الإخوان وذكرى 25 يناير.. بين التحريض والقمع

الأحد 17/يناير/2016 - 02:43 م
طباعة الإخوان وذكرى 25
 
إن المتتبع للأحداث في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير 2011، بداية من الدعوة إليها، مرورًا بالأحداث التي تلتها في الأعوام القليلة الماضية لَيجد تناقضًا حادًّا في الموقف الإخواني من هذه الثورة، وهذا ما سوف نحاول رصده في هذا التقرير، خصوصًا بعدما واصلت جماعة الإخوان تحريضها لعناصرها للتظاهر والتصعيد في ذكرى ثورة 25 يناير، ودعا محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، أنصاره إلى المشاركة فيما وصفه بـ«الموجة الثورية» الجديدة، ودعوة جيرانهم وأصدقائهم للمشاركة في تلك الفعاليات.
محمود عزت، القائم
محمود عزت، القائم بأعمال المرشد
وقد نشر المركز الإعلامي لجماعة الإخوان في لندن، أمس، رسالة عزت، التي دعا فيها الجماعة إلى أن تكون صفاً واحداً، وتنهي حالة الانقسام بين صفوفها.
وتزامنت تصريحات القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، مع اعترافات مثيرة أطلقها مؤسس شبكة «رصد» الإخوانية أنس حسن، كشف خلالها عما وصفه بـ«شعور الجماعة بحالة من الانهزامية»، مهاجماً مجموعة محمود عزت، التي اعتبرها تسعى لتوظيف حالة الفشل لدى الجماعة لتحقيق مصالحها الخاصة، وقال حسن في بيان له أمس عبر صفحته على «فيس بوك»: إن بعض من وصفهم بـ«مقاطيع محمود عزت، والعاجز محمود حسين»، دأبوا على استغلال أجواء الهزيمة التي منيت بها الجماعة، مشيراً إلى أن ذلك الجناح من الجماعة، يسعى إلى توظيف فشله في خلق حالة من النجاح من فراغ، خاصة بعد انسحاب حلفاء الجماعة، وفقدان الشارع للثقة في قدرتها على إدارة المشهد.
وفجر حسن مفاجأة مدوية في أوساط إخوانية، عندما قال: إن الجماعة مارست بالفعل ما يعرف بـ«العمليات النوعية» ضد ضباط الجيش والشرطة.
بدايات الموقف في 25 يناير 2011: كانت جماعة الإخوان مرتبكة بشأن النزول في المظاهرات، بل إنها طالبت شبابها بعدم النزول، حتى تقرر الجماعة موقفها، ولكن في 28 يناير وهو اليوم الذي سمي إعلاميًّا بـ"جمعة الغضب" رأت الجماعة أن هناك ضرورة لمشاركتها، ونزلت بعناصرها بعدما انسحبت قوات الأمن من الشوارع في محافظتي القاهرة والإسكندرية وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على صد التدفق الجماهيري في هذا اليوم وصمود الشعب في مواجهة الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز، وهو ما ظهر جلياً بركوب الإخوان الثورة في نهايتها. 
