بدء إرسال مساعدات إنسانية للسوريين.. واستعداد دولي لاستئناف جهود التسوية السياسية
الإثنين 11/يناير/2016 - 11:42 م
طباعة


اطفال بلا عائل
في ظل الأزمة الإنسانية التي بها سوريا، بدأت شاحنات تحمل مواد إغاثة إنسانية في دخول بلدة مضايا السورية القريبة من الحدود اللبنانية في إطار اتفاق بين طرفي الحرب لإدخال إمدادات طبية وغذائية إلى المناطق المحاصرة، ودخلت عربات تابعة للهلال الأحمر والأمم المتحدة مضايا القريبة من الحدود اللبنانية بعد ساعات من مغادرتها دمشق في حين تستعد قافلة أخرى لدخول قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب شمال غرب سوريا بموجب الاتفاق. ويقضي الاتفاق بدخول إمدادات الإغاثة إلى مضايا والقريتين بشكل متزامن.
وتحاصر قوات موالية للحكومة السورية قرية مضايا منذ أشهر في حين يحاصر مقاتلون من المعارضة المسلحة القريتين الشيعيتين في محافظة إدلب.
وأصبح حصار مضايا قضية محورية بالنسبة لقادة المعارضة السورية الذين أبلغوا مبعوث الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنهم لن يشاركوا في المحادثات مع الحكومة حتى يُرفع هذا الحصار وحصارات أخرى.
وقال الأمم المتحدة أن الحكومة السورية وافقت على السماح بدخول مضايا حيث تقول المنظمة الدولية إن هناك تقارير يعتد بها عن حالات وفاة نتيجة الجوع.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع تطورات الحرب إن عشرة أشخاص توفوا بسبب الجوع في حين يقدر نشطاء المعارضة العدد بالعشرات، والتأكد من التقارير من مصادر مستقلة، وقال ناشط من المعارضة إن الناس يأكلون أوراق الشجر والنباتات.
وبدأ حصار مضايا قبل ستة أشهر عندما بدأ الجيش السوري وحليفه اللبناني حزب الله حملة لإعادة سيطرة القوات السورية على مناطق على الحدود السورية اللبنانية.

المجاعة تنتشر
من جانبها رصدت قناة المنار التابعة لحزب الله للمئات من سكان مضايا وهم يتجمعون في مناطق مفتوحة انتظارا للمساعدات.
وأصبح الحصار أمرًا شائعًا في الحرب المستمرة منذ قرابة خمسة أعوام وقُتل خلالها 250 ألف شخص، وتفرض القوات الموالية للحكومة حصارا على مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق منذ عدة أعوام وفي الآونة الأخيرة فرضت المعارضة حصارا على مناطق مؤيدة للحكومة بينها الفوعة وكفريا.
وكانت المناطق التي تضمنها الاتفاق جزءا من اتفاق محلي لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في سبتمبر أيلول لكن تنفيذه توقف بسبب اندلاع قتال حول مضايا رغم الهدنة.
وتأمل وكالات الاغاثة في تسهيل اجراءات الدخول إلى المناطق التي ترغب في دخولها وذلك في اعقاب اتفاق وقف اطلاق النار الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة، والمرة السابقة التي تم فيها تسليم مساعدات إلى مضايا كانت في أكتوبر بالتزامن مع تسليم مساعدات للقريتين.
وحذرت وكالات الاغاثة من انتشار الجوع على نطاق واسع في مضايا حيث يوجد 40 ألف شخص عرضة للخطر
من جانه اتهم رياض حجاب منسق المعارضة السورية روسيا بقتل عشرات الأطفال جراء غارة قصف جوي وقال إن مثل هذه الأفعال تعني انه لا يمكن للمعارضة التفاوض مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد، مشيرا إلى أن عدد القتلى 35 طفلا مشيرا الى ان الضربات الروسية قصفت ثلاث مدارس اجمالا.
أضاف بقوله "ريد التفاوض ولكن يتعين توفر الظروف المناسبة لذلك، لا يمكننا التفاوض مع الحكومة في الوقت الذي تقصف فيه قوات أجنبية الشعب السوري."

البحث عن الحياة
وقال حجاب "لا نريد التوجه الى المفاوضات المحكوم عليها بالفشل قبل ان تبدأ. علينا ان نهيئ المناخ الملائم" كيف يمكننا ان نتفاوض والشعب السوري يحتضر؟ في كل يوم ترتكب مجازر، إنه يتعين ان تفضي المفاوضات الى تشكيل حكومة انتقالية يكون للرئيس ولرئيس الوزراء فيها صلاحيات تنفيذية كاملة".
ومن المنتظر أن تجرى المحادثات بين الحكومة والمعارضة يوم 25 يناير تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن مسؤولين في المعارضة شككوا في احتمال إجراء المحادثات في موعدها معللين ذلك بضرورة أن يروا بوادر على حسن النية من جانب الحكومة.
وفى سياق اخر دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو ودمشق الى وقف الهجمات "غير المقبولة" ضد المدنيين، وكرر فابيوس واولوند وجهة النظر الغربية القائلة بانه يتعين على الاسد -الذي يحظى بدعم قوي من موسكو وطهران- التنازل عن السلطة بموجب اي تسوية سلمية.
وقال أولوند عقب محادثاته مع حجاب "لا دور لبشار الأسد في سوريا في الغد".
وقال فابيوس إن الصور التي تخرج من مضايا -حيث حذرت وكالات إغاثة من انتشار المجاعة- تظهر أنه لا يمكن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة. وأضاف أن باريس ستتشاور مع مجلس الأمن الدولي للضغط على سوريا لإنهاء ما وصفه بهجمات دون تمييز.
وفى بيان لها أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا تحدثا عبر الهاتف بشأن قضايا بينها العملية السياسية السورية والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وقضايا الشرق الأوسط وأوكرانيا والتجربة النووية التي أجرتها في الآونة الأخيرة كوريا الشمالية فضلا عن العلاقات الأمريكية الروسية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم الوزارة في وصف موجز للحديث بين وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف "اتفقا على البقاء على اتصال وثيق والبحث عن فرصة للاجتماع في الأيام القادمة." لكنه لم يذكر لماذا قد يجتمعان.