قصور الثقافة تصدر كتاب "فتنة" في طبعتين على أنه كتاب يدعو للتسامح!!!

الإثنين 01/سبتمبر/2014 - 09:49 م
طباعة قصور الثقافة تصدر
 
من يغلق عينيه دون النور يضير عينيه ولا يضير النور، ومن يغلق عقله وضميره دون الحق يضير عقله وضميره ولا يضير الحق، فالنور منفعة للرائي لا للمصباح والحق منفعة وإحسان إلى المهتدى به لا إلى الهادي إليه وما من آفة تهدر العقول البشرية كما يهدرها التعصب الذميم الذى يفرض على أذهان أصحابه وسرائرهم ما هو أسوأ من العمى لذى البصر ومن الصمم لذى السمع، لأن الأعمى قد يبقى بعد فقد البصر إنسانا، والأصم قد يبقى بعد فقد السمع إنسانا، أما من اختلت موازين عقله او موازين وجدانه حتى ما يميز الخبيث من الطيب فذلك ليس بإنسان بالمعنى المقصود من كلمة إنسان، وبهدى من هذا المنهج وجد نظمي لوقا من واجبه أن يكتب صفحات هذا الكتاب "محمد الرسالة والرسول"، موقنا أن الإنصاف حلية يكرم بها المنصف نفسه قبل أن يكرم بها من ينصفهم.
هذه بالنص كلمة الغلاف الخلفي لطبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة لكتاب "محمد الرسالة والرسول"، والتي صدرت مؤخرًا مدعومة سعر النسخة ثلاثة جنيهات فقط، الكتاب أصدرته الهيئة في طبعتين، طبعة مبسطة بجنيه وطبعة كاملة ب 3 جنيه، وهو الكتاب الذى يلقبه البعض بكتاب الفتنة الطائفية، في حين أن الكثيرين يعتبرونه دليلًا من أكبر الأدلة على التسامح الديني، الأمر الذى يكشف لنا الإجابة الجوهرية على سؤال مهم يقول لماذا تفشل حوارات الأديان أو الحوار الإسلامي المسيحي، مهما اتخذت من أشكال ومؤتمرات ومنتديات لأنها ببساطة حوارات طرشان، لا تعترف بالفوارق ولا بالاختلافات، وهذا الكتاب خير دليل على قصور المعرفة..لماذا؟ أولا كتاب محمد الرسالة والرسول يظن المسلم انه كتاب رائع لأن الكاتب مسيحي ويشيد ويعترف بالرسول محمد وتدخل على مواقع سلفية متطرفة – تخيل كتاب رمز في التسامح تنشره الدولة موجود على كل المواقع المتطرفة والجهادية كدليل على انتصار الاسلام ؟!- وأكثر تساؤل موجود بعد ذكر الكتاب مباشرة (هل أسلم هذا الكاتب النصراني؟)-ثانيا لا يمكن لمسيحي صادق مع نفسه مهما ادعى انه مع نور الحق أو مع الموضوعية بكل أشكالها أن يصدق نظمي لوقا، لأنه عكس ما كتب وزير التعليم العسكري كمال الدين حسين في مقدمة الكتاب، لا يمكن لمسيحي ان يعترف بنبوءة محمد لأن كتابه المقدس لا يتضمن هذه النبوءة تماما، كما لا يعترف المسلم بصلب المسيح ؟! إذن الكتاب من عنوانه الأمامي يتضارب مع عظة الغلاف الخلفي، وهو لا يحمل رسالة تسامح ولا يحزنون بل يغذى من جديد التنابذ لانه منذ صدوره وعندما قرر وزير التعليم العسكرى كمال الدين حسين احد ضابط يوليو – وبالمناسبة هو صاحب قرار الغاء تدريس الفلسفة من المناهج الثانوية لأنها لغو فارغ؟! وتدريس الكتاب في مصر ثم الجمهورية المتحدة رفض مسيحيو سوريا أن يدرس أبناؤهم هذا الكتاب واستجاب عبد الناصر لهم، فى حين اكتفى الأقباط في مصر على تداول كتاب الفه القمص سرجيوس زعيم ثورة 19 بعنوان (نظمى لوقا فى الميزان الرد على كتاب محمد الرسالة والرسول ) وهو الكتاب الموجود الان على المواقع الاليكترونية المسيحية التى تعتبره ردًا وافيًا على مؤامرة هيئة قصور الثقافة التي أعادت طرح الكتاب ورقيا ومن ضرائبهم وبسعر بخص لاشعال الفتنة من جديد كمكافأة للأقباط الذين مازالت كنائسهم محروقة وقلوبهم موجوعة .ولم يتحقق لهم شيئا ثم يطعنون فى عقيدتهم من مجلة الازهر بمقالات الدكتور محمد عمارة وبإصدرات وزارة الثقافة وبملاحقات وزارة الداخلية .وكان الدنيا كلها ضدهم .