 وبشكل عام فإن موقف الإخوان من ثورة 25 يناير مضطرب ومتناقض، فالتنظيم الذي هاجم دعوات إحياء ذكرى الثورة خلال فترة حكمه للبلاد، هو من يحرض على التصعيد في ذكرى الثورة، ويدعون إلى التظاهر، خاصة بعد عزل محمد مرسي، وهم من كانوا في القريب العاجل يهاجمون من يدعون للتظاهر في تلك الذكرى، ويرون أنها محاولة لتعطيل مؤسسات الدولة. موقف جماعة الإخوان من ذكرى 25 يناير في عامي 2012 و2013 يختلف تماماً عن موقفها من ذات الذكرى في أعوام 2014، و2015، و2016، ففي عام 2012 أعلن الإخوان رفضهم لأي دعوات للتظاهر في تلك الذكرى، بل إنهم رأوا أن النزول هو تعطيل لمؤسسات الدولة، وأنه يجب الاهتمام بالعمل وليس الاكتفاء بالتظاهر، وكان حينها قد استحوذ التنظيم على مجلس الشعب. وفي ذكرى يناير 2013، هاجمت الإخوان من يدعون للتظاهر، ويرفضون قرارات الرئيس المعزول محمد مرسي، وذلك خلال حكم الإخوان؛ حيث كانت القوى السياسية قد أعلنت موقفها من رفض الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي قبل نهايات عام 2012، وتظاهروا في ذكرى يناير رافضين لحكم الإخوان، وهو ما دفع الجماعة للهجوم عليهم وتشويه فعالياتهم. الحال تغير تمامًا في ذكرى 25 يناير 2014؛ حيث دعت الجماعة القوى السياسية بالتضامن معها والتظاهر في ميدان التحرير، وعدد من الميادين المجاورة لها، لإعادة التنظيم للمشهد السياسي، وبدأت الجماعة تخاطب القوى السياسية للنزول معها، إلا أن فعاليات التصعيد فشلت تمامًا. تكرر الأمر في 25 يناير 2015 إلا أن الأمر اختلف قليلاً بعد أن انقسم حلفاؤها أنفسهم حول النزول؛ حيث رفض عدد من الأحزاب كان على رأسها الجماعة الإسلامية والوسط والوطن مشاركة الإخوان في فعالياتهم، وهو ما أسهم في فشل مظاهرات الجماعة خلال تلك الذكرى. وفي الذكرى الحالية، زادت دعوات التنظيم لحمل السلاح خلال تلك الذكرى، بل إن حركات مسلحة أعلنت مشاركتها في ذكرى يناير، في مساعٍ من الجماعة لنشر الفوضى خلال تلك الذكرى. 
الدكتور أحمد كمال
الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي: إن الدعوة للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير محاولة لتعطيل استقرار مؤسسات الدولة، خاصة بعدما بدأ البرلمان في عقد جلساته ومناقشة القوانين التي تم صدورها خلال الفترة الانتقالية. وأضاف كمال أبو المجد: "على الشباب أن يدعم القيادة الحالية لتحقيق الاستقرار، وألا يشارك في دعوات العنف التي صدرت مؤخراً في تلك الذكرى؛ لأن هناك دولاً لا تريد لمصر الاستقرا" .
وتجسد موقف المؤسسة الدينية في مواجهة وزارة الأوقاف، التدافع التحريضي نحو العنف في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بخطبة عن نعمة الأمن والأمان، الجمعة الماضية 15 يناير 2016؛ حيث شارك وزير الأوقاف أهالي أسوان بعيدهم القومي وخطب عبر الأثير من مسجد الطابية الجديد بأسوان. ودارت الخطبة حول موضوع عن "نعمة الأمن والأمان"، وتأتي الخطبة في مواجهة الدعوات المحرضة التي تستهدف الرجوع بالوطن إلى الوراء مستغلة ذكرى ثورة 25 يناير، في تدافع تحريضي معاكس لاتجاه سير الوطن ومؤسسات الدولة الساعية نحو الاستقرار. 
فيما تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، من ضبط القائمين على إدارة 47 صفحة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للتحريض ضد مؤسسات الدولة، فقد نجحت الأجهزة الأمنية من ضبط اثنين من القائمين على إدارة تلك المواقع، حيث تم ضبط "محمد. ع" ومقيم بالجيزة، قائم على إدارة 41 صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، واعترف بوضعه المشاركات التي تحرض ضد مؤسسات الدولة، ونشر فكر تنظيم الإخوان الإرهابي، والتحريض على النزول في مظاهرات والخروج بمسيرات يوم 25 يناير القادم، وبحوزته جهاز الحاسب الآلي المستخدم. كما تم ضبط "كوثر. ح" ومقيمة بالمنيا، تقوم على إدارة 6 صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، واعترفت بانتمائها لتنظيم الإخوان الإرهابي، وقيامها بوضع المومن جانبه، قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد، المفكر الإسلامي: إن الدعوة للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير محاولة لتعطيل استقرار مؤسسات الدولة، خاصة بعدما بدأ البرلمان في عقد جلساته ومناقشة القوانين التي تم صدورها خلال الفترة الانتقالية. وأضاف كمال أبو المجد: "على الشباب أن يدعم القيادة الحالية لتحقيق الاستقرار، وألا يشارك في دعوات العنف التي صدرت مؤخراً في تلك الذكرى؛ لأن هناك دولاً لا تريد لمصر الاستقرا" .
