ومن جانبه قال طارق أبو السعد القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن دعوات العنف الأخيرة هي معبر جيد عن الأزمة التي تعانى منها جماعة الاخوان، حيث إن التنظيم يرغب في العنف ويريده بكل قوة لكنه لا يستطيع أن يحشد أو أن ينضم إلى عمل عنيف كبير ومؤثر في الوقت الحالي، ولم يعد يملك إلا أن يحرض الشباب سواء من تنظيمه أو من السيولة السياسية والإسلامية ويحاول أن يوفر غطاء فكريا ومعنويا لمزيد من الكراهية ليكون سببا مباشرا لتبرير العنف . وأضاف أن دعاوى العنف من التنظيم في العالم الفضائي ولم يعد لهم وجود الا في تلك الفضائيات، ليعبروا فيها عن إحباطاتهم المتكررة وخسارتهم الشديدة، موضحا أن خطورة هذه الدعاوى أن هناك آذانا مصغية تستمع إليهم وربما يكون دافعا لبعض العمليات الصغيرة المزعجة وليست منظمة تنظيما كبيرا ولكن هي أقرب إلى التوجيه للفوضى والعشوائية في العنف، حتى يصعب على الأجهزة ملاحقة مرتكبيه أو منعهم أو حتى توقع المكان والزمان التي سيقع فيها هذا العنف .

وفى نفس السياق قال أحمد بان الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن معظم القيادات المحسوبة على مجموعة محمود عزت، هم أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان وعلى رأسهم إبراهيم منير، نائب مرشد الجماعة ، وأمين التنظيم الدولي للإخوان. وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن انحياز التنظيم الدولي لمجموعة محمود عزت هو أمر طبيعي، حيث يرى التنظيم أن معظم الملفات الهامة يمتلكها عزت مما يجعله منحازا للقائم بأعمال المرشد.

وعلى صعيد التحركات على الأرض واستعدادا لذكرى 25 يناير، يعقد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان اجتماعاً بالعاصمة التركية إسطنبول نهاية الأسبوع الحالي، لإنهاء أزمات الجماعة ومشكلاتها المتفاقمة في مصر والأردن، ووضع خطة التحرك في ذكرى ثورة ٢٥ يناير، بهدف ما سمته مصادر مطلعة، ارتكاب وقائع تخريب، في مصر، ومحاولة إحداث حالة من الفوضى في البلاد، في ذكرى ثورة ٢٥ يناير.

وقالت مصادر قريبة الصلة من الجماعة إن التنظيم الدولي أوصى محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، ورفاقه بعدم إصدار أي أوامر أو بيانات في الوقت الحالي لقواعد التنظيم في مصر، حتى لا يتم استفزاز الإدارة الجديدة بقيادة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذى انتخبته القواعد مطلع العام الماضي، بعد استياء شباب الإخوان من مكتب الإرشاد القديم وتصاعد الخلافات مع عزت ومحمود حسين، الأمين العام للجماعة.

وأضافت تلك المصادر، أن التنظيم الدولي يستهدف بمنع «الصقور» من إصدار الأوامر، عدم استفزاز أعضاء المكاتب الإدارية وشباب الجماعة، بسبب احتقانهم المتصاعد من مكتب الإرشاد. وذكرت المصادر أن الاجتماع سيحضره كل من محمود حسين وإبراهيم منير، ممثلين عن التيار القديم، ومحمد عبدالرحمن، ممثلا عن الإدارة الجديدة، والذى يشغل وفقا لانتخابات القواعد مدير مكتب الإخوان بالخارج.

وأوضحت المصادر أن التنظيم الدولي غير قادر حتى الآن على حل مشاكل الجماعة الداخلية، نظرا لانقسام أعضائه ما بين مؤيد للصقور وآخر راغب في سيطرة الشباب، مشيرة إلى أن سلسلة الاجتماعات التي يعقدها التنظيم تستهدف توحيد الإخوان للهجوم على النظام الحالي في مصر، ووضع خطة التحرك في ذكرى ٢٥ يناير.

