أحداث التحرش الجماعي في ألمانيا.. هل تطيح بأحلام اللاجئين؟

الإثنين 11/يناير/2016 - 11:46 م
طباعة أحداث التحرش الجماعي
 
بالرغم من اهتمام السلطات الألمانية باستقبال مزيد من اللاجئين السوريين بسبب الأزمة المستمرة في بلادهم منذ خمس سنوات، إلا انها بدأت تتخذ خطوات جديدة لوقف تدق المهاجرين بعد الاعتداءات الجنسية والتحرش الجماعى ضد الالمان في احتفال رسا السنة ، وكشفت الشرطة النمساوية عن رفض ألمانيا بشكل متزايد دخول المهاجرين عبر حدودها الجنوبية وتعيد بضع مئات منهم إلى النمسا في كل يوم منذ بداية الشهر.
ويرى محللون ربما أنه أدت هجمات على النساء في كولونيا وغيرها من المدن الألمانية عشية بدء العام الجديد إلى صدور المئات من الشكاوى، وهو ما سيلقي بظلاله على مستقبل طالبي اللجوء وهو ما شكل ضغطا على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياسة فتح الباب أمام المهاجرين.
وقالت متحدثة باسم شرطة إقليم النمسا العليا إن كثيرا ممن مُنعوا من عبور الحدود ليس لديهم وثائق سفر صالحة أو يرفضون التقدم بطلب اللجوء في ألمانيا بدعوى رغبتهم في السفر إلى بلدان تقع إلى الشمال من ألمانيا كالسويد.
وتقع النمسا في نهاية خط سير المهاجرين إلى ألمانيا بعد عبور ما يسمى طريق البلقان الذي سلكه آلاف اللاجئين فرارا من العنف والدمار في الشرق الأوسط وأفغانستان.
أحداث التحرش الجماعي
وتابعت المتحدثة تعليقا على إعادة اللاجئين "منذ بداية العام عاد نحو 200 لاجئ يوميا.. والعدد في ازدياد، ويبدو أن الساسة الألمان قرروا التحرك بمزيد من الحزم. ومن الصعب (بالنسبة لنا) أن نجيب على تساؤل اللاجئ: لماذا لا يمكننا مواصلة السفر ما دام صديقي قد فعل ذلك الأسبوع الماضي؟"
وأكدت متحدثة باسم الشرطة في ميونيخ أن ألمانيا أعادت مئة لاجئ أو نحو ذلك يوميا بحسب الحالات الفردية. ولكنها لم تؤكد وجود زيادة في الآونة الأخيرة. وقالت "نحن نطبق القواعد القانونية السارية. وهي على حالها ولم تتغير."
من جانبها قالت المتحدثة النمساوية إنه إذا لم يتقدم هؤلاء المهاجرون بطلب اللجوء في النمسا فهم يواجهون عقوبة الغرامة عن عبورهم الحدود بصورة غير مشروعة. ولكن بمجرد دفع الغرامة فسيكون بمقدورهم محاولة العبور إلى ألمانيا من جديد.
وأضافت أن معظم الذين يُمنعون من عبور الحدود إلى ألمانيا ليسوا سوريين ولكنهم أفغان أو إيرانيون أو عراقيون أو مغاربة. وللسوريين فرصة أكبر في الحصول على اللجوء في ألمانيا.

أحداث التحرش الجماعي
وقالت المتحدثة النمساوية تعليقا على عدم سماح الشرطة الألمانية بعبور اللاجئين الحدود "لم يردنا تفسير لسبب إقدامهم على ذلك."
وفي الشهر الماضي أعادت النمسا مئات المهاجرين إلى سلوفينيا المجاورة لكذبهم بشأن جنسياتهم في مسعى على ما يبدو لتحسين فرصهم في الحصول على اللجوء.
ويري متابعون انه لا حديث في ألمانيا حاليا سوى عن أحداث التحرش الجماعي في كولونيا وتداعياتها، ورغم عدم دقة المعلومات المتوفرة إلا أن التوتر والمواقف الغاضبة من اللاجئين تزداد مع تزايد المعلومات عن وجود لاجئين ضمن المعتدين. وبين غضب الألمان وتحرش الأجانب تعيش اللاجئات بين نارين.

أحداث التحرش الجماعي
وقالت رامية جبري، السورية ابنة السادسة والثلاثين تعيش منذ سبعة أشهر في مدينة أولدنبورغ في ولاية ساكسونيا السفلى شمال ألمانيا فقد جاءت من دمشق هربا من الحرب وحالفها الحظ في أن تحصل على الإقامة في ظرف وجيز كما تقول. قبل أحداث كولونيا عاشت رامية ظروفا صعبة في مركز للاجئين في المدينة لكنها شخصيا لم تتعرض لأي تحرش رغم كونها امرأة وحيدة "لم أتعرض للتحرش في المركز لكني كالكثير من النساء تعرضت للتحرش في الشارع لأنه للأسف الكثيرون متشبعون بالفكر الشرقي المريض فيعتبرون أن المراة التي تخرج لوحدها هي لقمة سائغة، لكني أرفض التعميم فالعديد من العرب واللاجئين هنا محترمون وجاؤوا بالفعل ليبنوا حياة أفضل". 
رامية تقول إنها لم تشاهد حوادث تحرش في المركز لكنها سمعت بحادثتي تحرش واغتصاب والأخيرة كانت ضحيتها لاجئة سورية فضلت عدم الحديث خجلا أو تفاديا للمشاكل. انتقال رامية إلى منزل خاص بها منذ حوالي شهر وفر لها حياة مريحة أكثر في ألمانيا لكن قبل أن يحدث ما حدث في كولونيا.
ويزداد الجدل الدائر حول أحداث التحرش الجماعي في كولونيا خاصة مع ما يتم تداوله من تشديد لإجراءات اللجوء، حيث يوجد 660 ألف طلب لجوء لم يتم البت فيها بعد، ووصل التوتر حد الاعتداء على أجانب من طرف ألمان متشددين.

شارك