وتجسد موقف المؤسسة الدينية في مواجهة وزارة الأوقاف، التدافع التحريضي نحو العنف في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بخطبة عن نعمة الأمن والأمان، الجمعة الماضية 15 يناير 2016؛ حيث شارك وزير الأوقاف أهالي أسوان بعيدهم القومي وخطب عبر الأثير من مسجد الطابية الجديد بأسوان. ودارت الخطبة حول موضوع عن "نعمة الأمن والأمان"، وتأتي الخطبة في مواجهة الدعوات المحرضة التي تستهدف الرجوع بالوطن إلى الوراء مستغلة ذكرى ثورة 25 يناير، في تدافع تحريضي معاكس لاتجاه سير الوطن ومؤسسات الدولة الساعية نحو الاستقرار. 
فيما تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، من ضبط القائمين على إدارة 47 صفحة بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للتحريض ضد مؤسسات الدولة، فقد نجحت الأجهزة الأمنية من ضبط اثنين من القائمين على إدارة تلك المواقع، حيث تم ضبط "محمد. ع" ومقيم بالجيزة، قائم على إدارة 41 صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، واعترف بوضعه المشاركات التي تحرض ضد مؤسسات الدولة، ونشر فكر تنظيم الإخوان الإرهابي، والتحريض على النزول في مظاهرات والخروج بمسيرات يوم 25 يناير القادم، وبحوزته جهاز الحاسب الآلي المستخدم. كما تم ضبط "كوثر. ح" ومقيمة بالمنيا، تقوم على إدارة 6 صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، واعترفت بانتمائها لتنظيم الإخوان الإرهابي، وقيامها بوضع المشاركات التي تحرض ضد مؤسسات الدولة، والتحريض على الخروج بمسيرات يوم 25 يناير المقبل، وبحوزتها (جهاز حاسب آلي، هاتف محمول) المستخدمان في الواقعة. وبفحص الأجهزة والهواتف المضبوطة فنيًّا، تبين وجود دلائل وصور الصفحات، وأوراق تنظيمية تدعو للحشد وخرائط لتحركات الجماعات الإرهابية في ذكرى 25 يناير، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية قبل المتهمين وعرضهما على النيابات المختصة التي باشرت التحقيق. وأفادت وزارة الداخلية، أن قطاع التوثيق والمعلومات بالوزارة ومباحث الإنترنت، يلاحقوا باستمرار الصفحات الإرهابية التي دأبت على التحريض على العنف والسخرية من الحوادث الكبرى التي شهدتها البلاد مؤخراً، وأن القطاع تمكن من إغلاق 3343 صفحة إخوانية وإرهابية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وضبط 254 متهمًا وراء التحريض على العنف وإثارة القلق خلال عامين. وأوضحت الداخلية، أن خطورة الإرهاب الإلكتروني تكمن في نشر الشائعات المغرضة وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم والتشهير والإساءة للسمعة والسب والقذف، ويعملون على التلقين الإلكتروني وحشد المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين الذين يستخدمون المنابر الإلكترونية للتواصل مع أعوانهم للتظاهر والاعتصام وإثارة العنف والفوضى.
شاركات التي تحرض ضد مؤسسات الدولة، والتحريض على الخروج بمسيرات يوم 25 يناير المقبل، وبحوزتها (جهاز حاسب آلي، هاتف محمول) المستخدمان في الواقعة. وبفحص الأجهزة والهواتف المضبوطة فنيًّا، تبين وجود دلائل وصور الصفحات، وأوراق تنظيمية تدعو للحشد وخرائط لتحركات الجماعات الإرهابية في ذكرى 25 يناير، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية قبل المتهمين وعرضهما على النيابات المختصة التي باشرت التحقيق. وأفادت وزارة الداخلية، أن قطاع التوثيق والمعلومات بالوزارة ومباحث الإنترنت، يلاحقوا باستمرار الصفحات الإرهابية التي دأبت على التحريض على العنف والسخرية من الحوادث الكبرى التي شهدتها البلاد مؤخراً، وأن القطاع تمكن من إغلاق 3343 صفحة إخوانية وإرهابية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وضبط 254 متهمًا وراء التحريض على العنف وإثارة القلق خلال عامين. وأوضحت الداخلية، أن خطورة الإرهاب الإلكتروني تكمن في نشر الشائعات المغرضة وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم والتشهير والإساءة للسمعة والسب والقذف، ويعملون على التلقين الإلكتروني وحشد المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين الذين يستخدمون المنابر الإلكترونية للتواصل مع أعوانهم للتظاهر والاعتصام وإثارة العنف والفوضى.
