الإخوان وفتنة 25 يناير

الإثنين 18/يناير/2016 - 06:43 م
طباعة الإخوان وفتنة 25
 
لا يكاد يمر يوم منذ بداية يناير 2016، إلا وكان الحديث عن ذكرى 25 يناير مقرونًا بعمليات الإخوان الإرهابية، أما عن انقسامات الإخوان الداخلية والتي تُعد السبب الرئيس فيها طبيعة الفعاليات في ذكرى 25 يناير ما بين السلمية واستخدام العنف، حتى أصبحت ذكرى 25 يناير تمثل الفتنة التي قسمت الجماعة إلى أكثر من مجموعة متصارعة، ومؤخرا تنازعت 5 كيانات سياسية تابعة لجماعة الإخوان على تصدر مشهد الفعاليات التي أعلنت عنها الجماعة في ذكرى ثورة 25 يناير، حيث يصدر كل كيان منهم بيانات منفصلة حول الذكرى والاستعداد لها، بعضها كيانات تابعة للتنظيم داخل مصر، وبعضها من الخارج. 
 البيانات الصادرة من تحالف دعم الإخوان بشكل دوري، تزعم فيه أنها ستنظم مظاهرات أو ما تسميه "موجة" جديدة في ذكرى 25 يناير، وتعلن فيه أنها من ستتزعم تلك التحركات التي ستخرج خلال هذا اليوم. 

الإخوان وفتنة 25
كما أصدر ما يسمى "المجاس الثوري" بتركيا، والذى يتخذ من اسطنبول مقرا له وتتزعمه مها عزام، أحد الوجوه المتحالفة مع الإخوان، ، عدة بيانات خلال الفترة الأخيرة أعلن فيها تزعمه لفعاليات ذكرى 25 يناير، كما زعم أيضا أنه سيقيم فعاليات في الخارج يشارك فيها أنصار جماعة الإخوان في عدد من الدول الأوروبية لإحياء تلك الذكرى. رغم حل مكتب الإخوان بالخارج في منتصف شهر ديسمبر الماضي، بقرار من محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، إلا أن المكتب أصدر بيانات خلال الأيام الماضية بشأن التحريض على التصعيد في ذكرى 25 يناير، وأعلن تزعمه التحركات التي ستخرج في ذلك اليوم . 

الإخوان وفتنة 25
وخلال اليومين الماضيين، أصدر محمد منتصر، المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المقال بقرار من محمود عزت، بيانين منفصلين، أعلن فيهما أن الجماعة في الداخل هي من تدعو للتظاهر خلال ذكرى ثورة يناير، وأن هذه الإدارة هي من تمثل الجماعة في الوقت الحالي.
وكذلك البرلمان الإخوانى بتركيا حاله مثل حال المجلس الثوري التابع للإخوان، حيث أصدر عدة بيانات يعلن فيها تنظيمه فعاليات في ذكرى يناير، في الخارج، وحرض على التظاهر خلال تلك الذكرى، وأصدر قياداته بيانات منفصلة يذكرون فيها أن قيادات البرلمان المزعوم سيقودون الفعاليات بالخارج خلال ذكرى يناير. 

الإخوان وفتنة 25
من جانبه يقول خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن تنازع تلك الكيانات حول من سيتصدر المشهد خلال يوم 25 يناير يؤكد مدى حالة الارتباك التي يعانى منها التنظيم، موضحا أن كل كيان يتبع جبهة من جبهات الصراع داخل الجماعة. وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن كل كيان من الكيانات التابعة للتنظيم سواء في الداخل أو الخارج يسعى لإثبات ذاته والإطاحة بالكيان الآخر، موضحا أن هذا الصراع هو ما بين قيادات القاهرة وإسطنبول .

الموقف الأمني ومخططات الإخوان

الموقف الأمني ومخططات
ليست الفعاليات الإخوانية المنتظرة في ذكرى 25 يناير مقتصرة على مجرد التظاهر والوقفات الاحتجاجية بينما تتعدى ذلك حسب بيانات الجماعة وبعض ممثليها إلى استخدام السلاح والعنف ضد الأجهزة الأمنية التي ستتصدى لهذه الفعاليات، ففي إطار مخطط يستهدف استنزاف قوات الأمن المصرية قبل ذكرى ثورة 25 يناير، كشفت مصادر أمنية  تحركات مكثفة تجريها عناصر الجماعة الإرهابية وحلفاؤها، بالتنسيق مع عناصر من حركة ٦ إبريل والاشتراكيين الثوريين. 
الخطط التي تعتزم الجماعة تنفيذها، تتبناها قيادات التنظيم الدولي في الخارج، وكشفت المصادر أن قيادات التنظيم الإرهابي الصادرة بحقها قرارات ضبط وإحضار عبر الإنتربول الدولي بدولة تركيا يمولون تلك التظاهرات بمبالغ مالية تجاوزت الـ٢٠ مليون دولار. وأشارت المصادر إلى أن أبرز تلك الشخصيات وجدى غنيم، وعاصم عبد الماجد، عبر تلقين بعض المجموعات المسلحة المشاركة بتلك التظاهرات عددًا من التعليمات لحماية تلك المسيرات والاعتداء على قوات الأمن عبر خطة تهدف لإرهاق الأمن المصري على غرار ما حدث يوم 28 يناير 2011 لإجبار الأمن على الانسحاب والاستيلاء على المراكز الشرطية وتنفيذ عمليات تخريب. وأكدت المصادر عن رصد مخطط الجماعة الإرهابية لحرق سيارات للشرطة والجيش، كذلك تخريب ونهب ماكينات الصرف الآلي ولمدة 3 أيام. وأشارت المصادر إلى أن أبرز مناطق تجمع مسيرات التنظيم الإرهابي في مناطق فيصل والهرم، وتحديدا منطقة الطالبية ومنطقة عين شمس ومناطق أخرى. 
كما كشفت المصادر الأمنية أن الجماعة المحظورة تنوى التظاهر والحشد رغم أن هذه التظاهرات اختفت عن المشهد منذ فترة طويلة، وستكون تلك التظاهرات بالتعاون مع دعم تحالف الشرعية وعناصر من 6 إبريل وفى مخططاتهم أيضا كما كشفت المصادر استخدام الملابس الشرطية، والدعوة للحشد عبر قنواتهم الفضائية المعروفة، لكى تحدث بلبلة داخل المشهد العام. 
ومن ضمن مخططات الجماعة، تنويع أماكن التظاهر وعدم تكرارها لكى لا يتم رصدها، ورصدت الأجهزة الأمنية خططهم للاشتباك مع عناصر تقوم بارتداء ملابس الأمن، لترويج المشهد الذي يصنعونه عبر قنواتهم التي تحارب الدولة المصرية والممولة من دول معادية لمصر، حيث تقوم بنشر فيديوهات مفبركة من قبل الإخوان وتحالف دعم الشرعية وحركة 6 إبريل.
وقد لجأت أجهزة الأمن المصرية بعد أن كشفت تلك المخططات بتجهيز زي جديد لرجال الأمن المركزي، وكذلك رجال الأمن المختصين بتأمين المنشآت الحيوية.

