تحركات غربية استعدادًا لمواجهة "داعش ليبيا".. والموقف العربي في طور التحذير
الإثنين 11/يناير/2016 - 06:52 م
طباعة

ما زال الموقف العربي تجاه الأوضاع في ليبيا مرتبكاَ، ففي حين تحدثت تقارير إعلامية عن بدء إعداد الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا لعملية عسكرية ضد عناصر تنظيم "داعش" الذي بات يسيطر حالياً على مساحات كبيرة من الأراضي الليبية، خلال الربع الأول من العام الجاري، لا تزال الدول العربية في طور التحذير من التنظيم الإرهابي، حيث حذر وزراء الخارجية العرب من تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي وتصاعد عملياته في ليبيا.
البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي عقد في القاهرة أمس (الأحد) شدد في تحذيره من تمدد "داعش" وتصاعد عملياته في ربوع ليبيا، وقال إنه يحتم على دول الجوار والمنطقة والمجتمع الدولي التعجيل في وضع خطة واضحة المعالم يكون من شأنها إنقاذ ليبيا من براثن الإرهاب، وحمايتها من تداعيات الفوضى التي تغذي انتشاره، بما في ذلك دعم الجيش الوطني الليبي حتى يتمكن من القضاء على التنظيمات الإرهابية المسلحة.

اللافت أن دولاً ممن شاركوا في صياغة ذلك البيان، مثل قطر ضالعة بشكل رئيس في تأجيج الأوضاع في ليبيا عبر دعم حكومة طرابلس الإخوانية التي رفضت تسليم السلطة للحكومة الشرعية التي تتخذ من طبرق مقر له.
وقالت التقارير إن الدول الغربية بدأت في الاستعداد لتلك العملية بعدما كثف تنظيم "داعش" هجومه على مناطق نفطية في ليبيا، والتي يُطلق عليها اسم "الهلال النفطي" والتي تقع على امتداد الساحل الشمالي لليبيا، ورغم أن الحكومة الشرعية في طبرق تسيطر على حقول النفط الضخمة، إلا أن العديد من الحقول الأخرى تقع تحت سيطرة الميليشيات المختلفة، وبعيدا عن سيطرة الحكومة، مما أثار أطماع تنظيم داعش في ليبيا للسيطرة عليها، إذ تعتبر سرت معقلا لداعش إضافة إلى مناطق تمتد عبر السواحل شرقي العاصمة طرابلس
كان نحو 5000 من تنظيم "داعش"، أمّنوا بالفعل أكثر من 10 حقول نفط رئيسية، ليضيف الملايين من الدولارات لتمويل حربه المتطرفة، ولم يكتف التنظيم بالتحرك غرب ليبيا ففي الأيام القليلة الماضية استطاع التقدم باتجاه الهلال النفطي في هجمة مباغتة بدأها بتفجير سيارة مفخخة في بوابة السدرة تلتها هجمة من عدة محاور على ميناء السدرة.
ولفت مجلس وزراء العرب أن استمرار الأوضاع في ليبيا بهذه الصورة من شأنه تعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر، داعيا إلى سرعة الانتهاء من تشكيل حكومة الوفاق الوطني في إطار الاتفاق الموقع بالصخيرات، حتى يتسنى لها مباشرة مهامها وتحمل مسؤولياتها، كما أدان الوزراء العمل الإجرامي الذي نفذه تنظيم "داعش" الإرهابي بمدينة "زليتن " غرب ليبيا، والذي أوقع المئات بين شهيد وجريح، والعمل الإرهابي الذي أودى بحياة عدد من الشهداء والجرحى في مدينة "رأس لانوف" مؤخرا، معلناً تضامنه مع دولة ليبيا في مواجهة هذا التنظيم وعصابته.

في السياق، قال أحد السكان، إن طائرات مجهولة قصفت قافلة لتنظيم داعش الإرهابي، الأحد، قرب مدينة سرت الليبية، ويسيطر تنظيم داعش على تلك المدينة الساحلية منذ أشهر ويستخدمها كقاعدة يحاول منها تعزيز وجوده في ليبيا، وأوضحت التقارير أنه لم يتسن التأكد من رواية الشاهد، بحسب "رويترز"، وقالت القوات الجوية التابعة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا والموجودة في شرق البلاد إنها لم تشن أي هجمات، بينما قال المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية في ليبيا، أمس الأحد، إن ثلاثة زوارق حاولت مهاجمة ميناء الزويتينة النفطي.
الاستعداد لتنفيذ ضربة عسكرية في ليبيا، بدأ في ظل أنباء تشير بأن هناك قوات أجنبية تتواجد على الأراضي الليبية وتقوم بتدريب الجيش للتصدي لهذا التنظيم الذي أصبح يتمدد في مدن ليبيا يوما بعد يوم، وقد أكدت تقارير إعلامية وصول قوة جوية خاصة بريطانية إلى ليبيا، لوضع حجر الأساس لتدخل القوات الغربية المتحالفة.
وتشمل القوة حوالي 1000 جندي من سلاح المشاة البريطاني، كما تشير التقارير إلى أن حجم القوة المشاركة قد يصل إلى 6000 جندي من البحرية الأمريكية وقوات من دول أوروبية – تقودها إيطاليا وبدعم من فرنسا وربما من إسبانيا أيضا.
وليبيا إلى جانب كونها تملك احتياطات ضخمة من الغاز والنفط، تحظى بأهمية جيوسياسية للغرب لعدة أسباب، من بينها أن منع داعش من الحصول على أي نفوذ في ليبيا يصعب على التنظيم التنسيق والتخطيط للمؤامرات الإرهابية مع الفروع الأخرى مثل داعش في سيناء أو ما يسمى بـ"ولاية بيت المقدس" أو داعش ليبيا أو داعش الأم في سوريا والعراق.
كما أن موقع ليبيا أيضا على ساحل المتوسط يجعل منه بؤرة ومنصة انطلاق لشن هجمات على أوروبا وتونس والجزائر والمغرب أيضا، بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت ليبيا ممرا رئيسيا لمهربي البشر بإرسال أمواج من اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، لهذه الأسباب كلها يفكر الغرب في الدخول في تدخل عسكري جديد في ليبيا منذ عدة أشهر، لتخرج هذه الخطط إلى حيز التنفيذ عما قريب

وبحسب مراقبين، فإن الحرب في ليبيا ستشهد تغييرا في التكتيك الأمريكي وسياستها تجاه الشرق الأوسط، حيث ستتولى واشنطن مهمة رأس الحربة في هذه الحملة العسكرية. ويهدف التدخل العسكري إلى السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك سيتمكن الغرب من وقف المد البشري وطوفان اللاجئين والمهاجرين القادمين من ليبيا.