خلافات تهدد تحالف "صالح- الحوثي".. مع تقدم الجيش اليمني في عدة جبهات
الأحد 17/يناير/2016 - 08:40 م
طباعة

في الوقت الذي اعترضت فيه قوات التحالف صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون من صنعاء باتجاه مأرب، تتقدم المقاومة والجيش الوطني في عدد من الجبهات، مع ارتفاع حدة الخلافات بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، وغموض يكتنف المفاوضات الاممية.
الوضع الميداني:

قصفت طائرات التحالف العربي مواقع ومعسكرات للميليشيات شرق صنعاء، وفي تبة الأمن السياسي ومواقع أخرى قرب مبنى التليفزيون شمال مدينة صنعاء.
كما استهدفت غارات التحالف مواقع للميليشيات في شمال وشرق مدينة تعز، ودمرت تعزيزات عسكرية تابعة للميليشيات شمال محافظة الضالع كانت في طريقها إلى جبهة حمك شمال غرب مدينة قعطبة.
فيما اعترضت المنظومة الدفاعية التابعة للتحالف العربي صاروخاً بالستياً أطلقته الميليشيات من صنعاء باتجاه مدينة مأرب حيث تم تدميره في الجو قبل وصوله إلى الهدف.
وأفاد شهود عيان أنهم شاهدوا كتلة كبيرة من اللهب في الهواء نتيجة اعتراض الصاروخ وتفجيره. وكان قد تم إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا باتجاه مدينة مأرب من مواقع الميليشيات في جبل هيلان، حيث سقطت في أنحاء مختلفة من مدينة مأرب بشكل عشوائي قبيل اعتراض الصاروخ البالستي.
وتمكنت طائرات التحالف العربي من قصف تجمعات مسلحة في صعدة كانت في طريقها للهجوم على حدود السعودية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 مسلحاً، كما استهدفت غارة مخبأً تجتمع فيه قيادات حوثية في صعدة، يرجح أن يكونوا قتلوا، وفق ما ذكرت مصادر لـ «الحياة» اللندنية.
وفي محافظة الجوف، اعترفت مصادر في ميليشيات الحوثي أن طائرات التحالف شنت أكثر من 40 غارة جوية على مديرية الغيل والمناطق الواقعة بين الجوف ومأرب، وذلك في إطار مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في عمليتهما العسكرية المتواصلة منذ عدة أيام ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جبل هيلان ومديرية الغيل والأطراف الجنوبية الغربية لمحافظة الجوف.
فيما شنت المقاومة الشعبية مدعومة بقوات الجيش والتحالف هجومًا على مدينة "دمت" التابعة لمحافظة الضالع. وقالت مصادر العربية إن اشتباكات عنيفة تدور بين المقاومة ومليشيات الحوثيين خلال تقدم المقاومة في هذه المنطقة.
فيما أكدت مصادر في الحكومة اليمنية أن مقتل المسؤول الأمني السابق في محافظة البيضاء العقيد عادل الأصبحي، بانفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارته، وقع بعد تأييده للشرعية وأثناء توجهه إلى عدن للانضمام للقوات الأمنية هناك.
وفي مدينة الحديدة، أكد شهود عيان أن طائرات التحالف استهدفت مواقع عسكرية تابعة للميليشيات في أنحاء مختلفة، فيما سُمع دوي انفجارات قوية هزت المدينة.
وفي محافظة حجة شمال غربي اليمن، أكدت مصادر عسكرية في الجيش الوطني أن بوارج حربية تابعة لقوات التحالف قصفت مواقع للميليشيات على امتداد الخط الساحلي الرابط بين منطقتي ميدي والجر، شمال غربي المحافظة، وذلك تمهيدا لتقدم قوات مشتركة من الجيش الوطني والتحالف من ميدي جنوبا باتجاه مناطق تمركز الميليشيات على الشريط الساحلي الغربي لليمن.
وفي محافظة إب المجاورة، استمرت أمس المعارك بين رجال المقاومة والحوثيين في مديرية حزم العدين. وذكر مصدر أمني أن المعارك تتركز في جبل الشق والمخزوقة ونجد الفرقد وهياج الرهض، وهي مواقع تسيطر عليها المقاومة ويسعى الحوثيون لانتزاعها. ووفق المصدر، فإن كفة المعارك تميل إلى مسلحي الجماعة وقوات صالح، الذين يشنون قصفاً مدفعياً مكثفاً بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، فيما تصد المقاومة تلك الهجمات بالأسلحة الخفيفة.
كما أفاد مراسل قناة "العربية" أن القوات السعودية المشتركة قتلت ما يزيد عن 35 شخصاً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حاولوا الدخول إلى المنطقة المحظورة داخل الأراضي اليمنية المقابلة للحدود السعودية.
وأشار المراسل إلى قيام القوات السعودية على الشريط الحدودي بعمليات تمشيط مكثفة لإفشال أي عملية للمتمردين وردع أي محاولة منهم للاقتراب من الحدود.
الوضع الإنساني:

