تصاعد الخلافات بين صالح والحوثيين.. والجيش اليمني يتقدم في صعدة

الأربعاء 13/يناير/2016 - 03:27 م
طباعة تصاعد الخلافات بين
 
تصاعد الخلافات بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثيين إثر قرارات لجماعة أنصار الله والموقف من المفاوضات، فيما يتقدم الجيش اليمني والمقاومة في عدد من الجبهات.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
واصلت القوات المشتركة لـ «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، التقدم في سلسلة جبال «هيلان» الممتدة حوالي 30 كلم في مديرية صرواح غربي مأرب، كما استعادت عدداً من المواقع شرقي جبل صبر في تعز بعد معارك ضارية قتل خلالها أكثر من 15 مسلحاً من جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح.
وأوضحت مصادر لـ «الحياة»، أن الجيش والمقاومة صدا هجوماً على منطقة ميلات بالربيعي غربي مدينة تعز. وشهدت الجبهة الشرقية من المدينة مواجهات وتبادلاً للقصف ليلَي الاثنين والثلاثاء، وسط سماع دوي انفجارات وقصف من الحوثيين بالأسلحة الثقيلة على بعض الأحياء السكنية، منها حيّا الروضة وعصيفرة.
وفيما قصف طيران التحالف مواقع الانقلابيين في محيط صنعاء ومحافظات تعز ومأرب وصعدة، شهد الرئيس عبدربه منصور هادي في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج حفل تخريج 1200 جندي يشكلون الدفعة الثانية من عناصر المقاومة الذين تم دمجهم في صفوف الجيش. وثمّن هادي دور التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الوقوف إلى جانب اليمن وحكومته الشرعية، وقال: إن تدخل التحالف «ساهم في وقف التوسع الإيراني في المنطقة».
وأفادت مصادر المقاومة والجيش أمس بأنهما سيطرا على مواقع جديدة بالقرب من أبراج الاتصالات في سلسلة جبال «هيلان» بعد مواجهات أسفرت عن مقتل عدد من الحوثيين والاستيلاء على كمية من العتاد العسكري للجماعة، كما أفادت المصادر بأن القوات المشتركة للجيش والمقاومة استعادت مواقع «تبة الصالحين والحود» في منطقة «الشقب» شرقي جبل صبر المطل على مدينة تعز.
فيما دخلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليوم الأربعاء إلى مديرية البقع التابعة لمحافظة صعدة معقل الحوثيين . وأفادت مصادر خاصة لـ "المشهد اليمني" أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية دخلت مديرية البقع بصعدة وسيطرة عليها بالكامل بقيادة قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي وقائد المقاومة الشعبية الشيخ أمين العكيمي. وأكدت المصادر أن السيطرة تمت دون أي مواجهة من الحوثيين وقوات صالح دون معرفة انسحابهم . وتعد أول مديرية بصعدة تسيطر على قوات الجيش والمقاومة بعد تقدمها وسيطرتها على أغلب مديريات محافظة الجوف. 
كما قصفت غارات التحالف مستودعات للحوثيين وقوات صالح في منطقة حدة جنوبي العاصمة، واستهدفت مواقع أخرى في الضواحي الجنوبية لصنعاء في مناطق «بلاد الروس» و«سنحان» و«حمام جارف» إضافة إلى غارات استهدفت تجمعات للمتمردين في محافظتي حجة وصعدة الحدوديتين.
وفي محافظة الجوف، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الشرعية والحوثيين وقوات صالح في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، فيما شنت المقاومة والجيش الوطني هجمات على مواقع الحوثيين وصالح في جبل العقبة. واستمرت الاشتباكات في مدينة ميدي الساحلية في محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
على صعيد منفصل أفاد مصدر أمني وشهود بأن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة من نوع «هيلوكس» اغتالوا صباحاً الضابط المسئول عن قسم التحريات في مطار عدن ويدعى أمين شائف، أثناء خروجه من منزله في منطقة المنصورة شمال المدينة، ولاذوا بالفرار.

