بعد نيّة المستقيلين إنشاء حزب جديد.. غموض يكتنف مستقبل "نداء تونس"

الأربعاء 06/يناير/2016 - 10:12 م
طباعة بعد نيّة المستقيلين
 
ضربت الخلافات حزب نداء تونس بشكل كبير بما يهدد بتفجيره من الداخل بعد سلسلة من استقالات الجماعية فى صفوفه من قبل نواب فى البرلمان، واليوم أعلن محسن مرزوق القيادي البارز بالحزب إنه يعتزم ترك الحزب وتأسيس حركة سياسية جديدة بسبب ما اعتبره نفوذا متزايدا لابن الرئيس.
وزادت الانقسامات داخل نداء تونس منذ العام الماضي بعد خلاف دب بين جناح من الحزب يقوده ابن السبسي وآخر بزعامة محسن مرزوق الناشط اليساري وأحد مؤسسي الحزب.

بعد نيّة المستقيلين
ويقود مرزوق مجموعة من 30 عضوًا بنداء تونس في البرلمان هددوا بالاستقالة بسبب ما قالوا إنها محاولات من حافظ قائد السبسي لتغيير اللوائح من أجل التمتع بمزيد من السيطرة على الحزب. 
ويرى المؤيدون لمرزوق محاولة من السبسي لتوريث السلطة وإعادة النظام السلطوي الذي ميز حكم بن علي رغم أن حلفاء الرئيس نفوا أي مزاعم بأنهم يسعون لأن يصبح ابنه في موضع نفوذ.
وقال مرزوق إن الجناح الذي يقوده لم يعد أمامه أي خيار، وأضاف أن أعضاءه حاولوا بطريقة إيجابية الوصول لتوافق لكن الحوار لم يمض مثلما كان ينبغي له، معلنا رسميا الانفصال عن نداء تونس في مؤتمر للحزب يعقد في العاشر من يناير الجاري وسيدشن الحزب الجديد في مارس. 

بعد نيّة المستقيلين
يأتي ذلك في الوقت الذى سبق وأكد فيه النائب عن حركة نداء تونس صلاح البرقاوي، أنه وعدد من نواب الحركة، سيفعّلون هذا الأسبوع، استقالاتهم من تكتلها في البرلمان، وذلك بإيداع الاستقالات رسمياً في مكتب أمانة مجلس النواب، بعدما كانوا أعلنوا عنها سابقاً،  وأن النواب سيحسمون مسألة تفعيل استقالتهم، بصفة جماعية، وفق ما يؤدي إليه اجتماعهم الأسبوع الحالي.
وأصبحت كتلة نداء تونس تضم 83 نائباً، بعد تفعيل 3 استقالات في المجلس منذ نحو 5 أيام، والنواب الذي اقدموا على هذه الخطوة هم: خولة بن عائشة والصحبي بن فرج وعبد الرؤوف المي.
وأكد البرقاوي أن النواب المستقلين من كتلة نداء تونس، سيواصلون تأييدهم عمل الحكومة، إلا أن التأييد لن يكون مطلقا، وأنهم سيراقبون الأداء الحكومي وينتقدونه إذا حادت الحكومة عن تحقيق الإصلاحات والوعود التي تم الالتزام بها أمام التونسيين.

بعد نيّة المستقيلين
في الوقت ذاته، تحدث مصطفى بن أحمد، النائب عن حركة نداء تونس والناطق باسم مجموعة الـ 31 المنسحبين، عن إمكان تفعيل عدد من أفراد هذه المجموعة استقالاتهم، نهاية الأسبوع الحالي، وأشار إلى أن المسألة، رهن بتطور الأحداث والنتائج التي سيتوصل إليها الاجتماع الذي ستعقده مجموعة مسار إعادة البناء، يومي 9 و10 الشهر الجاري، والذي عبّر عن تفاؤله للنتائج التي سيفضي إليها.
ويشغل نداء تونس 82 مقعدا في البرلمان المؤلف من 217 مقعدا، ومن شأن انفصال 30 عضوا من أعضاء الحزب أن يجعل حزب النهضة الإسلامي أكبر كتلة في المجلس بمقاعده البالغ عددها 69، ويشغل بقية المقاعد أعضاء من أحزاب أصغر.
ويشهد حزب نداء تونس منذ فترة نزاعات كبيرة وصراعا على النفوذ بين تيارين، إذ يتزعم الجناح الأول حافظ  نجل الباجي قايد السبسي والذي يرغب في إعادة هيكلية نداء تونس بهدف توسيع صلاحياته داخل الحزب، إضافة إلى المعسكر اليساري الذي يتزعمه مرزوق والذي يشغل منصب الأمين العام لنداء تونس ويضم نخبا سياسية من تيارات يسارية بارزة في النقابات المهنية التونسية.
إلا أنه وبعد ثلاث هجمات كبيرة شنها المتشددون العام الماضي تواجه تونس صعوبات للتعامل مع تحديات أمنية قوية. وتحتاج البلاد لإصلاحات لخفض الإنفاق العام وتوفير فرص اقتصادية كان الكثير من التونسيين يأملون في أن تحققها انتفاضتهم.

شارك