الإخوان وذكرى 25
فيما أصدر عدد من حلفاء جماعة الإخوان المسلمين بيانًا حرضوا فيه على التصعيد في ذكرى ثورة 25 يناير، داعين أنصار الجماعة إلى استخدام "كافة الوسائل المتاحة"، خلال تلك الذكرى.
البيان، الذي صدر عن 30 شخصية إخوانية وأنصار للجماعة، جاء فيه: "أعلنت جميع الحركات التابعة للإخوان الاتفاق والاتحاد في ذكرى 25 يناير، فلقد وعينا الدرس وتم الاستعداد بقوة لـ25 يناير، وسنستخدم جميع الوسائل".. وحرض مصدرو البيان أنصارهم على التصعيد واستخدام كافة الوسائل واستقطاب قوى سياسية معارضة لهم في المظاهرات التي سيدشنونها في تلك الذكرى.
ومن بين الموقعين على البيان كل من عضو مجلس شورى الإخوان جمال حشمت ومستشار الرئيس المعزول أحمد عبد العزيز والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة المنحل عبد الموجود راجح الدرديري. ولقد قام المفوض السابق للعلاقات الخارجية بـ"الإخوان" يوسف ندا بتحريض أعضاء الجماعة على التصعيد خلال الفترة المقبلة.. دعوة ندا واجهها حلفاء الإخوان بالرفض، مؤكدين أن ذلك يُسهم في إضعاف تحالف الإخوان، ويشق صفه الذي يرونه موحدًا..
وفي السياق ذاته، شنت قيادات ما يسمى "المجلس الثوري" في تركيا، هجومًا عنيفًا على ندا، مشيرين إلى أن ظهوره محاولة لعرقلة استعدادات الإخوان لذكرى 25 يناير، موضحين أن الرجل اختفى تمامًا عن المشهد منذ "عزل" الرئيس الأسبق محمد مرسي ويظهر في أوقات خاصة يستهدف بها الإضرار بالجماعة.
سيد فرج، القيادي
سيد فرج، القيادي بالجماعة الإسلامية
فيما حذر سيد فرج، القيادي بالجماعة الإسلامية، وفي رسالة وجهها إلى جموع الشباب عامة وشباب التيار الإسلامي بشكل خاص، من الدعوات التي أطلقتها جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية للتحريض على التظاهر في ذكرى 25 يناير، واصفًا الدعوات للتظاهر بأنها متاجرة بدماء الشباب.. وطالب فرج الشباب بعدم الاستجابة لهذه الدعوات، وبأن لا يصغوا للمزايدات، ولا المتاجرين بدمائهم، مشيرًا إلى أن "الذين يصدرون بيانات تحريضية يعيشون في مأمن، ولا تسمعوا لمن يقول لكم: أعلنا الجهاد ورفعنا رايته".
المعطيات العامة الظاهرة وصراعات الجماعة الداخلية، والدعوة لثورة جديدة في 25 يناير الجاري، وتحذيرات رأس الدولة المصرية منها في خطاب عام، وتواصل ضربات الأمن المصري الاستباقية، والحديث المتواتر عن فرق لاغتيال شخصيات عامة دليل على أن ذكرى يناير ربما تشهد موجة عنف جديدة بين جماعة الإخوان وأنصارها، وبين سلطات الدولة المصرية، وتبقى تلك الذكرى فاصلة في المواجهة بينهما والتي انتصرت الدولة فيها خارجيًّا واقتحمت معاقل الجماعة دوليًّا، لكن جيوبًا للجماعة ما زالت تستنفر من بقي من أنصارها، وهو ما يبدو إما محاولة أخيرة للبقاء، أو زفيرًا يُخرج روحها إلى الأبد.

شارك