خسائر فادحة للحوثيين في تعز.. ومفاوضات الأمم المتحدة في موعدها
الأربعاء 06/يناير/2016 - 03:29 م
طباعة

واصل التحالف العربي شن غاراته على أهداف للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسط تقدم للقوات الشرعية في تعز، فيما أكدت الأمم المتحدة إجراء مفاوضات السلام بين الفرقاء اليمنيين في موعدها.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، جددت مقاتلات التحالف العربي ليل الثلاثاء الأربعاء غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين، والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بالعاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.
وذكرت مصادر محلية أن سلسة غارات عنيفة استهدفت معسكر "النهدين" المطل على دار الرئاسة جنوبي العاصمة؛ حيث سمع دوي انفجارات عنيفة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف على الفور.
وأوضحت المصادر، أن مقاتلات التحالف ما تزال تحلق في أجواء العاصمة بشكل كثيف، وسط إطلاق المضادات الأرضية من الحوثيين وقوات صالح من مواقع متفرقة.
وفي الحديدة 226 كم غرب العاصمة صنعاء، أفادت مصادر محلية، بأن مقاتلات التحالف قصفت تجمعاً للحوثيين وقوات صالح في مطار الحديدة ومصنعاً للمشروبات الغازية في منطقة المراوعة بعدد من الغارات، وأن دوي انفجارات عنيفة هزت المنطقة، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد بكثافة من الموقع المستهدفة.
كما تكبدت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح خسائر في صفوفها في جبهات قتال مختلفة؛ حيث قتل 31 من عناصرها خلال الاشتباكات في جبهات الوازعية والشقب والشريجة.
وفي أول عملية عسكرية نوعية، سقط عشرات القتلى والجرحى من المتمردين؛ نظراً للمساندة التي قدمتها المقاومة الشعبية في محافظة إب لنظيرتها في تعز وتحديدًا في منطقة يريم التابعة لمحافظة إب، وذلك خلال ثلاثة كمائن نصبتها المقاومة الشعبية على الطريق الرابط بين صنعاء وتعز لتعزيزات عسكرية كانت متجهة إلى الحوثيين في تعز.
وقتل 31 من مسلحي الحوثي وصالح، خلال المواجهات في الجبهتين الشرقية والغربية من مدينة تعز، وفي جبهتي الوازعية والشقب جنوب المدينة، وجبهة الشريجة جنوب شرق محافظة تعز.
هذا واستطاعت المقاومة الشعبية خلال تلك المواجهات، تطهير المباني التي كان يتمركز فيها قناصة الميليشيات في حيي الجحملية وثعبات، كما استعادت السيطرة على مبنى الهلال الأحمر، ومدرسة عقبة بن نافع.
وقتل مدني واحد على الأقل، وجرح 15 آخرون، جراء القصف العشوائي لميليشيات المتمردين الحوثيين على مدينة تعز.
من جانبه، نفذ طيران التحالف عدة غارات جوية استهدف خلالها مواقع الحوثيين في جبهة الشريجة، كما قصف أماكن تمركزهم في أنحاء مختلفة من محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للميليشيات شمال اليمن.
فيما سقط العشرات من ميلشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بين قتيل وجريح، مساء اليوم الثلاثاء، إثر هجوم واسع شنته المقاومة الشعبية على الميليشيات، في بلدة كرش جنوبي اليمن.
وقال مصدر في المقاومة لـ 24: "إن المقاومة الشعبية تمكنت من استعادة السيطرة على بلدة كرش، الواقعة بين محافظتي تعز ولحج، عقب ساعات من تمكن الميليشيات من التوغل في البلدة".
مخططات القاعدة

كشف مصدر أمن يمني في محافظة أبين عن تجهيز عناصر تنظيم القاعدة لعدد من المركبات الملغومة في محافظة أبين، لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن.
وقال المصدر في إفادة خاصة لموقع "24 الإماراتي": "تلقينا معلومات عن تجهيز عناصر القاعدة لمركبات ملغومة في محافظة أبين حي المراقد خلف معسكر قوات الأمن المركزي؛ وذلك لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن"، مضيفًا: "إن التنظيم كان يمتلك مصنعًا لتجهيز المركبات المفخخ في جبال بلدة المحفد التابعة لمحافظة أبين وتمكن من نقله إلى جهة مجهولة، خلال حملة أمنية قام بها الجيش في العام 2014، وهو يرجح إعادة المصنع للعمل في مدينة زنجبار".
من ناحية أخرى، درات ليل أمس الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين تنظيم القاعدة والمقاومة الشعبية في وادي دوفس الواقع بين العاصمة عدن ومحافظة أبين. وقالت مصادر في المقاومة لـ24: "إن عناصر من تنظيم القاعدة هاجمت نقطة عسكرية في وادي دوفس واشتبكت مع عناصر المقاومة". وبحسب المصادر، فإن التنظيم حاول السيطرة على وادي دوفس وتأمين الطريق بين عدن وحضرموت.
المشهد السياسي