إشادة بالقوة المصرية

إشادة بالقوة المصرية
وعلى صعيد المشاركة المصرية في قوات التحالف، قال العميد سمير الحاج، المتحدث باسم الجيش اليمني: إن القوات المصرية المشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن تقوم بجهود ضخمة، لتطهير اليمن من عناصر من ميليشيا الحوثي وصالح. وأضاف "الحاج" في تصريحات صحفية أن القوات البحرية المصرية المشاركة في التحالف تمكنت من حماية السواحل اليمنية، ونجحت في منع وصول الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين وميليشيا علي عبد الله صالح. وأوضح أن القوات البحرية المصرية مشهود لها بالكفاءة، وقال: "اليمنيين يقفون إكبارًا لهذه القوة الكبيرة للقوات البحرية المصرية التي تعد سندًا كبيرًا للأمة العربية كلها". وأكد "الحاج" أن القوات المسلحة المصرية تشارك أيضًا في تدريب الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، ومن قبل بدء عاصفة الحزم، كما أن الأشقاء في السعودية والإمارات السودان يقومون بهذا العمل. 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
هدد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قيادات ميليشيات الحوثي بالعواقب الوخيمة إن استمرت في إقصاء قياداته وأنصاره من المؤسسات واتهامهم بالفساد.
وذكرت تقارير إعلامية، أن "اجتماعاً صاخباً تخلله التهديد والوعيد بين قيادات الميليشيات الحوثية والمخلوع، بينهم محمد عبدالسلام؛ حيث أبلغهم أن الاستمرار في تهديده بالتصفية، وإقصاء قياداته في الحرس الجمهوري والخاص بمعسكر الـ48 والاحتياطي من مناصبهم قبل أيام، وكذلك من المؤسسات والدوائر الحكومية، ورفض توجيهاته بالبدء بتشكيل مجلس انتقالي بديل عن ما يسمى باللجنة الثورية، وكذلك نشر بعض وثائق الفساد لأتباع صالح من قبل ما يسمى باللجنة الرقابية الحوثية، سيؤدي لخلق ثورة من حزب المؤتمر ضد الميليشيات في داخل صنعاء ضد حلفائه الحوثيين"، بحسب صحيفة عكاظ السعودية.
وأشارت إلى أن "صالح هدد بقيادة انقلاب ضد الحوثيين وطردهم من داخل صنعاء، إن استمروا في تجاهل قراراته وتوجيهاته التي وصفها بأنها صاحبة الفضل في وصولهم إلى ما وصلوا إليه"، مبيناً أن "المخلوع وضع شروطاً للحوثيين، هي تأييد حديثه في خطابه السابق عن موقفه من مشاورات جنيف 2 واشتراطاته، على أن توجه بشكل علني أنصارها بأن تكون مكملة لعناصر المخلوع وتتوقف عن استهدافهم".

المسار التفاوضي

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الرئيس السابق على عبد الله صالح يعمل على إفشال أي مفاوضات لا يكون طرفًا رئيسيًّا فيها، فإن حلفاءه الحوثيين يريدون السير في المفاوضات مهما كانت نتيجتها لقطع الطريق أمام الحسم العسكري الذي سيكون لصالح الطرف الآخر، أي الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي.
كانت وسائل الإعلام التابعة للطرفين قد انخرطت في هجوم إعلامي متبادل بدأ عقب الكلمة المتلفزة التي ألقاها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وامتنع الحوثيون الذين يسيطرون على الإعلام الرسمي عن بثها.
وقد كرر صالح في كلمته التي بدأ فيها مشوشًا أكثر من أي وقت سابق- إصراره على إجراء حوار مباشر مع السعودية ورفضه للحوار مع الحكومة الشرعية اليمنية.
وموقف صالح قوبل برد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية محمد عبدالسلام الذي أكد على المضي قدما في المشاركة في سلسلة المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تأتي زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء في سبيل التحضير لإطلاق الجولة الثالثة منها في سويسرا التي احتضنت الجولتين السابقتين.
ويتهم الحوثيون الرئيس السابق بمحاولة التنصل من تحالفه من خلال فتح قنوات سياسية سرية خارج سياق التحالف وتقديم نفسه طرفًا مسيطرًا على مجريات الحوار، وهو الأمر الذي بدأ جليًّا من خلال مغازلته لدول التحالف بالثناء على بعضها وطلب الجلوس على طاولة الحوار بشكل مباشر مع البعض الآخر.
وكان ولد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وصل إلى صنعاء قبل يومين لإجراء مشاورات مع الحوثيين وحزب صالح في شأن استئناف المحادثات، في وقت كان الانقلابيون صرحوا بأنهم لن يعودوا إليها إلا بعد توقف عمليات قوات التحالف والجيش الموالي للحكومة الشرعية.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي في جنيف أمس أن محادثات السلام بشأن اليمن التي كان مقرراً أن تبدأ غداً (الخميس) سيتم تأجيلها أسبوعاً أو أكثر، وأشار إلى أن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ الموجود حالياً في صنعاء يفكر في موعد آخر لانعقاد المحادثات بعد تاريخ 20 يناير الجاري.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، أكدت مصادر محلية لـ" المشهد اليمني" بمدينة تعز أن طيران التحالف قام فجر اليوم الأربعاء بعملية إنزال لمواد طبية على المدينة.
وأفادت المصادر أن عملية الإنزال تمت بطريقة ناجحة دون أي مخاطر أو أضرار ويتم الآن توزيع تلك المواد الطبية الضرورية على مستشفيات المدينة المكتظة بمئات الجرحى من المدنيين الذين يسقطون بشكل شبه يومي نتيجة قصف الحوثيين على أحياء المدينة من المواقع التي يسيطرون عليها في مداخل المدينة.
ويفرض الحوثيون حصاراً كاملاً على المدينة ويمنعون إدخال المواد الإغاثية والطبية إلى المدينة منذ أبريل من العام الماضي.

المشهد اليمني

مع مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، يبدو الخيار العسكري رئيسياً لكل الأطراف في اليمن لفرض مشروعها، ففيما تقول الشرعية إنها ستواصل تحرير مناطق اليمن من الانقلاب، وإن معركة صنعاء تنتظر ساعة الصفر بعد سيطرة قواتها على أطرافها الشرقية ودعمها بقوات إضافية، تحاول ميليشيات الحوثيين وصالح في المقابل تعزيز تواجدها العسكري في تعز، ونقل المعركة بشكل كبير إلى الحدود مع السعودية.

شارك