في ذكرى 25 يناير.. الإخوان في مواجهة الدولة والشعب
الأربعاء 06/يناير/2016 - 05:15 م
طباعة

تتسارع الخطى ويتم التجهيز على قدم وساق استعدادًا لذكرى ثورة 25 يناير، بين فريقين متعارضين، الإخوان الإرهابية من ناحية والأجهزة الأمنية من ناحية أخرى، وكلما تصاعد القلق الأمني من التحركات المنتظرة لأنصار الإخوان وحلفائهم قبيل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، قلل خبراء الحركات الإسلامية من خطورة المخططات، انطلاقا من أن الجماعة لم تعد في مواجهة النظام القائم فقط، وإنما تحولت منذ فترة إلى مواجهة مع الشعب الذي يرفضهم.
ومن بين تلك الإجراءات الأمنية استعدادًا لذكرى الثورة اتخذت وزارة الداخلية إجراءات أمنية مشددة لحماية السجون بالتعاون مع قوات الجيش، وتم نشر القوات في محيط جميع السجون على مستوى الجمهورية لرصد أي محاولة للخروج على القانون والتصدي لها. ويأتي ذلك ردا على ما تردد حول قيام الجماعة بتحريض أنصارها على اقتحام السجون عبر الصفحات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتهريب قيادات الإخوان المحبوسين، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

وكانت فضائية “مكملين” الإخوانية التي تبث من تركيا قد عرضت خارطة تفصيلية لسجن العقرب شديد الحراسة، وتوضيح كل المداخل والمخارج ونقاط التأمين والحراسة والإجراءات التي تتم بداخله. وأكد مصدر أمني أن قوات تأمين السجون مصرح لها باستخدام القوة في حالة حدوث أي اعتداء، وأن مصلحة السجون المصرية أعلنت حالة الاستنفار الشديد قبل شهرين.
ولفت إلى أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط خمسة عناصر من قيادات اللجنة المصغرة لإدارة شؤون تنظيم الإخوان، عندما كانوا يعقدون لقاء تنظيميا بأحد الأوكار التابعة له، بهدف إثارة الاضطرابات في يوم الاحتفال بذكرى 25 يناير المقبل.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية عثرت بحوزة المضبوطين على العديد من المستندات والأوراق المهمة التي تضمنت تحركات التنظيم خلال الفترة المقبلة لتنفيذ مخطط إثارة الفتن، وممارسة العنف بالشارع المصري ونشر الفوضى.
وتوقع خبراء في الحركات الإسلامية أن تحدث خلال الأيام المقبلة بعض العمليات الفردية، تفجيرات محدودة أو اشتباكات مع قوات الأمن، لكنها ستكون أقل حدة من الأعوام الماضية، بفضل القبضة الأمنية القوية على عناصر الدعم اللوجيستي مثل تنظيم أنصار بيت المقدس وحماس.
وفي الذكرى الرابعة للثورة العام الماضي استخدمت عناصر إخوانية العنف ضد قوات الأمن أثناء التظاهرات التي خرجت في بعض الميادين بالقاهرة والمحافظات، ما أدى إلى مقتل 8 جنود و23 متظاهرا.

إسلام الكتاتني، المنشق عن الإخوان
وكشف إسلام الكتاتني، المنشق عن الإخوان عن استعدادات مكثفة تقوم بها الجماعة لإحياء ذكرى الثورة بطريقتها الخاصة، حيث عكفت منذ 4 شهور على التنسيق مع بعض الحركات الثورية للخروج في تظاهرات تطالب برحيل النظام الحالي، استغلالا للأزمات المعيشية التي حاولت لجانها الإلكترونية تكريسها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن التنظيم استغل أيضا بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا للتأثير على الشباب، أولها حل اتحاد طلاب مصر، وكذلك قرار إقالة محافظ الشرقية والذي روج له التنظيم على أن النظام الحالي يعادي أي مسؤول يحارب الفساد دون أن يكون هناك رد من قبل الدولة.
لكن الكتاتني قال إن حالة الإحباط التي يعاني منها شباب الجماعة قد تقلل من الزخم الذي تراهن عليه في تظاهرات 25 يناير، بسبب ما يتم تداوله عن وجود خلافات بين قيادات الإخوان بالداخل والخارج، إذ أن هذا حتى وإن كان هدفه التمويه فله تأثير سلبي على الشباب الذي فقد الثقة في قياداته.
وأشار إلى أن التنظيم قد يعود إلى العنف مجددا في الذكرى الخامسة للثورة، بعد أن توقف عنه على مدار الشهور الأخيرة الماضية، وذلك بتعليمات من التنظيم الدولي واستجابة لمطالب الحركات المعارضة.

اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية
اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قلل من خطورة أي تحركات متوقعة لتنظيم الإخوان، معتبرا أن دوره السياسي وتأثيره على الشعب انتهيا، وذلك بعد أن استنفدت الجماعة جميع وسائلها لمحاربة النظام وفشلت. وأضاف أن حالة القلق من العنف المحتمل مشروعة، لكن التنظيم أصبح غير موجود على الأرض في الوقت الحالي.
وحول تحالف الإخوان مع عدد من القوى التي يصطلح على تسميتها بـ “الثورية” قال إن هذه القوى لا خوف منها في الوقت الحالي، بعد أن فشلت في التنسيق في ما بينها خلال انتخابات البرلمان الذي يفترض أنه تنسيق يتم في النور وبطريقة سلمية.
وقد تواترت أنباء عن عدم نية الحكومة المصرية إغلاق ميدان التحرير أو غيره من الميادين الكبرى في القاهرة والمحافظات، كنوع من التحدي للإخوان وإظهار أن الحياة تسير بشكل طبيعي.
ولا يخلو الأمر من أن هناك خطط للطوارئ وضعت في الاعتبار احتمال اللجوء إلى خيار غلق الميادين وفقا للمستجدات الأمنية وحدوث أعمال شغب، من أجل السيطرة على الأوضاع الأمنية داخل البلاد.
وقد أشار اللواء جمال أبو ذكرى، خبير الأمن القومي، إلى أن تنظيم الإخوان أصبح لا يواجه النظام الحاكم فقط، بل أنه يواجه الشعب أيضا، وأن أي عنف قد يتسبب فيه الإخوان خلال الفترة المقبلة سيواجه بكل حزم من الجميع.
وفي نفس السياق وفي محاولة منها لتنفيذ مخططها في اثارة الفوضى في الشارع المصري يحاول وفد من جماعة الإخوان استغلال فرصة تواجده بالولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في مؤتمر منظمة «ماس» الإسلامية الأمريكية حول أوضاع دول الربيع العربي، للتحريض على النظام المصري أملاً في الحصول على دعم أمريكي لمواقف الجماعة.
حيث بدأ وفد من قيادات جماعة الإخوان زيارة إلى مدينة شيكاغو الأمريكية خلال الأيام الماضية، وذلك للمشاركة في مؤتمر أكبر منظمة أمريكية مسلمة باسم «ماس»، بعنوان أوضاع الربيع العربي في المنطقة.

الدكتور عمرو دراج، رئيس المكتب السياسي للجماعة في الخارج
وترأس الوفد الدكتور عمرو دراج، رئيس المكتب السياسي للجماعة في الخارج، كما شارك عدد من أعضاء التنظيم الدولي. وقالت مصادر بالجماعة إن المؤتمر يهدف إلى مناقشة الأوضاع في الوطن العربي، خاصة مصر، وإن هناك وفوداً تمثل عددا كبيرا من التيارات الإسلامية من مختلف دول العالم، تتبادل الآراء حول المستجدات التي طرأت على المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي.
وأضافت المصادر: «في الوقت نفسه يسعى الوفد الإخوانى بقيادة (دراج) إلى لقاء مسؤولين بالإدارة الأمريكية، لاستطلاع موقف واشنطن من دعوات التظاهر في ذكرى ثورة يناير»، مشيرة إلى أن الجماعة تحاول تشويه صورة مصر أمام العالم، أملاً في إيجاد ثغرة للتدخلات الدولية للمصالحة بين الجماعة والنظام بمصر.
في سياق متصل، يعقد التنظيم الدولي اجتماعاً نهاية الأسبوع الحالي بتركيا، للنظر في مشكلات الجماعة المتفاقمة في أكثر من دولة، بعد أزمة إخوان الأردن التي لاتزال متصاعدة بعد انشقاق ٤٠٠ عضو من حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان، وإعلانهم الاتجاه لتأسيس حزب موازٍ لحزب الجماعة.

محمود عزت، القائم بأعمال المرشد
وذكرت المصادر أن التنظيم أرسل بشكل رسمي إلى الجهات المتصارعة في عمان لإرسال مندوب عن كل فريق، للوقوف على الأوضاع ومحاولة إيجاد مخرج لها، مضيفة: «يبحث التنظيم الخلافات المستمرة لإخوان مصر بين مكتب الإرشاد القديم، الذى يقوده محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ويعاونه محمود حسين، الأمين العام للجماعة، والإدارة الجديدة التي تشكلت مطلع العام الماضي، ويقودها محمد كمال".
وتتوقع المصادر فشل اجتماع التنظيم الدولي للجماعة، مثلما كانت نهاية جميع اجتماعاته السابقة التي لم تستطع وضع حد لانهيار الإخوان في كل البلدان العربية.
وأخيرا فان ما تقوم به جماعة الإخوان من ممارسة العنف في تظاهراتها واثارة الفوضى في الشارع المصري انما يكون موجها للشعب المصري والطبقات الفقيرة من هذا الشعب، حيث ان غالبية هذه التظاهرات تكون في مناطق عشوائية وفي اطراف المدن والتي يقطنها غالبية فقيرة، فيصبح من يوجه له العنف والفوضى والإرهاب من قبل الجماعة هي هذه الطبقات الفقيرة والمناطق العشوائية وليس النظام الحاكم، وبعد ذلك تلوم الجماعة هذه الفئات الاجتماعية على عدم الوقوف بجانبها في مواجهة النظام.