محاولات للم شمل الجماعة

محاولات للم شمل الجماعة
وفي إطار المحاولات الرامية للم شمل الجماعة وتقليل حدة الصراع بين الأطراف المتصارعة، عقدت لجنة الحكماء بجماعة الإخوان اتفاقاً بين فرقاء الجماعة، على إجراء انتخابات مكتب الإرشاد والمجلس، خلال 3 أشهر، وبحسب مصادر مقربة من قيادات الجماعة، سيتم عقد اجتماعات تحضيرية خلال الفترة المقبلة لتلك الانتخابات، لافتة إلى أن قادة التنظيم مشغولون حالياً في الإعداد للذكرى الخامسة لثورة ٢٥ يناير.
وأكدت المصادر أن شباب الجماعة فشلوا في إقناع قوى ثورية وشبابية لتدشين كيان جديد يتولى حراك الشارع ضد النظام، بدءاً من 25 يناير المقبل، لافتة إلى أن ممثلي القوى المدنية يرفضون بشكل تام التعاون مع الجماعة، منبهةً إلى استمرار المفاوضات بين الطرفين. وكشف حسين عبدالرحمن، منسق حركة إخوان بلا عنف، أن اللجان النوعية بالجماعة تعقد اجتماعات استعداداً لفعاليات 25 يناير، مشيراً إلى أن هناك نوايا لإحراق منشآت وقطع السكك الحديدية قبل الفعاليات. وقال «عبدالرحمن» إن هناك تنسيقًا بين قادة الجماعة الهاربين في تركيا وقطر ومسئولي العمل الميداني، وهناك عمليات تجنيد من قبل أنصار الجماعة للشباب السلفيين، لإقناعهم بالانضمام إلى اللجان النوعية التي تخطط للانتقام لسجناء الجماعة.

الإخوان وفتنة 25
وفي إطار بحث الجماعة عن مؤيدين لها من داخل تيار الإسلام السياسي، لمشاركتها تلك التظاهرات والفعاليات، أعلنت حركات إسلامية، وسلفية، عدم التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير ، موضحين أن الهدف من تلك الدعاوى هو إثارة الفوضى، وأنهم لن يساهموا في استغلال الإخوان لفعالياتهم لإشعال الموقف. وأعلنت الجبهة الوسطية، عدم مشاركتها في أي احتفالات، أو مظاهرات في ذكرى 25 يناير، مشيرة إلى ضرورة أن ينتبه الشعب المصري إلى العمل والتنمية. وقالت الجبهة في بيان: "مهمتنا تشجيع الشعب المصري على الإنتاج والعمل الجاد ومحاولة إيجاد فرص عمل للشباب في سوق العمل، وليس المشاركة في مظاهرات أو احتفالات خلال ذكرى ثورة 25 يناي"  وفى نفس السياق أعلنت الدعوة السلفية معارضتها لدعوات التظاهر في ذكرى 25 يناير، مشيرة إلى أنها لن تشارك في أي دعوات للتظاهر خلال تلك الذكرى. وقامت الدعوة السلفية بعمل جولات خلال الفترة الأخيرة بالمحافظات لتحذير شبابها من النزول في تلك الذكرى، وموضحة أن تلك الدعوات "شر يريد أن ينال من الدولة المصرية بكل أركانها، والذى يسوقه البعض من التيارات الإسلامية ضد الدولة". وعقدت الدعوة السلفية، مساء أمس لقاءات تثقيفية لكوادرها للتحذير من النزول في ذكرى 25 يناير، وبيان الأهداف الحقيقية لتلك الدعوات، ومن يتزعمها، والآثار السلبية التي ستنتج من هذه الدعوات خلال الفترة المقبلة.  بدورها شنت الجماعة الإسلامية، هجوما عنيفا على دعاوى التصعيد في ذكرى 25 يناير، مشيرة إلى أن هذه الدعوات هدفها زيادة الفرقة والانقسام داخل المجتمع المصري. وأكد سيد فرج، القيادي بالجماعة الإسلامية، أن هذه الدعوات الهدف منها هو إقصاء الآخرين، ونشر العنف وتوريط الشباب في الدماء. وطالب "فرج" في بيان عدم مشاركة الشباب في تلك الدعوات التصعيدية التي صدرت من الإخوان في الخارج، كما طالب التنظيم بعدم توريط شبابه في أعمال عنف.

شارك