دمج 7000 من المقاومة في الجيش اليمني.. مع ارتفاع خسائر الحوثيين
الإثنين 18/يناير/2016 - 02:57 م
طباعة

في الوقت الذي اعترضت فيه قوات التحالف صاروخاً بالستياً أطلقه الحوثيون من صنعاء باتجاه مأرب، تتقدم المقاومة والجيش الوطني في عدد من الجبهات، مع غموض يكتنف المفاوضات الأممية، في ظل التطورات الميدانية.
الوضع الميداني

وعلى الصعيد الميداني شن طيران التحالف العربي في اليمن غارات على منزل قيادي من ميليشيات الحوثي في منطقة نهم ومعسكرين للمتمردين وسط صنعاء؛ ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. كما كثف غاراته على مواقع عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي في منطقة نقيل بن غيلان شمال شرقي صنعاء.
فمع تواصل تهديدات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بإطلاقهم صاروخاً باليستياً على محافظة مأرب والذي اعترضته المنظومة الصاروخية لقوات التحالف العربي، ردت مقاتلات التحالف بشن غارات جوية استهدفت خلالها مواقع المتمردين في العاصمة صنعاء، حسبما أفادت مصادر ميدانية.
وبحسب مصدر ميداني شنت المقاتلات أربع غارات على مواقع في جبل عريشة بمديرية نهم، مستهدفة معسكراً تدريبياً استحدثه الانقلابيون لاستقبال المسلحين الجدد.
وعلى الأرض هاجم رجال المقاومة الشعبية في مديرية يريم في محافظة إب تعزيزات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح كانت في طريقها من نقيل سمارة إلى مدينة تعز، وأدى الهجوم إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيات وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم.
بدورها، شنت المقاومة الشعبية في محافظة حجة هجمات على مواقع المتمردين واستهدفت منطقة المخلاف، كما هاجمت نقطة مسلحة لميليشيات الحوثي في محطة الجبلي في مفرق خميس كعيدنة، وتحدثت أنباء عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات.
وقصفت ميليشيات الحوثي المتمردة بصواريخ الكاتيوشا عدة قرى بمدينة الصومعة في البيضاء.
سيطر الجيش الوطني والمقاومة اليمنية، على جبلي الذاري وأجزاء واسعة من جبل ناصة جنوبي مدينة دمت التابعة لمحافظة الضالع بعد معارك مع ميليشيات الحوثي وصالح .
كما ناقش نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشئون القوى البشرية اللواء الركن سيف الضالعي مع محافظ الضالع ضم سبعة آلاف من أفراد المقاومة الشعبية في الجيش الوطني، وإعادة ترتيب وتوزيع النقاط الأمنية بما يكفل مواجهة أي محاولات للعبث باستقرار المحافظة من قبل الميليشيات الانقلابية، مشددين على ضرورة رص الصفوف والقضاء على أي اختراقات للميليشيات الانقلابية.
وأقرت السلطة المحلية بمحافظة الضالع باتفاق مع رئاسة هيئة الأركان العامة لقوات الجيش الوطني دمج سبعة آلاف من المقاومة الشعبية بمحافظة الضالع في الجيش الوطني وقوات الأمن.
فيما كشف شهود عيان لـ"المشهد اليمني" عن وصول قوة عسكرية جديدة إلى مدينة عدن. وأضاف الشهود أن قوات عسكرية جديدة لقوات التحالف قدمتها دولة البحرين قد وصلت أمس الأحد إلى ميناء الزيت بمديرية البريقة التابعة لمحافظة عدن برفقة عشارت المدرعات والآليات العسكرية الحديثة. وتواصل قوات التحالف تقديم المزيد من الوحدات العسكرية المشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن خطة عسكرية لإعادة الشرعية إلى اليمن.
المشهد السياسي

