اشتعال الصراع داخل صفوف جماعة الإخوان والسبب تركيا
الأربعاء 13/يناير/2016 - 02:39 م
طباعة

في الوقت الذي تحاول فيه قيادات الجماعة وجود أي ثغرة لعودة علاقتها مع النظام المصري في محاولة للتصالح، وتقوم بطرق كل ابواب الوساطة الممكنة لحل الخلافات على المستوى الداخلي، تشتعل صراعات داخلية جديدة وهذه المرة بسبب تفجيرات اسطنبول واعلان الجماعة ولائها لتركيا، بعد بيانات أمس الأول التي كانت شديدة اللهجة على الجانب التركي، ففي تناقض غريب ظهرت به جماعة الإخوان الإرهابية، وقياداتها وأنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال البيانات الرسمية التي أصدرتها الجماعة، حيث بعد أقل من ساعتين بدأت البيانات في الإدانة، وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع للجماعة، ثم بيان للجماعة، وبعدها بدأ أنصار الجماعة في الإدانة على "فيس بوك"، وطالبوا بمحاسبة المسئولين عن هذا التفجير، ويعد هذا الحادث هو الأول الذي ظهر فيه ولاء جماعة الإخوان الحقيقي لتركيا وللتنظيم الدولي.
وبالرغم من وقوع أكثر من حادث إرهابي في مصر خلال السنوات الماضية، وبالتحديد منذ عزل الرئيس المعزول محمد مرسي، وتوالت العمليات الإرهابية داخل مصر من خلال مقتل مقدم شرطة محمد مبروك، والمسئول الأول عن ملف الإخوان داخل وزارة الداخلية، وبعض العمليات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في سيناء مثل تفجير الكتيبة 101، وسقوط الطائرة الروسية، وغيرها من العمليات الكبرى ولم تظهر الجماعة بيانًا واحدًا تدين فيه مثلما فعلت في حادث أمس في تركيا.
ورفعت جماعة الإخوان حالة الطوارئ والتأهب القصوى، وعلى غير المعتاد أدان مكتبا الإخوان في الداخل والخارج التفجيرات، حيث قال المتحدثون الإعلاميون للجماعة

الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي الجديد، ومحمد منتصر المتحدث الإعلامي المقال، بيانين بنفس الصياغة أمس 12 يناير 2016: "تدين جماعة الإخوان حادث التفجير الإجرامي الذي وقع اليوم في مدينة إسطنبول"، وفي نفس الوقت أدانت جميع المنظمات والهيئات "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وبرلمان الإخوان"، المزعومة التابعة لجماعة الإخوان التفجيرات.

بدوره قال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا سابقًا، إن إدانة الجماعة للتفجير الذي وقع اليوم في تركيا، وعدم إدانتها للأعمال الإرهابية التي كانت تحدث في مصر، وصف إياه بـ"الأمر الطبيعي".
وأشار الهلباوي، إلى إن هناك فريقًا داخل الإخوان يعلن أنه سلمي وفي نفس السياق لم يعلن إدانته لأي أعمال إرهابية حدثت في مصر، وهذا شيء من الغموض لا يمكن قبوله، موضحًا أن تركيا وضعت الإسلاميين في موقف محرج ولا بد من التنصل منه.
وأضاف الهلباوي: أن أكبر خطأ وقعت فيه جماعة الإخوان الإرهابية إنهم تركوا مصر وهاجروا إلى الدول التي تدعم الجماعة مثل تركيا وقطر، مطالبًا إياهم بعودتهم إلى مصر مرة أخرى وإدانة الأعمال الإرهابية في جميع البلاد بما فيها مصر.
وعن ولاء جماعة الإخوان لتركيا، قال الهلباوي، إن الحديث عن الولاء ليس لأي أحد أن يحدده، لأنه شيء داخلي لا يعلم حقيقته غير الله، ولكن على أرض الواقع الجماعة ولاؤها لمن يدعمها.
ومن جانبه قال

