مبادرة " ارشيد".. هل تنقذ "إخوان الأردن"؟

الثلاثاء 05/يناير/2016 - 01:00 م
طباعة مبادرة  ارشيد.. هل
 
دعا نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، بعد خروجه من السجن، الأردنيين إلى "تبني مبادرة وطنية للإصلاح السياسي من شأنها أن تعلي شأن الوطن وبمفهوم تصالحي".

مبادرة بني ارشيد

مبادرة بني ارشيد
وقد أفرجت السلطات الأردنية ليل الأحد عن الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين في البلاد زكي بني ارشيد، بعد قضاء محكوميته بالسجن لعام ونصف، على خلفية اتهامه بتعكير صفو العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال احتفالية الجماعة بخروجه، دعا زكي بني ارشيد، الأردنيين إلى "تبني مبادرة وطنية للإصلاح السياسي من شأنها أن تعلي شأن الوطن وبمفهوم تصالحي".
وقال بني ارشيد، في كلماته الأولى: إن "المشهد السياسي الأردني لم يعد يحتمل إهدار الوقت بعد أن أصبحت الحالة الأردنية، مشبعة بسوء الإدارة والتدبير"، مضيفًا: "انتظرونا في تشكيل مبادرة وطنية تعلي من شأن الوطن". 
ودعا أصحاب القرار إلى "العمل في الميدان، إن كانوا يطالبون القوى الوطنية والشعب الأردني بما هو جديد"، مضيفًا: "مرحبا على أن لا يكون التجديد هو مفهوم التطويع والانطواء"، في حين أعرب عن أمله أن لا توضع عقبات أمام هذا التجديد. 
بني ارشيد، الذي رأى أن "الجميع على موعد مع القدر والتاريخ لصناعة ما هو جديد"، مضيفًا: "لأننا نعشق الحرية ونحب الإبداع والتجديد بمفهوم تصالحي يشارك فيه الجميع دون إقصاء لأحد، ودون استحواذ، ودون احتكار، ودون المزيد من الثرثرة في الإصلاح".
وفيما أشار إلى تسلمه مذكراته التي كتبها خلال سجنه، أكد حرص "الحركة الإسلامية" على "فتح صفحة سياسية جديدة والبدء بسطر جديد"، داعيًا إلى "التخلي عن العقليات التي تعيق الإصلاح الحقيقي وتفسد كل شيء".
وأضاف: "إن أردتم فهذا هو الميدان، وهذه هي الأحداث التي تمور بها المنطقة.. الكل بانتظارنا، والأقصى بانتظارنا، والمسرى والأسرى كذلك".
واجتمع في استقبال بني ارشيد، الذي أفرج عنه فجر أمس من سجن ماركا بعد قضاء حكم بالسجن لمدة عام ونصف العام، أبرز قيادات الحركة الإسلامية ونشطائها.
وبني ارشيد المولود عام 1957 من أسرة تقيم في مدينة الزرقاء وتعود بأصول إلى عشيرة بني ارشيد انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مبكرًا، وتدرج في صفوفها بداية من العام 1990 إلى أن اعتقل مساء يوم 20 نوفمبر 2014 بصفته نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين، أو بصفته متهمًا بتعكير صفو العلاقة مع دولة أجنبية هي الإمارات.

حضور المستقلين

حضور المستقلين
شهد حفل خروج بني ارشيد، حضور قيادات ما عرف "بمبادرة الشراكة والإنقاذ" التي أعلنت 300 عضو فيها عن استقالاتهم من الذراع السياسية للإخوان، حزب جبهة العمل الإسلامي، في مقدمتهم حمزة منصور وسالم الفلاحات وأحمد الكفاوين وخالد حسنين، وآخرون.
للمزيد عن استقالات حزب جبهة العمل الإسلامي.. اضغط هنا 
كما كان هناك حضور لافت لمراقب العام همام سعيد، والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود، ومراد العضايلة، وغيرهم من جناح "سعيد- بني ارشيد".
وتوارت الخلافات الداخلية، التي تعصف بالجماعة إثر الاستقالات، داخل خيمة الاستقبال في منطقة أبونصير بعمان، خلف ابتسامة بني ارشيد وترحيبه بالقياديين منصور والفلاحات.
وتبادل بني ارشيد أطراف الحديث مع القيادي البارز في الحركة الإسلامية حمزة منصور وأبرز المستقيلين من حزب جبهة العمل الإسلامي رغم الخلاف، قائلا له: "مثلك يؤتى إليه أبا عاصم"، فيما اعتبر الفلاحات أنهما من "المعزبين" ويمكنهما الجلوس في أي مكان. 
وأوضح منصور، في تصريحات إعلامية أن أي مساع قادمة لرأب الصدع داخل البيت الإخواني قد يقودها بني ارشيد.. إن الأخير "أخ حبيب ومقدر، والجهد مطلوب من الجميع".

صراع الجماعة

صراع الجماعة
وتواجه جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، نزاعًا قانونيًّا مع "جمعية الجماعة الإخوان المسلمين" التي أسهها عبد المجيد الذنيبات، بالإضافة إلى الخلافات مع تيار "مبادرة الإنقاذ والشراكة".
للمزيد عن جميعة الإخوان المسلمين.. اضغط هنا  
ورحب بني ارشيد، المحسوب على تيار الصقور المسيطر على قيادة الإخوان، بعقد مصالحة مع الجميع، في إشارة إلى الخلافات الداخلية التي تعصف بالإخوان المسلمين في البلاد، قائلا: "نحن نعشق الحرية ونحب الابداع ونسعى للمصالحة مع الجميع دون وإقصاء لأحد".
وعبّرت قيادات خلال الاحتفاء عن تفاؤلها بإطلاق حوار داخلي لاحتواء عاصفة الاستقالات التي تعصف بذراع الجماعة السياسية، وسط تأكيد المراقب العام للإخوان همام سعيد رفض الجماعة ولادة أي إطار سياسي جديد تحت مظلة الإخوان.
فيما قال المراقب العام همام سعيد: "إن الخلاف سيحسمه الحوار والقوانين الأساسية التي تمتلكها هذه الحركة"، وأضاف أن "الجماعة قادرة على احتواء الأزمة وحلها".
للمزيد عن همام سعيد.. اضغط هنا
وأكد سعيد، في تصريحات إعلامية على هامش الاستقبال، على رفضه لاستقالات أعضاء مبادرة "الإنقاذ"، قائلا إنه "لا يمكن لأحد من الإخوان أن يشكل حزبا آخر"، مشددًا على أن "الحوار مفتوح ومستمر لحل الخلافات".
ورأى سعيد أن الأزمة "هي أزمة في موضوع القيادة وليست بموضوع الفكرة"، مؤكداً "أن الحركة الإسلامية آمنة وسليمة وقائمة ومستمرة ودائمة، ولن تتأثر".
للمزيد عن صراع الصقور والحمائم داخل الإخوان... اضغط هنا

مستقبل الإخوان

مستقبل الإخوان
يمثل خروج بني ارشيد دعمًا قويًّا لجناح الصقور في جماعة الإخوان بالأردن، ولكن طرحه لمبادرة للحوار يدعو إلى التساؤل ومدى نجاحها في ظل الرفض الكبير لسياسة جناح "سعيد- بني ارشيد" للجماعة، والتي تعيش فترة من التفكك والانشقاقات، مع إصرار جناح الصقور على المضي قُدمًا في سياسة الجماعة، فهل ستنجح مبادرة الرجل القوي في "إخوان الأردن" في إنهاء الانشقاقات داخل الجماعة، أم ستصبح مبادراته كسابقتها؟

شارك