في "دير الزور".. "داعش" يرتكب مجازر جديدة ومجاعة تهدد المدينة

الأحد 17/يناير/2016 - 01:40 م
طباعة في دير الزور.. داعش
 
يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" منذ 2013 على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وحقول النفط الرئيسية فيها، والتي تعد الأعلى إنتاجًا في سوريا، وارتكب أمس التنظيم أبشع مجزرة؛ حيث قتل 300 امرأة وطفل وشيخ بإحدى بلدياتها.

مجزرة جديدة

مجزرة جديدة
أعدم مسلحو داعش 300 شخص من قرية البغيلية بريف مدينة دير الزور شمال شرق سوريا السبت 16 يناير.
وكان شهود عيان أفادوا سابقًا بحصول مجزرة مروعة ارتكبها تنظيم داعش في البغيلية بحجة تعاون سكان القرية مع الجيش السوري.
كما احتجز تنظيم "داعش" الأحد، 400 مدني، بينهم أطفال ونساء، خلال هجماته في دير الزور شرق سوريا، حسبما أفاد بذلك النشطاء.
ونقلت وكالة فرانس برس عن نشطاء أن التنظيم نقل الأسرى المحتجزين إلى مناطق أخرى تخضع لسيطرته.
تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة السبت على حي إضافي في مدينة دير الزور شرق سوريا، موقعًا أكثر من 135 قتيلًا في صفوف قوات النظام والمدنيين؛ ليعوض بذلك خسائر مني بها في ريف حلب (شمال)؛ حيث المعارك على أشدها بين الطرفين.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت ارتفاع عدد قتلى هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة دير الزور في شرق سوريا إلى 135 على الأقل بينهم 85 مدنيًّا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "ارتفع عدد قتلى هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور، وتحديدًا شمال غربها إلى 135 قتيلًا على الأقل بينهم 85 مدنيًّا و50 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها".
وكان المرصد أفاد في وقت سابق بمقتل 75 عنصرًا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأوضح عبد الرحمن أن تنظيم الدولة الإسلامية أعدم الجزء الأكبر من الضحايا في ضاحية البغيلية في شمال المدينة، والتي سيطر عليها إثر الهجوم الذي شنه صباح السبت.
بدأ الهجوم، وفق عبد الرحمن، بتفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة في حي الحويقة في غرب المدينة. وأشار إلى أن عناصر التنظيم المتطرف تسللوا إلى شمال المدينة، واستولوا على ضاحية البغيلية، وباتوا يسيطرون حاليًا على نحو 60 % من المدينة.
ويعد ذلك "أكبر تقدم لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور"، بحسب عبد الرحمن.
وفي أول تعليق رسمي سوري نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مجلس الوزراء "يدين المجزرة الوحشية الجبانة التي ارتكبتها قطعان تنظيم داعش الإرهابي بحق أهالي قرية البغيلية بريف دير الزور الغربي".

عامان من الأسر

عامان من الأسر
وتواجه "دير الزور" حصارًا من قِبل تنظيم "داعش"، فهناك قالت: "ما بين 15 و20 شخصًا توفوا بسبب الجوع في مدينة دير الزور السوري 2015، بحسب الأمم المتحدة".
وقالت الأمم المتحدة في تقرير نشر أمس السبت، إن لديها تقارير لم تتحقق من صحتها، وإن هناك مئتي ألف شخص يعيشون في أوضاع متردية للغاية ونقص حاد للطعام بمدينة دير الزور.
 ويحاصر تنظيم "داعش" الجزء الغربي من المدينة منذ مارس 2014.
وذكر التقرير أن تنظيم "داعش" يستجوب ويمارس مضايقات بحق الراغبين في ترك المدينة ويصادر وثائقهم. بينما تشترط الحكومة السورية على الراغبين في المغادرة برًّا أو بحرًا الحصول على موافقات.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير أن السكان محرومون من الكهرباء منذ أكثر من عشرة أشهر، وأن المياه تتوفر ثلاث ساعات فقط في الأسبوع. والمدينة هي الأكبر سكانًا بين نحو 15 منطقة محاصرة في سوريا؛ حيث يعاني نحو 450 ألف نسمة من الحصار ورفض الجماعات المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية دخول المساعدات. 
وأفاد تقرير الأمم المتحدة بعدم وجود رحلات جوية إلى المطار باستثناء رحلات الهليكوبتر منذ سبتمبر، وبانتشار سوء التغذية. وقالت المنظمة الدولية: "أبلغ موظفون في الصحة عن حالات سوء تغذية حادة خاصة بين الأطفال، ووردت تقارير لم نتحقق من صحتها بوفاة ما يتراوح بين 15 و20 من الجوع في 2015 (أربعة منهم أطفال)". وأضافت المنظمة: "كل المدارس تعمل في المدينة، لكن الغياب أمر شائع بين الأطفال؛ نظرًا لمعاناتهم المتكررة من الإغماء بسبب سوء التغذية". 
كما ذكرت حملة "الرقة تذبح في صمت" أن هناك 350 معتقلًا من عشيرة الشعيطات المعارضة لوجود تنظيم "داعش"، في معتقلات التنظيم ومصيرهم مجهول بين الإعدام والسجن.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن التنظيم المتطرف شرد من أهالي الشعيطات أكثر من 100 ألف، معظمهم من النساء والأطفال، كما أجبر أبناء الشعيطات على تسليم أسلحتهم كاملة والتي تقدر بمئات القطع؛ لمنعهم من الدفاع عن أنفسهم.
ويقدر عدد الضحايا من الشعيطات الذين قتلهم المتطرفون بأكثر من ألف قتيل معظمهم من المدنيين، إضافة إلى 1800 مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

تحرر دير الزور

تحرر دير الزور
تعد مدينة دير الزور من أهم معاقل تنظيم "داعش"، والتي يرتكب فيها يوميًّا جرائم ضد أبناء المحافظة من العشائر السنية، خاصة عشيرة الشعيطات، ومع استمرار الحصار تهدد المدينة بمجاعة تفوق مجاعة مضايا التي يدعمها، هل سيتحرك العالم لإنقاذ أهالي دير الزور من التنظيم الدموي؟

شارك