تقدم الجيش اليمني في 3 محافظات.. والإمارات تنفي انسحابها
الإثنين 11/يناير/2016 - 08:44 م
طباعة

اقتربت القوات الوطنية في اليمن من العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تقدمها في عدة جبهات بدعم من غارات التحالف العربي، فيما نفت الامارات ادعاءات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالانسحاب من اليمن.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، حقق الجيش الوطني وبدعم من التحالف العربي، تقدماً كبيراً على مختلف الجبهات في محافظات صنعاء والجوف ومأرب، مكبداً الميليشيات الانقلابية خسائر بشرية فادحة فضلاً عن إيقاع خسائر عسكرية.
وأكد مصدر عسكري مسؤول في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن الجيش الوطني أصبح على بعد 22 كم عن مركز العاصمة صنعاء، متوقعاً إعلان تطهير محافظتي الجوف ومأرب خلال اليومين المقبلين.
وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة استعادت الجزء الشرقي والشمال الشرق من جبل هيلان الاستراتيجي وتتقدم نحو الجزء الغربي، حيث تدور معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، قتل فيها أكثر من 24 مسلحاً من الميليشيات، وستة من المقاومة الشعبية، وجرح العشرات.
وقال المصدر إن "المليشيات الانقلابية في حالة انهيار كامل ونحن في تحرك على جميع الجبهات سواء في صنعاء أو الجوف أو مأرب، موضحاً أن الجيش سيطر على جميع مناطق قبيلة الجدعان بمديرية نهم حتى مفرق الجوف (الفرضة)".
وأضاف: "جبل صلب، والكوله وجبل جردود ومناطق آل سعيد وآل حميدان التابعة لمحافظة صنعاء تحت سيطرتنا"، مشيراً إلى أن الحوثيين يفرون أمام تقدم الجيش والمقاومة ولم يعودوا يمتلكون تلك المعدات والأسلحة وكذلك المعنوية التي كانت تشكل عائقا في السابق.
وعن العمليات في محافظة الجوف، أوضح المسؤول اليمني، أن الجيش سيطر على كامل الجوف باستثناء مديرية الصفراء وبراقش، حيث تجري حالياً العمليات فيها، متوقعاً تطهيرها خلال اليومين المقبلين.
وقال المصدر العسكري إن "مديريات حزم الجوف والمتون والغيل محررة بالكامل، وجبل الريحان الاستراتيجي على الحدود مع المملكة"، مبيناً بأن العمليات في محافظة مأرب شارفت على النهائية تماماً، حيث لم يبق سوى 20% من تضاريس سلسلة جبل هيلان التي يجري حاليا تطهيرها للدخول لمحافظة صنعاء.
وفي أبين، ذكر المتحدث باسم حلف قبائل العواذل سالم العوذلي أن القبائل تستعد لتحرير البلدة وطرد من وصفهم بالجحافل الغزاة من بلادهم.
وقال العوذلي لـموقع "24 الإماراتي" إن سكان مكيراس يعيشون في الجبال من أغسطس الماضي، جراء تشريدهم من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح".
وفي تعز، قتل العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات صالح في غارات لمقاتلات التحالف العربي.
فيما التقى محافظ محافظة الجوف حسين العواضي بقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء امين الوائلي وناقشا سب التنسيق مع مقاومة صنعاء وصعدة وعمران لتحرير تلك المحافظات من قبضة الحوثيين وقوات صالح .
وأفادت مصادر خاصة لـ " المشهد اليمني " أن اجتماعًا ضم محافظ الجوف حسين العواضي وقائد المنطقة العسكرية السادسة امين الوائلي وعدد من قيادات المقاومة ناقشوا خلاله التنسيق مع مقاومة صنعاء وعمران وصعدة لتسريع عملية التحرير مباشرة عقب تحرير ما تبقى من مناطق الجوف . وقد تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من استعادة محافظة الجوف ديسمبر الماضي والسيطرة على أغلب مديرياتها وعلى رأسها مديرية الحزم مركز محافظة الجوف.
فيما شفت صحيفة "الإمارات اليوم"، عن انحطاط أخلاقي ومادي وصل اليها جماعة الحوثي، تمثل في المتاجرة بالمعتقلين لديها لتمويل عملياتهم العسكرية.
وقال قريب لأحد المعتقلين الأبرياء للصحيفة، إن أحد أقربائه لم يكن له أي نشاط سياسي إلا أن عائلته غنية، فقامت الجماعة باعتقاله وتعذيبه حتى أشرف على الموت، ومن ثم تم التفاوض مع أهله وبيعه لهم مقابل مليون و300 ألف ريال، سلمت للمسيرة القرآنية، في سخرية واضحة من ادعاء الانقلابيين أنهم أصحاب "مسيرة قرآنية" في اليمن. وأضاف أن هناك معتقلاً آخر دفع أهله ٣٠ ألف دولار للانقلابيين وتم إطلاق سراحه.
المشهد السياسي:

