محاولات عراقية مستمرة لملاحقة داعش..وأنقرة تعزز من تواجدها في العراق

السبت 09/يناير/2016 - 10:34 م
طباعة محاولات عراقية مستمرة
 
تتواصل الجهود العراقية لمحاصرة تنظيم داعش الارهابي فى المناطق العراقية، فى الوقت الذى يعزز فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من تواجده بالعراق بعد الخروج من سوريا نتيجة اشتداد الضربات الروسية لمعاقل التنظيمات الارهابية، مع تأكيد الحكومة العراقية على استمرار محاولات محاربة داعش وقرب تطهيره.
من جانبه شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على أهمية أن يكون عام 2016 عام القضاء على الفساد والتخلص من جماعات تنظيم "داعش" الإرهابية، مؤكدا بقوله" علينا خوض حرب شرسة ضد الفساد مثلما نخوض حربًا ضد الإرهاب، فالفاسد يمتلك المال والقدرات والفضائيات لخلط الأوراق وتخريب الانتصارات وباتحادنا وكشف هؤلاء سنكون أقوى من الفاسدين".
وبخصوص الضربات الجوية ضد "داعش" أكد العبادي أن سلاح الجو العراقي ينفذ أكثر من 60 بالمئة من الضربات أما البقية فينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

محاولات عراقية مستمرة
وأشار العبادي إلى أن العراق ما زال بحاجة لمساعدة خارجية لتوفير الغطاء الجوي والتدريب والتسليح ولكن ليس لتنفيذ عمليات برية.
يسجل المراقبون ومنذ نشأة "داعش" واتساع "نشاطه" حتى استولى على أراض شاسعة في سوريا والعراق حلوله أينما حل الأتراك وتواجد أنقرة في مكان الجريمة عندما يكون القاتل "داعش".
وجدد العبادي دعوته لتركيا بسحب قواتها التي نشرتها في محافظة نينوى وقال "إنها دعوة صريحة للجارة تركيا أن تسحب قواتها من العراق، سنبذل كل جهد من ضمن حقوقنا ومن ضمن القانون الدولي لإخراجهم."
وكانت أنقرة أرسلت نحو 150 جنديا الشهر الماضي إلى قاعدة في منطقة بعشيقة في نينوى حيث يوجد عدة مستشارين أتراك لتدريب جماعات عراقية مسلحة، وهو الأمر الذي أثار غضب بغداد.

محاولات عراقية مستمرة
على الجانب الآخر زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صد قواته المتواجدة في معسكر "بعشيقة" شمال الموصل "هجوما عنيفا شنه تنظيم "داعش" على العسكريين الأتراك هناك، الأمر الذي تطلب منهم ردا حاسما تمخض عنه "وقوع قتلى وجرحى" في صفوف الدواعش، فيما كانت إصابات الأتراك طفيفة تكاد لا تذكر.
الجانب العراقي بدوره، وتعليقا على ما صرح به الرئيس التركي نفى أن يكون العسكر الأتراك قد تعرضوا أصلا لاعتداء أو هجوم من "داعش" في "بعشيقة"، وجدد المطالبة في هذه المناسبة برحيل جنود أنقرة وترك أمر مكافحة الإرهاب لأصحاب الأرض.
وقبل ذلك، تفاخرت أنقرة بإلقاء القبض على فتاة روسية اعتنقت الفكر الداعشي عبر شبكة الإنترنت وقررت اللحاق بمعشوقها "المجاهد" في سوريا لتنضم إلى "أخوات الجهاد" وتنكح هناك بموجب قران يعقده "قضاة" "داعش" "الشرعيون"، إلا أن يد الاستخبارات التركية البيضاء كانت بالمرصاد، وقطعت طريق "الجهادية" المذكورة وسلمتها للسلطات الروسية على مرأى من العالم.
وفي وقت سابق كذلك، وإظهارا لتفاني الأجهزة الأمنية التركية في مكافحة الإرهاب، أوقفت الجهات المعنية عشية قمة "العشرين" في تركيا عشرات المشبوهين بالارتباط بـ"داعش" في إطار عملية أمنية خاصة لمكافحة الإرهاب، وكأنما أرادت في ذلك إشهار براءتها أمام العالم من أي صلة بالزمر الإرهابية وتفنيد تهمة استغلالها في إدارة الحروب بالوكالة.
ويري محللون أن مثل هذه الخطوات التركية بعد أن نشرت وزارة الدفاع الروسية صور الأقمار الاصطناعية وبثت مشاهد تظهر آلاف الصهاريج وهي تعبر من شمال سوريا محملة بالنفط إلى تركيا وتعود من هناك فارغة، ناشد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تركيا ضبط حدودها مع سوريا ومنع تدفق المسلحين إليها. أنقرة وتفنيدا لما أبرزته موسكو من أدلة ضدها، أقسمت بأنها ليست على أي صلة بتنظيم "داعش" وتجارة نفطه المشبوهة بدليل إلقائها القبض من وقت إلى آخر على منتسبين جدد إلى التنظيم، الأمر الذي أدهش الأصدقاء قبل الخصوم.
واستنادا إلى الطرح المشكك بنوايا أنقرة والذي يشير إلى تناقض صريح بين ما تجزم به وما هو واضح للعيان، فكيف لها أن تثبت هذه المرة عدم ارتباطها بـ"داعش" ولو عن بعد، إذ تؤكد أنه هاجمها في الوقت والزمن المناسبين لها، فهي لم يعد بحوزتها ما يسوغ بقائها في العراق بعد أن طالبتها بغداد رسميا بالرحيل تحت طائلة اللجوء إلى العمل العسكري وما قد يترتب على ذلك من تبعات.

