين في حادثة الاقتحام إلى محاكمات، وعقب الحادث، أعلنت السعودية عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
دخول لاعبين دوليين على خط الأزمة لم يتوقف على دعم الدول، بل وصل إلى حد الجماعات المسلحة، حيث رحبت جماعة (جيش الإسلام السورية) المعارضة اليوم بقرار السعودية قطع العلاقات مع إيران، وقالت إن دعم طهران لجماعات مقاتلة يزعزع استقرار الشرق الأوسط ويثير التوتر الطائفي في سوريا.
وجيش الإسلام جماعة، تنتمي إلى ما يسمى المعارضة المسلحة، وتأسس بهدف بدء محادثات سلام بين مقاتلي المعارضة والحكومة السورية المدعومة من إيران، وقد قتل قائد الجماعة زهران علوش، في ضربة جوية يوم 26 ديسمبر الماضي 2016.
تحسبًا لتأثُّر مفاوضات
وقالت الجماعة المسلحة التي يبدو أنها ترد الجميل للسعودية نظير دعمها لهم، "إن قيادة جيش الإسلام تعلن تأييدها لقرار المملكة العربية السعودية" وإن النظام الإيراني يقوم "بتهديد أمن المنطقة بتصديره لميليشيات مجرمة تنشر الدمار والقتل ومعبأة بالأحقاد الطائفية."
كانت السعودية أدانت قتل قائد ما يسمى "جيش الإسلام"، زهران علوش في ضربة جوية على معقله شرقي دمشق وقالت إن مقتله لم يخدم عملية السلام.

شارك