وعلى صعيد المشهد السياسي، عَيَّنَ الرئيسُ اليمنيُّ، عبدربه منصور هادي، علي محمد المعمري، محافظاً لمدينة تعز.
وكان هادي قد التقى، في وقت سابق في عدن، بقيادة المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، برئاسة الشيخ حمود المخلافي ورئيس المجلس العسكري بالمحافظة.
وقدم المخلافي ورئيس المجلس العسكري لهادي الخطة التفصيلية لتحرير المدينة من الميليشيات الانقلابية، كما أطلعاه على مجمل الأوضاع، خصوصاً الوضع الإنساني إثر الحصار الذي يفرضه المتمردون على المدينة.
وأكدت قيادات المقاومة طلبها من الرئيس اليمني تكثيف الدعم للمقاومة الشعبية في المحافظة لدحر الميليشيات وفك الحصار على المدينة.
فيما ما يزال الغموض يلف قضية اختطاف واختفاء القيادي الإخوان البارز وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان (56 عامًا)، حيث قال مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ حول قضية قحطان: "لم أتلق تأكيدات فيما يتعلق بحياة محمد قحطان، القيادي في حزب الإصلاح". وأضاف: سألت إذا ما كان قحطان قد توفي؟ فأخبره المختطفون بأن المعلومات غير موجودة والاتصالات صعبة، وسيزودون الأمم المتحدة بمعلومات في المستقبل حال توفرها. التصريح أثار ردود فعل غاضبة ومنددة بلامبالاة المبعوث الأممي وتصريحه المثير للجدل والشك، وحضرت التكهنات والتأويلات عن مصير الرجل، يرجح بعض الناشطين والصحفيين احتمالية تصفيته في سجون جماعة الحوثي وصالح، بينما يستبعد ذلك آخرون، ويرون أن الأمر اتخذ بعداً مناطقياً؛ كون قحطان من محافظات المناطق الوسطى.
المشهد الإقليمي

وعلى صعيد المشهد الإقليمي، اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الرياض. وجرى خلال الاجتماع مناقشة مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار. وكان الأمير محمد بن سلمان قد اجتمع بسلطان العرادة، محافظ مأرب، في اليمن، الذي نقل تقدير الحكومة والشعب اليمني لجهود المملكة في دعم واستقرار اليمن. كما بحث الطرفان الأوضاع الحالية في الساحة اليمنية.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، دعا نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح الاتحاد الأوروبي إلى مساندة الجهود الدولية لإيقاف نزيف الدم والدمار الذي تسببت به الميليشيات الانقلابية في اليمن، وتقديم المزيد من المساعدات الإغاثية لليمن؛ لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وأكد بحاح خلاله لقائه في الرياض أمس سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن بتينا موشايت أن المخرج الوحيد للعملية السياسية هو تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة باليمن وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وما نصت عليه المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. ولفت إلى حرص الحكومة على نجاح أي مشاورات تفضي إلى إيقاف الحرب ونزيف الدم في اليمن. وأشار بحاح إلى أن الحكومة تبذل ما بوسعها في التعجيل في ذلك ووضع حد لما تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من حرب همجية ضد ابناء الشعب اليمني في الداخل، على الرغم من عبثية الطرف الآخر وعدم جديته في ايقاف العدوان والحصار على عدد من المدن اليمنية.
من جانبها أكدت المسئولة الأوروبية وقوف الاتحاد الأوروبي مع الشرعية في اليمن.. معبرة عن استنكار الاتحاد لما تقوم به الميليشيات الانقلابية من تجاوزات بحق المدنيين. كما أكدت دعم الاتحاد الأوروبي لمساعي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لإنجاح مهامه في التوصل إلى تسوية سياسية توقف الحرب وتعيد الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع اليمن.
وفي نفس السياق، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، موجنز ليكيتوفت: إن الأطراف الدولية متفقة بشأن ضرورة إنهاء الأزمة اليمنية.
وأشار إلى أن على الأطراف الإقليمية بما فيها إيران العمل على منع وقوع كارثة إنسانية في اليمن.
المشهد اليمني
ويبدو من سير الحوادث أن استمرار المفاوضات سيكون صعبًا في ظل الصراع على الأرض والخلاف السياسي بين الحوثيين وصالح، مع تأكيد الحكومة الشرعية على تنفيذ قرار مجلس الأمن، ويبقى المواطن اليمني هو من يدفع فاتورة استمرار الحرب دائمًا.