محاولات عراقية مستمرة
المراقبون من جهتهم، يجمعون على أن نزول الأتراك أرض الموصل كان مدروسا ومدبرا وجاء نتيجة طبيعية لفشل مخططهم شمال سوريا وتبخر مطلب "المنطقة العازلة" بعد أن نشرت روسيا علنا هناك صواريخ جديدة واستقدمت تعزيزات إضافية وأعلنت على لسان فلاديمير بوتين في أعقاب حادث إسقاط قاذفتها أنها لن تسمح من الآن فصاعدا بتحليق الطائرات الحربية التركية شمال سوريا.
ويعيد المراقبون إلى الأذهان كذلك، أن "ولاية الموصل كانت أرضا تركية" وتركت للعراق بقرار من عصبة الأمم سنة 1925، بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام الجمهورية التركية، معتبرين أن أنقرة عادت إلى دفاترها العتيقة لتكتشف أن "لها أرضا هناك" حان الوقت لاستردادها، فالفرصة سانحة والعراق منهك والأكراد اشتد عودهم شمال سوريا بعد قرار روسيا دعمهم.
ويرى محللون انه إذا ما استمرت الإدارة التركية في حماية مسمار جحا الذي دقته في "بعشيقة"، واستفلست بغداد وطلبت فعلا من موسكو تسيير قاذفاتها وإعمال صواريخها بمعاقل "داعش" في العراق، فإلى أين ستتحرك تركيا بقواتها حينها؟.
من ناحية أخرى قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إن قوات أجنبية خاصة تنفذ غارات على معاقل تنظيم "داعش" في شمال العراق قبل هجوم مخطط في وقت لاحق هذا العام لاستعادة السيطرة على الموصل، ولم يحدد الجبوري، جنسية هذه القوات الخاصة، ولكنه أكد أن عدة هجمات نفذت خلال الأسابيع القليلة الماضية خلف خطوط "داعش" في محيط بلدة الحويجة ، موضحا أن العمليات الخاصة في الحويجة "حينما تكررت للمرة الثانية والثالثة.. هذه العمليات تعطي ثمارها وهي تستهدف الإرهابيين وتقضي عليهم وتحرر أبرياء وبالتالي بالنسبة إلينا تمثل حالة إيجابية لمواجهة الإرهاب."
أشار إلى أن هذه الغارات تنفذ من "آن لآخر" ومدعومة بقوات عسكرية عراقية" لكنه لم يحدد ما اذا كانت الولايات المتحدة قد لعبت دورا وما عدد الغارات التي نفذت. وتابع أن الغارات "لا تأخذ طابع الهجوم البري المباشر الممتد وإنما من خلال عمليات تستهدف أوكارا لداعش .
شدد الجبوري على أن هذه الغارات لا تكفي للتخلص من التنظيم لكنها "توجه ضربات موجعة" وأنها تجيء في إطار هدف بغداد لاستعادة الموصل شمال.

شارك