وعلى صعيد آخر، أكد محافظ عدن عيدروس الزبيدي أنه بخير، في أول تصريح له عقب تعرضه لهجوم بمركبة ملغومة في مدينة عدن عاصمة البلاد.
وقال عيدروس الزبيدي في تصريح صحفي له عقب الحادث: "أنا بخير، أؤكد بأن زارعي الموت لن يقفوا أمامنا لتثبيت الأمن والاستقرار، مهما كان الثمن.. أيام قليلة وستحسم المعركة لصالح عدن ولصالح الأمن والاستقرار".
من جانب آخر، كشف مسئول حكومي في مدينة عدن أن القوى الانقلابية في صنعاء ترصد تحركات المسئولين الحكوميين عبر شبكات الهاتف الخلوي التي يسيطرون عليها وتخضع لهم في صنعاء.
فيما قال محافظ صنعاء عبدالقوي أحمد شريف: "إن هناك توترًا شديدًا في الوقت الحالي بين الميليشيات والقبائل، التي هي رديف للجيش، وترفض التمدد الحوثي، وقد انضم الكثير من أبنائها للشرعية". وأضاف أن هناك محاولات للدخول إلى صنعاء سلميًّا، ونتواصل مع الكثير من الشخصيات داخل الجيش والقبائل، ومع عناصر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي، وهناك تنسيق كبير بيننا وبينهم؛ لأجل دخول صنعاء، واستعادتها بأقل خسائر ممكنة. وأكد أن المعارك تدور على مسافة 25 كيلومترًا من أطراف العاصمة، وأن هناك تطورات ميدانية في منطقة تطل على مديرية بني حشيش، مشيرًا إلى أن المقاتلين وصلوا إلى مشارف بن ظبيان، وأنهم يتمتعون بمعنويات مرتفعة.
وقال في تصريحات إلى "الوطن" السعودية: "الحوثيون خدعوا المواطنين، ودمروا المؤسسات داخل صنعاء، وتسببوا في ارتفاع تكاليف المعيشة، ووصول الأسعار إلى أرقام فلكية، وبسبب كل ذلك فنحن على مشارف صنعاء حاليًا، ونراهن على انحياز كثير من عناصر الجيش داخل صنعاء والعديد من أعضاء حزب المؤتمر، وهؤلاء سوف يحدثون انتفاضة داخلية، تقتلع جذور الحوثيين".
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، تتواصل التحضيرات لعقد جولة جديدة من محادثات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة، منتصف يناير الحالي، وهو ما أكّده مصدر رفيع المستوى في الحكومة الشرعية لـ"العربي الجديد"، على الرغم من كل الكلام الذي رجّح تأجيل الجولة المقررة على ضوء إلغاء الهدنة والاشتباك السعودي- الإيراني المتصاعد. وتُطرح ثلاث عواصم لاستضافة المحادثات، لم يتم التوافق على أي منها حتى اليوم، وينتظر الحسم فيها عودة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى المنطقة، المقرر أن يبدأ زيارة جديدة لها غداً الخميس.
وقالت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء: "إن محادثات السلام الخاصة باليمن والمقررة في منتصف يناير "ستجري في موعدها"، رغم التوترات الإقليمية المتزايدة بعد قرار الرياض قطع علاقاتها مع طهران وتفاقم حدة الحرب".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ميكيلي زاكيو، للصحافيين في إفادة من جنيف: "يسافر المبعوث الخاص لليمن إلى المنطقة غداً، وفي الوقت الراهن بوسعي التأكيد أن محادثات منتصف يناير لا تزال في موعدها؛ لذلك من المقرر أن تبدأ في 14 من الشهر الجاري، لكن مكانها لم يتحدد بعد".
وقال المتحدث: "إن المبعوث إسماعيل ولد شيخ أحمد سيصل إلى الرياض الأربعاء".
ووفقاً لتصريحات صادرة عن الحوثيين وصالح، فإن طرفي الانقلاب قد يرفضان حضور أية جولة مشاورات جديدة، ما لم يتم التوافق مسبقاً على وقف دائم لإطلاق النار، وهو الشرط الذي كان موضوعاً قُبيل محادثات سويسرا منتصف شهر ديسمبر الماضي، إلا أنه جرى تجاوزه بإعلان هدنة، سرعان ما انهارت، وتصدّر التصعيد مجدداً مختلف الجبهات. وسبق أن أعلن المبعوث الأممي والوفد الحكومي في ختام مفاوضات سويسرا في 20 من الشهر الماضي، عن اتفاق الطرفين على عقد جولة جديدة من المحادثات منتصف الشهر الحالي، وتحدثا عن الاتفاق على مجموعة نقاط يجري تنفيذها خلال الأسابيع التي تفصل الجولتين، إلا أن التصعيد ساد في مختلف جبهات القتال الداخلية، وبدا الحوثيون غير متحمسين للحديث عن نتائج "جنيف2".
المشهد اليمني

مع مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، يبدو الخيار العسكري رئيسياً لكل الأطراف في اليمن لفرض مشروعها، ففيما تقول الشرعية إنها ستواصل تحرير مناطق اليمن من الانقلاب، وإن معركة صنعاء تنتظر ساعة الصفر بعد سيطرة قواتها على أطرافها الشرقية ودعمها بقوات إضافية، تحاول ميليشيات الحوثيين وصالح في المقابل تعزيز تواجدها العسكري في تعز، ونقل المعركة بشكل كبير إلى الحدود مع السعودية.