تمكنت منظمة أطباء بلا حدود، الأحد، من إدخال مساعدات إلى جزء من مدينة تعز في جنوب غرب اليمن، التي يحاصرها المتمردون الحوثيون منذ أشهر، وذلك للمرة الأولى منذ أغسطس الماضي.
وذكرت المنظمة، في بيان، تلقت وكالة "فرانس برس" نسخة منه، أنها "بعد 5 أشهر من المفاوضات، تمكنت (...) من إيصال المساعدات الطبية الأساسية إلى المنطقة المحاصرة في مدينة تعز"، الواقعة وسط المدينة.
وأوضحت أن "آخر مرة تمكنت المنظمة من إيصال المساعدات الطبية إلى تعز كانت في أغسطس 2015. وخلال الأشهر الماضية، اضطر الطاقم الطبي لمرات عدة لإيقاف الرعاية الجراحية اللازمة لجرحى الحرب والمرضى بسبب نقص الإمدادات الطبية".
وقالت مديرة الطوارئ في المنظمة في اليمن، كارلين كليجر: "نحن ممتنون من تمكننا من إيصال المساعدات والمواد الطبية إلى المستشفيات في هذه المنطقة المحاصرة، حيث تستقبل المستشفيات عددا كبيرا من الذين يعانون من جروح الحرب".
وطلبت من "جميع الأطراف المتحاربة العمل على الحد من معاناة الشعب اليمني، والاستمرار في السماح للوازم الطبية وغيرها من الضروريات، مثل الوقود والطعام، من الدخول إلى البلاد وجميع المناطق المتضررة، مثل مدينة تعز".
وفي استمرار الوضع الامني المتردي في عدن، نقلت مصادر محلية بمدينة عدن ان سيارة مفخخة انفجرت امام البوابة الخارجية لمنزل مدير أمن المحافظة العميد شلال شائع الكائن بمدينة التواهي. وأوضحت المصادر لـ"المشهد اليمني"، ” ان السيارة المفخخة قدمت من جهة الساحل، واصطدمت بمدرعة الحراسة امام بوابة المنزل، مما ادى الى انفجارها، وسقوط عدد من الشهداء والجرحى .لكن لا احصائية مؤكدة حتى .
خلافات صالح والحوثي:

كشفت تقارير اعلامية عن وجود خلافات كبيرة تعصف بتحالف الحوثيين مع المخلوع صالح آخرها فرض الميليشيات رقابة عسكرية على موالين للمخلوع صالح في العاصمة صنعاء وتضييق الحوثيين الخناق عليهم وإقصاء عناصر حزب "المؤتمر" الموالين لصالح من وظائفهم.
فهناك حالة من التآكل والانقسام الداخلي بدأت تعصف بتحالف المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح نتيجة خلافات سياسية وعسكرية برزت في الآونة الأخيرة في ضوء أنباء عن احتفاظ المخلوع بأسلحة نوعية تحت سيطرته في العاصمة صنعاء ورفضه إرسال جزء منها إلى بعض الجبهات التي تلقت فيها الميليشيات ضربات وانكسارات.
على الصعيد السياسي برزت الخلافات بين الطرفين بوضوح خلال محادثات سويسرا منتصف الشهر الماضي حيث حاول أعضاء من ممثلي المخلوع صالح وضع المتمردين الحوثيين في واجهة المسئولية عن الحرب وتبعاتها.
وأفادت مصادر أمنية يمنية في صنعاء أن المتمردين الحوثيين فرضوا منذ يومين رقابة مسلحة على 16 مسؤولاً من المنتمين إلى حزب "المؤتمر الشعبي" العام الموالين للمخلوع صالح، كما يراقبون تحركاتهم ومنازلهم.
وأوضحت المصادر أن من المسؤولين الذين أخضعوا للمراقبة وزراء ووكلاء وزارات وسياسيون وأعضاء في وفد المخلوع إلى محادثات سويسرا.
هادي يتابع الأوضاع:

فيما ترأس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم، اجتماعاً استثنائياً للقيادات التنفيذية والمحلية بمحافظة عدن، بحضور محافظ المحافظة عيدروس الزبيدي ،وأمين عام المجلس المحلي بدر معاون ، ومدير الأمن شلال شايع.
وحيا الرئيس الجهود التي يبذلوها في إطار عودة الحياة والعمل على استتباب الأمن والاستقرار وإعادة تأهيل مختلف مكاتب العمل بالمحافظة وإسهام الجميع في إعادة عجلة دوران الحياة لهذه المدينة التي عانت الكثير والتي تتطلب من الجميع اليوم الوقوف صفاً واحداً لعودة البسمة إلى شفاه الأطفال والنساء والشيوخ ليشعروا ان تضحيات أبنائهم ودمائهم الزكية التي سفكت في محراب عدن الباسلة والصمود لم تذهب هدرًا بل هي حجر الزاوية في معركة الوجود كي نكون او لا نكون.
وقال هادي" إن الحفاظ على تلك الانتصارات التي تحققت في مواجهة القوى الانقلابية الغاشمة في ميدان المعركة تتطلب منكم اليوم المحافظة عليها وتعزيزها من خلال العمل بروح الفريق الواحد والتصدي للخلايا التخريبية التي تحاول جاهدة العبث بأمن واستقرار المدينة وأبنائها عبر أدواتها واذرعها الرخيصة التي يجدر بكم جميعا على إحباط مخططاتها وكشف أوراقها".
وأضاف" إن أمن واستقرار عدن والمحافظات المحررة من المليشيا الانقلابية مسؤولية جماعية مشتركة ،وليست فقط مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، بل الدور يقع على عاتق الجميع من خلال الرصد والمتابعة في إطار مرافق العمل وكذلك عبر الأحياء السكنية وعقال الحارات".. مشيراً إلى أن عدن اليوم تستحق من الجميع اليقظة لينعم أبناؤها بالأمن والاستقرار المنشود.
وتطرق رئيس الجمهورية إلى جهود الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي لا تزال جهودهم وأياديهم البيضاء تصنع بسماتها في أكثر من موقع ومكان.
وقال الرئيس اليمني" نعم لقد دمرت العديد من البنى التحتية وفي إطار الخدمات الأساسية والمباني والمنشآت إلا ان العزم والحسم موجود وسيبنى كل ما تم تدميره وفي الدرجة الأولى بناء الإنسان وصون حياته وممتلكاته".
وحث هادي، الجميع على مواصلة الجهود للعمل بوتيرة عالية في ظل الظروف الراهنة والاستثنائية التي تشهدها البلد ، وتجسيد روح المسؤولية الحقه والتعاون مع محافظ عدن في القضاء على الظواهر السيئة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع البسط على الأراضي والمتنفسات .
المسار التفاوضي:

مع إعلان الأمم المتحدة تأجيل محادثات السلام في اليمن قبل أيام، باتت سلسلة المفاوضات بين الحكومة الشرعية ووفد الحوثي وصالح على المحك ورهن التشكيك، في ظل محاولات المتمردين العبثية لتعطيل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، ومواصلة الانتهاكات وخرق الهدن التي تتزامن مع جولات المحادثات.
فيما أكد نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، تمسك السلطات اليمنية بتطبيق الحوثيين قرار مجلس الأمن رقم 2216 والإفراج عن المخطوفين السياسيين كافة ورفع الحصار عن المدن في بادرة لحسن النية وتفعيل لجنة التهدئة، كشروط لا بد منها لإنهاء الحرب. وأشار بحاح خلال لقائه أمس في الرياض المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، إلى حرص الحكومة الشرعية على الحوار وإيجاد حلول سياسية لإيقاف نزف الدم والاحتراب في اليمن، وأن يعم السلام مناطق اليمن كافة.
المشهد اليمني:
ويبدو من سير الحوادث أن استمرار المفاوضات سيكون صعبا في ظل الصراع على الأرض والخلاف السياسي بين الحوثيين وصالح، مع تأكيد الحكومة الشرعية على تنفيذ قرار مجلس الأمن، ويبقى المواطن اليمني هو من يدفع فاتورة استمرار الحرب دائما.