وتابعت المصادر أن من أهم ما يشغل أعضاء التنظيم الدولي هو كيفية توجيه قواعد الجماعة في مصر في ذكرى ٢٥ يناير، لذلك يحاولون استقطابها عن طريق إبعاد أوامر عزت ورفاقه، التي أصبحت تأتى بنتائج عكسية.

من جانبه، قال عمرو عمارة، منسق حركة إخوان منشقون، إن الجماعة فشلت في التواصل مع عدد من القوى الثورية وشباب الثورة بهدف تنظيم تحالف للتظاهرات في ذكرى ٢٥ يناير.

وفي نفس السياق اعترف أنس حسن، مؤسس شبكة رصد الإخوان، بشعور الجماعة بحالة انهزامية، موضحا أن مجموعة محمود عزت تسعى لتوظيف حالة الفشل لدى الجماعة لتحقيق مصالحها. وقال حسن في بيان له اليوم، السبت، عبر صفحته على "فيس بوك": "بعض مقاطيع محمود عزت، والعاجز محمود حسين قاعدين يستغلوا جو الهزيمة اللي دخلوا فيه الثورة وحركة الاحتجاج عشان يقولوا للناس مش قلنالكم السلمية كانت الخيار الأمثل، الناس معدومة الرؤية ومعدومة الفكر بيحاولوا يوظفوا فشلهم في أنهم يخلقوا نجاح من فراغ". وأضاف مؤسس شبكة رصد الإخوانية: "الإخوان لما اتعاركوا مع بعض وسابوا الشارع والناس فقدت الثقة في قدرتهم على إدارة المشهد وانفضت من حولهم، وحلفاء النظام شعروا بان قدرة الإخوان على العودة تضاءلت، بدأ كله يتحرك وهو متطمن إنه هياخد جزء من كعكة الإخوان مش فيها". كما اعترف حسن بأن جماعة الإخوان مارست ما يعرف بالعمليات النوعية ضد ضباط الجيش والشرطة، وأن محمود عزت ومحمود حسين، قيادي مكتب الإرشاد هما من ألغوا تلك العمليات، واستطرد: "كل التفاعلات دي لا تدل على نجاح رؤية عزت وحسين".

تلك الاجواء التي لا تبشر بالخير لا على المستوى العام ولا المستوى الخاص بالجماعة، فعلى المستوى العام فقد يتبع اعضاء الجماعة في الداخل والمصرين على استخدام العنف استراتيجية الذئاب المنفردة مما يؤدى في النهاية الى نشر الفوضى في اكثر من مكان، والتي مؤداها ارهاب المجتمع المصري وتشتيت الاجهزة الامنية مما يزيد من سخط الشعب عليها لعدم قدرتها على مواجهة الارهاب، فقد زادت في مصر أخيراً وتيرة عمليات العنف العشوائي قبل الذكرى الخامسة للثورة، ما أثار مخاوف من تصاعد تحدي ما بات يُطلق عليه «الذئاب المنفردة»، في إشارة إلى منفذي الاعتداءات الذين لا تحركهم قيادات منظمة.

وشهد الأسبوع الماضي مقتل عقيد في الشرطة وجندي بهجوم مسلح استهدف سيارتهما على إحدى الطرق الرئيسة في محافظة الجيزة. وتصدت قوات الشرطة لمحاولة استهداف سياح في أحد فنادق الغردقة بهجوم بدائي استخدم فيه شخصان قُتل أحدهما وجُرح الآخر، سلاحاً أبيض. وقبلها بأيام فجر مجهولون عبوة ناسفة في قطار بين الصعيد والقاهرة قرب مدينة العياط جنوب العاصمة، ما أحدث تلفيات كبيرة في القطار. واكتشفت قوات الحماية المدنية تلغيم قضبان السكة الحديد بعبوات ناسفة عدة قامت بتفكيكها. وأحرق مجهولون مكتباً في محطة قطارات في الإسكندرية شمال البلاد بزجاجات حارقة. وعثرت قوات الأمن على رسالة تهديد أمس إلى جوار قنبلة زرعها مجهولون قرب سيارة شرطي.