يبقى أن ما لا يعرفه المسئولون بقصور الثقافة أن الدكتور نظمى لوقا وبعد جلسات مع نيافة الحبر الجليل الانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى والدراسات القبطية المتنيح، كتب مؤلفا رائعا قبل رحيله بعنوان (حول مائدة المسيح ) رأى فيه نورا آخر.
 وأخيرا من هو نظمي لوقا جرجس ( 1920 - 1987 م) ولد في مدينة دمنهور (عاصمة محافظة البحيرة)، وتوفي في القاهرة وقضى حياته في مصر. حصل على شهادة إتمام المرحلة الابتدائية في مسقط رأسه، ثم على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من الإسكندرية، ثم التحق بجامعة القاهرة، وحصل على ليسانس الآداب، قسم الفلسفة (1940)، كما حصل على ليسانس مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، ثم واصل دراسته العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة. عمل مدرسًا بالمدارس الثانوية في مدينتي السويس والإسكندرية، وأستاذًا للفلسفة بكلية المعلمين بالقاهرة، ثم بكلية الآداب، جامعة عين شمس. كان عضوًا بنادي القلم الدولي، وعضوًا باتحاد كتاب مصر، وعضوًا باتحاد الكتاب العرب. أثارت كتاباته عن الإسلام ونبيّه انتباه الناس جميعًا. صدر له ديوانان: «أشباح المقبرة» - القاهرة 1939، و«كنت وحدي» - القاهرة 1940 (وهو مطولة ذات طابع ملحمي مكونة من عدة أناشيد)، وله قصائد نشرت في مجلة الثقافة (القاهرة)، منها: «اليتم العميق» - يناير 1974و«أشباح المقبرة» - فبراير 1976. له عدد من الأعمال القصصية، منها: «الابنة الحائرة »- مطبعة النيل - المنصورة 191 و«عذراء كفر الشيخ» - دار المعارف - القاهرة 1979، وله عدد من المؤلفات، منها: «محمد: الرسالة والرسول» - مطابع دار الكتب الحديثة - القاهرة 1959، و«محمد في حياته الخاصة» - دار الهلال - القاهرة 1969، و«عمرو بن العاص» - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1970، و«أبوبكر حواري محمد» - دار الهلال - القاهرة 1971، و«الله»: وجوده ووحدانيته بين الفلسفة والدين - مكتبة غريب - القاهرة 1982، و«أنا والإسلام»، و«وا محمداه»،«الله: الإنسان والقيمة»، كما وله عدد كبير من المترجمات، منها: «الأفق الضائع»: جيمس هيلتون - دار الهلال - القاهرة 1955، و«ثلاثية نجيب محفوظ»: الأب جاك جومييه - مكتبة مصر - القاهرة 1959، و«أهداف التربية»: الفريد نورث هويتهيد - الشركة العربية للطباعة والنشر - القاهرة 1958، و«رحلة في دنيا المستقبل»: أندريه موروا - 1962، و«آلام فرتر: جوته» - دار الهلال - القاهرة 1977، و«الوصول إلى السعادة»: برتراند رسل - كتاب الهلال - عدد 32 - القاهرة 1977، و«سيمفونية الرعاة»: أندريه جيد - دار الهلال - القاهرة 1978، و«الليالي البيضاء»: ديستوفسكي - دار الهلال - القاهرة 1980، و«تفسير الأحلام»: سيجموند فرويد - كتاب الهلال - القاهرة - 1962، و«رقصة الحياة» - البعد الآخر للزمن: إدوارد د.ت. هول - دار كتابي - القاهرة (د.ت)،يا ليت هيئة قصور الثقافة قد اصدرت للدكتور نظمى اى من ابداعاتة الشعرية او القصصية أو الإبداعية النقدية أو الفلسفية او كتبه المترجمة وهى غير متدوالة .بعيدا عن كتب التراشق الطائفى المتوفرة بكثرة على الانترنت وفى المكتبات الخاصة، والتي فشلت بعد صدورها – طبعت لأول مرة عام 1952 - في تحقيق أي تسامح ونجحت في تحقيق المزيد من التنابذ والتراشق الطائفي.

شارك