إسلام الكتاتني القيادي المنشق عن جماعة الإخوان: إن إدانة الجماعة للتفجير الذي وقع بالأمس في تركيا، وعدم إدانتها للأعمال الإرهابية التي كانت تحدث في مصر، هي حالة من ازدواجية جماعة الإخوان في قراراتها.
وأضاف الكتاتني: أن الذي يحكم تركيا هو أحد أقطاب جماعة الإخوان، ولذلك فإن إدانة الجماعة لحادث تركيا أمر طبيعي دافعًا عن مصلحة الإخوان والنظام الإخواني، حتى لا يسقط بعد كثرة هذه العمليات الإرهابية، مؤكدًا أن ولاء أنصار الإخوان ولاء للجماعة وليس للإسلام كما يدعي البعض منهم أن الإسلام هو الحل فالإسلام بريء منهم، موضحًا أن الإرهابية تدعي الاعتدال وهي لا تعرف عنه شيئًا.
وفي سياق متصل أثارت قنوات الإخوان في تركيا، الكثير من الخلافات بين الإخوان وحلفائها، حيث كشفت قيادات الجماعة، وجود خلافات كبيرة بين حلفاء الجماعة وقنواتها، واتهموا القنوات التي تبث في تركيا بأنها تمارس تلاعبا وتوجيها من قبل الجماعة والقائمين على إدارة هذه القنوات. وقال

محمود فتحي، رئيس حزب الفضيلة السلفي، الموالي لجماعة الإخوان،:"حين قدمت إلى إسطنبول وفى أيامى الأولى طلب منى قيادي ومفكر إسلامي كبير ألا أقبل أي مداخلات هاتفية مع القنوات، وأن اشترط مبلغا من المال مقابل الخروج في أي لقاءات مباشرة ثم التبرع به بعد كل ، حتى لا تتلاعب بكم القنوات سواء إدارييها أو مموليها". وأضاف رئيس حزب الفضيلة السلفي، الموالي لجماعة الإخوان، في بيان له: "على الرغم أنى لم أحصل على مليم واحد من هذه القنوات بل كنت وما زلت مستعدا أن أدفع لهم مقابل نشر أفكاري، أدركت أنه كان محقا ومخلصا في نصيحته تلك وأدركت التوجيه والتلاعب الذى تمارسه بعض هذه القنوات وبعض القائمين عليها، فها أنا أعلن له اعتذاري على عدم العمل بنصيحته تلك". كما شن

باسم خفاجي، أحد حلفاء الإخوان في تركيا، هجوما عنيفا على إعلام الإخوان وقنواتهم، مشيرا إلى أن تلك القنوات وبرامجها لم يعد لها قيمة ، وتحولت إلى سخرية فقط. وأضاف خفاجي في تدوينة له :"هل تحقق السخرية و"الألش" أهدافنا الإعلامية ؟ أو تنفذ أهدافنا، أظن أننا أصبحنا فقط ننفس عن غيظنا، لكنا لا نحقق أهدافنا". من جانبه قال طارق البشبيشى ، القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن حلفاء التنظيم اكتشفوا أن الجماعة تدير هذه القنوات فقط من أجل مصالحهم الخاصة وكسب الأموال، وليس من أجل مصلحة تحالف دعم الإخوان، مما جعل بعضهم يشن هجوما على تلك القنوات خلال الفترة الأخيرة. وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن قيادات من الجماعة أنفسهم أعلنوا في أوقات سابقة أنهم لن يظهروا على تلك القنوات، وهو ما يؤكد أن التنظيم غير قادر على إقناع أنصاره بأهدافهم عبر تلك القنوات، متسائلا :"فكيف يقنعون الشعب المصري بتلك الأهداف؟!".
ومن مشاهدات كثيرة لحروب خفية بين قيادات الجماعة والمتحالفين معها كتلك المعركة الدائرة بين عاصم عبد الماجد ووجدي غنيم حول موقف الجماعة من محمد حسان والهجوم عليه منذ ان رفض حسان الصعود على منصة اعتصام رابعة في 2013، تلك المعركة التي تؤكد ان الجماعة لم يعد لها اصدقاء او داعمين فهي كل يوم تخسر بعض من داعميها، وان موقف الجماعة من تفجيرات اسطنبول لا يتناسب وبيانات سابقة عليه تكيل الهجوم لرجب طيب اردوغان بسبب محاولات اقترابه من النظام المصري وعودة العلاقات بين البلدين نظرا للضغوط السياسية من قبل بعض دول الخليج من ناحية، ومن ناحية اخرى تلك الملفات المشتركة بين البلدين والتي تخص المنطقة ومحاولات بعض القوى رسم خريطة جديدة لها وكذلك الموقف من محاربة تنظيم الدولة "داعش" والموقف الايراني. فهناك قضايا لم يتم حلها بعيدا عن الجانب المصري وان الجانب التركي يعرف هذا جيدا وان هذه القضايا باتت تتسبب في مشكلات كبرى في الداخل التركي. فهل تدخل جماعة الاخوان ضمن صفقة عودة العلاقات بين تركيا ومصر ام ان الجماعة سوف تصر على موقفها بمحاربة كل من له علاقات طيبة مع مصر؟