كشفت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يبحث مع عدد من الدول من بينها عمان وروسيا للتوسط من أجل حوار مع المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي.
وقالت المصادر نقلاً عن مقربين من المخلوع الذي يعيش خارج العاصمة صنعاء بعد توترات وقعت بين الموالين له وميليشيات الحوثي "إن المخلوع وعد الوسطاء بالتخلي عن التحالف مع الحوثيين، وانسحاب قواته من القتال وتسليم العاصمة اليمنية صنعاء مقابل السماح له بالخروج من اليمن إلى أي دولة". وقالت المصادر إن الحوثيين شعروا بنية صالح التخلي عن تحالفهم معهم، وأبدوا انزعاجهم من ذلك.
فيما نفت الحكومة اليمنية الأنباء التي تروج لها ميليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية عن استهداف قوات التحالف العربي لمنشآت تعليمية وصحية أو استخدامه قنابل عنقودية ضد المدنيين في العاصمة صنعاء أو غيرها من المدن التي تتواجد فيها المليشيا الانقلابية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بيان صادر عن الحكومة اليمنية اليوم أن "العمليات التي تنفذها قوات التحالف العربي تستهدف في المقام الأول منصات إطلاق الصواريخ ومواقع عمليات المليشيات الانقلابية والتي تشكل خطراً على حياة المدنيين في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات".
وحذرت الحكومة اليمنية، ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من "مواصلة اعتداءاتهم السافرة ضد المنشآت الحكومة وتحويلها إلى معسكرات من أجل استهدافها من قبل التحالف العربي".
المشهد الإقليمي:

أكد وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، أن آلاف الجنود الإماراتيين لا يزالون يشاركون ضمن قوات التحالف الدولي لإعادة الشرعية في اليمن، مكذبًا تصريحات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. جاء ذلك في كلمة ألقاها عبدالله بن زايد في القمة العربية الطارئة لوزراء خارجية العرب بخصوص التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، التي عقدت الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة. وكان صالح قد ظهر في خطاب بث على قناة اليمن، اليوم، التابعة له، وزعم أن الإمارات "أدركت خطأها وانسحبت من قوات التحالف العربي"، لتأتي تصريحات وزير خارجية الإمارات لتلجم ما يردده صالح من أكاذيب.
فيما قالت مصادر أردنية مطلعة إن الأردن بدأ يتخذ إجراءات تحسباً من تسلل عناصر حوثية أو موالية للرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، إلى الأراضي الأردنية.
وأفادت المصادر لـ 24 أن الأردن بدأ يخشى من تشكل خلايا نائمة للفصائل اليمنية المعارضة للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، يمكن أن تستخدم ضد أهداف أردنية مستقبلاً، خصوصاً أن الأردن عضو في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن ضد الحوثيين وأنصار صالح.
ويقيم في الأردن نحو 4 آلاف يمني، معظمهم جاءوا إلى الأردن بعد اندلاع أعمال الفوضى في بلادهم، ويعملون في مهن مختلفة بالخفاء بعيداً عن أعين الرقابة على العمالة الوافدة.
وفي هذا الإطار، طلب الأردن من جميع اليمنيين المتواجدين على أراضيه تصويب أوضاعهم، إما بمغادرتها أو البقاء فيها ضمن شروط أذونات الإقامة الجديدة الخاصة بالرعايا اليمنيين والمقيدة لوجودهم على الأرض الأردنية، والتي صدرت أخيراً.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الأردنية لـ 24 إن السلطات الأردنية منحت الرعايا اليمنيين مهلة حتى 14 أبريل المقبل لتصويب أوضاعهم حسب الشروط الجديدة، مشيراً إلى أن من لا يجد مبرراً لإقامته سيضطر لمغادرة المملكة.
وحددت شروط الإقامة الجديدة للرعايا اليمنيين بغايات العلاج والدراسة أو حضور المؤتمرات والمشاركة في ورش العمل أو زيارة أقاربهم فقط.
المسار التفاوضي:

قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن المتمردين الحوثيين وقوات صالح التي تدعمهم، غير جادين وغير جاهزين لعملية السلام.
واتهم المخلافي في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، الأحد، الحوثيين بتعطيل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، وقال إن "من العبث الذهاب إلى المفاوضات المقبلة دون تنفيذ الحوثيين قرار مجلس الأمن رقم 2216".
وأكد المخلافي أن الحل السياسي في اليمن لن يتحقق دون تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الحوثيين من المدن وإطلاق سراح المعتقلين وسحب الأسلحة الثقيلة والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وردا على سؤاله عن العلاقة بين الحوثيين وصالح والقاعدة، قال المخلافي إن كلا من تنظيم القاعدة من جهة والحوثيين وصالح من جهة أخرى ينفذون أجندات تخدم بعضهما البعض.
والتقى عبد الملك المخلافي نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله وذلك على هامش أعمال الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب الذي اختتمت أعماله مساء أمس بالقاهرة. وأطلع المخلافي نظيره العماني على مستجدات التطورات الجارية على الصعيد السياسي والإنساني في اليمن، والجهود والمشاورات المبذولة لتنفيذ القرار الاممي رقم 2216 والعودة للمسار السياسي، والجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لتحقيق ذلك وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وقد كشفت مصادر سياسية لـ"العربية" في صنعاء، أن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، طلب من الحوثيين السماح له بزيارة كبار المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيح، إلا أن الانقلابيين رفضوا طلبه.
المشهد اليمني:

مع مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، يبدو الخيار العسكري رئيسياً لكل الأطراف في اليمن لفرض مشروعها، ففيما تقول الشرعية إنها ستواصل تحرير مناطق اليمن من الانقلاب، وإن معركة صنعاء تنتظر ساعة الصفر بعد سيطرة قواتها على أطرافها الشرقية ودعمها بقوات إضافية، تحاول ميليشيات الحوثيين وصالح في المقابل تعزيز تواجدها العسكري في تعز، ونقل المعركة بشكل كبير إلى الحدود مع السعودية.